د. صبحي ناظم توفيق
عميد ركــن متقاعد.. دكتوراة في التاريخ
عضو هيئة خبراء مركز برق للسياسات والاستشارات
تمهيـــد:
في مقالات ثلاث سابقات غطّينا مدة أربع عشرة سنة متتاليات من تاريخ المدرسة العسكرية الملكية العراقية منذ تأسيسها عام 1924، وأسماء الآمرين الذين تبوّأوا قيادتها وإدارتها، والدورات المتسلسلة التي تخرّجت منها برتبة مُلازم ثانٍ لغاية عام 1938، ورفدتْ باكورة وحدات وتشكيلات الجيش العراقي الفتيّ بضباط طَموحين في مقتبل أعمارهم، حتى بلغنا مفصل تحويل تسمية المدرسة العسكرية إلى الكلّية العسكرية.
وفي مقالتنا الرابعة هذه، نضيف لمعلومات المتابع الكريم نبذة عن هذه المؤسسة التدريبية والعلمية العالية التي ستشهد استقرارًا ملحوظًا فيما تبقّى من عهد ملوك العراق، بواقع 19 عامًا متتاليًا من مسيرة الكلية العسكرية في غضون السنوات 1939- 1958 تحت العناوين الآتية:
- تقدير وامتنان.
- الكلية العسكرية في باكورة أعوامها.
- دورات الضباط الاحتياط.
- تجربة الإعدادية العسكرية.
- تراجع أداء الكلية العسكرية.
- اختصاص الصنوف في الكلية العسكرية.
- المبنى الأحدث للكلية.
- الطلاب العرب في صفوف الكلية.
- بعثات الكلية إلى أكاديمية ساندهيرست.
- مجمل أحداث الكلية في الخمسينيات.
- آمرو الكلية العسكرية ودوراتها.
تقدير وامتنان:
كانت الوثائق التي أُتيح لي الاطلاع عليها عن الكلية العسكرية ناقصة في بعض المعلومات المفصلية؛ لذا التجأتُ إلى عدد من القادة الذين عملتُ معهم وتحت إمرتهم خلال بعض سنوات خدمتي العسكرية، وكذلك بعض الأصدقاء، فلم يقصّروا في إفادتي بما احتجتُه، وزوّدوني بصور نادرة لا يمتلكها سواهم، وأخصّ منهم بالذكر:
- الفريق الركن طارق محمود شكري – المفتش العام للقوات المسلّحة في أواسط الثمانينيات.
- اللواء الركن علاء الدين حسين مكي خمّاس – رئيس جامعة البكر للدراسات العسكرية.
- العميد الطيار الركن محمد طارق سيد حميد سيد عمر – أمين السر الجوي لدى رئاسة أركان الجيش.
أطال الله في أعمارهم وعافيتهم وذاكرتهم، ولمقاماتهم كلّ الامتنان والتقدير.
الكلية العسكرية في باكورة أعوامها:
وفقًا لنظام التجديد الصادر يوم 6 من أيار /مايو 1939، وابتغاء إعلاء شأن المدرسة العسكرية وخرّيجيها، فقد تقرر تبديل اسمها إلى “الكلية العسكرية الملكية”، ونصّ التعديل الجديد على أن تكون المدة التي يقضيها الطلّاب في صفوفها ثلاث سنوات دراسية عوضًا عن سنتين، مع العودة إلى الشرط الأساس بأن يكون التلميذ المقبول فيها حاصلًا على شهادة الصف الخامس الثانوي.
وفي هذا الشأن لا بدّ من استذكار الدورتين 17 و18 للمدرسة العسكرية، حيث التحق الطلاب المقبولون فيهما، وباشروا دوامهم الرسمي في 19 من شباط /فبراير 1938 و27 من كانون الأوّل /ديسمبر 1938 على التوالي، وهم آخر المقبولين في صفوف المدرسة، وقتما كان العقيد توفيق سعيد الدملوجي آمرًا لها، وفي عهده تمّ إِعلاء تسميتها إلى الكلّية العسكرية، فيما اعتُبِرَ خريجو الدورة 17 بتاريخ 7 من أيار /مايو 1939 أوّل من تمتّعوا بشهادة تحمل اسم الكلية العسكرية تحت إشراف آمرهم اللاحق المقدم الركن بدري إسماعيل.
دورات الضباط الاحتياط:
منذ تأسيس الجيش العراقي على مبدأ التطوّع في عقد العشرينيات، ظلّ خرّيجو الكلّيات المدنية مُعْفَيْنَ من الخدمة العسكرية الإجبارية، برغم صدور قانون الدفاع الوطني منذ عام 1934 والبدء بتطبيقه على عموم العراقيين مطلع سنة 1936، حتى صدر قانون خدمة الاحتياط المرقّم بـ 58 لسنة 1938، وقد نصّ على عدم جواز تعيين أيّ من خرّيجي الكليات والمعاهد بصفة موظف أو مستخدَم في الوظائف الحكومية، ما لم يكن حائزًا على شهادة من وزارة الدفاع تؤكّد أنه قد أكمل دورة الضباط الاحتياط في الجيش.
وقد تقرّر للمرة الأولى في تاريخ العراق استدعاء خريجي الكلّيات المدنية لإشراكهم بدورة الضباط الاحتياط الأولى في خريف عام 1939، واحتضنت العشرات منهم، وشملت خرّيجي كلية الطب وطب الأسنان والصيدلة لفترة تدريبية أمدها خمسة أشهر، مُنِحوا بعدها رتبة رئيس (نقيب) للطبيب، وملازم أول لطبيب الأسنان والصيدلي والطبيب البيطري، ورتبة ملازم ثانٍ لخريجي الكليات المدنية الأخرى، ويقضون عشرة أشهر في الخدمة بصفة ضباط، ويسُجِّلون حال تسريحهم بصفة ضباط بالاحتياط العام، فيُستدعَون للخدمة عند النفير الجزئي أو الكُلّي، وفي حالات الطوارئ، أو عند استدعائهم كُلًّا أو جزءًا للمشاركة بتمارين عسكرية ميدانية مدة لا تزيد على ستة أسابيع في السنة الواحدة.
وقد ثبتت الإفادة ممّا يحمله هؤلاء من علوم ومعرفة ذات فائدة قصوى، ولربما بمستويات علمية وثقافية أفضل من خرّيجي دورات المدرسة والكلية العسكرية، ناهيك عن تحقيق مساواة بين جميع طبقات المجتمع العراقي في خدمة الوطن، ومعالجة النواقص في ملاكات ضباط الجيش، والاقتصاد في الصرفيات من الموازنة المالية لوزارة الدفاع، أسوة بالطرق المتّبعة في الدول المتقدمة ذات التجارب الأفضل في المجالات العسكرية والحروب الطويلة.
وفي هذا الصدد فُتِحَت الأبواب كي يتطوّع الراغبون والأكفياء منهم بصفة ضباط على الملاك الدائم في وحدات الجيش ودوائره ومؤسساته، أسوة بخريجي الكلية العسكرية.
وعلى الرغم من اختلاف كبار القادة العسكريين وآرائهم المتناقضة إزاء الضباط الاحتياط، وبالأخصّ الحربيّون منهم، ومستوى انضباطهم وأدائهم ومدى إفادة الجيش منهم، فقد استمر هذا النهج الذي اعتُبِرَ ناجحًا بشكل عام، حتى تقرّر استحداث مؤسسة إعداد خاصة بهم عام 1956، تحت اسم “كلية الضباط الاحتياط”، وإنشاء ثكنة لائقة بهم وسط معسكر الرشيد في ضواحي بغداد، وكُلِّفَ الزعيم (العميد) الركن سيد حميد سيد عمر بتأسيسها، وعُيِّنَ أوّل آمر لها.
تجربة الإعدادية العسكرية:
أمّا في عام 1940 فقد تقرر تأسيس الإعدادية العسكرية التي تستقبل تلاميذ يحملون شهادة الصف الثالث المتوسّط، وقُبِلَت أولى دوراتها في خريف العام ذاته، وتلقّى تلاميذها تدريبًا ودروسًا لسنتين تقويميّتَين حتى تخرّجوا عام 1942، وكان لهم الخيار إمّا أن يخدموا في وحدات الجيش بصفة نوّاب ضباط حربيّين لثلاث سنوات قبل ترقيتهم لرتبة ملازم ثانٍ، أو تكون لهم الأفضلية في القبول بصفة تلاميذ في الدورات الاعتيادية للكلية العسكرية الملكية ليكملوا دراستهم لديها.
استمرّت تجربة الإعدادية العسكرية أربع سنوات فقط، حتى قبول آخر دورة فيها عام 1943، وأُلغيت عام 1944، فعادت الكلية العسكرية إلى سابق عهدها بقبول الطلاب الحاصلين على الصف الخامس الثانوي “البكالوريا”.
تراجع أداء الكلية العسكرية:
كان من المنتظَر أن تكون مثل هذه المؤسسة التعليمية والتدريبية والمعرفية قادرة على تصعيد إنجازاتها وتطوير أدائها نحو الأفضل، ولكن اندلاع الحرب العالمية الثانية في الساحة الأوروبية مطلع شهر أيلول 1939، وانتشار نيرانها نحو شماليّ أفريقيا والقرن الأفريقي، والشرقَين الأدنى والأوسط، وأقاصي جنوبيّ وشرقيّ آسيا والمحيطَين الهندي والهادئ، واقتراب شَرَرِها من العراق بوجود قوات ألمانيا النازية مع حدوده البرية، حين اعتُبِرَت جارته “سورية” ضمن الممتلكات الألمانية بعد سقوط “باريس” تحت الاحتلال الألماني.
وفوق هذا وذاك انبثقت ببغداد حركة ثورية غير مدروسة النتائج في نيسان /أبريل 1941 تسبّبت في حرب غير متكافئة بين العراق وبريطانيا العظمى طيلة أيام شهر أيار /مايو 1941، وكان من أخطر نتائجها تدمير معظم الآلة العسكرية العراقية، وإعادة العراق ليرضخ مرة ثانية تحت الاحتلال البريطاني بعد أقل من عقد واحد على استقلاله وقبوله عضوًا لدى منظمة “عُصبة الأُمَم” عام 1932، فتضاءل أداء الكلية العسكرية، بعدما قرّر الإنكليز تقليص حجم الجيش العراقي في تشكيلاته البرية إلى النصف وتسريح النصف الآخر، وحرمانه من قوته الجوية، مع تخفيض الموازنة المالية للصرف على القوات المسلّحة.
اختصاص الصنوف في الكلية العسكرية:
وعندما تنفّس العالم الصعداء بعد أن وضعت الحرب العالمية أوزارها بانتصار الحلفاء، أتى الدور لرفع بعض القيود البريطانية المفروضة على العراق، وكان للكلية العسكرية نصيب في ذلك، حين صدر نظامها الجديد الذي تضَمَّنَ جعلها كلية عالِية، مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات، على أن تكون المرحلة الثالثة والأخيرة لأغراض التخصص في صنوف الجيش المختلفة، بحيث يتخرّج الضابط الحدث جاهزًا للالتحاق مباشرة بإحدى وحدات الصنف الذي درس لأجله، وتدرّب على تفاصيله.
وفي هذا الصدد، فقد تخرجت باكورة الدورات ذات الاختصاص عام 1947 وفقًا للنظام آنف الذكر، وكان أوّلها من نصيب الدورة 23، وتواصل هذا النهج لغاية تخرّج الدورة 33 في حزيران /يونيو 1957.
المبنى الأحدث للكلية:
ولإعلاء شأن الكلية فقد رُصِدَ مبلغ كبير لإنشاء مبنىً مُصمّم بشكل خاص لمتطلبات الكلية العسكرية، ولائق للحياة اليومية لمن يقدم أعوام شبابه وراحة جسده ويضحّي بدمائه في سبيل الحفاظ على الوطن، ولمن سيغدون قادة المستقبل.
وفي أوائل شهر تموز /يوليو1947، وبُعَيدَ الاحتفاء بتخرّج الدورة 23 يوم 30 من حزيران /يونيو، وفي أثناء العطلة الصيفية، ودّع آمر الكلّية العسكرية العقيد الركن عبد القادر سعيد وضباطه مع الكادر التدريبي والإداري مبانيهم العتيقة في حيّ الكرادة الشرقية، واستقروا بمبناهم الجديد في منطقة الرُّستَمية المُطِلّة على نهر ديالى، حيث كانت آخر اللمسات تجرى على القاعات المخصصة أساسًا لتلاميذ دار المعلمين الريفية الـمُلغاة، كي تُلائِم طلابًا عسكريين.
وبعد انقضاء العطلة الصيفية، عاد تلاميذ الدورتين 24 و25 للدوام الرسمي في أروقة مبانيهم الجديدة، حتى باشر الطلاّب المقبولون بالدورة 26 بدوامهم يوم 15 أيلول /سبتمبر 1947، فاستقرت الكلية في أروقتها بعد العديد من عمليات التوسيع والتحسين والتطوير والإضافات لغاية عام 2003، حينما غزا الأمريكيون بغداد، ودمّروا هذه الكلية وكلّ الجيش العراقي وقواته المسلّحة.
الطلاب العرب في صفوف الكلية:
كانت سمعة المدرسة العسكرية الملكية العراقية بارزة في الأقطار العربية المتابعة لأخبار العراق الناهض، من حيث اعتبارها أوّل مؤسسة تدريبية وتعليمية عسكرية انبثقت في العالم العربي منذ عقد العشرينيات، وتخرجت فيها دورات متتالية من الضباط الشبّان الذين انخرطوا في وحدات جيشهم الفتي وقواتهم المسلّحة، فيما كانت أقطارهم ترضخ إما تحت الاستعمار الأجنبي أو انتدابه أو وصايته.
وقد تطرّقنا في مقالاتنا السابقة عن المدرسة العسكرية الملكية إلى احتضانها عددًا من التلاميذ اليَمَنيين الذين تلقّوا العلوم العسكرية إلى جانب أشقائهم العراقيين ضمن دورتها الـ16 المتخرّجة في أواخر عام 1938. ولمّا ترقّت تسمية المدرسة إلى “الكلّية العسكرية” فإنها استجلبت الأنظار أكثر فأكثر، وأصبحت محطّ رجاءات الملوك والقادة العرب، فأرسلوا شبابهم لينخرطوا بصفة تلاميذ في هذه المؤسسة التي كان قد تجاوز عمرها عقدَين من الزمان.. ولم يتأخر قادة العراق في قبول هذه الطلبات بُعَيدَ انتهاء الحرب العالمية الثانية، على أن يخضع الطلاّب المبعوثون للشروط الدراسية والصحية والسمعة الطيبة والأخلاق الحسنة المُدرَجة للقبول حسب شروط الكلية العسكرية، وتخضع تصرفاتهم للقوانين العسكرية العراقية والمدنية أسوة بأقرانهم العراقيين.
واختصارًا للحديث، سنعرض هذا الشأن على شكل نقاط مختصرة كما يلي:
- في أواسط أيلول /سبتمبر 1946 استقبلت الكلية أوّل بعثة من الطلاب الأردنيين الذين التحقوا مع الطلاب العراقيين المقبولين بدورتها الـ25، وتخرجوا معا في حزيران /يونيو 1949، تلتها بعثة ثانية مع الدورة 26 مُنِحَ خريجوها رتبة ملازم ثانٍ في تموز /يوليو 1950.
- وخلال عام 1948 احتضنت أول بعثة ضمّت 7 طلاب مغاربة، انضموا للدورة 27، وقضوا 3 سنوات تقويمية لغاية تخرّجهم في حزيران /يونيو 1951.
- وفي عامَي 1952 و1953 التحقت بصفوف الدورتَين 31 و32 بعثتان من الطلاب الليبيين والتوانسة، وتخرّجوا يوم 30 من حزيران /يونيو 1955 و1956 على التوالي.
بعثات الكلية إلى أكاديمية ساندهيرست:
لم تتوقّف الكلية العسكرية عن الإفادة من خبرات المؤسسات العسكرية الراقية ذات الخبرات المتراكمة في الحروب العظمى والمعارك الكبرى التي خاضتها جيوشها في القرن العشرين، فقد دأبت خلال النصف الثاني من الأربعينيات وأعوام الخمسينيات على إيفاد أفضل تلاميذها المتفوِّقين إلى أكاديمية ساندهيرست البريطانية ذائعة الصيت. ولمّا لم أعثر على أسماء التلاميذ الموفدين، فقد التجأتُ إلى القادة الذين ذكرتُ أسماءهم في الصفحات الأولى من هذه المقالة، فلم يقصّروا في إفادتي ببعض المعلومات التي أفتقر إليها.
فمن الدورة 32 المتفوِّقين كان من بين المُبتَعَثين 6 تلاميذ من الذين تشرّفتُ بمعرفتهم والعمل تحت إمرتهم المباشرة أو غير المباشرة، منهم: طارق محمود شكري، وسالم حسين، وضياء توفيق السكوتي، وأسامة محمود المهدي. ومن الدورة 33 الطالبان علاء الدين حسين مكي، ومحمود وُهَيِّب العزاوي. بينما أوفد 4 طلاب من الدورة 34، كان من بينهم وليد محمود سيرت. وقد برز العديد منهم كثيرًا، وذاع صيتهم منذ تخرّجهم في الأعوام 1956 و1957 و1958 على التوالي، وتبوّأوا مناصب عالية في الجيش العراقي خلال عقد الثمانينيات،
مجمل أحداث الكلية في الخمسينيات:
مرّت على الكلية العسكرية الملكية أحداث ووقائع عديدة خلال عقد الخمسينيات، ولضرورات الاختصار يمكن الوقوف على أهم محطاتها على شكل نقاط كما يلي:
- في عام 1953 وحالما استُحدِثَت مديرية التدريب العسكري بوزارة الدفاع، تقرّر ربط الكلية العسكرية بها، وذلك أسوة بكلية الأركان ومدرسة الضباط الأقدمين.
- وفي ربيع عام 1954 غرقت أبنية الكلية بكاملها خلال فيضان دجلة وديالى، فاضطرّت أن تنتقل إلى معسكر الوشاش بالقرب من مطار بغداد الدولي.
- في عام 1955 فُتِحت أول دورة للطلاب المقبولين في كليّات الطب والصيدلة والهندسة للدراسة على نفقة وزارة الدفاع، وتخرّجوا فيما بعد بالرتب المختلفة التي يستحقونها قانونًا، وأصبحوا ضباطًا على الملاك الدائم في صفوف الجيش والقوات المسلّحة الأخرى.
- وفي عام 1956 أُنشِئ مختبَران للفيزياء والكيمياء في الكلية؛ كي يبقى الطلاب على تماس مع العلوم المتطورة الحديثة.
- وفي سنة 1957 أُلغي صف الاختصاص للصنوف في الكلية بصدور نظام التجديد الأحدث، ومن دون تقليص مدة الدراسة والتدريب التي ظلّت ثلاث سنوات، حيث يلتحق الضابط المتخرّج في الكلية بمدارس الصنوف كي يتخصّص في الصنف الذي انتُسِب إليه.
- ووفقًا لنظام التجديد ذاته، اعتُبرت شهادة التخرج الممنوحة للطالب المتخرج برتبة ملازم ثانٍ، بمستوى بكالوريوس في العلوم العسكرية.
- وفي عام 1958 تقرر أن تقبل الكلية أول دفعة من الطلاب الذين يدرسون ويتدربون في صفوفها على نفقة وزارة الداخلية العراقية، وذلك لإعداد ضباط شرطة قادرين على قيادة فصائل قوات الشرطة السيارة، أو يُعيَّنون بصفة آمري فصائل يدربون تلاميذهم في كلية الشرطة على الأمور العسكرية.
آمرو الكلية العسكرية ودوراتها:
منذ عام 1939؛ أي منذ حُوِّل اسم “المدرسة العسكرية” إلى “الكلية العسكرية”، تتابع على قيادتها والإشراف على إدارتها وتخريج طلاّبها 13 آمِرًا، تراوحت رُتَبُهُم ما بين مقدم وعقيد وزعيم (عميد) ركن، فيما تخرّجت فيها طلاب 16 دورة – وكل ذلك سنأتي على سرده في مقالين لاحقين بعون الله تعالى.
.
رابط المصدر: