إعداد :عبد الواحد بلقصري – باحث قي مركز الدكتوراه مختبر بيئة.تراب.تنمية بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة
لقد جعل المغرب التنمية البشرية خيارا لا رجعة فيه حيث أكد جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطاب العرش لسنة 2019 أعطينا أهمية خاصة لبرنامج التنمية البشرية والنهوض بالسياسات الاجتماعية مع الانشغالات الملحة للمغاربة” .
وتحاول هاته المقالة قد الإمكان إبراز النقط التالية:
- 1– مفهوم التنمية البشرية
- 2- مقدمة عن تقرير التنمية البشرية
- 3- أنواع تقارير التنمية البشرية ومواضيعها.
- 4– المغرب في تقرير التنمية البشرية لسنة 2020
Abstract
The human development thesis considers people as its societal wealth and focuses on people’s choices, but these choices are not common and numerous. Including what is economic such as the income indicator and per capita gross national product, and what is social related to health and its multiple fields, learning and its various indicators, including the acquisition of knowledge, research and development technologies and information.After the development in the world, there was a need to build several development indicators that could provide a direct measure of the results of the development efforts made to combat poverty, which were achieved to satisfy the various elements of basic needs (material, social and moral), then came the need to build a composite indicator (one) that includes within it all the indicators related to the extent of those needs. With the aim of comparison, evaluation, and then development, all of this contributed to the emergence of the Human Development Index, which includes the indicators we mentioned previously, as this guide depends on several different indicators, the level of human development indicators, is it very high, high, medium or low.
مقدمة :
تكمن أهمية الموضوع في كونه يعالج إشكالية التنمية البشرية التي تعبر من الاشكاليات المعرفية المهمة حيث اننا سوف نتعرف على تعريف البشرية ومؤشراتها وتقاريرها وانواع هاته التقارير بالاضافة الى ان هاته المؤشرات القياسية سوف تبين لنا اوجه القصور والاختلالات التي يعاني منها المغرب وتقف عثرة اما التقدم نحو التنمية البشرية المنشودة .
- تعريف التنمية البشرية :
التنمية البشرية هي توسيع خيارات الإنسان الاقتصادية والاجتماعية وذلك عن طريق تجمع بين مؤشر التعلم المتمثل في القراءة والكتابة ومؤشر العمر المتوقع عند الميلاد ومؤشر الدخل ، وقد تم تعريف التنمية البشرية عام 1990 ما يلي:”
هي توسيع الخيارات المتاحة أمام الناس ليعيشوا حياة مديدة ملؤها الصحة ويكتسبوا المعرفة ويعيشوا حياة كريمة.
مما سبق نخلص إلى أن أطروحة التنمية البشرية تعتبر الناس هم ثروتها المجتمعية وتركز على خيارات الناس لكن هاته الخيارات ليست شائعة ومتعددة. منها ما هو اقتصادي كمؤشر الدخل ونصيب الفرد من الناتج القومي الإجمالي ، ومنها ما هو اجتماعي متعلق بالصحة ومجالاتها لمتعددة والتعلم ومؤشراته المختلفة ;ومنها اكتساب المعرفة وتقانات البحث والتطوير والمعلومات.
مما سبق نستنتج أنه بعد التطور الذي شهدته التنمية في العالم ظهرت الحاجة إلى بناء مؤشرات تنموية عديدة تمكن من توفير مقياس مباشر لنتائج الجهود الإنمائية المبذولة لمكافحة الفقر والمحققة لإشباع مختلف عناصر الحاجات الأساسية (المادية والاجتماعية و المعنوية) ثم جاءت الحاجة لبناء مؤشر مركب( واحد) يتضمن داخله كافة المؤشرات المتصلة بمدى إتساع تلك الحاجات. وذلك بهدف المقارنة والتقييم ومن ثم التطوير كل هذا ساهم في ظهور دليل التنمية البشرية يتضمن المؤشرات التي ذكرناها سابقا حيث يعتمد هذا الدليل عل مؤشرات متباينة عدة ،مستوى مؤشرات التنمية البشرية هل هي مرتفعة جدا أم مرتفعة أم متوسطة أم منخفضة.
2- أنواع تقارير التنمية البشرية
2-1 التقرير العالمي للتنمية البشرية و هو تقرير يتناول بالشرح واقع التنمية البشرية بالعالم ويتيح إمكانية المقارنة العالمية ويشمل أغلب بلدان الالم ومواضــــيع هاته التقارير التي ظهر أولى تقريــــــــــر سنة 1990 هي كالتالي: من 1990 إلى سنة 2020.
- عام 1990: مفهوم وقياس التنمية البشرية
- عام 1991: تمويل التنمية البشرية
- عام 1992: الأبعاد العالمية للتنمية البشرية
- عام 1993: مشاركة الشعب
- عام 1994: أبعاد جديدة للأمن الإنساني
- عام 1995: النوع الاجتماعي والتنمية البشرية
- عام 1996: النمو الاقتصادي والتنمية البشرية
- عام 1997: التنمية البشرية للقضاء على الفقر
- عام 1998: الاستهلاك للتنمية البشرية
- عام 1999: العولمة ذات الوجه الإنساني
- عام 2000: حقوق الإنسان والتنمية البشرية
- عام 2001: جعل التقنيات الحديثة تعمل من أجل التنمية البشرية
- عام 2002: تعميق الديمقراطية في عالم مجزأ
- عام 2003: الأهداف الإنمائية للألفية: اتفاق بين الأمم لإنهاء الفقر البشري
- عام 2004: الحرية الثقافية في عالم اليوم المتنوع
- عام 2005: التعاون الدولي على مفترق طرق: المعونة والتجارة والأمن في عالم غير متكافئ
- عام 2006: ما وراء الندرة: القوة والفقر وأزمة المياه العالمية
- عام 2007/2008: مكافحة تغير المناخ: التضامن الإنساني في عالم منقسم
- عام 2009: التغلب على العوائق: حراك الإنسان وتنميته
- عام 2010: الثروة الحقيقية للأمم: سبل التنمية البشرية
- عام 2011: الاستدامة والإنصاف: مستقبل أفضل للجميع
- عام 2013: صعود الجنوب: التقدم البشري في عالم متنوع
- عام 2014: الحفاظ على التقدم البشري: الحد من نقاط الضعف وبناء المرونة
- عام 2015: العمل من أجل التنمية البشرية
- عام 2016: التنمية البشرية الطريق إلى الأمام مخصصة من البشر
- عام 2018 – التحديث الإحصائي
- عام 2019– ما وراء الدخل والمتوسط والحاضر : أوجه عدم المساواة في القرن الحادي والعشرين
- عام 2020– التنمية البشرية والانتروبوسين
والنوع الثاني يعرف بالتقارير الإقليمية و نأخذ على سبيل المثال تقارير التنمية الانسانية في العالم العربي وقد صدر أول تقرير للتنمية الإنسانية في العالم العربي سنة 2002 للتنمية الإنسانية في العالم العربي وتقرير 2003 حول المعرفة في العالم العربي
وتقرير 2004 حول الحرية والحكم الصالح في العالم العربي وتقرير 2005 حول تمكين النوع في العالم العربي وتقرير سنة 2009 حول تحديات أمن الانسان في البلدان العربية وتقرير سنة 2016 حول الشباب وافاق التنمية / واقع متغير.
وبالرغم من أن سياق سياق التنمية الإنسانية سياقا واسعا يتضمن المؤشرات السياسية بالإضافة إلى المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية حيث أن هاته التقارير عالجت هاته المؤشرات وربطتها بالوضع العربي وأعطت لنا عبر هاته المؤشرات القياسية نتائج هذا الوضع، وبالرغم من أن خطابات هاته التقارير تدخل في مجال الفكر النقدي لبرنامج الأمم المتحدة للإنماء الاقتصادي والاجتماعي ، وبالرغم من أنها خطابات غير بريئة ، فإنها (صفحة 8) فإنها على الأقل خلقت نقاشات حادة في أحيان كثيرة، كذلك بالرغم من حوافزها السياسية فإنها بمثابة علم اجتماعي ناقد كما أكد رئيس الفريق الرئاسي لتقرير سنة 2002 .الدكتور نادر الفرجاني كما أنها تحمل في طياتها ثقافة أكاديمية عبر استخدامها لمناهج ومؤشرات إجرائية مهمة ومعاصرة. حيث نجد مثلا في التقرير الأول تم الاستعانة بالعديد من المنظمات كمنظمة freeddeem house (بيت الحرية )وهي منظمة غير حكومية أمريكية استطاعت أن تعطي لنا مؤشرات قياسية يمكن بواسطتها تحديد الدول الحرة والدول الشبه الحرة والدول التي تنعدم فيها الحرية ومؤسسة kaufman (كوفمان) التي درست ما يقارب 177 نظاما سياسيا عبر مؤشر المساءلة والتمثيل ، وتم تصنيف هاته النظم السياسية .
وإذا كانت هاته التقارير قد حققت تراكما أكاديميا بالنسبة للبحث العلمي في المنطقة العربية فإن مسألة الالتزام الضمني والصريح أي الحس النقدي لدى الباحث الأكاديمي، يجب أن يكون حاضرا حيث أنه يجب مقارنة هاته الأرقام بواقعنا وطرح السؤال وتقديم القوة الاقتراحية التي تبقى أنجع الحلول لخلق فضاء عمومي للحوار والتفكير الايجابي من أجل حل مشاكل جميع قضايانا السياسة و الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
- دراسة وضعية المغرب في تقرير التنمية البشرية لسنة 2020
صنف مؤشر التنمية البشرية لسنة 2020 المغرب في الرتبة 121 من أصل 189 دولة شملها التصنيف بحصيلة 0.686 حيث أن يتموقع ضمن خانة الدول ذات التنمية البشرية المتوسطة ، حيث احتل المغرب الرتبة 15 عربيا و121 عالميا.
- وجاء ترتيب الدول العربية كالتالي:
1- الإمارات الأولى عربيا و 35 عالميا
2- السعودية الثانية عربيا و 36 عالميا
3 – قطر الثالثة عربيا و و 41 عالميا
4 – البحرين الرابعة عربيا و 45 عالميا
- عمان الخامسة عربيا و 47 عالميا
- الكويت السادسة عربيا و 57 عالميا
- الجزائر السابعة عربيا و 82 عالميا
- تونس الثامنة عربيا و 91 عالميا
- لبنان التاسعة عربيا و 93 عالميا
- الاردن العاشرة عربيا و 102 عالميا
- ليبيا الحادي عشر عربيا و 110 عالميا
- مصر الثاني عشر عربيا و 116 عالميا
- فلسطين الثالثة عشر عربيا و119 عالميا
- العراق الرابعة عشر عربيا و 120 عالميا
- المغرب الخامس عشر عربيا و 121 عالميا
وتقوم الأمم المتحدة في تصنيفها إلى تقسيم الدول حسب مؤشر التنمية البشرية إلى 4 مستويات وهي كالتالي:
- المستوى الأول: مؤشر التنمية مرتفع جدا والتي يصنف الدول من 1- 49
- المستوى الثاني : مؤشر التنمية البشرية للدول المرتفعة يحتوي على مراكز الدول من 50– 105
- المستوى الثالث : يتعلق بمؤشر التنمية البشرية المتوسطة والتي يحتوي على المراكز 106–143.
- المستوى الرابع : مرتبط بمؤشر الدول الضعيفة من المركز 144- 188.
ومن الملاحظ في السنوات الأخيرة نجد أن عدد من الدول العربية تقدمت إلى المستوى الأول وهي المرتفعة جدا.
وطالب التقرير الحكومات بضرورة مواجهة التحديات لتوفير فرص مناسبة تناسب الأوضاع الجديدة ومنها زيادة التواصل المجتمعي لخلق علاقة قوية بين الدولة والقطاع الخاص لتأمين ما يسمى بالأمن الاجتماعي.
وأوضح التقرير أن متوسط العمر في المغرب يصل إلى 76.7 سنة وبخصوص سنوات التعليم المتوقعة قال التقرير أنها تصل إلى 13.7 بينما يبلغ معدل سنوات التعليم 5.16 فقط وبخصوص الدخل القومي الإجمالي فقد بلغ حسب التقرير إلى 7368 دولار . أما مؤشر عدم المساواة بين الجنسين فيأتي المغرب في المرتبة 111 عالميا برصيد 0.454 أما عدد الوفيات لكل 100.000 يصل في المغرب إلى 60.
أما مؤشر قوة العمل فقد بلغ بالسنة للرجال70.1% ولدى النساء %21.5 وجاء المغرب في المرتبة 14 عربيا في هذا المؤشر وأكد التقرير بلغة صريحة أن وباء كوفيد 19 يعد بمثابة أحدث أزمة تواجه العالم ولكن ما لم يعلن البشر قبضتهم على الطبيعة فلن تكون الأخيرة ويضع التقرير قادة العالم أمام اختيار صعب إما اتخاذ خطوات جريئة لتحقيق ما يمارس على البيئة والحياة الطبيعية من ضغوط هائلة ـ و المجازفة بعرقلة تقدم الإنسانية وقال اخيم ساتير ، مدير برنامج الأمم المتحدة لدى البشر اليوم سلطات للسيطرة اكبر بكثير في أي وقت مضى وبعدما شهدناه من تفشي جائحة كوفيد 19 وتسجيل ارتفاعات قياسية في درجة حرارة المناخ وتصاعد غير مسبوق لأوجه عدم المساواة حان الوقت لاستخدام تلك السلطات لإعادة مفهوم التقدم على نحو لا يمكن معه اخفاء بصماتنا الكربونية والاستهلاكية .
وأكد التقرير أنه تم أخذ الضغوط التي تسببها دول العالم على كوكب الأرض في الاعتبار نجد قياس التقدم البشري حيث ان اكثر من 50 دولة تتسبب في ذلك وأوضح التقرير أن تقدم الإنسانية سوف يتوقف إذا لم تتخذ الحكومات إجراءات جريئة لتحقيق الضغط الهائل على البيئة .
نخلص في الأخير أن المغرب بالرغم من المجهودات والأوراش الكبرى التي أطلقها فإن تسريع وتيرة التنمية البشرية رهين بتطوير عدد من المجالات، كتطوير الاحتياجات الصحية. وتعزيز نظام التموين الصحي وتقليل العبء الذي تتحمله الأسر وتعميم التعليم في جميع المستويات لمحاربة الهدر المدرسي وكذلك عبر تقوية الموارد المالية والتربوية والبيداغوجية وتعزيز النمو الاقتصادي لخلق فرص عمل لتشجيع الشباب والنساء، وتعزيز التربية على ثقافة المساواة، واعتماد تدابير الحماية الاجتماعية والعمل على تنفيذ إستراتيجية التنمية المستدامة كل هذا من شأنه أن يرفع من مؤشر التنمية البشرية إلى درجات مرتفعة ومن شأنه أن يعزز من ترتيب المغرب ليصبح من الدول الصاعدة.
المراجع التي تم الاعتماد عليها:
– تقارير التنمية البشرية
– تقارير التنمية الإنسانية في الدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
– تقرير حول مؤشرات التنمية البشرية بالمغرب لسنة 2020 الصادر عن المندوبية السامية للتخطيط.
– بيان صحفي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحت عنوان المجتمعات المفككة تضع الناس في مساراتها مع الكوكب
– تقرير حول تحليل تقرير التنمية البشرية .
– مقالة لي حول المغرب في تقارير التنمية الإنسانية 2002-2003 – 2004- 2005 انظر الموقع الرئيسي لمؤسسة الحوار المتعددة العدد 1884-2007-/04/13