اعداد الباحث : جاد مصطفى البستاني – كلية اقتصاد وعلوم سياسية قسم العلوم السياسية جامعة الاسكندرية
مقدمة :
كثيرًا ما تعرَّضت القارة السمراء إلى موجات من الأوبئة والأمراض التي مثَّلت تهديدًا لحياة البشر في مناطق جنوب الصحراء؛ حيث كان تأثيرها في تلك المناطق أشد وطأة من غيرها لعدة عوامل؛ من أهمها: غياب البنية التحتية المناسبة للتعامل مع تلك الأوبئة والطواعين مقارنةً بمختلف دول العالم المتحضر .
فقد ضربت القارة السمراء عدة أوبئة في الماضي القريب، كان أخطرها الطاعون والكوليرا والحُمَّى الصفراء، بالإضافة إلى الجدري والملاريا والحصبة، وكان آخرها فيروس الإيبولا، ومرض التهاب السحايا، وكلها أمراض تنتشر في البيئات الفقيرة والمُهمَّشة، وتُمثل خطرًا على السكان المحليين في كافة أنحاء القارة السمراء.(1)
والان كورونا يخيم بوجهه القبيح على القارة السمراء فستكون نكهة شهر رمضان هذه المرَّة مغايرةً عن نظيراتها بالنسبة للمسلمين الأفارقة، وخاصة في ظل الحجر الصحي الصارم والأزمة الاقتصادية جراء تفشّي فيروس كورونا.
وسنتناول من خلال هذة الدراسة المحاور التالية :
- اثار وتداعيات الوباء على القارة الافريقية
- تطورات فيروس كورونا في افريقيا والاجراءات المتخذة
- فيروس كورونا يضع الأنظمة الصحية الأفريقية على المحك
- الدور الدولي والاقليمي في القارة لمكافحة كورونا
- السيناريوهات المحتملة لفيروس كورونا في القارة
أولاً : أثار وتداعيات الوباء على القارة الأفريقية :
هناك العديد من الاثار والتداعيات على القارة الافريقية جراء تفشي وباء كورونا على القارة الافريقية لاسيما مع ارتفاع الحالات المصابة في كافة الدول الأفريقية حيث أعلن الاتحاد الأفريقي أن عدد الحلات المصابة حتى الان في القارة 69,947 وحالات الوفاة 2410 والحالات التي تعافت 24,224 (2)
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية، وصول إجمالى الإصابات المسجلة حتى الان بفيروس كورونا المستجد69،126 حالة اصابة في القارة ووفقا لها أيضا تأكد بأنه قد تأثرت 53 دولة في أفريقيا، حيث تم الإبلاغ عن 2386 حالة وفاة وأفادت أن 23،749 حالة استردت عافيتها،وأن الأكثر تأثرا بالوباء ما بين الدول الأفريقية هي جنوب أفريقيا بأكثر من 11،350 حالة إصابة .(3)
وسنتناول أبرز الاثار على القارة فيما يلي :
- الأسواق المالية والعملات المحلية :
حيث يمكن أن يكون التأثير فوريًّا ومباشرًا وقاسيًا؛ حيث وصلت معنويات المخاطر السلبية بالفعل إلى المستويات التي شُوهِدَت آخر مرة خلال الأزمة المالية العالمية لعام 2008م، وألحقت الضرر بالأسواق وكانت العملات الإفريقية في خطّ المواجهة حيث تأثر الراند الجنوب إفريقي بشدة، باعتباره مُعبِّرًا عن الأسواق الناشئة، مع تراجع الطلب الصيني بشكل كبير، وانخفاض حادّ في أسعار السلع الأساسية، وفرار رأس المال الأجنبي، ضعفت العملات الإفريقية حتمًا، بينما ارتفعت عائدات السندات ،وانخفض الراند بنسبة 5% مقابل الدولار، كما خسرت الكواشا الزامبية أكثر من 3% مقابل الدولار في نفس الفترة بل وصل الأمر إلى مطالبة حاملي سندات الدَّيْن بعلاوة ممَّا يؤدي إلى ارتفاع تكلفة التمويل، فضلاً عن احتمالية ارتفاع تكلفة سداد وخدمات الدَّين يذكر أن العملة النيجيرية النيرا تعرَّضت لضغوط؛ لأن صادرات البترول تُشكّل نسبة 90% من الصادرات النيجيرية.
وقد بدت المخاوف داخل بورصة جوهانسبرج في دولة جنوب إفريقيا، التي مُنِيَتْ في الأسبوع الأول من إعلان حالة الطوارئ بخسائر حادة زادت على 2,6%، وتجلَّى الانزعاج الذي انتاب المستثمرين في أسواق المال نظرًا لأن العديد من الشركات في انكشفت في تعاملاتها مع الصين، وخاصة قارة إفريقيا التي يرون أنها عرضة لتقلبات حرجة نظرًا لأن معظم اقتصادات القارة تعتمد بدرجة كبيرة على الاستيراد.
وكان الاقتصاد الصيني قد دخل في حالة تباطؤ ومع ميل عشرات الملايين من المواطنين الصينيين للبقاء في منازلهم خشية الإصابة فإن الإنفاق الاستهلاكي للصينيين يتوقع تراجعه وقد يتسبب ذلك في إحداث تأثير فوري على مستويات الطلب على الصادرات الزراعية والحيوانية الإفريقية؛ مثل اللحوم الناميبية، والقهوة الرواندية، والشاي الكيني، والموالح القادمة من جنوب إفريقيا، كما أن عزوف المسافرين الصينيين والمستثمرين وخوفهم من السفر قد يحدث انخفاض في أعداد المسافرين والسياح حيث إن العديد من خطوط الطيران الإفريقية أطلقت عددًا لا يُستهان به من رحلات الطيران المنتظمة لنقل الطلبة والعمال والسياح بين الجانبين، وهو قطاع يتوقع مراقبون أن يتضرر بصورة كبيرة قد تمتد حتى نهاية عام 2020م.
ـ القطاعات الاستخراجية :
حسب التقرير الصادر عن وكالة بلومبرج؛ فإن الدول الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى ستلحق بها أكبر الأضرار جراء فيروس كورونا وسبب ذلك هو تضرّر الاقتصاد الصيني، بمعنى إحجام الشركات الصينية عن شراء البترول والمعادن التي تعتمد عليها الكثير من البلدان الإفريقية، كمصدر أساسي للدخل.
وقد قدرت الوكالة الخسائر المتوقعة بأربعة مليارات دولار قيمة صادراتها البترولية إلى الصين، تلك الخسائر ستنشأ لسببين؛ أولهما تراجع أسعار النفط بحوالي 5%، فضلاً عن تباطؤ النمو الصيني وبالنسبة لإفريقيا، يُعَدّ التعدين (جميع المعادن تقريبًا)، أحد أكثر القطاعات تضررًا؛ خام الحديد (جنوب إفريقيا)، والنحاس (زامبيا)، والنفط (نيجيريا وأنجولا وغانا). وتبدو الصورة أكثر تفاؤلاً إلى حد ما بالنسبة للذهب؛ حيث ارتفع سعره إلى أكثر من 1500 دولار أمريكي .
وتعاني أنجولا بشكل غير مباشر من الوباء؛ حيث يعتمد اقتصاد الدولة بشكل كامل تقريبًا على النفط، ويؤثر التباطؤ في التجارة مع الصين بسبب الوباء على صادرات النفط، ويقول الخبير الاقتصادي الأنجولي بريسيوسو دومينجوس: “بما أن الصين هي أكبر مستورد للنفط في أنجولا، فإن الأزمة لها تأثير مباشر على أسعار النفط وعلى عائدات انجولا وقد ألغت أنجولا -ثاني أكبر منتج للنفط في القارة بعد نيجيريا بعض الشحنات المتّجهة إلى البلاد بسبب نقص الطلب، حيث تمثل الصادرات إلى الصين 23% من الناتج المحلي الإجمالي لأنجولا.
