تقديم : –
يسعى هذا الكتاب إلى فهم أسباب التعثر الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي لبلدان العالم الثالث عموما والمجتمع الجزائري بشكل خاص من خلال الوقوف على عوائق التقدم وأسباب التخلف، خاصة العوامل التاريخية لتشكل هذه الظاهرة، ضمن مقاربة بنائية غير مجتزأة لا تغفل الترابط “بين مختلفة أصعدة المجتمع ومكوّناته.
فمن شأن هذا التناول البنيوي التاريخي أن يقدم قراءة شاملة للواقع..، فرؤية “الكل” في أبعاده التاريخية والراهنة يسمح بالوقوف على العوامل التاريخية الظاهرة وأسبابها الواقعية، ويكشف عن مسارات تطورها أو تدهورها.
وهكذا، فمن شأن هذا الكتاب الذي يتناول آليات عمل النظام السياسي الجزائري، وما ينتج عنه أو ينتج من انعكاسات على بقية الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية أن يمكن الباحثين وأصحاب القرار من التنبؤ بمستقبل بعض السياسات الإصلاحية الترقيعية التي أقعت بلداننا ضمن حلقة مفرغة، وأدت، في ظل هيمنة عولمة غير متكافئة، إلى المزيد من الرضوخ والتبعية، وإلى انفصام مستمر بين واقع هذه البلدان وتاريخها، وتناقض صارخ بين السياسي والاقتصادي، وبين السلطة والطبقات الشعبية.