د. محمد ابو النواعير
على مدى مئات السنين
كان الكثير من اصحاب الاسلام الحق، يتمنون الهجرة للسكن في مدن العراق المقدسة والتشرف بمجاورة الأئمة الاطهار، والعيش مع ابناء هذا الشعب الكريم.
هذا النوع من الهجرة، كان يشكل حالة تطور وتوالد مجتمعي ذاتي مستمر للقيم والأخلاق الفاضلة، وتدعيم مستمر للفعل الاجتماعي الاخلاقي، بما ساعد على الحفاظ على دين المجتمعات المحافظة واخلاقها وقيمها.
السبب الاساس لذلك بنظرنا هو لأن الهجرة كانت اساسا من اجل الدين والاخلاق، هجرة الى الله، شكلت بمرور القرون عملية تغذية اخلاقية قيمية طبيعية تطورية مستمرة لهذه المجتمعات.
عندما تم ترسيم الحدود البغيضة على يد الصليبي الماسوني، انقطعت هذه العلقة، وماتت كل عملية تجديد بشري، وتغذية حيوية، للتربة الاجتماعية لتلك المجتمعات، فباتت عملية تدوير داخلية للاخلاق الموجودة في المجتمع، مع سيطرة وزيادة نفوذ للفعل الاجتماعي الداخلي المنحرف البعيد كل البعد عن القيم الاخلاقية، والمدعوم من قبل فواعل خارجية كثيرة، كل ذلك ادى الى انحسار ذاك التطور الاخلاقي الديني الاجتماعي المستمر، وباتت النماذج الخيرة تعاني من محاصرة وذبول وانحسار، لعدم وجود عملية تجديد وتكاثر في اعداد الخيرين المهاجرين لهذه المدن من اجل الدين ونصرة لمذهب اهل البيت ع.
بل العكس هو ما كان يحصل ومع الاسف، وأقصد به هجرة المؤمنين من المدن الدينية، هربا من ضغوط النماذج السيئة المنحرفة التي باتت مسيطرة على الكثير من مفاصل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والحكومية.
عند هجرة هؤلاء المؤمنين الى دول أخرى، تحصل لديهم حالة ذوبان وانصهار جيلي، تعيد تمثيل انظمتهم وانساقهم الاخلاقية بشكل بعيد عن الدين واخلاق اهل البيت ع، وذلك اشد ضررا وإيلاما. 😔
الى ذلك نسترعي الانتباه.
.
المصدر: عبر منصات التواصل للمركز