وفي نيجيريا أكبر اقتصادٍ في القارة، لا يزال النفط يوفّر أكثر من نصف إيرادات الحكومة النيجيرية و94% من النقد الأجنبي. وانخفضت أسعار النفط بنحو 13% هذا العام بسبب تراجع الطلب الصيني.
وقد تتعرض دول أخرى في القارة لضربات أشد, فقد استحوذ المشترون الصينيون على 95% من صادرات جنوب السودان و61% من صادرات أنجولا في عام 2017م، في شكل النفط الخام، واستحوذت الصين على 58% من خام الزنك والنحاس من إريتريا، وبالنسبة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، كانت النسبة 45%، معظمها في شكل شحنات من الكوبالت.
وبالنسبة لجنوب إفريقيا -ثاني أكبر اقتصاد في القارة فإن تأثير الفيروس يتضاءل إلى جانب المشاكل المحلية، مثل انقطاع التيار الكهربائي الذي ضرب قطاع التعدين وقد خفَّضت وكالة “مودي” توقعاتها للنمو الاقتصادي للبلاد هذا العام إلى أقل من 1% وقالت شركة “كومبا” الأمريكية -وهي أكبر مُنْتِج لخام الحديد في جنوب إفريقيا-: “إن آثار الفيروس أثرت على إنتاج الشركة لانخفاض الطلب”. وقالت شركة فيرست كوانتوم -وهي شركة مناجم نحاس كندية تعمل في زامبيا، ثاني أكبر مُنْتِج للمعادن في إفريقيا-: “إن الفيروس أدى إلى تراجع الإنتاج فيها”
– القطاعات غير الاستخراجية
نجحت الصين في أن تحل محل الولايات المتحدة خلال عقد واحد؛ كأكبر شريك تجاري لإفريقيا. وستتضرر كذلك أسواق التصدير الإفريقية الأصغر حجمًا غير البترولية؛ جراء تراجع إنفاق المستهلكين الصينيين والسلع التي ستتضرر جراء تباطؤ قطاعات الغذاء والمشروبات الصينية؛ تشمل اللحم الناميبي، والقهوة التي تصدّرها دولة رواندا، وفاكهة الأفوكاتو التي تصدرها كينيا، والحمضيات الكينية .
وقد بدأت الشركات الإفريقية الصغيرة التي تستورد الغذاء أو التكنولوجيا أو الملابس من الصين تشعر بالفعل بآثار الأزمة؛ إذ ظلت الشركات في الشرق الأقصى مغلقة أو فرضت قيود على الأفارقة الذين يسافرون إلى الصين، فلن يوجد بديل للمستوردات الصينية؛ حيث بدأت المبيعات تنخفض بشكل كبير.
الوضع في أوغندا مشابه؛ حوالي ربع واردات أوغندا تأتي من الصين توقفت عمليات الاستيراد لأسابيع؛ لأن العديد من المصانع الصينية أغلقت الإنتاج. يُواجِه صغار التُّجار الذين يبيعون المنسوجات أو الإلكترونيات أو السلع المنزلية مشكلة. واشتكى رجل الأعمال “عمر كاييرا” من كمبالا من أن العديد من البضائع من الصين لم تَعُد تصل إلى أوغندا.
كما تسيطر السلع الصينية أيضًا على أسواق موزمبيق, ويشعر العديد من التجار بالقلق من أن المنتجات القادمة من الصين ستكون قليلة.(4)
– التباعد الاجتماعي ومستوى المعيشة في أفريقيا
سيتضرع الملايين جوعًا إذا دخل الاقتصاد العالمي في حالة انكماش طويل الأمد، الأمر الذى من المتوقع أنه سيقضى على حياة أكثر من96.09 % من السكان فوق 65 عامًا، فبعد حالة الركود التى تبعت الأزمة المالية العالمية في عام 2008 كان هناك حوالى مليار شخص يعانون من سوء التغذية وفى عام 2010 كان هناك أكثر من 5 ملايين طفل يعانون من الجوع وهذا اكثر مما كان سيحدث لو لم يحدث الركود، نحن نشهد فقط بداية الكارثة الاقتصادية وبالتالي الكارثة الصحية التي ستغرقنا نتيجة لاجرائات التباعد الاجتماعي.
إن الكارثة الاقتصادية ليست مجرد هبوط لبعض سوق الأسهم المجردة، فقد كانت السياحة توظف 1 من كل 23 شخصا ف جنوب افريقيا ماذا حدث الان تبخرت بين عشية وضحاها البارات والمطاعم، تم تأجيل موسم كرة القدم لهذه السنة؛ حيث بلغ معدل البطالة بالفعل في جنوب افريقيا ما يقرب من 30% ف الربع الرابع من عام 2019 في الوقت الذي تفتقر فيه الحكومة الى الوسائل والكفاءة لتقديم المنح اللازمة للمواطنين، فالشركات الصغيرة والمتوسطة في جنوب افريقيا معرضة بالفعل للخطر حيث انه لم يكن لدى موظفيهم في الغالب مدخرات ولا يمكنهم الوصول للائتمان وخلق مياة نظيفة للمعيشه، فالبطالة الجماعية تعنى الفقر الجماعي وهو ما يعنى المجاعة الجماعية. (5)
ـ هروب الأموال من إفريقيا بسبب مخاوف تفشّي الفيروس :
يمكن أن يؤدّي تفشّي فيروس كورونا، وانهيار أسعار البترول إلى خروج رأس المال من إفريقيا؛ حيث لا تتوفر لحكوماتها سوى أدوات قليلة لمحاربة الصدمات الخارجية وفقًا لتوقعات “فيتش ريتنجز” Fitch Ratingsويمثل أكبر مصدرين للبترول، وهما نيجيريا وأنجولا، هشاشة خاصة أمام الهبوط المفاجئ لأسعار النفط فقد فقدت السلعة نحو ربع قيمتها يوم الاثنين (9 مارس الجاري) بعد خلاف بين الدول المنتجة الكبرى حول تخفيضات العرض لمواجهة تراجع الطلب بسبب انتشار الفيروس على التجارة العالمية.
كما أن هذا التراجع لا يؤثر فحسب على التمويل في الأسواق الدولية، بل إنه يمكن أن يؤدي إلى تدفقات مالية لمَحَافظ مالية؛ حيث استثمر مستثمرون في ديون بالعملة المحلية في دول مثل نيجيريا ومصر وغانا وجنوب إفريقيا وعلى سبيل المثال؛ فقد باع مستثمرون أجانب مبالغ صافية بقيمة 20 بليون راند (1.2 بليون دولار) من سندات الحكومة الجنوب إفريقية هذا الشهر بالفعل، وفقًا لبيانات عالجتها بلومبرج.
وتحوز دول إفريقيا جنوب الصحراء حواجز مالية وخارجية محدودة للغاية؛ بمعنى أنها لا تملك أصولاً متاحة بالفعل يمكنها استخدامها لأغراض سياسات مضادة، مثل صناديق الثروات السيادية الكبرى كما يفرض تهاوي أسعار البترول تهديدًا أمام التعافي الضعيف أصلًا في أكبر اقتصاد إفريقي: نيجيريا. وقد خفَّض صندوق النقد الدولي في الشهر الماضي تقديره لنمو نيجيريا إلى 2% من 2.5% بسبب تراجع أسعار البترول كما سيقيّد كُلّ من سعر الصرف الصارم، وتآكل احتياطيات العملة الأجنبية، والاعتماد المرتفع على التدفقات الأجنبية من قدرة الحكومة على التعامل مع عائدات أدنى. (6)
ـ كورونا ترجئ تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية وتعيد تشكيل أولويتها :
بفعل جائحة كورونا بات حلم أفريقيا في تشكيل منطقة تجارة حرة متوقف على تفشي هذا الوباء الذي تمكن من الانتشار في جميع دول القارة وكان من المفترض ان تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ في الأول من يوليو 2020 الا ان ظروف تفشي كورونا حاليا سيدفع المسئولين في الاتفاقية الى تأجيل تفعيل الاتفاقية الى الأول من يناير 2021 ومن المحتمل تأكيد قمة الاتحاد الأفريقي المزمع عقدها في 30 مايو المقبل الى شهري نوفمبر أو ديسمبر المقبلين نظرا لظروف الجائحة وقد جاء تأجيل تفعيل الاتفاقية بناء على اقتراح من الأمانة العامة للاتفاقية برئاسة واكلي مين وينتظر واكلي موافقة الدول الأعضاء على قرار التأجيل ويشير واكلي الى ان الأولوية الان هي مواجهة كورونا وتداعيتها على الأعمال والاقتصاد .(6)فها على “متابعة التطورات في نيجيريا والقرارات السياسية المتوقعة . (7)
ـ التأثيرات المحتملة لتفشي كورونا على العملية الانتخابية
كان من المقرر ان تشهد العديد من الدول الأفريقية خلال عام 2020 اجراء العديد من الانتخابات على كافة المستويات الرئاسية والتشريعية والمحلية وكذلك الاستفتاءات وتراوحت استجابة الدول الأفريقية لجائحة كورونا ما بين اعطاء أهمية للتحذيرات الصحية وتأجيل الانتخابات او تجاهل التحذيرات او التقليل من وظائفها والمضي قدما في اجراء الانتخابات .
وفقا لتقديرات المعهد الدولي للدمقراطية ومساعدة الانتخابات التي أكدت ان 52 دولة على مستوى العالم قامت بتأجيل فعاليتها الانتخابية لحين السيطرة على الجائحة الا أنه في المقابل حرصت بعض الدول على اجراء الانتخابات منهم دول أفريقية حرصت على اجراء الانتخابات خلال شهر مارس وابريل .
لم تأخذ كل من مالي وغينيا والكاميرون التحذيرات الخاصة بانتشار وباء كورونا حيث أجرت مالي انتخاباتها العامة يوم 29 مارس وجولة الاعادة يوم 29 ابريل وأجرت مالي انتخاباتها وسط اجراءات احترازية مثل اغلاق الحدود وحظر التجمعات التي تزيد عن 50 شخصا أما غينيا فقد اجرت استفتاء على تعديلات دستورية وقانونية وانتخابات تشريعية في 22 مارس 2020 في حين ناقشت اثيوبيا مسألة تأجيل الانتخابات فيما تدور النقاشات في كينيا حول امكانية تأجيل الانتخابات المزمع اقامتها في عام 2022 الى عام 2027 بسبب جائحة كورونا فيما تم تأجيل الانتخابات المحلية المزمع اجرائها هذا العام .
كذلك نجد ان دول مثل بنين وبوروندي تصران على اجراء الانتخابات الرئاسية بهما والمقرر عقدها يومي 17 و 20 مايو ولم ترد أي معلومات حول امكانية تأجيل الانتخابات في كلا البلدين وينضم اليهما دول كمصر والجزائر وبوركينافاسو وافريقيا الوسطى والجابون وناميبيا وسشيل والسنغال ومالاوي .
أقدمت غانا على تاجيل الانتخابات التمهيدية في الحزب الحاكم والتي كان مقرر لها في 25 ابريل 2020 وباتت فرصة تاجيل الانتخابات البرلمانية في ديسمبر 2020 كما تدرس تنزانيا حاليا مسألة تأجيل الانتخابات العامة لديها والمقرر عقدها في أكتوبر 2020 اما كوت ديفوار فقد فقد أجلت البرامج الالتدريبية المخصصة لمفوضي ومراقبي الانتخابات .(8)
ثانياً : تطورات فيروس كورونا في افريقيا والاجراءات المتخذة :
سُجلت أول حالة وفاة في القارة الإفريقية لسائح ألماني في مصر، ثم توالى انتشار الفيروس في الدول الإفريقية، وعلى الرغم من الروابط الوثيقة بين الصين والقارة الإفريقية، إلا أن حالات الإصابة مرتبطة بأوروبا وهو ما أثار قلق منظمة الصحة العالمية عندما أعلنت حالة طوارئ صحية عالمية في وقت سابق من فبراير، أدخلت 40 دولة إفريقية حزمة كبيرة من السياسات والآليات المختلفة لدعم الاقتصاد والشرائح الفقيرة والمهمشة من السكان ويشمل ذلك الإعفاء الضريبي للقطاعات الرئيسية المختلفة، والتحويلات النقدية المستهدفة للفقراء والمهمشين كما تقوم الدول الإفريقية العشر “الأفضل أداءً” بتنفيذ سياسات وتدابير شاملة أو مبتكرة بشكل خاص تستحق أن تتعلّم منها الدول الأخرى في إفريقيا وحول العالم ومن هذه التدابير على سبيل المثال: إنشاء أسواق في أماكن مفتوحة تُراعي التباعد الاجتماعي للبائعين في القطاع غير الرسمي (كينيا)، والإعفاء الشامل من رسوم المياه والمرافق الأخرى للجميع لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر (النيجر وغانا)، وتقديم إعانات نقدية (بوتسوانا)، وزيادة العائد الشهري للرائدات الريفيات (مصر).
كما لجأ الأفارقة إلى التكنولوجيا لمواجهة الأزمة الاقتصادية والصحية، وتمّ اعتماد الحلول الرقمية لممارسة الأعمال وفي قطاع البنوك والتعليم والاتصال بالعالم الخارجي. لقد أصبحت تطبيقات زووم Zoom ومايكروسوفت تيم Microsoft Team من أبرز مصطلحات البحث على منصة جوجل Google في البلدان الإفريقية. كما قامت غانا وحكومات غرب إفريقيا الأخرى بإلغاء بعض رسوم فتح حسابات وتحويل الأموال عبر الهاتف المحمول. وقد أدخلت بعض الدول الإفريقية مثل السنغال منصات تعليمية عبر الإنترنت، وتقدم جامعات إفريقية عديدة حزم بيانات تقنية للطلاب. كما تنشر رواندا طائرات بدون طيار لتوزيع الأدوية وتقديم إعلانات الخدمات العامة. قد لا يزال انتشار الإنترنت منخفضًا نسبيًّا، لكن جائحة كورونا سوف تحفز الأفارقة على الابتكار واستخدام وسائل جديدة وغير مألوفة .(9)
جمهورية الكونغو الديمقراطية:
أعلنت كينشاسا أن لديها 572 حالة إصابة مؤكدة من بينهم كبار المسؤولين الحكوميين المقربين من الرئيس تشيسكيدي. فبمجرد تفشّي فيروس كورونا في DRC في 10 مارس 2020م، واجهت كينشاسا أيضًا أعمال عنف ناشئة في ثمانية أماكن، بالإضافة إلى تلك المناطق التي تُعدّ غير آمنة بشكلٍ دائمٍ في شمال كيفو وإيتوري، وهنا تجلَّت إشكالية انتشار فيروس كورونا وانعدام الأمن في البلاد حيث تم الإعلان عن أول حالة مصابة بفيروس كورونا في 10 مارس 2020م وأعلن تشيسكيدى تعليق جميع الرحلات الجوية مع الدول التي انتشر فيها الوباء، وإغلاق جميع المدارس والجامعات في البلاد. وإعلان حالة الطوارئ، وعزل العاصمة كينشاسا أخذت الأوضاع منحًى أكثر خطورة؛ حيث كان الفيروس منتشرًا فقط في وسط البلاد في العاصمة كينشاسا.(10)
جنوب أفريقيا :
أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا الأربعاء عن خطط لتخفيف القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا ، في الوقت الذي تكافح فيه البلاد الأثار الاقتصادية للإغلاق وتهدف الحكومة لتخفيف الإغلاق من المستوى الرابع إلى الثالث من نظام يتكون من 5 مستويات بحلول نهاية مايو، حسبما أعلن رامافوزا في كلمة للأمة وسيبقى الحظر الصارم المفروض على مغادرة المنازل لأسباب غير ضرورية، ساريا فقط في مناطق النقاط الساخنة ذات أرقام العدوى المرتفعة ، وسجلت جنوب أفريقيا 12 ألفا و74 حالة إصابة مؤكدة بكورونا و219 وفاة حتى الآن، وفقا لرامافوزا.وفرضت حكومة جنوب أفريقيا إغلاقا صارما في أنحاء البلاد في مارس من أجل وقف تفشي المرض.(11)
ـاما عن رواندا فهي تكافح الوباء باستخدام الروبوتات في مكافحة فيروس كورونا والحكومة المالية تعلن رفع حظر التجول اعتبارا من السبت 9 مايو 2020.
كما دعا الرئيس السنغالي ماكي صال إلى التعبئة والتضامن في مواجهة فيروس كورونا المستجد، الذي يواصل انتشاره في البلاد وفي مختلف دول العالم وأوضح الرئيس السنغالي في كلمة له، أن البلاد تعيش منذ أكثر من شهرين أزمة مرتبطة بجائحة كوفيد وسجلت السنغال إجمالي المصابين إلى 1634 حالة مؤكدة، بينها 643 حالة شفاء كما توفي مصابان جديدان، مما أدى إلى ارتفاع عدد الوفيات بسبب كورونا إلى 17 حالة وفاة .(12)
وتواصل زامبيا تسجيل عدد كبير من حالات كوفيد-19 في مدينة ناكوندي الحدودية الواقعة في شمال البلاد قرب تنزانيا، والتي أحصيت فيها 196 حالة من إجمالي 208 حالات جديدة مسجلة (13)
ونجد ان غانا استأنفت الرحلات الجوية الداخلية في سياق إجراءآت التخفيف الجارية ببطء في البلاد من آثار فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″(14)
كما ان السنغال في أعقاب إعادة فتح المساجد تفكيك عاصف إذا كانت إعادة الفتح تتعلق أيضًا بالأعمال والأسواق فإن تلك المساجد تحمل رسومًا رمزية قوية: وهي انخفاض القوة المدنية في مواجهة الدين ان القرار الذي اتخذه الرئيس السنغالي ماكي سال بتخفيف بعض الإجراءات التقييدية ضد وباء الفيروس التاجي الجديد كجزء من حالة الطوارئ لا يزال بالإجماع، والآن يواجه معسكران متعارضان بعضهما البعض أولئك الذين رفعوا القيود المفروضة منذ مارس والذين هم ضدهم (15)
وقد أعلن اتحاد الجمعيات الإسلامية في بوركينا فاسو أن المساجد في البلاد تقرر فتحها ابتداءً من السبت وتابع بالقول: “هذا هو السبب الذي سيجعل استمرار الوصول إلى متاجر المواد الغذائية بالترتيب الأبجدي وبنفس المعايير الصحية”. وبالإضافة إلى ذلك، ستبقى المطاعم والحانات والوجبات الخفيفة وأماكن الترفيه الأخرى مغلقة في الوقت الحالي، ستخضع المدارس أيضًا لنفس هذه التدابير.
بيد أن إعادة فتح المساجد هذه يجب أن يصاحبها التقيد الصارم بالإجراءات الاحترازية التي أصدرها الاتحاد وتشمل هذه الإجراءات، من بين أمور أخرى ، التعقيم المنتظم للمساجد، وغسل وتعقيم اليدين قبل دخول المسجد، وأخذ درجة الحرارة عند مداخل المساجد ووجوب ارتداء الكمامة أو تغطية الأنف
يشار إلى انه تم إغلاق أماكن العبادة في إطار مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوغيد-19). ومنذ 09 مارس 2020، تم تأكيد 652 حالة إصابة بالفيروس في بوركينا فاسو، (260 امرأة و 392 رجل). وسجلت البلاد 44 حالة وفاة و 535 حالة شفاء فيما لا يزال 73 مريضا تحت العلاج
وسجلت بوركينا فاسو، في الأيام الأخيرة، انخفاضا معتبرا في عدد الحالات الموجبة بمرض كوفيد-19. وبحسب السلطات، بلغت البلاد ذروة تفشي الوباء، في الأسبوع من 6 إلى 12 أبريل.(16)
عودة الهدوء إلى النيجر:
ساد الهدوء في أول صيام في رمضان في نيامي بعد أعمال شغب احتجاجًا على حظر التجول وحظر الصلوات الجماعية الناجمة عن الإجراءات الاحترازية لمحاربة انتشار الفيروس التاجي.
في منطقة لازاريت الشعبية الكبيرة، بؤرة أعمال الشغب، تسارع الناس للوصول إلى منازلهم قبل الإفطار في الساعة 7:10 مساءً بالتوقيت المحلي (6:1 مساءً بتوقيت جرينتش)،كانت الشرطة حَذِرةً بعد أعمال الشغب التي اندلعت بين 17 و19 أبريل في العاصمة بعد احتجاجات مماثلة في بقية أنحاء البلاد وتم اعتقال أكثر من 200 شخص وقد خفّفت السلطات الإجراءات؛ من خلال تغيير وقت حظر التجول الساري من الساعة 9 مساءً إلى 5 صباحًا (8 مساءً و4 صباحًا بتوقيت جرينتش) بدلاً من 7 مساءً حتى 6 صباحًا، وبالتالي إعطاء فسحة زمنية تسمح بالإفطار قبل دخول وقت حظر التجوّل.
والنيجر سجلّت 671 حالة فيروس كورونا مع 24 حالة وفاة، وفقًا لتقرير رسمي، وقد أعلنت الدولة بالفعل حالة الطوارئ وإغلاق الحدود ودور العبادة والمدارس، كما تم عزل العاصمة عن بقية البلاد.
المغرب يفرض حظر تجوُّل ليليٍّ في رمضان:
أول أيام رمضان في المغرب “تمّ منع المواطنين رسميًّا من التنقل خارج منازلهم أو على الطريق العام” بين الساعة 7 مساءً و5 صباحًا بالتوقيت المحلي، حسب وزير الداخلية ويضيف الإشعار “ستحرص السلطات المحلية والأجهزة الأمنية على تطبيق إجراءات رقابية صارمة” وقد تم القبض على أكثر من 61.000 شخص خلال ممارسة الأجهزة الأمنية المراقبة اليوميَّة وفقًا لأحدث تقرير رسمي ويُعاقب على عدم الامتثال لقيود التنقل من شهر إلى ثلاثة أشهر في السجن أو غرامة تعادل 115 يورو.
تخفيف الحجر الصحي في كانو بنيجيريا عشية رمضان:
وفي السياق المتصل، تم السماح لسكان كانو، وهي مدينة كبرى في شمال نيجيريا بالخروج لشراء الطعام نتيجة تخفيف الحجر الصحي القائم ضد الفيروس التاجي في اليوم الأول من رمضان وكانت السلطات قد أصدرت قرارًا بالحجر الصحي التام في هذه المدينة التي يزيد عدد سكانها عن 4 ملايين نسمة اعتبارًا من 16 أبريل؛ وذلك لمنع انتشار مرض “كوفيد 19” مما أثار جدلاً حول إغلاق المساجد وحظر صلاة الجماعة في اللحظة الأخيرة، قررت الحكومة المحلية تعليق الحجر الصحي يومًا واحدًا، من الساعة 6 صباحًا حتى منتصف الليل، للسماح للسكان بتخزين الطعام قبل أسابيع الصيام .
وقد سجلت نيجيريا ما يقرب من 1000 حالة معلن عنها رسميًّا لعدوى الفيروس التاجي، و31 حالة وفاة، ولكن تم رفع العديد من الأصوات للتنديد بالعدد الضئيل من الاختبارات التي أُجريت في أكثر الدول اكتظاظًا بالسكان في إفريقيا حيث يبلغ عدد سكانها 200 مليون نسمة.
تخفيف حظر التجوّل في ليبيا وتونس والجزائر:
أعلنت الجزائر وتونس وليبيا عن إدخال تخفيف خلال شهر رمضان للمسلمين بعد حظر التجوّل بسبب وباء كوفيد 19 وفي ليبيا، أعلنت حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس عن استبدال الحجر الصحي بمنع التجوّل من الساعة 6 مساءً حتى الساعة 6 صباحًا بالتوقيت المحلي لمدة عشرة أيام وحتى ذلك الحين، لم يكن سكان هذا البلد الذي في حالة حرب يحترمون الحجر الصحي المفروض منذ أسبوع.
ومن جانبها اختصرت السلطات التونسية ساعتين من حظر التجول الليلي المفروض منذ 22 مارس ويبدأ الآن الساعة 8 مساءً بالتوقيت المحلي، 7 مساءً بتوقيت غرينتش وفي الجزائر، تم رفع الحجر الصحي عن ولاية (البليدة) بالقرب من الجزائر العاصمة التي تم فيها تسجيل الحالات الأولى لفيروس كورونا، مما أفسح المجال لحظر التجوّل من الساعة 2 إلى 7 مساءً بالتوقيت المحلي، وفي الولايات التسع الأكثر تضررًا من الوباء، بما في ذلك العاصمة، تم تخفيف حظر التجول لمدة ساعتين.
موريشيوس تستعدّ لعملية تدريجية نحو رفع الحجر الصحي:
بعد استقرار عدد المصابين بالفيروس التاجي المستجد، ستدخل جمهورية موريشيوس في عملية رفع الحجر الصحي تدريجيًّا؛ حيث أعلن رئيس الوزراء برافيند جوغناوث، بأن هذا الحجر الصحي يجب أن ينتهي في 4 مايو وأوضح في مؤتمر صحفي أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات قد أثمرت بمقارنة معدل المتعافين الذي يتجاوز بكثير عدد الحالات النشطة مع Covid-19. (17)
فيروس كورونا يصل “ليسوتو” البلد الأفريقي الأخير
قالت الوزارة في بيان، اليوم الأربعاء ، أن “المصاب لا تظهر عليه أعراض المرض، وتم وضعه في الحجر الصحي، البيان أوضح أن الفيروس تم اكتشافه في واحد من أصل 81 شخصا تم اختبارهم بعد وصولهم الأسبوع الماضي من السعودية وجنوب أفريقيا”وجاء في البيان: “تبلغ وزارة الصحة المجتمع بأسره الذين يعيشون في ليسوتو، أن البلاد لديها الآن أول حالة مؤكدة لمرض (كوفيد- 19)”. المريض هو مواطن من ليسوتو يدرس في السعودية وأعلنت ليسوتو الإغلاق في يوم 29 مارس لحماية نفسها من الانتشار المحتمل لفيروس من جنوب أفريقيا وأعلن رئيس الوزراء توماس تابان، تخفيف القيود في 6 مايو مما سمح “لجميع الخدمات والمشاريع غير الضرورية باستئناف أعمالها مؤقتًا، وكانت ليسوتو – التي يبلغ عدد سكانها نحو مليونين – البلد الإفريقي الوحيد الذي لم يسجل أي إصابة بالفيروس .(18)
ـ ثالثاً : فيروس كورونا يضع الأنظمة الصحية الأفريقية على المحك :
لقد أظهرت أزمة كورونا مدى زيف شعارات ما بعد الاستقلال في إفريقيا حيث لم تتحقق التنمية المنشودة إنَّ الأنظمة الصحية في إفريقيا ضعيفة وغير قادرة على مواجهة تحدِّي الأمراض والأوبئة وفقًا لبعض التقديرات لا تمتلك 10 دول إفريقية (حوالي 20٪ من إجمالي دول القارة) أجهزة تنفس صناعي ومما يثير العجب أن جنوب السودان، الدولة التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، لديها عدد أكبر من نواب الرئيس (خمسة) في الوقت الذي تمتلك فيه أربعة أجهزة تنفس صناعي فقط كما يوجد في جمهورية إفريقيا الوسطى ثلاثة أجهزة تنفس فقط لسكانها البالغ عددهم نحو خمسة ملايين.
وعلى الرغم من أنَّ معدل انتشار فيروس كورونا المستجدّ لا يزال منخفضًا نسبيًّا في إفريقيا، إلا أنَّ الأنظمة الصحية لا تزال معرَّضة لحدوث تزايد في عدد الإصابات المؤكدة ونظرًا لضعف البنية الصحية الإفريقية تُشكل إفريقيا 16% من سكان العالم، ومع ذلك تنفق 1% فقط على الرعاية الصحية وإذا علمنا أنه يوجد في إيطاليا 41 طبيبًا لكل عشرة آلاف شخص؛ فإن إفريقيا تشهد وجود طبيبين لكل عشرة آلاف شخص
ان الفساد في إفريقيا الذي بدأ على نطاق واسع باستغلال الموارد أدَّى إلى تواطؤ الشركات المتعددة الجنسيات والنخب الإفريقية الحاكمة ومن الأمثلة على ذلك: فضيحة فساد “شل” و”إيني” التي شملت موظفين من كلا الشركتين وكبار المسؤولين النيجيريين ولعل المبلغ المُوزَّع كرشاوى يتجاوز ميزانية الرعاية الصحية النيجيرية بأكملها لعام 2018م، في بلدٍ يعيش فيه 87 مليون شخص في فقر مدقع.
لقد توفي العديد من القادة الأفارقة في المستشفيات الأجنبية خارج بلادهم ومن الواضح أن الرعاية الصحية لم تَعُدْ أولوية للنخب الحاكمة الذين يفضّل معظمهم السفر للخارج عند الضرورة إنهم لا يؤمنون بالنظام الصحي الوطني، ولا يرغبون في الاستثمار في البنية الصحية، وهو ما يسهم في هجرة الأطباء الأكفاء إلى الخارج و بالرغم من تعهدات عديدة بتحسين قطاع الصحة ففي عام 2001م، اجتمع رؤساء 52 دولة إفريقية في العاصمة النيجيرية أبوجا، والتزموا بإنفاق 15% من ميزانيتهم الوطنية السنوية على الصحة بيد أنَّ قلة من الدول هي التي حقَّقت هذا الهدف في القارة وتشمل هذه الدول وفقًا لمنظمة الصحة العالمية تنزانيا ورواندا وبوتسوانا وزامبيا ، لقد استطاعت رواندا عام 2017م مضاعَفَة إنفاقها على الرعاية الصحية على مدى 10 سنوات واستنادًا إلى مقياس نصيب الفرد، فإن بقية العالم ينفق على الرعاية الصحية عشرة أضعاف ما تنفقه إفريقيا .
لقد كشفت جائحة كورونا سوءات النظم الصحية الإفريقية، وأبرزها: شيوع الفساد، والاعتماد على الخارج. ففي ظل هذه الحرب المخيفة التي شملت الجميع في الغرب والشرق على السواء بات كل واحد منا وكأن لسان حاله يقول: “نفسي نفسي”. وهكذا تُركت إفريقيا وحدها وهنا يتعين على القيادات الإفريقية الواعية تعلُّم الدرس والاستفادة من خبرات الآخرين، ولا سيما في آسيا؛ من أجل بناء وتطوير المستشفيات والعيادات الطبية الراقية لتعزيز الصحة العامة بحسبانها مسألة تتعلق بالأمن القومي. ويتعين تحقيق ذلك من خلال الآليات المالية المستدامة التي تقدم الخدمات للجميع بغضّ النظر عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي لقد كانت بعض الاستجابات الوطنية على جائحة كورونا مشجِّعةً في إفريقيا؛ فقد أعلن الرئيس الغاني نانا أكوفو أدو، على سبيل المثال، عن خُطَط لبناء أكثر من 90 مستشفى لتعزيز النظام الصحي في غانا في أعقاب تفشّي المرض. (19)
وبحسب التقرير الصادر عن اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة أجرى التقرير مقارنة مرعبة بين إمكانات النظام الصحي في إفريقيا وأوروبا، حيث يشير إلى أنه بالمتوسط فإنه يتوفر خمسة أسرة عناية مركزة (ICU) لكل مليون شخص في إفريقيا، أما في أوروبا فإن المتوسط يبلغ 115 سرير عناية مركزة لكل مليون شخص، ومع ذلك فإن الدول الأوروبية التي ضربها الوباء أصبحت تعاني من أزمة في القطاع الصحي.(20)
رابعاً : الدور الدولي والاقليمي في القارة لمكافحة كورونا :
بالرغم من ضعف الدور الدولي في الازمة كما نعلم جميعا الا اننا سوف نوضح ابرز هذه الادوار ولعل أكبر درس يجب أن تتعلمه إفريقيا من هذا الوباء هو فضيلة الاعتماد على الذات من أجل البقاء وكمثال على ذلك، إذا تمّ العثور على لقاح للسيطرة على الفيروس؛ فلن تتلقاه إفريقيا إلا بعد أن يسد الغرب حاجته منه ربما لا تكون الدول الغربية بمثل جرأة رئيس الولايات المتحدة “دونالد ترامب” عندما يتحدث عن “أمريكا أولًا”؛ لكنها واقعيًّا لديها السياسة نفسها. لا ينبغي للقادة الأفارقة أن يهاجموا “ترامب” أو الغرب بسبب تخاذله في مد يد العون؛ ولكن عوضًا عن ذلك يجب عليهم النهوض باقتصاداتهم وأن يعتمدوا على أنفسهم .
ـ الكتيبة الطبية الكوبية في جنوب إفريقيا لمكافحة كورونا:
كان وصول 217 أخصائيًّا وعاملًا كوبيًّا إلى جنوب إفريقيا يوم الاثنين (الموافق 27 أبريل 2020) استجابة لطلب رئيس جنوب إفريقيا “سيريل رامافوسا” من الرئيس الكوبي “دياز كانيل برموديز”؛ وذلك لدعم الجهود المبذولة لاحتواء فيروس كورونا المستجدّ في جنوب إفريقيا التي سجلت (حتى يوم 28 أبريل 2020) 4.793 إصابة و90 حالة وفاة، وتشكل الكتيبة الطبية الكوبية في جنوب إفريقيا؛ أطباء الأسرة، وعلماء الأوبئة والأحياء، وخبراء تكنولوجيا الرعاية الصحية والهندسة، وخبراء التكنولوجيا الحيوية، وغيرهم من المتخصصين في مجالات مكافحة الجائحة وأشاد وزير الصحة الجنوب إفريقي “زويلي مخيزي” في مؤتمر صحفي في وقت سابق من بداية أبريل بالنجاحات التي حققتها كوبا في مجال الصحة المجتمعية، مؤكدًا أن بلاده مستعدة للاستفادة من النموذج الكوبي لتحسين حياة المواطنين.(21)
ـ مساعدات الاتحاد الأوروبي
منح الاتحاد الأوروبي لغينيا غلافا ماليا قدره 2,5 مليون يورو في شكل هبة، وسيُخصص لتمويل أعمال الاستجابة لوباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) (22)
قال بيان مشترك للمغرب والاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، إن الاتحاد تعهد بتقديم 450 مليون يورو للحكومة المغربية لمساعدتها على مواجهة تفشي فيروس كورونا وأوضح البيان أن الاتحاد سيقدم 150 مليون يورو على الفور لصندوق خاص أسسه المغرب للتصدي للفيروس وتابع “بينما سيخصص المبلغ المتبقي لمساعدة المملكة على مواجهة التحديات المالية المرتبطة بالوباء”.(23)
قال سفير الاتحاد الأوروبي فيتونس باتريس برجميني، اليوم السبت، في تغريدة على تويتر إن الاتحاد الأوروبي منح تونس مساعدات بقيمة 250 مليون يورو لمساعدتها على مواجهة الآثار الاقتصادية والاجتماعية لفيروس كورونا.(24)
ـ اقتصاد صندوق النقد يساند أفريقيا ويدعو إلى تخفيف ديون القارة
قال أبيبي آيمرو سيلاسي مدير إدارة شؤون أفريقيا بصندوق النقد الدولي، إن الصندوق يقدر احتياجات أفريقيا خلال العام الجاري 2020، بنحو 114 مليار دولار للإنفاق على الخدمات الصحية والاجتماعية، التي ستنتج عن الاستمرار في سداد الديون الضخمة على القارة
أعرب أبيبي، في تصريحات لوكالة “بلومبرج”، عن أمل المؤسسة الدولية في أن ينضم المزيد من حاملي السندات الأفريقية من القطاع الخاص التجاري إلى الجهود العالمية، التي تهدف إلى تخفيف عبء الديون عن القارة، وكان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي قد ذكرا أن أفريقيا لا تزال تحتاج إلى 44 مليار دولار لمكافحة تفشي وباء (كوفيد-19) رغم تعليق خدمة دين كثير من دولها وتعهدات كبيرة أعلن الصندوق، أن الجهات الدائنة المتعددة وثنائية الأطراف تعهدت حتى الآن بتقديم تمويل ومساعدات بقيمة حوالي 57 مليار دولار، وأن دعم الدائنين من القطاع الخاص قد يضيف 13 مليار دولار أخرى
ومن بين المساعدات التي قدمها الصندوق إلى دول أفريقيا، ققد أعلن الصندوق تقديم مساعدة مالية عاجلة تبلغ نحو 900 مليون دولارلساحل العاج، وأخرى بقيمة نحو 112 مليوناً لهايتي لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد على أراضيهما
ورأى الصندوق أن سلطات ساحل العاج “تحركت بسرعة في مواجهة الوباء عبر الاعتماد على خطة طبية طارئة وخطة طموحة لسياسات اقتصادية تهدف إلى تقديم دعم موجه إلى السكان الضعفاء (25)
ـ بريطانيا تدعم جهود مكافحة كورونا في أفريقيا بـ2.26 مليون دولار :
منحت وكالة التنمية الدولية البريطانية بالاشتراك مع صندوق ويلكوم ترست (مؤسسة خيرية بريطانية)، دعماً مالياً للمركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بلغت قيمة الدعم 2.26 مليون يورو، وذلك من أجل دعم تنفيذ الاستراتيجية الأفريقية المشتركة للدول الأعضاء لمكافحة فيروس كورونا
وقالت جوزي غولدنغ مسؤولة الأوبئة في صندوق ويلكوم ترست، خلال بيان نشره المركز الأفريقي للسيطرة، الأربعاء، إن إجراء البحوث حول فيروس كورونا بالمركز الأفريقي للسيطرة أمر بالغ الأهمية من أجل إنهاء هذا الوباء وأضافت أنه من خلال شراكتنا مع وزارة التنمية الدولية البريطانية، يدعم صندوق ويلكوم العمل المهم الذي يقوم به المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، وذلك للتعامل مع الانتشار بشكل سريع لفيروس كورونا في القارة السمراء .(26)
ـ الاتحاد الأفريقي :
كان الاتحاد الإفريقي خلال الفترة الماضية فاعلًا في توفير الخبرة والمعلومات والتنسيق بين الحكومات والمواطنين بشأن كيفية الاستجابة لانتشار الفيروس واستطاع الاتحاد الإفريقي التحرك من خلال المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها رغم أنه لم يبدأ إلا منذ ثلاث سنوات فقط عندما تم الكشف عن فيروس كورونا المستجد لأول مرة في الصين في ديسمبر 2019، بدأ المركز العمل بشكل وثيق مع منظمة الصحة العالمية ومراكزها دون الإقليمية من أجل دعم الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي في استجاباتها للانتشار المحتمل للفيروس. قام الاتحاد الإفريقي بأداء خمس وظائف على الأقل يعزوها علماء العلاقات الدولية إلى المنظمات الدولية: التنسيق ووضع المعايير، والخبرة، والدعم الفني، ووضع جدول الأعمال العام، بالإضافة إلى تعبئة الموارد.
فأولاً قاد الاتحاد الإفريقي عددًا من الاجتماعات المهمة التي أدت إلى التنسيق ووضع المعايير المشتركة للدول الأعضاء ففي منتصف فبراير 2020، التقى وزراء الصحة الأفارقة في اجتماع طارئ للاتفاق على استراتيجية قارية لمواجهة انتشار الفيروس المحتمل في إفريقيا. كما عقد وزراء المالية الأفارقة اجتماعًا افتراضيًّا في مارس ناقشوا فيه العواقب المالية المحتملة للفيروس وطرق معالجتها. وفي أواخر مارس، عقد الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، رئيس جنوب إفريقيا “سيريل رامافوسا”، اجتماعًا افتراضيًّا لمكتب الاتحاد الإفريقي حيث قرر إنشاء صندوق إفريقي لفيروس كورونا
ويقدم مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا خبرة مهمة للدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي ومواطنيها وكجزء من الاستراتيجية القارية، تم تشكيل فريق عمل إفريقي لمكافحة الفيروس لإعداد استراتيجيات وبيانات وتدريبات في ستة مجالات فنية تتراوح من المراقبة إلى الإدارة السريرية للحالات الإيجابية وتوقع المخاطر
وتقديم الدعم الفني للدول الأعضاء من أجل الاستجابة لانتشار الفيروس. قام المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض بتنسيق توزيع أجهزة الفحص وكذلك الإمدادات والمعدات الطبية المتبرع بها للدول الأعضاء
ويقوم مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا ومؤسسات الاتحاد الإفريقي الأخرى بحملة واضحة للتوعية العامة من خلال قنواتها على فيسبوك وتويتر بهدف خلق الوعي وتوفير المعلومات للمواطنين الأفارقة حول أنماط العدوى أو استراتيجيات الرعاية والوقاية
وقام الاتحاد الإفريقي بدور مهم في تعبئة الموارد من أجل مكافحة تفشي هذه الجائحة. فقد تم تمويل الصندوق الإفريقي لفيروس كورونا بمبلغ 12.5 مليون دولار أمريكي كتمويل أولي له وإن كان الصندوق يهدف كذلك إلى جذب انتباه المجتمع الدولي و قام رؤساء دول وحكومات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) بالاجتماع الافتراضي لمناقشة تداعيات كورونا وسبل الاستجابة وبالمثل اجتمع وزراء الصحة في الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بشكل طارئ في باماكو عاصمة مالي . (27)
جري الاتحاد الأفريقي مناقشات مع جمهورية مدغشقر ، من خلال سفارتها في أديس أبابا ، بهدف الحصول على بيانات فنية تتعلق بسلامة وكفاءة علاج عشبي أعلنت عنه مدغشقر مؤخراً للوقاية وعلاج فيروس كورونا المستجد حيث تم الاتفاق على أن تزود الدولة العضو بالاتحاد الأفريقي بما يلزم من تفاصيل حول العلاج العشبي لتنسيق الجهود الإقليمية من أجل الاستجابة لتفشي مرض كورونا المستجد (28)
ـ وزراء الطاقة الأفارقة يتفقون على استراتيجية مشتركة للحد من آثار كورونا
قد أمس الاجتماع غير العادي لمكتب اللجنة الوزارية الأفريقية للطاقة، ذلك لمناقشة الخطة الطارئة التي أعدتها المفوضية للتعامل مع آثار جائحة كوروناواتفق وزراء الطاقة الأفارقة خلال الاجتماع على استراتيجية مشتركة لمحاربة كورونا و إسهام قطاع الطاقة في تعافي الاقتصاد في القارة بعد الوباء ،كما أشاد الوزراء الأفارقة بالإجراءات التي اتخذها الاتحاد الأفريقي لمكافحة جائحة COVID-19 بقيادة مكتب رؤساء الدول والحكومات وكذلك الجهود التي تبذلها الدول الأعضاء ومفوضية الاتحاد الأفريقي والوكالات المتخصصة التابعة للاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية.
و شجع الاجتماع الدول الافريقية على بناء شراكات مع شركاء التنمية ، والقطاع الخاص ، وأصحاب المشاريع الاجتماعية ، والمنظمات الوطنية والدولية لدعم توفير خدمات الطاقة بشكل عاجل للمرافق والعمليات الحيوية لإدارة جائحة COVID-19 ، ودعم كهربة المراكز الصحية الريفية ومشاريع ضخ المياه لتحسين تدابير النظافة التي تعتبر أساسية في مكافحة انتشار فيروس كورونا. كما دعت المؤسسات المالية المتعددة الأطراف وشركاء التنمية إلى دعم التنفيذ السريع لاستراتيجية الانتعاش لما بعد كورونا
وكان المكتب قد اعتمد إعلاناً يدعو إلى اتخاذ تدابير مختلفة لتوفير الطاقة للمرافق الصحية الحرجة وخدمات الخط الأمامي للتعامل مع تبعات وباء COVID-19 (29)
خامساً : السيناريوهات المحتملة لفيروس كورونا :
ـ السيناريو الاصلاحي ” اتجاه واقعي “
يركز هذا السيناريو على حدوث تغيرات وإصلاحات على الوضعية الحالية لإشكالية فيروس كورونا فيفترض الوصول إلى لقاح جديد لعلاج فيروس كورونا، إلا أن القضاء عليه لن يأتي إلا من خلال بناء ثقة الجمهور، وتعزيز الحوكمة فرغم كل العقبات إلا أنه يمكن السيطرة على هذا الوباء من خلال الاستفادة من تجارب الدول التي نجحت في تقليل عدد الاصابات كالصين على سبيل المثال .
ويفترض هذا السيناريو بأن إفريقيا سوف تشهد أدنى معدلات للإصابة مقارنة بأوروبا وأمريكا الشمالية. وربما يُعزَى ذلك لعوامل مناخية وديموغرافية، إن التفسير الأكثر شيوعًا هو أن الفيروس التاجي لا يستطيع مقاومة الحرارة أو أشعة الشمس المباشرة كما أن التركيبة السكانية التي تُهيمن عليها فئة الشباب في إفريقيا تمثل ثاني أكثر التفسيرات شيوعًا. عادة ما يقول الأفارقة تندرًا: “الفيروس عجوز وبارد، وإفريقيا شابة وحارة”. ومن جهة أخرى، فإن لإفريقيا تجارب سابقة مع الأوبئة، مثل الإيبولا ومرض نقص المناعة المكتسبة. لذا فإن العاملين في مجال الرعاية الصحية وحتى السكان أصبحت لديهم دراية معينة بحالات الأزمات الصحية .
ـ سيناريو استمرار الازمة “اتجاه تشاؤمي”
يفترض هذا السيناريو استمرار بقاء الوضع الحالي فطالما أن التحديات الصحية والتمويلية والأمنية مازالت قائمة؛ فإنَّ احتمالات السيطرة علي الوباء ستكون ضعيفة.وكما هو الحال في أفلام الخيال العلمي التي تُنذر دومًا بنهايات مأساوية، ثمة سيناريو كارثي للحالة الإفريقية أضف إلى ذلك، ذكر تقرير صادر عن اللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة في أبريل 2020 أنه “سوف تتراوح نسبة الوفيات في إفريقيا بين ثلاثمائة ألف و3.3 ملايين شخص جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد”. بناءً على أدنى توقعات اللجنة الاقتصادية لإفريقيا وبمعدل انتشار المرض الحالي، سوف يبلغ عدد الإصابات في إفريقيا ما لا يقل عن 7.6 ملايين إصابة مؤكدة
وعلى الرغم من عدم واقعية هذه التقديرات في نظر البعض، فإن الآثار المرتبطة بالصحة العامة سوف تكون بالغة الصعوبة لعددٍ من الأسباب منها ضعف أنظمة الصحة العامة، وعدم وجود قواعد للتصنيع من أجل التصدي للفيروس واحتوائه على سبيل المثال، كما يؤكد الاقتصادي المصري الدكتور “محمد العريان” فإن زيمبابوي بها خمسة أجهزة تنفس صناعي، وجنوب السودان بها أربعة فقط كذلك نجد ان الأبعاد الاجتماعية حيث يعيش أكثر من 70% من سكان المدن الجدد في الأحياء الفقيرة التي تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية وعليه فإن تطبيق سياسات التباعد الاجتماعي سوف تكون غير ممكنة فضلا عن ان مستويات الفقر المرتفعة (85% من الأفارقة يعيشون على أقل من 5.50 دولارات في اليوم) تعني أن معظم من يعيشون على الهامش لا يكون بمقدورهم تحمل سياسات الإغلاق الصحي طويلة .
ففي حالة استمرار الأزمة عالميًّا وتأخر الوصول إلى علاج أو لقاح، فإنها يمكن أن تتحول إلى أزمة اقتصادية عميقة على المستوى الإفريقي. سوف تُناضل الدول الإفريقية من أجل احتواء تداعيات الركود العالمي، وتقوم باستخدام قدراتها المالية المحدودة لتلبية الاحتياجات الصحية الملحّةوعلى أية حال، تتوقع أكثر السيناريوهات تفاؤلًا أن ينخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي لإفريقيا إلى 0.4 في المائة فقط في عام 2020بيد أن جميع السيناريوهات الأخرى، تتوقع أن تشهد إفريقيا انكماشًا اقتصاديًّا في عام 2020، حيث ينخفض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي لديها بين خمس وثماني نقاط مئوية. (30)
خاتمة : لا شك أن أزمة وباء كورونا المستجد هي أزمة عالمية، ولم تَنْجُ منها الدول الكبرى حتى الآن، ولكن على المدى البعيد فإن قدرة تلك الحكومات على تنظيم جهودها وتوزيع ثرواتها ومُدّخراتها على أشهر الأزمة، ومدى شفافية تلك الدول وقدرتها على الحكم الرشيد وقدرة أجهزتها التنفيذية والرقابية ستكون محل اختبار عسير في الأيام المقبلة، لا سيما مع استطالة أمد الأزمة، ومع تصاعد حالات الوفيات، لا سيما في البيئات الهَشَّة سياسيًّا، والتي تُعاني بالفعل من أزمات سياسيَّة، وحكم رشيد في القارة السمراء .
المراجع :
(1)محمد سليمان الذواوي، الأوبئة كمُهَدِّد للسِّلْم الاجتماعيّ في إفريقيا https://www.qiraatafrican.com/home/new/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%A8%D8%A6%D8%A9-%D9%83%D9%85-%D9%87-%D8%AF-%D8%AF-%D9%84%D9%84%D8%B3-%D9%84-%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7#sthash.jYml1llX.dpbs
(2) الاتحاد الأفريقي https://au.int/fr/covid19
(3) منظمة الصحة العالمية https://www.afro.who.int/health-topics/coronavirus-covid-19
(4)مجدي أدم، التداعيات الاقتصادية الحالية والمحتمَلة لفيروس كورونا المستجدّ على القارة الإفريقية
(5) أليكس برودبينت – عرض: نور ناصر، كورونا بين الانكماش الاقتصادى وتدهور مستوى المعيشة في أفريقيا، المركز العربي
http://www.acrseg.org/41541?fbclid=IwAR0OajI8qDkfXrwla3aan8ZexnH_l5FGLp8cLDgNwZ3VCQghg_12A2eViaY
(6) محمد عبدالكريم أحمد، عين على إفريقيا (4-12 مارس 2020): هروب الأموال من إفريقيا بسبب مخاوف تفشّي الفيروس https://www.qiraatafrican.com/home/new/%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7-4-12-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3-2020-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%A8%D8%A6%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%A3-%D9%85%D9%86-%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7#sthash.LvBr9kBX.dpbs
(7) محمد الدابولي، كورونا ترجئ تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية وتعيد تشكيل أولويتها مركز فاروس
https://pharostudies.com/?p=4375
(8) محمد الدابولي، دراسة بعنوان “التأثيرات المحتملة لتفشي جائحة كورونا على العملية الانتخابية في أفريقيا” مركز فاروس
https://pharostudies.com/?p=4478
(9)حمدي عبد الرحمن، تأثير عالم ما بعد “كورونا” على مستقبل إفريقي، مركز المستقبل. https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/5581/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7?fbclid=IwAR3aaFGdVZSejDNODvdkAAGxmH9tQ2BmqntORWQZ5LNfS4lhZxX4OrvUK4U
(10) إيمان عبدالعظيم سيد أحمد، فيروس كورونا والتحديات الأمنية في جمهورية الكونغو الديمقراطية: دراسة في سيناريوهات المستقبل . https://www.qiraatafrican.com/home/new/%D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D8%BA%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%A9-%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84#sthash.iYqmf31U.dpbs
(11)South Africa Prepares to Gradually Reopen Hobbled Economy By Michael Cohen and Ana Monteiro
(12) الرئيس السنغالي يدعو إلى التعبئة والتضامن في مواجهة فيروس كورونا
(13) زامبيا تسجل 208 حالات جديدة من كوفيد-19، https://www.panapress.com/%D8%B2%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD-%D8%AA%D8%B3%EF%BF%BD%EF%BF%BD-208-%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD%D8%AA-%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD–a_630641850-lang3.html
(14) استئناف الرحلات الجوية الداخلية في غانا في إطار اجراءات التخفيف من آثار كوفيد https://www.panapress.com/%EF%BF%BD%D8%B3%D8%AA%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD-%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD%D8%AA-%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD-%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD%EF%BF%BD-a_630640218-lang3.html
(15) Sénégal : dans le sillage de la réouverture des mosquées, un déconfinement houleux
(16) بوركينا فاسو تسمح بإعادة فتح المساجد، بعد إغلاقها بسبب فيروس كورونا
(17) ترجمة سيدي.م.ويدراوغو إفريقيا.. شهر رمضان تحت شعار الفيروس كورونا
(18) فيروس كورونا يصل “ليسوتو” البلد الأفريقي الأخير http://apanews.net/ar/news/fyros-koron-ysl-lbld-lafryky-lakhyr
(19) حمدي عبد الرحمن، أزمة كورونا والدرس الآسيوي في إفريقيا https://www.qiraatafrican.com/home/new/%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7#sthash.8v0CUtss.654DHMh6.dpbs
(20) تقرير مرعب: كورونا قد يقتل 3.3 مليون إنسان في إفريقيا
(21) حكيم نجم الدين، كوفيد-19: الأممية الطبية الكوبية والعلاقات الكوبية الإفريقية https://www.qiraatafrican.com/home/new/%D9%83%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%AF-19-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A9#sthash.Nyv7mG4H.dpbs
(22) الاتحاد الأوروبي يساعد غينيا بـ2,5 مليون يورو في مكافحة كوفيد-19
(23) لمكافحة كورونا.. 450 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي للمغرب
(24)الاتحاد الأوروبي يمنح تونس 250 مليون يورو لمواجهة كورونا
(25) اقتصاد صندوق النقد يساند أفريقيا ويدعو إلى تخفيف ديون القارة
https://al-ain.com/article/imf-supports-africa-calls-debt-relief-continent
(26) اقتصاد بريطانيا تدعم جهود مكافحة كورونا في أفريقيا بـ2.26 مليون دولار
https://al-ain.com/article/au-ku
(27) حمدي عبد الرحمن،ماذا تعني أمننة “كورونا” للدول الأفريقية؟ مركز المستقبل
(28) فيروس كورونا المستجد: الاتحاد الافريقي يجري مناقشات مع مدغشقر حول علاج عشبي
(29) اقتصادي / وزراء الطاقة الأفارقة يتفقون على إستراتيجية مشتركة للحد من آثار فيروس كورونا المستجد، وكالة الأنباء السعودية .
https://www.spa.gov.sa/2085607
(30) حمدي عبد الرحمن، تأثير عالم ما بعد “كورونا” على مستقبل إفريقي، مركز المستقبل
مرجع سبق ذكره.
رابط المصدر: