مقدمة : –
تعد المهارات الناعمة من العوامل الرئيسة التي تؤثر على نجاح الأفراد في حياتهم الشخصية والمهنية، ومع تزايد استخدام التكنولوجيا والتحول الرقمي في جميع جوانب الحياة، فإنه من الضروري النظر في كيفية تأثير هذا التحول على تطوير وتحسين المهارات الناعمة. وبناء عليه، تواجه المؤسسات والأفراد في العصر الرقمي العديد من التحديات في تطوير وتحسين المهارات الناعمة؛ مما يؤثر على نجاحهم في حياتهم المهنية والشخصية، ومن بين هذه التحديات:
- تأثير التكنولوجيا: يؤثر استخدام التكنولوجيا والتحول الرقمي على المهارات الناعمة وطريقة تطويرها، حيث يمكن أن يؤدي التركيز الزائد على الأجهزة الإلكترونية ووسائل التواصل الافتراضي إلى الإخلال ببعض المهارات الناعمة مثل التواصل الشخصي والتفاعل الاجتماعي؛
- التغير المستمر: يواجه الأفراد والمؤسسات التحدي الدائم في تحديث وتطوير المهارات الناعمة لتتناسب مع التغيرات السريعة في سوق العمل ومتطلبات المهن المختلفة، مما يتطلب التدريب والتعلم المستمر؛
- تحديات التدريب وسوق الشغل: يواجه الأفراد والمؤسسات التحدي في توفير البرامج التدريبية المناسبة والفعالة لتطوير المهارات الناعمة، وذلك راجع إلى كون العديد من هذه المهارات تتطلب تدريبًا مكثفًا ومستمرًا؛
- تحديات التقييم: يواجه الأفراد والمؤسسات التحدي في تقييم مستوى تطوير المهارات الناعمة وتحديد النقاط التي يجب التركيز عليها.
وحين الحديث عن علاقة المتعلم بالمهارات الناعمة، فهي علاقة تتجسد بشكل كبير بتجربته التعليمية والثقافية والبيئة التي ينشأ فيها والتي يعيش فيها؛ ذلك أن المهارات الناعمة تعتمد على العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية والتعليمية التي يتعرض لها الفرد خلال حياته، فعلى سبيل المثال، يمكن لتجربة التعليم الجيدة أن تساعد الطلاب في تنمية المهارات الناعمة مثل التواصل الفعَّال والقيادة والعمل الجماعي، كما يمكن أن يساعد البيئة الاجتماعية والثقافية التي ينشأ فيها الفرد في تشجيع تطوير هذه المهارات.
ويمكن للمتعلمين/ الطلاب أن يحسنوا من مهاراتهم الناعمة عن طريق الاهتمام بتطويرها وتعلمها، سواء من خلال الخبرة العملية أو الدورات التدريبية أو القراءة والدراسة والتعلم الذاتي، وذلك بالاهتمام بتحسين قدراتهم على التواصل والعمل الجماعي والتفكير النقدي، وإدارة الوقت والتعامل مع التحديات والتغييرات في الحياة الشخصية والمهنية.