الشيخ فوزي آل سيف
أهل البيت ومظاهر المبادرة:
في بدر وأحد، وعلي في الخندق يقول أنا يا رسول الله. وصف الامام لهم بأنهم كان يقدمهم النبي في المعارك: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا احمر البأس، وأحجم الناس، قدم أهل بيته فوقى بهم أصحابه حر الأسنة والسيوف، فقتل عبيدة بن الحارث [وهو ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله)] يوم بدر، وقتل حمزة يوم أحد، وقتل جعفر يوم مؤتة، وأراد من لو شئت ذكرت اسمه مثل الذي أرادوا من الشهادة، ولكن آجالهم عجلت ومنيته أجلت)..
مظاهر السلبية:
1/ الاغراق في التوجه الذاتي:
كل انسان له حياته الفردية، وهو المسؤول عنها والمحاسب عليها، وهذا معلوم لكن البعض تتحول له هذه الحياة أشبه بالهدف والغاية، يكد ليأكل ويأكل ليكد، يصفه الامام علي (كالبهيمة المربوطة همها علفها أو المرسلة شغلها تقممها)، الكثير من الناس دورة حياته هي من الدراسة إلى العمل فالزواج فالبيت ثم الأولاد، والانشغال في كل مرحلة بمشاغلها، متى يكون للدين نصيب؟ ومتى يكون للمجتمع سهم؟ حتى قال بعضهم إن شغل الانسان هو برصيده وبطاقة ائتمانه!
وفي المقابل نجد في المجتمع أفرادا وأصنافا يبذلون قسما من حياتهم في سبيل أهدافهم ومبادئهم.. القائمون على الجمعيات الخيرية.. الناشطون السياسيون، المدافعون عن حقوق مجتمعهم، الذين يبلغون رسالات ربهم، المتابعون للظواهر السيئة في المجتمع مثل مواجهة المخدرات..
2/ الاكتفاء بالتذمر من الأوضاع:
ينظر إلى الوضع السياسي فيرى فيه الفساد والعلمي فيرى فيه التأخر، على المستوى المحلي أو المذهبي، ينتقد أوضاع الجمعيات الخيرية، وعلماء الدين، والتجار، والفضائيات، والخطباء.. وأحيانا يصب جام غضبه في الانترنت.. حيث لا مسؤولية.
3/ النقد السلبي للعمل والعاملين:
(فكرة القضاة والمتفرجين). مادام العمل موجودا فاحتمال الخطأ قائم والعصمة لأهلها، الذي يسكت لا يتبين خطأ لفظه وسوء أدائه لكن لو بدأ في الحديث والموعظة فلابد أن يبدو منه خطأ.. فهل ينتظر من الخطباء أن يسكتوا حتى لا يخطئوا، أو من العاملين أن يتوقفوا حتى لا يزلوا؟
السلبية لها ثقافة وتبريرات:
أرى ألف بان لا يقوم لهادم فكيف ببان.. بعد خراب البصرة! اتسع الخرق على الراقع! اليد الواحدة لا تصفق! لا نتدخل في الحياة الشخصية للآخرين! بوردة واحدة لا يحصل الربيع! كل من بدينه الله يعينه! الآخرون يكفونا العبالة! طنش تنتعش!.
في المقابل فكرة المبادرة:
1/ تعتمد على أن الكلمة الطيبة صدقة.. قل كلمة تشجيع، أو نقد، أو متابعة.. فهي صدقة.
2/ تعتمد على أنه لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان منه أقل.. و(إنا لا نضيع أجر المصلحين).
3/ في المجتمع نواحي كثيرة فيها الخلل، وبدلا من أن تلعن الظلام اشعل شمعة، قد لا تضيء كل البلد ولكن تضيء جانبا منه. الامام علي يقول: اصنعوا الخير ولا تحقروا من شيئا، ولا يقولن أحدكم إن أحدا أولى بفعل الخير مني فيكون والله كذلك).
قضية الآقا بزرك:
الذريعة إلى تصانيف الشيعة وهو فهرست كبير لما ألفه علماء الشيعة طوال أربعة عشر قرنا من الزمان، ويقع في ثمان وعشرين مجلدا. “وكان الباعث على تأليف الذريعة هو ما ذكره (جرجي زيدان) في كتابه “تاريخ آداب اللغة العربية” حينما تحدث عن الشيعة فقال ما خلاصته: “الشيعة طائفة صغيرة لم تترك أثرا يذكر، وليس لها وجود في الوقت الحاضر”. فدفع هذا القول بالشيخ آغا بزرك ورفيقه في العلم “السيد حسن الصدر” المتوفى عام 1354 و “الشيخ محمد حسين كاشف ‹ صفحة 61 › الغطاء” المتوفى عام 1373 أن يتعاهدوا ويأخذ كل واحد منهم على عاتقه بيان جانب من جوانب الثقافة الشيعية الفنية والتعرف بها”. “وقد تقرر أن يبحث العلامة السيد حسن الصدر حول الآثار العلمية الشيعية، وبيان فضل الشيعة، وسهمهم في تأسيس علوم الإسلام، وظهرت ثمرة بحثه في كتابه “تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام” الذي طبع بمساعدة الشيخ نفسه عام 1370.
أما العلامة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء فقد تقرر أن يكتب نقدا لكتاب جرجي زيدان “تاريخ آداب اللغة العربية” ويكشف عن كل أخطائه فيه، وقد نفذ هذه المهمة، وكتب نقدا علميا جامعا للكتاب بمجلداته الأربع “وأما الشيخ آقا بزرك فقد تعهد أن يكتب فهرسا يجمع فيه أسماء كل مؤلفات الشيعة”.
– في القضايا الوطنية: رقابة شعبية على السرقات والانجاز والدوام.
– في القضايا الاجتماعية: لجان الاصلاح الاجتماعي، نواد للشباب والفتيات، فن الرسم.
– قضايا الثقافة: إشاعة فكرة الكتاب والقراءة.
– صلوات الجماعة: أصدقاء صلاة الجماعة.
– جمعية المعاقين، وذوي الاحتياجات الخاصة، وصناديق الزواج، والاقراض والمساعدات.
– لتكن المشكلة دافعا لك للمبادرة..
– اسأل نفسك أين أنت من الخدمة الاجتماعية؟
.
رابط المصدر: