مروة الاسدي
أصبحت ظاهرة العنوسة لدى الشباب والبنات تمثل معضلة كبيرة يعاني منها الكثيرون، فتأخر سن الزواج (العنوسة) في العالم العربي من المشكلات المعقدة التي تبحث عن حل، فرغم الكم الهائل من الموروث الديني والثقافي الذي يعمل على منع ظهور هذه الظاهرة، لكن وجود عادات عقلية غريبة، وشروط شكلية كثيرة.
ولا ريب بأنّ هذه الأمر يشكّل مشكلةً اجتماعيّةً كبيرة في مجتمعاتنا العربيّة والإسلاميّة الّتي تفتخر بعاداتها وبمحافظتها على الدّين والأعراف التي تحثّ على الزواج وترغّب فيه، فما هي هي أسباب مشكلة العنوسة بين الشّباب وخاصّةً بين الفتيات؟ وهل هناك سنّ للعنوسة في العالم العربي والغربي؟ وهل العنوسة والعزوبية مشكلة؟ بالتأكيد نعم، هذا سؤال مفروغ منه، وخاصةً بالنسبة للمجتمعات العربية التي تنظر إلى الأشياء بنظرات مختلفة عن الغربية، لا نقول أقل جهلًا لكنها فقط مختلفة، ففي المجتمع الغربي أمر عادي أن تظل المرآة حتى سن الأربعين عانس، ولا يفكر الناس حتى في الالتفات لها أو التحدث عنها، وذلك لأنها ببساطة لم ترتكب جريمة، لكن العكس تمامًا تجده في المجتمع العربي، فالفتاة التي يفوتها قطار الزواج وتتجاوز حتى سن العشرين تبدأ نظرات الناس لها تتغير ويعتبرونها للغرابة الشديدة مُذنبة، لكننا سنرضى بالأمر الواقع ونعترف أن الفتاة إذا لم تتزوج حتى سن معين فهي تعاني من مشكلة حقيقية، وإذا كنا أمام مشكلة فمن المؤكد أن تلك المشكلة لها أسباب، وأهم أسباب انتشار العنوسة بكل تأكيد ارتفاع تكاليف الزواج.
ارتفاع تكاليف الزواج من المشاكل الرئيسية التي تُعتبر من أهم أسباب عدم القضاء على العنوسة بل وسبب مباشر في انتشارها هي تلك التي تتعلق بارتفاع تكاليف الزواج، فالشاب الآن كي يحظى بهذه الفرصة في المجتمع العربي يحتاج إلى بعض التكاليف التي قد تفوق قدرة عمله لخمسة عشر عامًا، أي أنه كي يتزوج يحتاج للعمل خمسة عشر عامًا على الأقل، وهذا بالطبع أمر مستحيل، لذلك فإن كافة العمليات المتعلقة بالزواج لا تتم، الشباب أنفسهم يُحجمون عليه بصورة كبيرة، فينتج لنا في النهاية مجتمع به نسبة كبيرة من العنوسة، هذا على خلاف المجتمعات الغربية التي تجعل من الأمر سهل جدًا.
القلق على المستقبل من أهم أسباب العنوسة أيضًا أن يقلق أحد طرفي الزواج على المستقبل المُحتمل بعد الزواج، فلا يُقدمان على الخطوة برمتها، والحقيقة أن المجتمعات الإسلامية بالذات ما كان ينبغي لها أن تكون بهذا القدر من الخوف على المستقبل لأنه معروف أن الأقدار والأرزاق بيد الله وأن كل فرد يأخذ في النهاية ما هو من نصيبه، وأنه ليس علينا سوى السعي فقط، لكن ما يحدث، ولا يُسهم أبدًا في القضاء على العنوسة، المبالغة في القلق على المستقبل إلى حد الأحجام عن الزواج.
المبالغة في المواصفات نوع آخر من المبالغة يطل علينا ويتسبب أيضًا في زيادة نسبة العنوسة في المجتمعات العربية، وذلك الشيء هو الذي يتعلق بالمبالغة في المواصفات التي يطلبها كل شخص فيمن يُريد الزواج منه مستقبلًا، فهناك شبه قاعدة في مجتمعاتنا تقول إن الطبيب مثلًا لا يتزوج إلا الطبيبة والمهندس لا يتزوج إلا المهندسة، والصحفي لا يتزوج إلا الصحفية، وبهذا نرى أنه ثمة نوع من أنواع الترصد في الزواج قد يُعيق إتمامه، وكذلك ثمة مبالغة كبيرة في الأوصاف الجسدية التي تُطلب.
بعض المشاكل الجسدية والنفسية بغض النظر عن كل ما مضى من أسباب يكون فيها المجتمع والعادات والتقاليد مُتهمين رئيسيين فإنه ثمة كذلك أسباب للعنوسة تتعلق بالناحية النفسية والجسدية لأحد طرفي الزواج، أما الأسباب النفسية فهي تلك التي تتعلق بالعقد والمشاكل النفسية مع الزواج كمشروع كامل، فهناك ذكور تكره الإناث لمجرد الكره، والعكس صحيح، وهناك أيضًا الخوف من كشف المشاكل الجسدية الموجودة في كل طرف من طرفي الزواج، مما يُعيق في النهاية عملية القضاء على العنوسة.
فقر الرجال أم طموح النساء؟
شكلت قضايا ارتفاع نسبة العنوسة ومعدلات البطالة والطلاق في الدول العربية ودعت الحكومات العربية إلى وضع استراتيجيات شاملة لحماية الأسرة من التفكك والانهيار. فهيكل الأسرة العربية يمر بمرحلة تحول دقيقة، فهناك اتجاهيان بارزان يهددان تماسك الأسرة وان الارتفاع الحاد في معدل العنوسة وزيادة معدلات الطلاق انهما يشكلان تهديدا في المجتمعات العربية وأن «ضمان استمرارية الأسر المتماسكة والكبيرة الحجم من الأمور البالغة الأهمية يجب ان يكون من الهموم المهمة التي يجب ان تعالج وبشكل سريع و أن الأسرة العربية تعرضت في العقود الماضية إلى تغيير أساسي في تركيبتها، نتيجة لعوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية، مثل الفقر والهجرة الداخلية والخارجية، والتعليم، والانفتاح الثقافي، إضافة إلى تراجع دور الدولة أو عدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها في دعم الأسرة، أو حمايتها من الآثار السلبية لسياستها الاقتصادية والاجتماعية.
وحذر الباحثون أن الاستراتيجيات العربية لا تتعامل مع الأسباب الحقيقية لمشكلة التفكّك وارتفاع نسبة الطلاق، داعية إلى «فحص منظومة القيم في العالم العربي وما اعتراها من ضعف». بينما، إن «الحكومات العربية غفلت في تنميتها الاقتصادية عن مشاكل الأسرة الآخذة في التصدع، فلا توازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية».
استمرار الحروب
القصف العشوائي لأي تجمع في اليمن، يجعل حفلات الأعراس تقام في البيوت وبدون مدعوين. واستمرار الحرب يرفع من نسبة البطالة بين الشباب والعنوسة بين الشابات، لعدم قدرتهم على دفع تكاليف الزواج، هذا إذا عادوا من ساحات القتال، بعض الشباب بدلاً من التخطيط للارتباط أو اكمال مشوار زواجه بمن يحب، قرر الهجرة خارج البلاد هروباً من هذا الواقع والبحث عن لقمة العيش، ومن لم يستطع ذلك، تدفعه الحاجة أحياناً للانضمام إلى جبهات المعارك والقتال مع الفصيل الذي تتفق افكاره مع توجهاته.
كما هو واقع الشاب عبد القوي غالب الذي قرر مغادرة البلاد للبحث عن الرزق كما يقول، وما على حبيبته إلا الانتظار إلى أن تنتهي الحرب، في المقابل يقول الطالب محمد علي الذي كان يعمل في إحدى المحلات التجارية المغلقة حالياً بسبب الحرب، “لم يعد أمامي خيار آخر غير الالتحاق بالمقاتلين، كل شيء متوقف لا دراسة لا عمل حتى التجارة تحت الحصار”، يأتي هذا في الوقت الذي تتحدث تقارير أممية: “أن اليمن يعد الأكبر في الشرق الأوسط وأفريقيا في ارتفاع نسب البطالة”.
ووفقاً لدراسة أجرتها إذاعة هولندا حول العنوسة لدى النساء مؤخراً، فإن اليمن تحتل الدولة العاشرة عالمياً، بنسبة30%، وتعود هذه الظاهرة وفقاً لما يراه بعض المتخصصين لعوامل ترتبط بمسألة الفقر والعادات والتقاليد والقيم القبلية وتردي الوضع الاقتصادي الذي يجبر الشباب على التفكير ملياً قبل الارتباط أو الزواج”، كما تقول: الإخصائية الاجتماعية هيام الشهاري “تتفاقم العنوسة بسبب الحرب التي تحصد الشباب، وترهق من بقى على قيد الحياة اقتصادياً ومعنوياً”.
بطالة وغلاء المهور
تظل العنوسة من اشد المشكلات التي تواجه وتؤرق فتيات غزة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتفشي البطالة بأرقام قياسية. رغم ذلك إن غلاء المهور من أهم أسباب ارتفاع العنوسة. التقينا في منتزه الجندي المجهول وسط غزة بأربعة شباب. حاتم محسن، مصطفي عرفات، سلامه أصرف، محمد جمعه. أشار لنا مصطفي بأنه طلق زوجته لأسباب خاصة. مشيرا بأنه تقدم إلى خطبه فتاة، طالبه أهلها بمهر كبير فاق مقدرته.
ويُحمل حاتم الكثير من اهالى الفتيات مسؤولية تأخر بناتهن في الزواج” ليصبحن عوانس” بسبب المغالاة في المهور وتكاليف الزفاف. ويرى سلامه أن مشكله البطالة في غزة من أسباب عدم إقبال الشباب على الزواج قائلا:” أنا الآن عاطل عن العمل ..كيف بدى أتزوج وسط غلاء المهور والبطالة ووضعنا الاقتصادي سيء…شبح العنوسة يطاردنا كشباب”. بينما محمد يعتقد أن الفتيات أصبحت مطالبهن ونظرتهن للحياة تختلف عن عشرة أو عشرين عاما مضت” بسبب غيرة البنات من بعضهن في تعليم الجامعات وكمان من الفضائيات اللي أثارت وكبرت أحلامهم اللي أقل من مستوياتنا”. ويؤكد مركز شؤون المرأة والأسرة بان هناك ارتباط قوي بين ارتفاع المهور وتكاليف الزواج والبطالة والانقسام السياسي والهجرة وبين ارتفاع نسبة العنوسة عند الفتيات.
عن الحالات النفسية التي قد تصيب العوانس ظاهرة الانطواء والعزلة. أم سالم في ذات السياق أشارت لنا أن ابنتها منى تفضل الجلوس منفردة دون مشاركة أسرية، وتقضي معظم يومها في غرفتها ولا تشارك أسرتها في المناسبات المجتمعية. ” خوفا من الأسئلة المحرجة لتأخر زواجها”. وتبين الأخصائية النفسية ألاء الشاعر أن العنوسة لدى الشباب والفتيات ظاهرة اجتماعية تحولت إلى أزمة مستفحلة، تسبب آثارا نفسية تتمثل في الشعور بالكآبة والقلق من المستقبل والتفكير المستمر والانعزال عن المجتمع، لتجنب سماع الانتقادات. مشيرة أن الأمر قد يصل أحيانا إلى إقامة علاقات غير شرعية. وعن الحلول في نظرها، تعتقد الشاعر بمعالجة الأسباب الاقتصادية ودعم المؤسسات الخيرية لغير القادرين. وخفض الأهالي مهور بناتهن المبالغ فيه.
غياب الثقة والخوف من الاخر
وأمام تفاقم ظاهرة العنوسة إزدهرت وكالات الزواج في غياب شبه كلي للمجتمع المدني ولمؤسسات الرعاية الرسمية. وتقول ريم الورتاني ، المختصة في علم النفس وصاحبة وكالة للزواج اختارت وسط العاصمة مقرا لها، أن العنوسة تعد اليوم أكبر مشكلة في تونس، بل أكبر كارثة على حد تعبيرها، وتوضح “تصوروا أن هناك أكثر من 3 ملايين بنت ورجل قادر على الزواج بين سن 24-50 سنة ما يزالون عزابا”، وتؤكد أنها أرقام رسمية جعلتها تقرر فتح وكالتها.
وتوضح ريم الورتاني “أن العزاب الذين يقبلون على خدمات الوكالة ينحدون من مختلف الفئات الاجتماعية، من فقراء المدينة وأغنيائها على حد السواء. وأن الخوف من الآخر وغياب الثقة وانعدام الوقت للباحثين عن الزواج يمثلان أهم أسباب الإقبال على وكالات الزواج. وترى أن الفقر والبطالة وغلاء المعيشة يفاقمان الظاهرة من سنة إلى أخرى.
وتقوم الوكالة بدراسة كل ملف على حدة دراسة اجتماعية ونفسية وثقافية وتحاول أن تقرب بين الراغبين في الزواج. وتوضح أنها قامت بتزويج مئات الفتيات منذ أسست وكالتها سنة 2001. وتؤكد أن عوامل نجاح وكالات الزواج يكمن في السرية والثقة.
أسباب أخرى خفية
ويرى الأكاديمي والإعلامي الدكتور حسين محادين أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة أن تأخر سن الزواج خصوصا لدى الشباب المتعلم من الجنسين منطقي بالظاهر للوهلة الأولى ولكن هناك عوامل محددة تقف وراءه من منظور علم اجتماع الأسرة كالتغيرات المتسارعة التي يمر بها المجتمع الأردني نحو التغريب والقيم المبثوثة بقوة عبر ثورة الاتصالات وحرية السوق والخصخصة مرورا بتدني الكثافة الدينية ووصولا إلى تسيد القيم الفردية.
ويضيف الدكتور محادين أن الرجل في الأردن لم يعد بوسعه توفير تكاليف الزواج في ظل ارتفاع نسب البطالة بالإضافة إلى عدد السنوات التي يستنفذها في إتمام دراسته ثم البحث لسنوات عديدة عن عمل وانتظار توفيره للمهر العالي المطلوب.
” المهر متطلب أساسي للزواج آخذ في الارتفاع بشكل لافت “، ويشير الدكتور حسين محادين إلى تراجع مساعدة بعض الأهل الميسورين لأبنائهم ماديا لغايات إتمام متطلبات الزواج ويقول إن متوسط عدد الأبناء في الأسرة الأردنية بحدود خمسة أبناء ما يتعذر معه دوام مثل هذه الفرص المساندة لاستمرار عمليات الزواج كضرورة إنسانية في مجتمع عربي مسلم تختلف نظرته وممارساته بخصوص الزواج ومكانة الأسرة وأهميتها ثقافيا وسلوكيا عن المجتمعات الغربية.
ويستطرد الدكتور محادين قائلاً إن المهر متطلب مادي أساس للزواج في ثقافة المجتمع الأردني وأنه تغير بالاتجاه السلبي جراء تفشي القيم المادية وأخذ في الارتفاع بشكل لافت في العقد الأخير إلى حد تعذر معه توفيره بالنسبة لكثير من الشباب الأردني، ما أسهم في ارتفاع نسب العازفين عن الزواج.
الدكتور حسين محادين: “التغريب وتسيد القيم الفردية وثورة الاتصالات عوامل مؤثرة على الإقبال على الزواج، ويعزو أسباب التأخر في سن الزواج أيضا إلى انتشار وسائل التكنولوجيا لاسيما البصرية، كالانترنت و”انخفاض أسعار السي دي الحاوي للموضوعات الاباحية ، كما يعزو ذلك أيضا “لتواجد مؤسسات تقدم خدمات موازية للزواج ودون تحمل الشباب لتبعات مادية مرتفعة لمثل ذلك، كالتعارف وأحيانا تجارة الجنس ولو في الظل”.
ويقول الدكتور حسين محادين إن هناك إصرارا من قبل الأهل على تحقيق شرط الذهب وبقيم عالية كجزء أساس من المهر لإتمام عملية الزواج، الأمر الذي أصبح تحقيقه وضبطه بسبب تقلبات أسعار الذهب يوميا متعذرا ، ما أسهم في ابتعاد الشباب عن الزواج الشرعي خصوصا في المدن الكبرى.
أين دور الأسر والكنيسة والمسجد والجامعات ووسائل الإعلام؟، ويضيف الدكتور محادين أن ما تشير إليه بعض الإحصاءات الشرعية بأن أعلى نسب حالات الطلاق تقع في السنتين الأوليتين من الزواج وكذلك ارتفاع نسب العنف الأسري في الأسرة الأردنية من الأمور التي أسهمت في تقليل أعداد المقبلين على الزواج داعيا في هذا السياق إلى إطلاق حملة للتوعية بأهمية زواج الشباب وضرورة تيسيره بدءا من الأسر نفسها مرورا بالكنيسة والمسجد والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة ويعتبر أن ذلك سيحافظ على “منظومة العفة والانضباط الأخلاقي وسيسهم في تقليل نسب الانحراف الآخذة في الازدياد عموما”.
طرق القضاء على العنوسة
بعد أن تحدثنا عن العنوسة وأهم أسبابها نحن في حاجة الآن إلى ذكر ما هو أهم من ذلك، وهو الجانب المُتعلق بالطرق التي يمكن من خلالها القضاء على العنوسة أو على الأقل تقليل نسبتها، والحقيقة أن المجتمع الواعي يعرف جيدًا أن تلك الطرق كثيرة، لكن يصعب تحقيق بعضها بسبب الأعراف والجهل، عمومًا، على رأس تلك الطرق تخفيض المهور أو ربما وصول الأمر إلى حد إلغائها.
تخفيض المهور أو إلغائها إذا كان لا يُمكننا إلغاء المهور عند الزوج من أجل القضاء على العنوسة فبالتأكيد يُمكننا التقليل منها قدر الإمكان، وقد ذكرنا من قبل أن تلك المهور في الأساس هي السبب الرئيسي للمشكلة التي نتحدث عنها، والحقيقة أن الأهل إذا نظروا للأمر جيدًا فسيجدون أن تلك المهور لن تغني في شيء في حالة إذا ما كان المتقدم للخطبة سوف يُعذب ابنتهم فيما بعد أو يُذيقها الأمرين، الأهم هو التوفيق والستر في العلاقة.
عدم المغالاة في الطلبات لا نقصد هنا بالطلبات تلك التي تتعلق بالأموال والمهر والأثاث، وإنما نعني بالطلبات التي يُمكن أن نُسميها مواصفات، فتلك الطلبات هي التي تقصم ظهر الزواج، ونقول إنها تأتي من الطرفين وليس من طرف واحد، مثال ذلك طلب الرجل بأن تكون الفتاة بالغة الجمال، هذه حقه بكل تأكيد، لكن، ماذا إذا لم تكن هناك فتاة متوفرة بهذه المواصفات!.
فتح المجال أمام خطبة الرجال هناك من يقول إن القضاء على مشكلة العنوسة سوف يتم عندما نفتح المجال أمام الفتيات من أجل القيام بالخطبة، وقد فعلت السيدة خديجة ذلك الأمر بالفعل عندما خطبت النبي (ص)، لكن طبعًا يجب أن يمر الأمر بعدة ضوابط تحكمه كيلا يكون خارجًا عن مساحة الحياء التي يجب أن تتمتع بها الفتاة.