فرزاد رمزاني بونيش
كان العراق أول دولة عربية تعترف بباكستان، وتدعمها في أزمة البنغال؛ بعد استقلال باكستان عن الهند عام 1947. كانت العلاقات الثنائية بين العراق وباكستان باردةً أحياناً، وضبابية في أحيان أخرى، جرَّاء وجودهما في تكتلات عالمية مختلفة، وبسبب الأنظمة السياسية المختلفة التي حكمت العراق. إذ شهدت العلاقات بين البلدين عديداً من التقلُّبات على مدار أكثر من سبعة عقود.
حدثت نقطة التحول المهمة في العلاقات الباكستانية العراقية في عام 1955 حين توقيع «ميثاق سانتو»، أو «ميثاق بغداد» لمواجهة انتشار المد الشيوعي في المنطقة. لكن انسحبت بغداد من التحالف العسكري مع قيام الجمهورية العراقية الموالية للسوفييت في عام 1958.
بعد العلاقات الباردة في البداية، كان لدعم العراق لإسلام أباد في حرب عام 1971 مع الهند أن يحسِّن العلاقات إلى حدٍّ ما، ولكن بعد اكتشاف مخبأ للأسلحة في السفارة العراقية في إسلام أباد في عام 1973، وطرد السفير العراقي في باكستان على خلفيَّة الحرب العراقية الإيرانية. ساهمت كلُّ هذه الأحداث بتوتُّر العلاقات بين الجانبين.
مع دعم الجنرال «ميرزا إسلام بيك» -رئيس الأركان آنذاك- إلا أنَّ الغزو العراقي للكويت، واحتلال الكويت ، وحرب الخليج العربي عام 1990 فاقم من توتُّر العلاقات بين البلدين. ومع بزوغ نظام سياسي جديد في بغداد بعد حقبة صدام حسين، تمخَّض عنه تطبيع تام للعلاقات الباكستانية العراقية، لكن لم يتسع مسار العلاقات لأسباب مختلفة.
مع سقوط الديكتاتور العراقي السابق «صدَّام حسين» ونظامه في عام 2003، قدَّمت باكستان دعماً نسبياً للنظام العراقي الجديد. تبادل عديد من المسؤولين الزيارات بين البلدين على مدى العقدين الماضيين، وكانت العلاقة مستتبة. ومع ذلك، ظهرت في العامين الماضيين علامات على بداية جولة جديدة من التفاعلات والعلاقات الواسعة.
كانتِ الزيارات واللقاءات المتبادلة بين البلدين من أهم الأحداث في هذا الصدد، مثل: زيارة وزير الإنتاج الحربي الباكستاني إلى بغداد في كانون الثاني 2021، وزيارة وزير الدفاع العراقي إلى إسلام آباد في شباط 2021، وزيارة وزير الشؤون الدينية الباكستاني ورئيس أركان الجيش الباكستاني إلى العراق في آذار 2021، وزيارة وزير الخارجية الباكستاني في أيار 2021 إلى العراق، ولقاء وزير الدفاع الباكستاني مع الرئيس العراقي، ولقاء رؤساء الأركان المشتركة للبلدين، وزيارة رئيس الوزراء العراقي إلى إسلام آباد.
إنَّ الشروع في تبادل مزيدٍ من البعثات الثنائية، كتوقيع مذكرات تفاهم بين وزارتي خارجية البلدين بشأن التعاون في التدريب الدبلوماسي، وزيادة التعاون في المحافل الدولية (الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي) بشأن تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين العراق وباكستان، يُفضي إلى تعزيز أكبر للعلاقات في السنوات الأخيرة. إذ إنَّ توقيع مذكرة التفاهم الخاصة بـ»المشاورات السياسية الثنائية»، وتأسيس آلية للمشاورات المنتظمة حول القضايا ذات الاهتمام الثنائي والدولي، خطوة أخرى في تعزيز العلاقات، والتعاون الإقليمي والدولي بين البلدين.
لقراءة المزيد اضغط هنا
.
رابط المصدر: