تقديم :
تسعى هذه الدراسة العلمية إلى أن تفحص طبيعة الصراع الإيراني السعودي في ظل تفاعلات البيئة الإقليمية الشرق أوسطية وذلك من زوايا مختلفة عن مجرد سرد تاريخ العلاقات بينهما أو الوقوف عند سياستهما الخارجية، بل سعت الدراسة للمقاربة لموضوع الصراع الإيراني السعودي وفق تصور يرصد إتجاهات الظاهرة إعتمادا على مجموعة من المتغيرات المتحكمة في طبيعة الصراع والمحددة له من خلال ما توفره النظريات التي تقدم تفسيرا لظاهرة الصراع الدولي وذلك من خلال صياغة إطار نظري متكامل يفضي، لإسقاط مجموعة خصائصه على الحالة الصراعية للدولتين، والمقارنة بين توجهات سياستهما الخارجية بغية التعرف على طبيعة أدوارهما.
وتندرج الدراسة في معالجة إشكالية البحث، متبعة الإطار النظري المفضي لتفسير موضوع الصراع الإيراني السعودي، حيث أمكن من خلاله فحص وإختبار الفرضيات التي تصورت بأن إيران والسعودية تستندان في إطار تنافسهما إلى مجموعة من المحددات الإستراتيجية ذات المستويات التحليلية المتعددة محلية إقليمية دولية، وآلية تعاملهما مع التحولات الجوسياسية في النظامين الإقليمي والدولي، عبر دراسة وتحليل القيود والفرص التي وفرتها هذه التحولات بالنسبة للدولتين.
كما قامت الدراسة بصياغة إطار للمقارنة، تم فيه التعرف على الإستراتيجيات والآليات التي تنتهجها كل دولة، لتحقيق الهيمنة وزيادة نفوذها الإقليمي وتحقيق مقتضيات الأمن القومي عبر صياغة إستراتيجيات تفضي لتحقيق قدر كافي من الأمن، وإنعكاس ذلك على منطقة الشرق الأوسط.
وفي الختام توصلت الدراسة بعد المقارنة العلمية، إلى كشف طبيعة الصراع بين الدولتين كما كشفت عن المحددات المتحكمة في الصراع، وكذا أهدافه ثم الوقوف على حدود تطلعاتهما الإقليمية ومستقبلهما في إقليم تتقاطع فيه دوائر الصراع المحلية الإقليمية والدولية.