نـــــزار حيدر
{وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ ٱلظَّلِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}.
إِذا أَردنا أَن يكونَ القُرآن الكريم مِنهاج حياة ومِنهاج نجاح يلزم أَن نتعاملَ معهُ بحركيَّةٍ أَو كما يسمُّونها بـ [ديناميكيَّةٍ].
يلزم أَن نتعلَّمَ كيفَ نتعاملَ مع القُرآن الكريم قبلَ أَن ننتظِرَ منهُ أَن يكونَ لنا مِنهاجُ حياةٍ ومِنهاجُ نجاحٍ.
فالتِّلاوةُ لا تنفعُ إِذا لم نستحضِر شرطها وشرُوطها كما في قَولهِ تعالى {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
منَ المعيبِ بالنِّسبةِ لنا أَن نمتلكَ القُرآن الكريم وحياتِنا الدُّنيا على هذهِ الحالِ البائِسةِ التي لا تسرُّ صديقٌ ويشمِتُ بِها عَدوُّ!.
لماذا؟!.
لأَنَّنا تركنا العملَ، مِن بينِ ما تركنا، بوصيَّةِ أَميرِ المُؤمنينَ (ع) بقَولهِ {الله الله في القُرْآن، لا يَسْبِقكُمْ بالعَمَلِ بِهِ غَيْرُكُمْ}.
ولم نتعامل معَ القُرآن الكريم ككِتابِ رشادٍ كا يقُولُ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) {إِنْ أَرَدْتُّمْ عَيْشَ السُّعَدَاءِ، ومَوْتَ الشُّهَدَاءِ، والنَّجَاةَ يَوْم الحَسْرَة، والظِّل يَوْم الحَرُور، والْهُدَى يَوْم الْضَّلَالَة، فَادْرُسُوا القُرآنَ، فإنّه كَلَامُ الرَّحْمن، وحِرْزٌ مِن الشَّيْطَانِ، ورجَحَانٌ فِي الْمِيزَان}.
هذا يعني أَنَّ واقعنا يصدُق عليهِ قولَ الله تعالى {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} وقَولُهُ تعالى {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةً ضَنكًا} ولا يصدُق عليهِ قولَ الله تعالى {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} أَو قولَهُ تعالى {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا} و {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}.
متى ما تعامَلنا معَ القُرآن الكريم بما يصفهُ الإِمام عليُّ بن الحُسين السجَّاد زَين العابدين (ع) {وَقُرْآناً أَعْرَبْتَ بِهِ عَنْ شَرائِعِ أَحْكامِكَ، وَكِتاباً فَصَّلْتَهُ لِعِبادِكَ تَفْصيلاً، وَوَحْياً أَنْزَلْتَهُ عَلى نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ تَنْزيلاً، وَجَعَلْتَهُ نُوراً نَهْتَدي مِنْ ظُلَمِ الضَّلالَةِ وَالْجَهالَةِ بِاتِّباعِهِ، وَشِفاءً لِمَنْ أَنْصَتَ بِفَهْمِ التَّصْديقِ إِلَى اسْتِماعِهِ، وَمِيزانَ قِسْط لا يَحيفُ عَنِ الْحَقِّ لِسانُهُ، وَنُورَ هُدىً لا يَطْفَأُ عَنِ الشَّاهِدينَ بُرْهانُهُ، وَعَلَمَ نَجاة لا يَضِلُّ مَنْ أَمَّ قَصْدَ سُنَّتِهِ، وَلا تَنالُ أَيْدِي الْهَلَكاتِ مَنْ تَعَلَّقَ بِعُرْوَةِ عِصْمَتِهِ} سيكونُ لنا وقتها مِنهاجُ حياةٍ وخارطةُ طريقِ النَّجاح.
ولا يتحقَّق كلَّ ذلكَ إِلَّا بثلاثةِ أُسُس هي [الرِّعاية والتَّسليم (اليقين) والعَودة].
يقولُ الإِمامُ السجَّاد (ع) {فَاجْعَلْنا مِمَّنَ يَرْعاهُ حَقَّ رِعايَتِهِ، وَيَدينُ لَكَ بِاعْتِقادِ التَّسْليمِ لِمُحْكَمِ آياتِهِ، وَيَفْزَعُ إِلَى الاْقْرارِ بَمُتَشابِهِهِ وَمُوضَحاتِ بَيِّناتِهِ}.
وفي شهرِ الخَيرِ والبركة حرصَ المُشرِّع على أَن يُعلِّمنا كيفَ نضبط أُمورَنا الماديَّة وتوقيتاتَها كالأَكلِ والشِّربِ والمُعاشرةِ الزَّوجيَّةِ ونحوَها، فهذا هوَ الجانِب المشهُور والمعرُوف من قواعدِ الصِّيامِ وشرُوطهِ في هذا الشَّهرِ الفضيل.
أَمَّا الجانب الآخر، ضبط السلوكيَّات والمعنويَّات وكُلَّ ما يتعلَّق بالعقلِ واللِّسانِ والقلبِ والمشاعرِ والأَحاسيسِ والرُّوحِ، فلا نُعيرَها كثيرَ اهتمامٍ كما نُعِيرُ الجانب المادِّي اهتمامَنا.
ففي هذا الشَّهرِ الفضيلِ لا نضبِطُ مَشينا {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا }ۖ ولا نضبِطُ صَوتنا {وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ} ولا نضبِطُ نظراتَنا {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ} ولا نَضبِطُ سمعَنا {وَلَا تَجَسَّسُوا} ولا نَضبِطُ أَلفاظنا {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} ولا نَضبِطُ مجالِسنا {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ} ولا نضبِطُ أَنفُسنا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ} ولا نضبِطُ طريقةَ تفكيرِنا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ} وأَخيراً لا نَضبِطُ مصادِرَ معلوماتِنا {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.
ولعلَّ هذا واحدةً من أَسبابِ عدمِ اتِّخاذِنا القُرآن الكريم منهجُ حياةٍ ومنهجُ نجاحٍ.
في [أَسحارِ] الشَّهرِ الفضيل سأُحاولُ مُجتهِداً أَن أَتلمَّسَ بعضاً من آياتِ النَّجاح لِتُساعدَنا على تلمُّسِ طريقٍ نُغيِّر فيهِ حالنا البائِسَ التي غرقَ في الماديَّات وبالتَّالي في الفسادِ والفشلِ.
تضليلُ الذَّات
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}.
إِنَّ أَخطر أَسباب الفشَل هو تضليلُ الذَّات.
فالفاسِدُ يظنُّ نفسهُ أَنَّهُ مُصلِحٌ! والفاشِلُ يظنُّ أَنَّهُ ناجِحٌ!.
فعلى الرَّغمِ من أَنَّ الله تعالى أَوكلَ الرَّقابة على الإِنسان للإِنسانِ نفسهِ فجعلَ أَقرب الرُّقباء عليهِ وأَشدَّهُم على نفسهِ هي ذات الإِنسان فقال {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} ومعَ ذلكَ ترى أَنَّ البعض من النَّاسِ يُغالِطُ نفسهُ ويُخاتلها سعياً لتضليلِها عندما يعيشُ الوَهم ويرفُض أَن يُواجه الحقائِق.
يقُولُ تعالى عن [تضليلِ الذَّاتِ] {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ}.
فهل تتصوَّر أَنَّ كُلَّ مَن يجهلُ أَمراً لا يعرفهُ حقّاً؟!.
يقُولُ تعالى {ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَعْرِفُونَهُۥ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.
وهذا هو تضليلُ الذَّات.
ولقد نبَّهَ المُشرِّع إِلى مُحاولاتِ التَّضليلِ الذَّاتي هذهِ بالتَّقديمِ لأَدواتِهِ بقَولهِ تعالى {وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ}.
إِنَّ مِن مُقوِّمات النَّجاح الصَّراحة والوضُوح والتَّعامل معَ الحقائقِ على الأَقل مع الذَّات، فإِذا كُنتَ تُبرِّر تضليلكَ للآخرين بأَعذارٍ شتَّى فكيفَ تُبرِّر تضليلِكَ لنفسِكَ؟.
فرُبما أَنَّكَ تُحاول تضليل الآخرين من خلالِ تغذيتهِم بالمعلوماتِ الخاطِئة أَو غَير الدَّقيقة أَو من خلالِ إِيصالِ نِصفِ المعلومةِ وإِخفاءِ النِّصفِ الآخر كطريقةٍ للإِيهامِ والتَّضليلِ بالتَّوريةِ وعدمِ التوُّرطِ بالكذبِ معهُم، أَمَّا أَن تُمارس التَّضليل والخِداع مع نفسكَ فتلكَ قِمَّة المأساة وأَخطر الأَساليب.
والأَخطر من ذلكَ عندما يخدعُ المرءُ نفسهُ ظنّاً منهُ بأَنَّهُ يخدع غَيرهُ فهوَ بذلكَ يُمارسُ [الخِداع المُركَّب] إِن جازَ الوصفُ!.
يقُولُ تعالى {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}.
والخِداع مِن صفاتِ المُنافقينَ كما يقولُ تعالى {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} والمُخادع لذاتهِ مُنافقٌ على نفسهِ! وهوَ أَسوأ الخِداع.
ولَو تتبَّعنا بدقَّةٍ أَصل [خِداع الذَّات] فسنجدُ أَنَّ ذلكَ سببهُ قَبول ورُبما تشجيعُ المرءُ الآخرين للثناءِ عليهِ حتَّى مِن دونِ أَن يُنجِزَ شيئاً، فالثَّناءُ الكاذِب والمديح في غَيرِ محلِّهِ هو البذرة التي تنمو فتُورِقُ الخِداع.
يقُولُ تعالى {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
ولقد عالجَ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) جذرَ الخِداع الإِجتماعي الذي من نتائجهِ [خداع الذَّات] فمنعَ [المِهوال] أَن يُهرِّج خلفَ المسؤُول والحاكِم.
يقولُ (ع) {وَإِنَّ مِنْ أَسْخَفِ حَالَاتِ الْوُلَاةِ عِنْدَ صَالِحِ النَّاسِ أَنْ يُظَنَّ بِهِمْ حُبُّ الْفَخْرِ وَيُوضَعَ أَمْرُهُمْ عَلَى الْكِبْرِ وَقَدْ كَرِهْتُ أَنْ يَكُونَ جَالَ فِي ظَنِّكُمْ أَنِّي أُحِبُّ الْإِطْرَاءَ وَاسْتِمَاعَ الثَّنَاءِ وَلَسْتُ بِحَمْدِ اللَّهِ كَذَلِكَ وَلَوْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يُقَالَ ذَلِكَ لَتَرَكْتُهُ انْحِطَاطاً لِلَّهِ سُبْحَانَهُ عَنْ تَنَاوُلِ مَا هُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنَ الْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَرُبَّمَا اسْتَحْلَى النَّاسُ الثَّنَاءَ بَعْدَ الْبَلَاءِ فَلَا تُثْنُوا عَلَيَّ بِجَمِيلِ ثَنَاءٍ لِإِخْرَاجِي نَفْسِي إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَإِلَيْكُمْ مِنَ التَّقِيَّةِ فِي حُقُوقٍ لَمْ أَفْرُغْ مِنْ أَدَائِهَا وَفَرَائِضَ لَا بُدَّ مِنْ إِمْضَائِهَا فَلَا تُكَلِّمُونِي بِمَا تُكَلَّمُ بِهِ الْجَبَابِرَةُ وَلَا تَتَحَفَّظُوا مِنِّي بِمَا يُتَحَفَّظُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْبَادِرَةِ وَلَا تُخَالِطُونِي بِالْمُصَانَعَةِ وَلَا تَظُنُّوا بِي اسْتِثْقَالًا فِي حَقٍّ قِيلَ لِي وَلَا الْتِمَاسَ إِعْظَامٍ لِنَفْسِي فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَثْقَلَ الْحَقَّ أَنْ يُقَالَ لَهُ أَوِ الْعَدْلَ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْهِ كَانَ الْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَيْهِ}.
ويُحذِّرُ الإِمام عليُّ بن الحُسين زَين العابدين السجَّاد (ع) من خطر التَّضليل للذَّات بالدُّعاءِ إِلى خلقِ التَّوازُنِ في النَّفسِ والشخصيَّة بقَولهِ في دُعاءِ مكارمِ الأَخلاقِ {اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلا تَرْفَعْنِي فِي النَّاسِ دَرَجَةً إِلاَّ حَطَطْتَنِي عِنْدَ نَفْسِي مِثْلَهَا، وَلا تُحْدِثْ لِي عِزّاً ظَاهِراً إِلاَّ أَحْدَثْتَ لِي ذِلَّةً بَاطِنَةً عِنْدَ نَفْسِي بِقَدَرِهَا}.
فلماذا يمارسُ البعض خِداعَ الذَّات فيعيشَ الوَهم؟!.
١/ عندما يفشلُ ولا يريدُ أَن يعترفَ بفشلهِ خاصَّةً إِذا كانَ في تنافُسٍ مع الآخرين، فعندها سيبذلُ كلَّ ما بوسعهِ لخداعِ الذَّات لتبريرِ فشلهِ ظنّاً منهُ بأَنَّ هذهِ الطَّريقة قد تُنجيهِ من النَّقدِ الذَّاتي أَو الحِساب والمسؤُوليَّة.
وتزدادُ قناعتهُ بهذا الأُسلوبِ إِذا كانَ زعيماً لثُلَّةٍ من الغُواةِ يلهثُونَ خلفَ موكبهِ بشعار [علي وياك علي] وهوَ أَفسدُ مَن عليها.
وثُلَّةٌ منَ الأَبواقِ والمُنتفعينَ والوصوليِّينَ الذين يُجمِّلونَ لهُ الخِداع بشعاراتٍ برَّاقةٍ وكلِماتٍ معسولةٍ مُداراةً لمصالحهِم.
٢/ وعندما يتصوَّر أَنَّ مُحاكاة النَّجاح تكفي كإِسلوبٍ لتحقيقِ النَّجاح على أَرضِ الواقِع، وهذهِ الطَّريقة من التَّفكيرِ بحدِّ ذاتِها وهمٌ وخِداع، فالنَّجاحُ لا يتحقَّق بالمُحاكاةِ فقط، ولو كان الأَمرُ كذلكَ لاكتفى الكُلُّ بحُسنِ نواياهُم وبتمنِّياتهِم لتحقيقِ غاياتهِم، فهل أَنَّ ذلكَ تفكيرٌ سليمٌ؟!.
لنقرأَ ما يقُولُ القرآن الكريم بهذا الصَّدد {ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}.
إِنَّ للنَّجاحِ مناهجٌ وأَدواتٌ وجُهدٌ مبذُولٌ ومثابرةٌ، أَمَّا المُحاكاة لوحدِها فلا تُغني من الحقِّ شيئاً أَبداً، وهيَ خِداعٌ للذَّاتِ يُدمِّرُ الإِنسانَ فاحذرُوهُ.
رابط المصدر: