مقدمة:
تعد نافذة بيع العملة الأجنبية، والتي بدأت عملها بطريقة مزاد للعملة (currency auction)، إحدى الأدوات المباشرة التي تعتمدها البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة للتدخل في سوق الصرف، وذلك للحفاظ على استقرار سعر الصرف؛ وبالتالي المستوى العام للأسعار، وهذا ما عمل به البنك المركزي العراقي منذ العام 2004، وقد أثارت هذه الأداة جدلاً واسعاً سواء على المستوى الأكاديمي أو الرقابي والتنفيذي وحتى الشعبي، والذي كان يشتد بين الحين والآخر لا سيما مع اتساع الفجوة بين السعرين الرسمي والسوقي لسعر الصرف.
لقد مرت تجربة اعتماد النافذة في العراق خلال المدة قيد الدراسة بمراحل عدة سواء من حيث آلية العمل أو الفعالية وكذلك التنظيم، وهذه المراحل تطورت بمرور الوقت لتعكس التطورات التي رافقت الاقتصاد العراقي وما نتج عنها من تغيرات في جانبي العرض والطلب للعملة الأجنبية، لينتقل الأثر فيما بعد لعدد من المؤشرات، بما فيها جانبا الميزانية العمومية للبنك المركزي وحجم الاحتياطيات الأجنبية؛ ومن ثم كل المؤشرات ذات الصلة، لا سيما المستوى العام للأسعار.
يهدف البحث إلى رصد وتحليل العوامل المؤثرة في الطلب على نافذة بيع العملة الأجنبية في البنك المركزي العراقي للمدة (2004-2022) وهو ما يمكن أن يساعد صناع القرار في معرفة درجة واتجاه تأثير تلك المتغيرات في النافذة، من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة التي تدعم استقرار الأسعار وسعر صرف العملة المحلية تحديداً.
ينطلق البحث من فرضية مفادها أن هنالك طلباً ضمنياً على العملة الأجنبية في السوق الرسمي ناجم عن الطلب في السوق غير الرسمي. وتبحث هذه الفرضية ضمن العراق بوصفه النطاق المكاني للبحث وللمدة الزمنية (2004-2022)، ومن أجل تغطية الموضوع، فقد قسمت الدراسة على عدد من المحاور، تضمن المحور الأول، السوق الرسمي للعملة الأجنبية في العراق: الخلفيات والمسار، فيما جاء المحور الثاني، ليبحث دوافع الطلب على العملة الأجنبية في السوق الرسمي، أما المحور الثالث، فقد تناول قياس دوافع الطلب على العملة الأجنبية في السوق الرسمي، وخصص الرابع للتنبؤ بالطلب على العملة الأجنبية في السوق الرسمي، وانتهت الدراسة بمجموعة من الاستنتاجات والتوصيات.
المصدر : https://www.bayancenter.org/2024/06/11288/