عقدت مؤخراً القمة العربية التي استضافتها الأردن في 29 مارس/آذار 2017 لتؤكد تعدد التحديات التي تهدد الاستقرار السياسي والمجتمعي في المنطقة؛ بداية من خطورة التمدد الإيراني، إلى انتشار التنظيمات الإرهابية، والجمود المتواصل في المسألة الفلسطينية، بالإضافة إلى ضعف مستويات التعاون الاقتصادي والأمني بين الدول العربية رغم مبادرات التعاون العربي التي تقودها المملكة العربية السعودية.
وبناء على هذا لا نستطيع إغفال أن حالة انعدام التوازن الاستراتيجي، والاقتتال العربي-العربي، تعبير واقعي عن تراكمات تاريخية وثقافية لانحرافات القومية العربية، وعبثية شعاراتها التي أورثت المنطقة مقومات الانغلاق الهوياتي والعنف السياسي لأكثر من نصف قرن، بشعارات دعائية وشعبوية؛ من قبيل التحديث، والتحرير من هيمنة الإمبريالية الغربية، ومناهضة الصهيونية، وبناء المشاريع التنموية، لتخفي أنظمة بوليسية واستبدادية انتهجتها الزعامات (القومية) للاستقواء على شعوبها وجيرانها العرب.
إن قراءة الواقع الحالي للمنطقة العربية من خلال قضايا الحروب الأهلية واللجوء والإرهاب، التي طغت على هذه القمة الثامنة والعشرين، يدفعنا إلى التساؤل عن هشاشة مشروع القومية العربية رغم كل ضجيجها الإيديولوجي، ومأزق الصراعات الطائفية التي زرعت بذورها بخطاب وممارسات تعزز التعصب العرقي، وتهميشها أو إلغائها للرابط الإسلامي ذي العمق التاريخي لدى شعوب المنطقة، ومن ثم تسعى هذه الورقة البحثية لدراسة تطور فكرة القومية العربية، وشدة ارتباطها بالتغيرات السياسية المستحدثة في المنطقة العربية؛ ما قبل الاستقلال ثم خلال مرحلة بناء الدولة الوطنية الحديثة، بالإضافة إلى تدارس مستويات حضورها في السياق الراهن، وتفاعلها مع بقية الأيديولوجيات السياسية والدينية.
قم بتحميل الملف لقراءة المزيد ..
رابط المصدر: