لست بصدد مجادلة الرأي القائل أن واشنطن قد اظهرت اهتماما بزيارة الكاظمي والوفد المرافق له وان ثمة اراء ايجابية نحو التأكيد على السيادة العراقية وانتقال العلاقات الامنية من نموذج (قواعد الاشتباك المشترك لمقاتلة داعش) إلى نموذج (التدريب والتأهيل واعادة الانتشار خارج العراق). لكن السؤال المطروح لمرحلة ما بعد زيارة واشنطن يمكن أن تظهر في ما اتفق عليه في الاعداد لانتخابات حزيران المقبل من خلال ضبط السلاح المنفلت ومكافحة الفساد السياسي لمنع استخدام كلهيما في التأثير على هذه الانتخابات!
من وجهة نظري المتواضعة جدأ، أن الموقف الأمريكي يطلق عليه في انمذجة التحليل السياسي لمحاكاة إدارة الأزمات بكونه (وثبة الفهد) حين يتهيىء للاصياد وهي حركة معروفة تماما عند اغلبية صنف القطط المتوحشة بإرجاع الارجل إلى الوراء وكانه غير مبال بما حوله فيما يتحين لحظة الانقصاض على الفريسة.
واكرر القول واشنطن ليست مؤسسة خيرية لمساعدة العراقيين، بل دولة مؤسسات تتعامل اليوم مع دولة اشباح امنية وسياسية واقتصادية في العراق، مطلوب من الكاظمي تكوين الحد الادنى المطلوب لدولة قادرة على انجاز انتخابات بمعايير مقبولة تمنع أموال الفساد السياسي والسلاح المنفلت من التأثير عليها.
ما سيكون؟؟
نسمع غدا بيانات ترحب بدعم النازحين والاقليات من خلال برامج توك شو تحول الكثير من النواب والسياسيين إلى مغردين عبر التواصل الاجتماعي، فيما واقع الحال، لا يمكن للكاظمي انجاز الكثير مما تم الحديث عنه على موائد الاجتماعات وكواليسها، فلا الفساد السياسي من الممكن مكافحته ولا أموال الفساد يمكن أن تغيب عن الانتخابات المقبلة فضلا عن تأثير السلاح المنفلت.
كل ذلك يجعل الخطوة الاصعب والاخطر لمستقبل العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن وبغداد أمام استحقاقات كبرى لمشروع بايدن، المرشح للرئاسة الأمريكية، بالتقسيم السهل للعراق، عندها ستكون نتائج الانتخابات بوصلة واضحة ومباشرة لانتاج عراق كونفيندرالي، سرعان ما تبدأ حروب الحدود الإدارية واستثمار النفط والمياه وطرق المواصلات والخدمات العامة فيما بينها وأيضا داخلها، ما دامت مفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والاجندات الاقليمية والدولية للاحزاب المهيمنة على السلطة تبقى تنتج حكومات محلية و حكومة اتحادية .. ليس من اولوياتها مستقبل عراق واحد وطن الجميع ولله في خلقه شؤون!
رابط المصدر: