شهد السباق الانتخابي الرئاسي الأمريكي حدثًا تاريخيًا، إذ أصبح الرئيس الأمريكي السابق ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب أول “رئيس مدان” يقود الحزب إلى انتخابات الرئاسة، بعد إدانته بـ 34 تهمة جنائية وُجهت إليه، ويدفع هذا الحكم الولايات المتحدة إلى وضع غير مسبوق قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر، إذ سيحمل ترامب وصمة حكم الإدانة خلال ترشحه الثالث للبيت الأبيض، فيما سيختار الناخبون الآن بين شاغل المنصب الذي لا يحظى بشعبية (بايدن)، ومجرم مدان (ترامب).
ومن الحتمي أن يستأنف ترامب الحكم في عملية يمكن أن تستوجب أشهرًا، وربما سنوات، قبل إنزال العقوبة النهائية إذا بقي الحكم على حالته الراهنة. وهذا يعني أن ترامب سيخوض الانتخابات في 5 نوفمبر المقبل وهو مدان، حتى إشعار آخر. ويمكن أن تشمل العقوبة السجن لمدة قد تصل إلى أربع سنوات. لكن لا يمكن لأحد أن يتوقع ما إذا كان القاضي سيقرر إنزال مثل هذه العقوبة، أم يكتفي بإجراءات أخرى من الإقامة الجبرية، أو الرقابة القضائية، أو غير ذلك.
تعد قضية “أموال الصمت” في نيويورك الأقل خطورةً مقارنة بثلاث تهم أخرى يواجهها حاليًا؛ الأولى في فلوريدا وتتعلق بنقل غير مشروع لوثائق بالغة السرية إلى منزله الخاص في مارالاجو، والثانية في جورجيا حيث يواجه اتهامات تتعلق بمساعيه لقلب نتائج انتخابات عام 2020 في الولاية لمصلحته على الرغم من فوز بايدن، والثالثة في واشنطن وترتبط أيضًا بجهوده لرفض نتائج الانتخابات. ولكن لن تُجرى أي محاكمة في هذه القضايا الثلاث قبل انتخابات 5 نوفمبر المقبل.
وتأتي الإدانة في وقت زادت فيه الأصوات الديمقراطية الغاضبة من موقف جو بايدن من الحرب على غزة، وهو ما يضع الناخب الأمريكي أمام خيارين: رئيس سابق مدان بتهم جنائية، ورئيس حالي يُتهم بتأييد ارتكاب جرائم حرب من قبل الاحتلال في قطاع غزة. الأمر الذي يجعل المشهد التحضيري للانتخابات ضبابيًا، بحيث يُصبح من الصعب توقع من سيكون الرئيس القادم. خاصة أن قرار الإدانة جاء أيضًا في ذروة تحضير الحزبين الجمهوري والديمقراطي للانتخابات الرئاسية القادمة، وأن جلسة النطق بالحكم، التي حددها القاضي في 11 يوليو القادم ستكون قبل أربعة أيام من انطلاق موعد انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، وهو المؤتمر الذي سيتم فيه تأكيد ترشيح ترامب لانتخابات الرئاسة التي ستُجرى في نوفمبر 2024.
دعم جهوري ثابت لترامب
من المرجح أن يقلل الحكم الصادر بحق ترامب من احتمالات فوزه بأربع سنوات أخرى في البيت الأبيض، وسيمنح الناخبين المستقلين فترة توقف عند دخولهم إلى مقصورة الناخبين في نوفمبر المقبل. حيث أظهرت الانتخابات التمهيدية افتقار ترامب إلى الشعبية بين المعتدلين والمستقلين والناخبين الحاصلين على شهادات جامعية، وهو ما يحتاج إليه للفوز على بايدن. وعلى الرغم من وجود عدة قضايا جنائية ضد ترامب، ما زال الحزب الجمهوري يريد ترشيحه كمرشح للحزب في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، خاصة بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب. وإعلان نيكي هايلي، المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية، أنها ستصوت لصالح ترامب في الانتخابات.
ويعود إصرار الحزب الجمهوري على ترشيح ترامب إلى عدة أسباب، أبرزها:
- عززت لوائح الاتهام في قضايا جنائية متعددة مكانة ترامب بين ناخبيه الأساسيين، مما سمح له بسهولة تجاوز أكثر من عشرة منافسين أساسيين. ومن ناحية أخرى، أصبح أسلوبه المتهور وتجمعاته الحرة أمرًا شائعًا، كما أن لوائح الاتهام التي وجهت إليه أو تعليقاته التحريضية في بعض الأحيان لم تغير آراء الناخبين تجاهه. ويُعتبر ترامب شخصية بطولية بالنسبة للعديد من الجمهوريين، واستحوذ على الحزب الجمهوري لأنه شعبوي محافظ يعبر عن أقوى قناعاته.
- · يعد ترامب مناهضًا بشدة لبايدن والديمقراطيين عمومًا، ويرى أنصاره الأساسيون وربما أغلبهم في إدانته كما يراها هو دليلاً على فساد السياسة الأمريكية. ولدعم هذه الحجة، أصدر ترامب بيانًا مكتوبًا رأى فيه أنه “لا يمكن التمييز بين مصيره ومصير الأمة الأمريكية، وأنا رجل بريء للغاية، ولا بأس، أنا أقاتل من أجل بلدنا. أنا أقاتل من أجل دستورنا. بلدنا بأكمله يجري التلاعب به الآن”. وكانت رئيسة مؤتمر الحزب الجمهوري بمجلس النواب إليز ستيفانيك، التي يُنظر إليها على أنها اختيار محتمل لمنصب نائب الرئيس مع ترامب، قالت إن “الحكم يُظهر مدى الفساد والتزوير وما هو غير أمريكي فيما صار عليه نظام العدالة المسيس في عهد جو بايدن والديمقراطيين. منذ البداية، تم تكديس موازين العدالة كسلاح ضد الرئيس ترامب”.
- يعارض الجمهوريون ويكرهون الديمقراطيين، وسيبقون مع ترامب لهزيمة الديمقراطيين. وعلى الرغم من أن ترامب سيخسر الأقلية التي وجدت سلوكه مروعًا دائمًا، وبما أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن نتائج الانتخابات متقاربة للغاية حتى الآن، فإن خسارة ولو عددًا صغيرًا من المؤيدين السابقين له لن تكون كافية لهزيمة ترامب في الانتخابات. كما يدرك الجمهوريون جيدًا أن استراتيجية الحزب الديمقراطي، وبصورة خاصة استراتيجية الرئيس بايدن، وهي هزيمة ترامب في قاعة المحكمة بدلًا من صناديق الاقتراع، وهذا المنحى سيأتي بنتائج عكسية في انتخابات الرئاسة القادمة، ويزيد من زيادة الإقبال الجماهيري لترامب.
- رغم الإدانة، لا يمنع دستور الولايات المتحدة أصحاب السوابق من تولي الرئاسة، إذ يتطلب الدستور فقط أن يكون سن الرؤساء 35 عامًا على الأقل، وأن يكونوا مواطنين أمريكيين مولودين في البلاد ويعيشون فيها لمدة 14 عامًا. والتهم الـ 34 التي يواجهها ترامب، كلها جرائم من الدرجة الخامسة في نيويورك، وهي أدنى درجة في الولاية، وتصل عقوبة كل تهمة منها إلى أربع سنوات كحد أقصى. وهناك عدة أسباب قد تجعل القاضي يختار توقيع عقوبة أقل شدة، ومنها عمر ترامب، وعدم وجود إدانات سابقة، وحقيقة أن التهم تنطوي على جريمة غير عنيفة. ومن الممكن أيضًا أن يضع القاضي في الاعتبار الطبيعة غير المسبوقة للقضية، وربما يختار تجنب وضع رئيس سابق ومرشح حالي خلف القضبان.
- ترامب، شأنه شأن كل الرؤساء السابقين، يحق له الحصول على حماية مدى الحياة من جهاز الخدمة السرية. ومع ذلك، سيكون من الصعب تطبيق نظام السجون مع وجود رئيس سابق نزيل. وسيكون الحفاظ عليه آمنًا أمرًا مكلفًا ومحفوفًا بالمخاطر الأمنية الهائلة. خاصة أن أنظمة السجون تهتم بأمرين: أمن المؤسسة وخفض التكاليف.
في مقابل ما سبق، لن يتمكن ترامب في حال عودته إلى البيت الأبيض من العفو عن نفسه أو إصدار أمر يُنهي الملاحقات ضده في هذه القضية، لأن القضاء المسؤول عنها تابع لولاية نيويورك لا للدولة الفيدرالية. وأفادت شبكة ABC بأن بعض الأدلة من استطلاعات الرأي تشير إلى أن هذه الإدانة ستؤدي إلى تآكل دعم ترامب كثيرًا، إذ وجد استطلاع أجرته شبكة CNN/SSRS في أبريل الماضي أنه في حين قال 76% من مؤيدي ترامب إنهم سيدعمونه بغض النظر، قال 24% إنهم “قد يعيدون النظر” في دعمهم له إذا أُدين، كما أظهر استطلاع للرأي أجرته كلية إيمرسون في مايو أن 25% من الناخبين قالوا إن الحكم بالإدانة في نيويورك سيجعلهم أقل احتمالية للتصويت لصالح ترامب.
فرص بايدن في الانتخابات المقبلة
في ضوء السباق الرئاسي الحالي، بات تكرار سيناريو انتخابات 2020 واقعًا، من حيث المنافسة بين كل من بايدن وترامب. المنافسة التقليدية بين المرشحين خلقت مجموعة من الناخبين غير المهتمين والتي لا يمكن التنبؤ بتوجهاتها وبالتالي تأثيرها في السباق الرئاسي، كونها تغذي التقدم الحالي لترامب في استطلاعات الرأي، لكنهم في كثير من الحالات ينتمون إلى المجتمعات الديمقراطية التقليدية، مما يمنح بايدن فرصة لاستعادة بعضهم مرة أخرى.
وفي حين أن ترامب وبايدن شخصيتان مألوفتان بشكل كبير لدى معظم الأمريكيين، فإن الناخبين المتأرجحين الذين من المرجح أن يقرروا الانتخابات، في الغالب، غير مهتمين. كما أن ترشح روبرت كينيدي جونيور طرفًا ثالثًا، وهو مدعوم من الجمهوريين، يجعل الأمور أكثر تعقيدًا. وأظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك على المستوى الوطني أن خُمس الناخبين قالوا إنهم قد يغيرون رأيهم ويتخلون عن مرشحهم المفضل حاليًا. وفي الانتخابات الرئاسية التي يقول فيها أكثر من 80% من الناخبين، وفقًا لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث، إنهم يرغبون في عدم ترشح أحد المرشحين الرئيسيين أو كليهما، يختار البعض الابتعاد تمامًا عن الأخبار السياسية المباشرة.
وعلى هذا نتناول فرص بايدن في الانتخابات عبر عدة محاور:
الدعوة لانسحاب بايدن من السباق الانتخابي: ظهر عدد من النداءات خلال الفترة الماضية تدعو بايدن إلى إفساح المجال لمرشح آخر حتى لا يمنى الحزب الديمقراطي بخسارة فادحة أمام ترامب. بينما يرى بايدن أنه الشخص الوحيد الذي هزم الرئيس ترامب، وهو مقتنع بأنه سيهزمه مرة أخرى. لكن الرأي العام أكثر تحفظًا، فوفقًا لأحد استطلاعات الرأي، يعتقد 73% من الأمريكيين أنه أكبر من أن يتولى فترة رئاسية ثانية (56% من الديمقراطيين يعتقدون الشيء نفسه).
وتشير التجارب التاريخية إلى انسحاب الرئيس الديمقراطي ليندون جونسون في مارس عام 1968 من السباق الانتخابي، وتخلى عن سعيه لإعادة انتخابه بسبب تدهور شعبيته بشكل كبير، على خلفية دوره في تأجيج نيران الحرب الفيتنامية ودفع بالكثير من الجنود الأمريكيين إلى الموت كما عرف بدعمه لإسرائيل وبخاصة في حرب ١٩٦٧م، ضد مصر. وانتهى الأمر باختيار المرشح هيوبرت همفري، نائب الرئيس جونسون، الذي هُزم أمام الجمهوري ريتشارد نيكسون.
وعند تطبيق هذا السيناريو على الوضع الحالي نجد أنه لا يخلو من المخاطر، فستكون نائبة الرئيس كامالا هاريس هي البديل المنطقي، لكنها لا تحظى بشعبية، ومن هنا تأتي فرضية أخرى بعيدة الاحتمال، وهي انسحاب جو بايدن وكامالا هاريس معًا قبل مؤتمر الحزب في شيكاغو في أغسطس المقبل، وبالتالي سيتمكن المندوبون من ترشيح مرشح جديد، والذي سيقرر من سيختار نائبه أو نائبته. ولكن لا يزال يتعين على كامالا هاريس أن توافق على التخلي عن مقعدها وهو ما يعني أن هناك خطر إبعاد الناخبات الأمريكيات من أصل أفريقي، وهن ركيزة أساسية للحزب الديمقراطي، اللاتي لا يروق لهن تجاهل أول نائبة سوداء للرئيس. والأهم من ذلك كله؛ فقبل أقل من ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات، سيجد الحزب نفسه مع مرشح غير معروف تقريبًا لعامة الناس ولا يتمتع بشرعية ديمقراطية.
فقدان الناخبين السود: أظهرت استطلاعات الرأي عدم وجود حماس بين الناخبين السود للتصويت لبايدن. ودعمه يقارب 69% بين الناخبين السود، بينما ارتفعت شعبية ترامب بينهم. وأشارت رسائل تحذيرية إلى أن إقبال الناخبين السود على التصويت يتراجع بشكل كبير في هذه الانتخابات، لذا يحاول بايدن زيادة حماسهم. ويشكل الناخبون السود 10% من الناخبين المؤهلين في بنسلفانيا في عام 2020، وفي جورجيا، وهي ولاية متأرجحة أخرى تمثل ساحة معركة، يمثل السود 32% من الناخبين المؤهلين، وفي ميشيجان بلغت النسبة 13%.
لذا ستعتمد خطة بايدن الجديدة، التي تتضمن استثمارًا ضخمًا، في المنظمات الطلابية للسود والمجموعات المجتمعية والكنائس والوكلاء، لتحسين مكانته لدى الناخبين السود في الولايات المتأرجحة. وسيحضر بايدن حدثًا تنظيميًا في شركة محلية صغيرة مملوكة للسود، حيث سيروج لسجل إدارته في تحسين ثروة الأسر ذات الأصول الإفريقية. كما أن حملة بايدن مقتنعة بأن العديد من الناخبين الذين دعموه في عام 2020 سيعودون إلى دعم الحزب الديمقراطي مع اقتراب انتخابات 2024. لكنهم يعلمون أن عليهم العمل على تعزيز الحماس لبايدن بين الناخبين الشباب والسود واللاتينيين. ولتكرار انتصاره في عام 2020، يجب على بايدن أن يفوز بأصوات السود بدعم ساحق.
المناظرة الرئاسية المبكرة: من الصعب تقييم تأثير المناظرة المقررة في 27 يونيو على شبكة سي إن إن على فرص وحظوظ بايدن في الانتخابات. ويصعب العثور على أوجه تشابه لأن أولى المناظرات السابقة بين المرشحين الرئاسيين الديمقراطيين والجمهوريين كانت قبل الانتخابات بوقت قصير. ومع ذلك فإن بايدن الذي يصوره الجمهوريون على أنه شخص فاقد لقدراته الذهنية إلى درجة أنه يحتاج إلى من يرشده بالإضافة إلى زلاته التي غيرت أسماء بعض الرؤساء والبلدان، فهذه النقطة مهمة لترامب وسيستغلها خلال المناظرة لشد الجمهور لصالحه.
ومع ذلك، لدى بايدن فرصة لقلب كل الكليشيهات المتعلقة بعمره وزلاته، تمامًا كما فعل خلال خطاب حالة الاتحاد. وأمام ترامب خيار بشأن ما إذا كان سيحول المناظرة إلى سجال بشأن محاكمته وانتخابات سنة 2020 أو ما إذا كان سيقضي وقته في إهانة بايدن. والأمر المضمون هنا أن ترامب سيسيطر بحسب استطلاعات الرأي على الولايات المتأرجحة. وهذا الأمر سيقدم له دافعًا قويًا على مسرح المناظرة الرئاسية.
تأثير حرب غزة على السباق الانتخابي: وضعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الرئيس جو بايدن في تحدٍ كبير، وبات يواجه انشقاقًا داخل القاعدة التقدمية لحزبه، التي تشعر بالغضب لأنه لم يفعل المزيد لوقف الحرب، كما يشعر مستشاروه بالقلق من دعمه لجهود إسرائيل وما يمكن أن يتركه من أثر على السباق الرئاسي في نوفمبر. خصوصًا بعد أن خسر تأييد فئات واسعة من الناخبين العرب والمسلمين في ولاية ميشيجان، حيث اجتذب التصويت الاحتجاجي “غير ملتزم” أكثر من 100 ألف صوت.
بالإضافة إلى احتجاجات الجامعات، التي يطالب فيها المحتجون بشكل عام الإدارة الأمريكية بالضغط لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون، ويرون أن بلادهم ضالعة في استمرار تلك الإبادة. وفي هذا الصدد يطالب المحتجون جامعاتهم، التي يتمتع الكثير منها بأوقاف ضخمة، بسحب استثماراتها المالية من إسرائيل، أو سحب استثمارات الجامعات من شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية التي تدعم إسرائيل عسكريًا. وقد استطاعت تلك الاحتجاجات أن تجذب لها خليطًا من الأعراق والحركات السياسية المختلفة من بيض وسود وعرب ومسلمين أمريكيين، بالإضافة إلى طلاب يهود لهم توجهات ليبرالية، وتساندهم حركات للحقوق المدنية وحقوق الإنسان؛ وبالتالي فهي حركة عابرة للعرقيات والأديان وليست حكرًا على فئة بعينها. وإذا تمكنت حركة الاحتجاج من تعبئة مزيد من المواطنين أو بناء تصور يروج للمظلومية التي قد تتعرض لها؛ فإن هذا الأمر قد يؤثر بالفعل على حظوظ بايدن في الانتخابات.
المصدر : https://marsad.ecss.com.eg/81752/