جواد العطار
أظهرت الحرب على غزة الفشل الذريع للأمم المتحدة وكافة الأجهزة المرتبطة بها خصوصا مجلس الأمن الدولي وعجزهم الواضح عن إيقاف حمامات الدم بل وانحيازهم الشديد للطرف الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني، بما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول دور هذه المنظمة الاممية والأجهزة المرتبطة بها في تحقيق الأمن والسلم الدوليين واغاثة المدنيين في وقت الحروب.
لم تؤدي منظمة الامم المتحدة والاجهزة التابعة لها منذ انشائها عام 1945 اي دور محوري في تحقيق الامن والسلم الدوليين لعدة أسباب، منها:
الاول – تداعيات الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي والتي استمرت من بداية خمسينيات القرن الماضي الى بداية التسعينيات.
الثاني – حق النقض الفيتو للدول الخمس دائمة العضوية والذي عرقل تنفيذ واقرار الكثير من القرارات الدولية المهمة.
الثالث – احادية القطبية الامريكية التي سادت خلال العقود الثلاث الماضية، والتي أدت إلى تفرد القرار الأمريكي بالمنظمة الاممية.
ما تقدم اعلاه كان وبلا شك سببا في اندلاع الكثير من الحروب والصراعات في مختلف دول العالم وتعثر ادوار المنظمات الدولية في معالجتها او حتى حلها بالنسبة لمجلس الامن الدولي الذي كان وما يزال يقف عاجزا امامها. وفي الوقت الحالي، لا يمكن التفكير ببديل ناجح للمنظمات الدولية الحالية في الوقت الراهن على اقل تقدير، لأنها نتاج المنتصرين في الحرب العالمية الثانية واتفاقهم الذي ما زال مستمرا.
لكن من الممكن انشاء منظمات دولية رديفة من دول فاعلة وجديدة قد تغير الكثير من معادلة المنظمات الحالية وتسحب البساط من تحتها بعد ان اصبحت العوبة بيد القوى الكبرى. فتأسيس منظمة دول عدم الانحياز (بلغراد 1961) وجامعة الدول العربية (القاهرة 1945)، كانت محاولات جادة وناجحة في بداياتها الا ان نجاحها لم يستمر، لكنها تبقى محاولات لإيجاد منظمات قادرة على إيقاف الحروب والصراعات واقرار حلول موضوعية لها بعيدا عن تسلط القوى الكبرى التي عملت بجد على افشال هذه المنظمات ذاتها.
وبعد الحرب الحالية في غزة وتفرج العالم على شعب يجوع ويقتل ويموت مع سكوت المنظمات الدولية ذات العلاقة او انحيازها لطرف على حساب اخر، فان اليقين الواضح ان منظمات جديدة ورديفة سوف تظهر إلى العلن قريبا خصوصا مع تحولات احادية القطبية الامريكية إلى متعددة في اية لحظة.
.
رابط المصدر: