اعداد : السفير بلال المصري – المركز الديمقراطي العربي – القاهرة – مصر
في سياق مواجهة الإستراتيجية العالمية لإستراتيجية الصين الإقتصادية تحركت الولايات المتحدة نحو الإحاطة بـ وتحجيم التحرك الصيني علي الساحة الدولية علي نطاقين دولي وأفريفي :
علي النطاق الأفريقي / مـمـر لوبيتو بين انجولاو زامبيا والكونجو الديموقراطية :
وقعت أنجولا وجمهورية الكونجو الديمقراطية وزامبيا في27 يناير 2023 بميناء لوبيتو بمحافظة بنجويلا الأنجولية على اتفاقية ثلاثية لتسهيل العبوروالنقل في ممر لوبيتو وتنص هذه الاتفاقية على تعزيز علاقات التعاون في مجال حركة الأشخاص والبضائع وتسريع نمو التجارة المحلية والتي عبر الحدود على طول ممر لوبيتو الذي يُنظر إليه على أنه طريق استراتيجي بديل لأسواق التصدير في زامبيا وجمهورية الكونجو الديمقراطية ومناطق التعدين الرئيسية في هذين البلدين إلى البحر, وستجمع الدولة الأنجولية أكثر من ملياري دولار (1.9 مليار يورو) من خلال امتياز ممر لوبيتوعلى مدى السنوات الثلاثين المقبلة من الكونسورتيوم المكون من شركات ترافيجورا وموتا-إنجيل وفيكتوريس وبالإضافة إلى ذلك سيدفع هذا الكونسورتيوم قسطًا قدره 100 مليون دولار لتولي تشغيل واستكشاف وصيانة نقل البضائع بالسكك الحديدية بين لوبيتو ولواو فضلاً عن صيانة جميع البنية التحتية القائمة على طول الممر وبحسب بيان لوزيرة النقل الأنجولي ريكاردو فيجاس دابرو فإن الكونسورتيوم سيدفع المبلغ المذكور الذي يشكل دخلا على ثلاث دفعات جميعها في كل فترة 10 سنوات وتنص وزارة النقل على أن الامتياز “يمكن تمديده إلى 50 عامًا إذا اختار صاحب الامتياز بناء فرع السكك الحديدية لواكانو (موكسيكو) – جيمبي (زامبيا)” , وقد وقع هذه الاتفاقية وزراء النقل وتطوير الممرات في أنجولا وجمهورية الكونجو الديمقراطية وزامبيا بدعم وتنسيق من أمانة مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (SADC) وبالنسبة لمنظمة التعاون الإقليمي SADC يُنظر إلى ممر النقل لوبيتو على أنه ممر تنمية مهم للجنوب الأفريقي حيث يعود بالفوائد ليس فقط على أنجولا والدول المجاورة (جمهورية الكونجو الديمقراطية وزامبيا) ولكن أيضًا على بقية منطقة الجنوب الأفريقي , وعلى هامش حفل توقيع الاتفاقية قال وزير النقل الأنجولي ريكاردو فيجاس دابرو لصحيفة جورنال دي أنجولا إن هذا عمل “توليه الحكومة أهمية خاصة وإن حكومتنا تولي أهمية خاصة لممر لوبيتو لأنها تدرك أن هذه البنية التحتية تلعب دورا أساسيا في السياق الاجتماعي والاقتصادي لأنجولا والمنطقة فهي توفر الوصول اللوجستي لاستيراد السلع الاستهلاكية الحيوية إلى الداخل , وفي يوليو2023اجتمع رئيس أنجولا جواو لورنسو ونظراؤه من زامبيا هاكايندي هيشيليما وجمهورية الكونجو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي في لوبيتو لمشاهدة نقل خدمات السكك الحديدية والدعم اللوجستي لممر لوبيتو إلى الكونسورتيوم الذي سيدير البنية التحتية بموجب نظام الامتياز لمدة 30 عاما .
جدير بالذكر أن ممر لوبيتو يبدأ من بورتو دو لوبيتو ويغمره المحيط الأطلسي ويمر بأنجولا من الغرب إلى الشرق مروراً بمقاطعات بنجيلا وهوامبو وبيي وموكسيكو ويغطي مناطق التعدين في مقاطعة كاتانجا في جمهورية الكونجو الديمقراطية وحزام النحاس في زامبيا ويمثل هذا الممر أقصر طريق إلى ميناء من المناطق الغنية بالمعادن في جمهوريتي الكونجو الديمقراطية وزامبيا ويغطي ممر لوبيتو ميناء لوبيتو ومحطة التعدين وخط سكة حديد بنجويلا (CFB) الذي يمتد لأكثر من 1300 كيلومتر من مقاطعة بنجويلا إلى لواو في مقاطعة موكسيكو ويستمر بعد ذلك الممر لمسافة 400 كيلومتر أخرى في جمهورية الكونجو الديمقراطية إلى كولويزي قلب منطقة التعدين المعروفة باسم كوبربيلت وهو متصل مباشرة بشبكة السكك الحديدية التي تديرها الجمعية الوطنية للسكك الحديدية في الكونغو (SNCC) .
إن التزام أنجولا وزامبيا وجمهورية الكونجو الديمقراطية بتطوير ممر لوبيتو – وهو مشروع يعود تاريخه إلى الحقبة الاستعمارية – قد حظي بتشجيع من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وتضمن الشراكة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تحديث “البنية التحتية الحيوية” في جميع أنحاء منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا لفتح “الإمكانات الهائلة” لهذه المنطقة وجاء في البيان الصادر عنهما : “نحن متحمسون لتوحيد الجهود لتحقيق فوائد اقتصادية مع شركائنا في أنجولا وجمهوريتي الكونجو الديمقراطية وزامبيا ” وأكدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في هذا البيان المُشترك استعدادهما لدعم تطوير الممرمع التركيز على التوسع الجديد لخط السكة الحديد الذي يمتد منذ العصر الاستعماري بين أنجولا وزامبيا وأقترح الإتحاد الأوروبي إطلاق دراسة جدوى لخط السكة الحديد وهي دراسة تم إجراؤها بالفعل إبان عهد المستعمرين البرتغاليين مع الحركة الشعبية لتحرير أنجولا (الحزب الحاكم لأنجولا فيما بعد) وكخطوة فورية وفقًا للإعلان ستدعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحكومات الثلاث في إطلاق دراسات جدوى مسبقة لبناء خط سكة حديد لوبيتو – زامبيا الجديد من شرق أنجولا إلى شمال زامبيا , في إطار ممر لوبيتو وتخطط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لاستكشاف التعاون في مجالات الاستثمار في البنية التحتية للنقل وتسهيل التجارة ودعم تشجيع استثمار رأس المال في أنجولا وزامبيا وجمهورية الكونجو الديمقراطية على المدى الطويل .
للبدء بالامتياز تمتلك LAR (Lobito Atlantic Railway) استثمارات تقدر بـ 455 مليون دولار (417 مليون يورو) في أنجولا وما يصل إلى 100 مليون دولار (92 مليون يورو) في جمهورية الكونجو الديمقراطية ويتضمن تحقيق الدخل من إمكانات هذه السكة الحديد في الوقت الحالي شراء 1555 عربة و35 قاطرة من المقرر أن تتنقل على الجانب الأنجولي من الممر , ويمكن تمديد عقد الامتياز لمدة تصل إلى 50 عاما إذا اختار الكونسورتيوم بناء فرع السكك الحديدية بين لواكانو (موكسيكو) وجيمبي (زامبيا) بطول إجمالي يبلغ 259 كيلومترا وبقيمة 3.6 مليون دولار (3.3 مليون يورو) لكل كيلومتر , وقد تم تسليم امتياز ممر لوبيتو إلى شركة LAR – Lobito Atlantic Railway وهي شركة شكلتها شركة Trafigura السويسرية وشركة Mota-Engil Engenharia e Construção África SA البرتغالية وشركة Vecturis SA البلجيكية التي وقعت العقد مع وزارة النقل الأنجولية في نوفمبر2022في لواندا , ويُذكر أنه في 30 يوليو 2022 وفي محافظة بيي الأنجولية قال الرئيس الأنجولي جواو لورنسو نفسه بدعم من رأي رئيس الحركة الشعبية لتحرير أنجولا وصاحب السلطة التنفيذية : “أنه يريد أن تعمل سكة حديد بنجيلا “بكفاءة كما كانت في عهدالاستعمار” .
كما يُذكر في هذا الصدد أن شركة Moxico ولدت في ظل سكك حديد بنجيلا CFB (Caminho de Ferro de Benguela) ونمت كمستودع تجاري حتى أصبحت المركز الأكثر أهمية في المنطقة في العصر الاستعماري وكانت عاصمة المقاطعة لوسو (لوينا حاليًا) تضم إحدى محطات CFB الرئيسية وتوقفت القاطرات التي نقلت آلاف الأطنان من المواد والمعادن الثمينة والمنتجات الزراعية بين ميناء لوبيتو على ساحل المحيط الأطلسي ومدينة لوا الحدودية شرقي البلاد في لوسو لإعادة الإمداد وإيداع البضائع وفي الوقت نفسه كانت كاسينجا الواقعة في مقاطعة هويلا جوهرة تاج المدينة في ذلك العصر الاستعماري وزودت المناجم الموجودة بهذه المدينة الواقعة في جنوب أنجولا شركة Siderurgia الوطنية بـ 985 ألف طن من الخامات المخصصة للمعالجة .
كما سبق وأشرت ففي مذكرة مشتركة ورد أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يضمنان “دعم تطوير الممر لا سيما من خلال إطلاق دراسات جدوى لتوسيع خط السكك الحديدية الجديد بين زامبيا وأنجولا” فقد رحبت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بالالتزام الأخير لأنجولا وزامبيا وجمهورية الكونجو الديمقراطية بتطوير ممر لوبيتو الذي يربط جنوب جمهورية الكونجو الديمقراطية وشمال غرب زامبيا بأسواق التجارة الإقليمية والطرق العالمية عبر الميناء (لوبيتو في مقاطعة بنجويلا الأنجولية) وهذا الموقف الذي اتخذته واشنطن وبروكسل تم اتخاذه يوم السبت التاسع من سبتمبر2023على هامش فعاليات الشراكة من أجل البنية التحتية والاستثمار العالمية (PGII) التي عقدت خلال قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في نيودلهي بالهند , وفي بيان مشترك أصدره البيت الأبيض بهدف تسريع هذا العمل بالشراكة مع الدول الإفريقية الثلاث اجتمع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من أجل “دعم تطوير الممر لا سيما من خلال إطلاق دراسات جدوى لمشروع مشترك”يستهدف توسيع جديد لخط السكك الحديدية الجديد بين زامبيا وأنجولا” والذي تقول المذكرة إنه “يمثل تطورًا قويًا لعنصرالشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار مع نهج تعاوني يمكن تكراره في ممرات استراتيجية أخرى حول العالم” , فالشراكة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “ستعمل على تحديث البنية التحتية الحيوية في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لفتح الإمكانات الهائلة لهذه المنطقة”، في شراكة ستجمع بين الموارد المالية والخبرة الفنية لتسريع تطوير ممر لوبيتو بما في ذلك الاستثمارات في الوصول الرقمي والسلاسل ذات قيمة زراعية من شأنها زيادة القدرة التنافسية الإقليمية” , وبالنسبة لواشنطن وبروكسل يُظهر هذا الإعلان أن PGI وGlobal Gateway قيد العمل “لجمع الشركاء معًا لتمويل مشاريع بمليارات الدولارات التي من شأنها أن تساعد في خلق فرص عمل محلية وتقليل إنتاج الكربون وتحسين الاقتصادات المحلية”.
إن هذه المبادرة المتعلقة بممر لوبيتوتعتمد على الدعم الأولي الذي تقوده الولايات المتحدة لإعادة تشكيل قسم السكك الحديدية من ميناء لوبيتو في أنجولا إلى جمهورية الكونجو الديمقراطية وعندما تعمل البنية التحتية للنقل بكامل طاقتها فإنها ستزيد من إمكانيات التصدير لزامبيا وأنجولا وجمهورية الكونجو الديمقراطية بالإضافة إلى تعزيز التداول الإقليمي للسلع وتعزيز حركة المواطنين ومن بين الفوائد يشارإلى “الانخفاض الكبير”في متوسط وقت النقل وانخفاض التكاليف اللوجستية وانبعاثات الكربون عند تصدير المعادن وتشمل الاستراتيجية تطوير مشاريع الطاقة النظيفة ودعم الاستثمار المتنوع في “المعادن الحيوية” وتوسيع الوصول الرقمي وزيادة سلاسل القيمة الزراعية فضلا عن تدريب القوى العاملة المحلية ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والتنويع الاقتصادي , ويُذكر أن الحكومة الأنجولية أطلقت يوم 8 سبتمبر 2021 المناقصة العامة الدولية لإدارة وصيانة خط سكة حديد بنجيلا المسمى ممر لوبيتو لمدة 30 عاما حسبما أعلن رئيس قطاع النقل بالسكك الحديدية وقد قال وزير النقل ريكاردو دي أبرو إن الهدف هو إنشاء شركة ذات رأس مال خاص شركة ذات غرض محدد (SPE) يسيطر عليها مشغلون من القطاع الخاص أو كيان واحد وبمشاركة أغلبية من الدولة وسيتم تكليف الشركة الخاصة بمسؤوليات تشغيل واستكشاف وصيانة البنية التحتية لخط سكة حديد لوبيتو / لواو (مع إمكانية بناء فرع اتصال إلى زامبيا) وخدمة نقل البضائع بالسكك الحديدية على خط سكة حديد لوبيتو / لواو , كما أن هذه الشركة ستكون مسؤولة عن إنشاء وتشغيل واستغلال محطتي عبور للشحن لدعم خدمة نقل البضائع بالسكك الحديدية على خط سكة حديد لوبيتو / لواو، إحداهما في لوبيتو والأخرى في لواو وإدارة مركز تدريب في مقاطعة هوامبو وتشغيل واستغلال وصيانة ورش السكك الحديدية , وخلال الـ 30 عامًا من الامتياز ستتولى شركة SPE نقل الحمولات الكبيرة مع هيمنة أكبر للمعادن والوقود بينما ستظل خدمة النقل العام للركاب والحمولات الصغيرة تحت إدارة سكة حديد بنجويلا وتتضمن شروط الامتياز أيضًا دمج محطة التعدين بورتو دو لوبيتو , وقد استثمرت الدولة أكثر من ملياري دولار (1.6 مليار يورو) في إعادة تأهيل وتحديث خط سكة حديد بنجيلا حسبما أعلن وزير النقل ريكاردو دي أبرو حينها وبحسب الوزير فإن الاستثمار يهدف إلى إعادة تأهيل وتحديث البنية التحتية ووسائل التداول لممر لوبيتو لإتاحته للفاعلين الاقتصاديين والسكان وكذلك لمواطني جمهورية الكونجو الديمقراطية وزامبيا المجاورتين ويسمح بتكامل إقليمي وعابر للقارات أكبر بشكل متزايد لاقتصادات هذه البلدان .
قال وزير النقل الأنجولي : “نحن متأكدون من العامل الحاسم في زيادة القدرة التنافسية العالمية لمنتجات التصدير في المنطقة وخفض تكاليف المعيشة لسكان بلداننا، وهو ما يمكن أن يحققه التشغيل الفعال والآمن لممر لوبيتو” وأوضح المسؤول أن المسابقة التي تم إطلاقها آنذاك “ترتكز على أفضل الممارسات والاشتراطات الدولية والاحترام الصارم للتشريعات والأنظمة المعمول بها بما يضمن – نظرا لأهميتها العالمية – حدي “الجاذبية والأمن القانوني” , وأشار ريكاردو دي أبرو إلى أن خط سكة حديد بنجيلا يتمتع بإمكانات كبيرة تتجاوز حدود أنجولا باعتباره معلما إقليميا مما يولد العديد من التوقعات في القارة نظرا لارتفاع عدد المستهلكين في المنطقة التي سينتشر من خلالها في داخل البلاد وفي جمهورية الكونجو الديمقراطية وفي المستقبل في زامبيا وقال :”هذا هو الوقت المناسب لنثبت لأنفسنا ولإخواننا أن الاستثمار الذي تم في إعادة تأهيل وتحديث خط سكة حديد بنجيلا لم يذهب سدى وسيؤتي ثماره قريبًا وأشار إلى أن خط السكك الحديدية في أنجولا ولكنه يخدم منطقة الجنوب الأفريقي بأكملها وعند انطلاقه من ميناء لوبيتو يمكن أن يصل إلى دار السلام تنزانيا وكذلك بعد الاتصال السابق مع زامبيا يصل إلى موزمبيق .
حاليًا يعتمد المصدر الرئيسي للدخل لممر لوبيتو على نقل المنتجات المعدنية من التنقيب في منطقة كوبربيلت (التي تشمل جمهورية الكونجو الديمقراطية وزامبيا) نزولاً الي (لواو/لوبيتو) والمخصصة للتصدير إلى السوق الدولية وينقل الوقود نحو لوبيتو/لواو بهدف تلبية احتياجات الاستيراد للاستهلاك الوطني في زامبيا وجمهورية الكونجو الديمقراطية، بالإضافة إلى خدمة نقل البضائع العامة ذات النطاق الإقليمي بشكل أساسي بين نقاط التبادل التجاري الرئيسية على طول امتداد الطريق. يشكل الممر أيضًا مصدر دخل لسكة حديد بنجويلا .
علي النطاق الدولي /الممر الأخضر من الهند مروراً بالخليج العربي فالكيان الصهيوني حتي أوروبا :
في قمة العشرين في نيودلهي أعلن قادة عالميون في 9 سبتمبر 2023 اتفاقا لمشروع “ممر” طموح، للربط بين الهند وأوروبا عبر الشرق الأوسط، وذلك على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي والاتفاق الذي وصفه الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه “سيغير قواعد اللعبة” سيضم عدة دول ويشمل مشروعات للسكك الحديدية وربط الموانئ البحرية إلى جانب خطوط لنقل الكهرباء والهيدروجين، وكابلات نقل البيانات , ووفقا لبيان نشره البيت الأبيض فقد تم التوقيع على الاتفاق المبدئي الخاص بالمشروع في نيودلهي في 8 سبتمبر2023 بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا , وقد قال الرئيس الأميركي معلّقاً على هذا التوقيع “إنه أمر مهم حقا” متحدثاً عن اتفاق “تاريخي” خلال مشاركته في ندوة جمعت القادة المعنيين وقال البيت الأبيض في وثيقة نشرتها إدارة بايدن بشأن إعلان “الممر” الكبير بين الهند وأوروبا: “نريد إطلاق حقبة جديدة متصلة عبر شبكة سكك حديد وربط الموانئ في أوروبا بالشرق الأوسط وآسيا” , وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عند إطلاق المشروع: “سيكون هذا الرابط الأكثر مباشرة حتى الآن بين الهند والخليج العربي وأوروبا” وأضافت : “إنه جسر أخضر ورقمي عبر القارات والحضارات”، “خط السكك الحديدية سيجعل التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بنسبة 40%” , فيما قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي إنه رهان واضح أن جميع المشاركين والجهات الراعية في الاتفاقية يعملون معاً بشأن الاستثمار في التكامل الإقليمي وهو ما سوف يحقق فوائد عملية , بينما قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إنه تم التفاوض على دور الاتحاد الأوروبي في الاتفاقية خلال زيارة قامت بها فون دير لاين إلى أبو ظبي لاحقاً خلال محادثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وأضاف المسؤولون أن هذا التعاون جزء أساسي من جهود الاتحاد الأوروبي لتعميق العلاقات التجارية والاستثمارية مع دول الخليج خاصة رداً على الحرب الروسية ضد أوكرانيا , وقد خصص الاتحاد الأوروبي إنفاق ما يصل إلى 300 مليار يورو على استثمارات البنية التحتية في الخارج بين عامي 2021 و2027 من خلال مشروع “البوابة العالمية”، الذي تم إطلاقه جزئياً لمنافسة مبادرة الحزام والطريق الصينية والدفاع عن المصالح الأوروبية مع الشركاء التجاريين الرئيسيين , وقالت وكالة الأنباء السعودية إن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وقعتا أمس مذكرة تفاهم بين البلدين لتحديد أطر التعاون بينهما لوضع بروتوكول يسهم في تأسيس ممرات عبور خضراء عابرة للقارات من خلال موقع المملكة الذي يربط قارتي آسيا بأوروبا .
وفقاً لـ “فايننشال تايمز” تقف مبادئ المشروع على النقيض من آلية تمويل البنية التحتية في “مبادرة الحزام والطريق” الصينية والتي تعرض تمويلها لانتقادات لكونه غامضاً ويجبر الدول الفقيرة على الوقوع في فخ الديون .
أبرز المعلومات والتصريحات الرسمية عن المشروع :
- – يهدف المشروع إلى إنشاء خطوط للسكك الحديدية وربط الموانئ البحرية لتعزيز التبادل التجاري وتسهيل مرور البضائع .
- – يهدف الممر الجديد إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب من أجل تعزيز أمن الطاقة ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة .
- – يهدف أيضا إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية .
وأوصت مجموعة العشرين جو بايدن وناريندرا مودي بتعزيز العلاقات بشأن الدفاع والتكنولوجيا في اجتماع نيودلهي. وقال مصدر لصحيفة “فايننشال تايمز” إن الولايات المتحدة تحاول أيضاً إعادة تركيز الاهتمام على المنطقة لطمأنة الشركاء والحفاظ على نفوذها .
مبادرة الممر الأخضر من الهند حتي أوروبا تطوير لمبادرة صهيونية مُعلنة سابقاً :
إن مبادرة الممر الأخضر التي أعنت في قمة العشرين في الهند في سبتمبر2023 ما هي إلا تطوير لمخطط سهيوني سبق وأن أعلنه Yisrael Katz وزير النقل والمُخابرات الصهيوني أمام مؤتمر الإتحاد الدولي لطرق النقل IRU الذي عُقد في مسقط في الفترة من 6 إلي 8 نوفمبر 2018 والذي حضره هو وشارك فيه بناء علي دعوة من الحكومة العُمانية , أي مشروع الممر الأخضر صهيوني بإمتياز ولخدمة توسيع المي اللوجيستي للكيان الصهيوني في المنطقة , فقد أعلن عن مشروع ربط ميناء حيفا الواقع بشرق البحر المُتوسط بالدول العربية الواقعة علي الخليج العربي والذي يُروج له الكيان الصهيوني بالتوازي مع تحركاته العلنية والسرية لتطبيع العلاقات بشكل كامل مع دول الخليج العربية , ولوحظ في إعلانه أنه قال للحضور من الوزراء وكبار المسئولين “أنه رغم الغياب الكامل للعلاقات الدبلوماسية بين الكيان الصهيوني والدول العربية إلا أن ربطاً بالسكك الحديدية يجب أن يكون لربط المنطقة ” , وكأنه بعبارته تلك يُظهر للحضور بأن مسألة العلاقات الدبلوماسية المُفتقدة مع دول الخليج رسمياً حتي الآن ليست مسألة ذات أهمية أو أنها قضية وقت ليس إلا , وكأنه كذلك يريد أن يُظهر أن “الكيان الصهيوني” دولة مُفعمة بمشاعر الخير والرغبة في النفع العام , وبالتالي فهي ليست دولة إحتلال أوأنها تنتهك حقوق الفلسطينيين أصحاب هذه الأرض التي سيربط جزء منها بموانئ دول الخليج العربي التي سمحت إحداها (عُمان) أن يُعلن مخلوق كهذا منها عن مشروع كهذا لتتجاوز به عُمان عن جريمة إحتلال وما يرتبط بها من جرائم ليس بينها وبين الإرهاب من فروق إلا الحروف اللغوية فقط , وكأن دماء الشهداء والمصابين التي أُريقت علي الأرض العربية لم تكن ولا يعتد بها “المُعظم ” في مسقط وهوالذي سمح بأن يكون السيرك الصهيوني علي أرضه , وكان من المتوقع مثلاً أن تصدر الحكومة العُمانية بياناً رسمياً علي الأقل ترد به علي Yisrael Katz يتضمن رفضها لأي مشاريع كتلك التي إقترحها وزير النقل والمخابرات الصهيوني Yisrael Katzوإلتزام حكومة عُمان بما صدر عن القمم العربية من قرارات ذات الصلة بذلك والتي أُعيد التأكيد عليها في البند رقم 17 بالبيان الختامي الصادر في نهاية قمة بيروت العربية عام 2002 والذي نصه” يُؤكد القادة في ضوء إنتكاسة عملية السلام إلتزامهم بالتوقف عن إقامة أية علاقات مع إسرائيل وتفعيل نشاط مكاتب المقاطعة العربية لإسرائيل حتي تستجيب لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد للسلام والإنسحاب من كافة الأراضي العربية المُحتلة حتي خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967″ , وهذا ما لم يحدث للأسف فزيارة Benjamin Netanyahu رئيس الوزراء الصهيوني الرسمية لمسقط في 25 أكتوبر 2018 كانت في حد ذاتها الرد العُماني / الصهيوني علي ما ورد بالبند 17 المُشار إليه , المهم أن المشروع ذاته والذي أعلنه Yisrael Katz والمعلومات الفنية ورسمه البياني Diagram والتفاصيل اللوجيستيكية الرئيسية المنشورة عنه شحيحة , فكل ما أُتيح من معلومات التي نُشرت عن مصدرها الصهيوني هي :-
– أن المشروع يأتي في إطار مبادرة “مسارات للسلام الإقليمي Tracks for Regional Peace”التي أعلنها الكيان الصهيوني .
– أن من بين أهداف المشروع وفقاً للإعلام الصهيوني : (1) تقوية الروابط مع العالم العربي و(2) مواجهة التوسع الواضح للنفوذ الإيراني عبر المنطقة و(3) ربط منطقتي المتوسط بدول منطقة الخليج العربي بمسار سكك حديدية تبدأ من امتداد خط السكك الحديدية Haifa-Beit She’an شرقي حيفا ليصل الخط للحدود مع الأردن ويتوقف أيضاً بمدينة جنين بالضفة الغربية ( قدم Yisrael Katz في الأشهر الأخيرة اقتراحا إلى مجلس الوزراء الأمني الصهيوني لإقامة جزيرة اصطناعية قبالة ساحل غزة من شأنه أن يوفر منفذاً للقطاع على العالم لكنه سيتيح للكيان الصهيوني في الوقت نفسه مزيداً من الإحكام والسيطرة الامنية على البضائع والمواد الداخلة والخارجة من وإلي غزة بواسطة هذه الجزيرة ) .
– أوضح وزير النقل والمخابرات الصهيوني Yisrael Katz في أبريل 2018 (وهو من المُعارضين لقيام دولة فلسطينية) أن هناك عنصران أساسيان في هذه المبادرة ، هما أن الكيان الصهيوني سيصبح جسراً برياً بين أوروبا والبحر الأبيض المتوسط والأردن , وأن الأردن سيصير مركز نقل إقليمي ، سيتم ربطه بنظام سكك حديد الكيان الصهيوني والمتوسط في الغرب وبالمملكة السعودية وبدول الخليج وبالعراق في الشرق والجنوب الشرقي وبالبحر الأحمر عبر العقبة وإيلات في الجنوب , وأن البنية التحتية القائمة للنقل بالكيان الصهيوني وبالمملكة السعودية وبدول الخليج وحتي بالعراق (الجزء الذي يربط الخط السعودي بعُمان في الخريطة الصهيونية المُبسطة والتي نُشرت عن المشروع أُشير إليه علي أنه جزء مُحتمل) ستسمح بتطبيق المبادرة في وقت قصير نسبياً . *(THE TIMES OF ISRAEL . بتاريخ 19 فبراير 2019) .
– في اجتماع عقد في الأسبوع الثاني من فبراير 2019 توصل رئيس الوزراء الصهيوني Benjamin Netanyahuووزير النقل Yisrael Katz إلى اتفاق بشأن تفاصيل هذه المبادرة ، حيث وجه Netanyahu مكتبه بالبدء في تطوير خطة المشروع بالتشاور مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من البلدان في الشرق الأوسط وآسيا , وبالفعل فقد عُرض مُخططه علي المستشارة الألمانية Angela Merkel , وتتوقع المصادر الإعلامية الصهيونية أن تلعب الولايات المتحدة دوراً مهماً في تقديم الدعم السياسي للمشروع , ورداً على سؤال من صحيفة THE TIMES OF ISRAEL في 7 أبريل2019 قال مسؤول في البيت الأبيض إن الاقتراح “مثير للاهتمام” ، لكنه قال إن الولايات المتحدة لم تكون مُوقفاً من المشروع بعد . * (المصدر السابق)
– أشار وزير النقل والمخابرات الصهيوني Yisrael Katz أن فكرة هذا المشروع ستجعل من الكيان الصهيوني جسر بري وتستفيد من موقعها بين قارات ثلاث , وأن هناك ثمة جوانب تاريخية وأمنية وإقتصادية ونقلية في خطة هذا المشروع , أما بالنسبة للجانب الأمني فالمشروع يتضمن إجابة علي التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز (ومن هنا يُفهم الدور الحيوي لعُمان في هذا المشروع) فمن بين مهام المشروع تحويل نقل السلع عبر البحر الأحمر لشحنها إلي الجهات النهائية بالخليج من الكيان الصهيوني . وأشار كذلك إلي أن تركيا تستخدم بالفعل الكيان الصهيوني كجسر لنقل بضائع تركية محمولة علي 5,000 شاحنة سنوياً يتم تفريغ حمولاتها بميناء حيفا لتُنقل من حيفا إلي الأردن والسعودية ودول الخليج العربي .* (Jerusalem Post . بتاريخ 5 أبريل 2017)
– أن وزير النقل والمخابرات الصهيوني شرع في التشاور مع مسئولي مصر والدول المعنية التي سيتم ربط شبكاتها الحديدية القائمة بمسار المشروع الذي يوفر منفذاً لهذه الدول علي أوروبا من خلال ميناء حيفاً (؟) لكنه لم يتلق بعد موافقة من أي منهم حتي الآن * (المصدر السابق)
إن كلا المشروعين : الممر الأخضر والمشروع الذي سبق وأعلنه في عــــُمان Yisrael Katz لربط ميناء حيفا بدول الخليج العربي بالسكك الحديدية يأتيان في إطار إستراتيجية الكيان الصهيوني للتوسع الإقتصادي والإستفادة القصوي من موقعه بشرق المتوسط قريبا من ثروات الغاز الطبيعي التي لدي الكيان مع قبرص واليونان وليكون همزة الوصل بين دول الإتحاد الأوروبي الصناعية وأسواق الإستهلاك في شبه الجزيرة العربية والعراق وما وراءهما بجنوب آسيا , ولهذا كان مشروع ربط ميناء أشدود بميناء إيلات بخليج العقبة بالبحر الأحمر وكان مشروع قناة البحر الميت مع الأردن والسلطة الفلسطينية والتي يرجع تاريخ طرح فكرتها للجنرال Gordon الذي فتح الخرطوم بإعتبارها ستكون خط دفاع عسكري , وكلها مشروعات أو محاولات صهيونية للقفز من فوق النطاق البري الضيق للكيان الصهيوني للفضاء العربي الواسع الذي عليه دول لم تستطع أبداً تنفيذ أي مشروعات ربط جماعية في إطار ما يُعرف بالعمل العربي المُشترك الذي نوه إليه البند رقم 36 بالبيان الختامي لقمة بيروت العربية عام 2002 والذي نصه : “يؤكد القادة حرصهم علي تعزيز وتفعيل التكامل الإقتصادي العربي وفقاً لخطة شاملة ومراحل مُتدرجة تراعي الربط بين المصالح المُشتركة والمنافع المُتبادلة وتعزيز القدرات الإقتصادية لكل دولة من الدول العربية , وتمكن من تحقيق تنمية عربية شاملة ومُستدامة , ويؤكدون حرصهم علي تعزيز التعاون الإقتصادي العربي لبلوغ هذه الأهداف ويُكلفون كافة مؤسسات العمل العربي المُشترك بالعمل علي تحقيق ذلك كل في مجال تخصصه” , وبناء علي ذلك يأتي السؤال المهم وهو : ألا يمكن لهؤلاء العرب أن ينفذوا مشروع الربط بالسكك الحديدية ليكون بين ميناء بيروت أو ميناء اللاذقية بشرق المتوسط أيضاً وقبالة أوروبا وبين دول الخليج العربي العربية إضافة للعراق أم أن الكيان الصهيوني أجدر بالإستفادة وتشغيل أبناؤه بدلاً من أشقاؤنا اللبنانيين أو السوريين ؟ هل نحن في غفلة ونسينا الثمن الفادح الذي تحمله شهداؤنا وجرحانا وإقتصادياتنا جراء الصراع مع من إغتصب فلسطين ؟ , إذا كان من أحد يريد تحري الموضوعية فالإجابة علي أسئلة كهذه تقود إلي الموضوعية بلا شك .
الأثر المُحتمل لمشروع الممر الأخضر (الي يُعد تطويراً لمشروع Yisrael Katz )علي قناة السويــــس :
1- التأثير بقدر ما علي القدرة الإيرادية لقناة السويس بل وعلي تدفق الإستثمارات المُحتملة لهذه القناة تحديداً .
2- التأثير السلبي البالغ علي ما تبقي من دور لمصر في العالم العربي وعلي مستقبل العمل العربي المُشترك , فالكيان الصهيوني إن أصبح هذه الخط الحديدي الرابط بينها وبين دول الخليج العربي واقعاً فسيكون الكيان الصهيوني قاطرة العمل الشرق أوسطي المُشترك فلا عمل عربي مُشترك والحالة هذه , ويحقق للكيان الصهيوني السيادة الإقتصادية والسياسية علي العالم العربي بمعونة من الولايات المتحدة وحلفاءها بحلف شمال الأطلنطي وقوي دولية بل وإقليمية أخري خارجه .
3- سيتدعم مركز الكيان الصهيوني في الإتحاد من أجل المتوسط وربما يعطي هذه المنظمة التي تحتضر قبلة الحياة علي أساس أن الكيان الصهيوني سيكون همزة وصل بين الإتحاد من أجل المتوسط ودول خليجية غير متوسطية .
4- من المرجح وفقاً لهذا السيناريو في الفترة التالية لتنفيذ هذا المشروع أن يتقدم الكيان الصهيوني للأمانة العامة للجامعة العربية ليحصل علي صفة عضو مُراقب بها .
5- سيكون هناك تأثير سلبي مُتوقع علي موانئ لبنان وعلي الدرجة العالية من التنافسية التي للمنتجات الإيرانية بأسواق دول الخليج العربي , فحيفا لو نُفذ هذا المشروع ستكون صرة لأنشطة النقل logistic hub علي إختلافها وما يرتبط بها من أنتشطة خدمية أخري غير لوجيستيكية , وسيتيح مشروع الخط الحديداً منفذا لتسويق المنتجات والسع المُنتجة بالكيان الصهيوني علي حساب إيران ومصر وربما لبنان وسوريا وغيرهم .
6- قد يُقام بالتوازي مع مشروع الربط باسكك الحديدية بدول شبه الجزيرة العربية والعراق مشروع آخر لخط أنابيب البترول والغاز يصل من منابعه بهذه الدول للكيان الصهيوني ليُستهلك جزء منه وليصدر الكميات الضخمة الأخري للأسواق الأوروبية , ومن بين ميزات هذا الخط توفير مزيد من التأمين للصادرات البترولية الخليجية بعيداً عن إحتمال إغلاق مضيق هرمز أمامها بما يؤثر سلباً وبشدة علي تدفق الصادرات البترولية لهذه الدول .
7– القضاء علي دور الجامعة العربية السياسي والإقتصادي سواء في العمل الإقتصادي الجماعي العربي المُفترض أو في التحكم ورصد ومتابعة المقاطعة العربية للكيان الصهيوني (التي هي إفتراضية هي الأخري اليوم) , والسؤال : لماذا لم تطلب أي من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عقد إجتماع إستثنائي للمندوبين الدائمين بهذه الجامعة لمناقشة ما سبق أعلنه في حينه Yisrael Katz وزير النقل والمخابرات الصهيوني بشأن هذا المشروع أمام مؤتمر الإتحاد الدولي لطرق النقل IRU الذي عُقد بمسقط في الفترة من 6 إلي 8 نوفمبر 2018 ؟ أليس هذا إختراقاً صهيونياً ؟ أليس هو مشروع يتعارض كلية مع قرارات المقاطعة العربية بل ومع مقررات القمم العربية بالجملة ومنها قمة بيروت العربية , وإبتداء كيف يُسمح لوزير صهيوني أن يُعلن علي الملأ في عاصمة عربية عن مشروع كهذا لا يتجاوز فقط عملية المقاطعة المُقررة بإرادة رؤساء دول عربية بل ويتجاوز كذلك صلاحيات المجلس الإقتصادي العربي .
ما تحققه مبادرة الممر الأخضر وممر لوبيتو لصالح الإستراتيجية الأمريكية العالمية :
1- يعد أمن الكيان الصهيوني من بين مصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية ومبادرة الممر الأخضر توسع من النطاق اللوجيستي للكيان الهيوني عالمياً بربطه بآسيا (الهند) ومنطقتي شرقي المتوسط والشرق الأوسط , وفي هذا تعزيز للمكانة الجغرافية للكيان الصهيوني .
2- إن دخول الولايات المتحدة في مبادرة الممر الأخضر المُعلن عنها في قمة العشرين الأخيرة وكذا في مبادرة ممر لوبيتو في أنجولا (ومعها كل من زامبيا والكونجو الديموقراطية) يعني إلحاق الضرر بمبادرة الحزام والطريق الصينية وهزيمة واضحة للتحرك الإقتصادي الصيني في افريقيا بالفوزبمشروع ممر لوبيتو الذي يستخدم اولاً في جلب الثروة المعدنية لكل من أنجولا وزامبيا والكونجو الديموقراطية للأسواق الأوروربية والأمريكية وهي ضربة موجعة للصين لا شك في ذلك , وتحرك الولايات المتحدة نحو دعم مبادرة ممر لوبيتو يعني تبني الولايات المتحدة إستراتيجية إقتحامية مُضادة للصين الشعبية , هذه الإستراتيجية مدعومة ومُسندة بعمل ومهام القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا AFRICOM .
3- ربط الهند عملياً بالإستراتيجية العالمية للولايات المتحدة التي في هذا الإطار سبق وأن ربطت الهند بالعسكرية الأمريكية فقد تمت إضافة المحيط الهندي للقيادة العسكرية الأمريكية للمحيطين الهادئ والهندي INDOPACOM بعد أن كانت هذه القيادة مقصورة علي القيادة العسكرية الأمريكية في المحيط الهادئ USPACOM فقط (هناك حالياً تفسير موسع لحدود آسيا والمحيط الهادئ نشأ عن الفكر الإستراتيجي العسكري الأمريكي مع إنشاء القيادة العسكرية للمحيط الهادئ فقد تحددت منطقة مسؤولية هذه القيادة في أسطول الولايات المتحدة السابع في المحيط الهادي في هاواي لتكون من جزيرة Diego Garcia في المحيط الهندي وتمتد نحو المحيط الهادئ) , إذن فالمحيط الهندي بهذا يكون داخلاً في نطاق مهام القيادة العسكرية الأمريكية للمحيط الهادئ USPACOM وهو الأمر الذي أعلن عنه وزير الدفاع الأمريكي في 30مايو 2018خلال تفقده للقاعدة الأمريكية في Pearl Harbor بهاواي بتغيير مُسماها إذ قال ” اعترافا بالارتباط المتنامي بين المحيطين الهادئ والهندي ، نغير اليوم اسم القيادة الأميركية للمحيط الهادئ ليصبح القيادة الأميركية لمنطقة الهند والمحيط الهادئ ” * ( موقع عربية Sky News بتاريخ 31 مايو2018) , وهذه الخطوة تعكس رغبة واشنطن في الاعتماد أكثر فأكثر على الهند للحد من تزايد نفوذ الصين بهذه المنطقة ذات الفضاء البحري مترامي الأطراف حيث تحاول بكين السيطرة على بحر الصين الجنوبي بإقامة منشآت عسكرية على جزر اصطناعية صغيرة .
.
رابط المصدر: