تقديم : –
اجتازت الجزائر محطات تاريخية طويلة الأمد، شهدت خلالها العديد من الأحداث والخبايا، التي جعلتها محل أنظار باحثي ومؤرخي الدول الغربية والمستشرقين؛ لاسيما لما احتلت الجزائر السيادة على البحر الأبيض المتوسط خلال الفترة العثمانية، ثم تراجعت مكانتها بعد الاستعمار الفرنسي من الفترة المعاصرة.
إذ مثلت هذه الاجتهادات التي قدمها الباحثون من خلال ما تم استخلاصه من مذكرات الرحالة وتقارير القناصل والجواسيس من الأقطار المتباينة، والتي مثلت مراجعا يستدل بهارفقة المصادر الوطنية في استقراء ماضي الجزائر خلال الفترتين، حيث تشكل لنا توجهات مختلفة الأهداف والنوايا من هذه التصريحات المكتوبة أو المعلنة.
لهذا كان لزاما علينا المضي قدما في فتح سجلات البحث في الرؤى الغربية، ذلك بما كتبه المؤرخون الغربيون عما تم معاصرته، أو ما تم تداوله في كتابات الباحثين المهتمين بتاريخ الجزائر واستقراء مختارات من الفترات الحديثة والمعاصرة، مما شغل تفكير الباحثين لتأكيد رؤى وفق منظورهم، وهذا سيثري هذه الفترة المتاحة للدراسة.
أهداف الكتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب:
- يعتبر هذا المؤلف محاولة لرصد رؤى مختلفة من أقلام المؤرخين والباحثين من الغرب ومنظورهم عن الجزائر في عدة مجالات خلال الفترتين الحديثة والمعاصرة.
- محاولة استخلاص وحصر وجهات النظر وخلق نوع من التناظر بين الكتاب المهتمين بتاريخ الجزائر رغبة منهم في تقصي الحقائق من خلال ما تم التصريح به أو ما تم تأليفه، ومن جهة أخرى معرفة الطرف الآخر من هؤلاء المؤرخين، وكذلك الباحثين الناقدين والحاقدين على الجزائر ؛ وهذا يثري بطبيعة الحال الموضوع ويجعله أكثر ديناميكية.
- تتبع مجريات الأحداث التي استمرت منذ عقود من الزمن مرورا بالفترة الحديثة، والتي استمرت حتى المعاصرة، والتي شغلت جلها تفكير الباحثين؛ الذين مضوا في محاولة تبرير الوقائع بجمع أكبر كم ممكن من الدلائل والحجج؛ لإثبات أو نفي حدث ما خلال الفترات المراد تخصيص دراستها.