يعيش اليوم أقل من 10% من سكان العالم في فقر مدقع ممن يعيشون على أقل من 2.15 دولار لليوم، وأكثر من 3.5 مليارات فرد يعيشون على أقل من 6.82 دولارات للفرد في اليوم. يسمح خط الفقر بقياس الفقر عبر البلدان بمرور الوقت، وقد تم البدء في تقدير معدل الفقر في العالم عبر استنباط خط فقر عالمي قدره دولار واحد للفرد في اليوم تم إصداره في تقرير التنمية البشرية الصادر في عام 1990، باستخدام معدلات تعادل القوة الشرائية، وهي أسعار الصرف التي تعكس فروق الأسعار النسبية بين البلدان. وتُستخدَم معدلات تعادل القوة الشرائية في تحويل خطوط الفقر الوطنية وكذلك قيمة دخل الأسر واستهلاكها إلى عملة موحدة فيما بين البلدان.
وقد قرر البنك الدولي تحديث خط الفقر المجتمعي للبنك الدولي، ورفعه ليصل إلى 2.15 دولار مع تعادلات القوة الشرائية لعام 2017، مقارنة بنحو 1.9 دولار للفرد في اليوم باعتباره خط الفقر العالمي منذ عام 2015 (تعادل القوة الشرائية لعام 2011) وذلك نتيجة تطور الفروق في مستويات الأسعار عبر بلدان العالم، الأمر الذي يلزم تحديث خط الفقر العالمي دوريًا لكي يعكس هذه التغيرات.
كما ارتفعت خطوط الفقر للبلدان متوسطة الدخل ليسجل نحو 3.65 دولارات مقارنة بنحو 3.2 دولار للفرد وأيضًا ارتفع خط الفقر المحدد للشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل ليسجل 6.85 دولارات مقارنة بنحو (5.5 دولارات للفرد).
وتعكس هذه الزيادة في خط الفقر الدولي الارتفاعات التي حدثت في تكاليف الاحتياجات الأساسية من طعام وملبس ومسكن في البلدان منخفضة الدخل بين عامي 2011 و2017 مقارنة بسائر بلدان العالم. بعبارة أخرى، نقول إن القيمة الحقيقية لمبلغ 2.15 دولار بأسعار 2017 هي نفسها القيمة البالغة 1.25 دولار بأسعار 2011. وهذا يعني أن أي شخص يعيش على أقل من 2.15 دولار في اليوم يُعد شخصًا في حالة فقر، وفي 2017، كان هناك ما يقل قليلًا عن 700 مليون شخص في هذا الوضع على مستوى العالم.
انعكاسات تغيّر خط الفقر
وجدير بالإشارة أن التغيرات التي نتجت عن تغير خط الفقر في معدلات الفقر العالمية والإقليمية، تشير البيانات إلى تأثير ضئيل على معدل الفقر المجتمعي الملحوظ في جميع أنحاء العالم، فقد زاد الفقر المجتمعي بشكل طفيف على مستوى العالم وفي جميع المناطق، باستثناء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتشير البيانات إلى عدم حدوث تغيرات كبيرة في التوزيع الإقليمي للأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع. ويلخص الشكل التالي النتائج الرئيسية للفقر في عام 2017، انخفض معدل الفقر المدقع العالمي لعام 2017 انخفاضًا هامشيًا، من 9.3% بمقدار 0.2 نقطة مئوية ليصل إلى 9.1٪، مما يقلص عدد من يعيشون في فقر مدقع بمقدار 15 مليونًا وعند خط 3.20 دولارات (المستخدم للشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل)، سيزداد عدد من يعيشون في فقر بمقدار 43 مليون شخص في عام 2017. وعند 5.50 دولارات (المستخدم للشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل)، سيزداد عدد الفقراء بمقدار 321 مليونًا في عام 2017.
قد تتساءل: كيف يمكن أن يرتفع خط الفقر الدولي بمقدار ربع دولار، ومع ذلك يمكن أن ينخفض عدد الفقراء في العالم، والسبب هو أنه في بعض البلدان الفقيرة، ارتفعت القوة الشرائية للأفراد بشكل هامشي.
شكل: اختلاف نسب الفقراء في المناطق الجغرافية حول العالم
التأثيرات والانعكاسات لتعديل خط الفقر على معدلات الفقر المحلية
وفقًا لتقديرات البنك الدولي الخاصة بتقدير معدلات الفقر وفقًا لخط الفقر الجديد، يمثل نحو 2.5٪ من السكان في عام 2017 أي نحو 4.48 ملايين نسمة يعيشون على أقل من 2.15 دولار للفرد في اليوم الواحد، هذا بمقارنة نسب الفقر في مصر بمثيلتها من الاقتصادات العربية والناشئة، ويشير الشكل التالي إلى أن مرتبة مصر متقدمة بين كل من جيبوتي واليمن بمعدلات فقر أقل، بينما تأتي كل من إيران وتونس بمعدلات فقر منخفضة.
شكل: نسب الفقر لمصر مقارنة بعدد من الاقتصادات الناشئة
وتشير التقديرات المحلية لمعدلات الفقر التي يسجلها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وفقًا لخط الفقر القومي في بحث الدخل والإنفاق 2017 –2018 عند مستوى 8827 جنيهًا للفرد في السنة، وهو ما يعادل حوالي 735.5 جنيهًا شهريًا، وبناء عليه قدر نسبة الفقر في مصر إلى 32.5%. ووفقًا لهذا فالجهاز يعتبر أن “الفقراء” هم السكان الذين يقل استهلاكهم الكلي عن تكلفة خط الفقر القومي.
ويعتمد الجهاز مؤشرًا آخر للفقر، وهو الفقر المدقع. وبحسب بيانات الجهاز فإن قيمة خط الفقر المدقع للفرد تبلغ 5890 جنيهًا في السنة، أي 490.8 جنيهًا في الشهر. وتظهر البيانات أن 6.2% من السكان في مصر يعانون من الفقر المدقع، وهذا ما يوضحه الجدول التالي.
.
رابط المصدر: