بعد انتخاب محمد بن زايد رئيسًا للإمارات.. ما هو المجلس الأعلى للاتحاد؟ وما صلاحياته؟

مي صلاح

 

بعد إعلان وفاة رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن عمر 73 عامًا، تم استدعاء “المجلس الأعلى للاتحاد” ليجتمع في مدة أقصاها شهر لبحث الترتيبات الدستورية واختيار خلف للرئيس من بين أعضائه لمدة خمس سنوات ميلادية قادمة، وفقًا للدستور الإماراتي. وعقد المجلس اجتماعًا اليوم في قصر المشرف بأبوظبي، برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لينتهي بالإجماع إلى انتخاب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسًا لدولة الإمارات العربية المتحدة.

نشأة المجلس الأعلى للاتحاد وأبرز صلاحياته

الشيخ زَايِد بِن سُلْطَان آل نَهْيَان هو الأب المُؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وإليه يُنسب الفضل على نطاق واسع في توحيد الإمارات السبع في دولة واحدة، وكان أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيس دولة الإمارات حتَّى وفاته في 2 نوفمبر 2004، ووضع دستورًا يتم العمل وفقًا لأحكامه حتى يومنا هذا.

وينص الدستور الإماراتي الصادر عام 1971 على أن الإمارات العربية المتحدة دولة اتحادية مستقلة ذات سيادة، تتألف من الإمارات التالية: أبو ظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة وعجمان وأم القيوين والفجيرة. وتتكون من خمسة سلطات اتحادية، وهي المجلس الأعلى للاتحاد، ورئيس الاتحاد ونائبه، ومجلس وزراء الاتحاد، والمجلس الوطني الاتحادي، وأخيرًا القضاء الاتحادي.

وعن المجلس الأعلى للاتحاد الذي اجتمع لأول مرة يوم 2 ديسمبر عام 1971، فهو يعد أرفع سلطة دستورية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو أعلى هيئة تشريعية وتنفيذية. وبحسب المادة 46 في الفصل الأول من الباب الرابع للدستور الإماراتي، فهو الذي يرسم السياسات العامة ويقرّ التشريعات الاتحادية. ويتشكل مجلس الحكام الأعلى من حكام الإمارات السبع المكونة للاتحاد أو من يقوم مقامهم في إماراتهم في حالة غيابهم أو تعذر وجودهم، ولكل منهم صوت واحد في قرارات المجلس.

ووفقا للمادة 49، تصدر قرارات المجلس الأعلى في المسائل الموضوعية بأغلبية 5 أعضاء من أعضائه، على أن تشمل هذه الأغلبية صوتي إمارتي أبو ظبي ودبي، وتلتزم الأقلية برأي الأغلبية المذكورة، أما قرارات المجلس في المسائل الإجرائية فتصدر بأغلبية الأصوات.

وتنص المادة 51 على أن المجلس الأعلى للاتحاد ينتخب، من بين أعضائه، رئيسًا للاتحاد ونائبًا لرئيس الاتحاد، ويمارس نائب رئيس الاتحاد جميع اختصاصات الرئيس عند غيابه لأي سبب من الأسباب، فيما تحدد المادة 52 مدة ولاية الرئيس ونائبه بخمس سنوات ويجوز إعادة انتخابهما لذات المنصب.

وتوضح المادة 53 أنه عند خلو منصب الرئيس أو نائبه بالوفاة أو الاستقالة أو انتهاء حكم أي منهما في إمارته لسبب من الأسباب، يدعى المجلس الأعلى خلال شهر من ذلك التاريخ للاجتماع، لانتخاب خلف لشغل المنصب الشاغر للمدة المنصوص عليها في المادة 52 من الدستـور، وعند خلو منصبي رئيس المجلس الأعلى ونائبه معًا، يجتمع المجلس فورًا بدعوة من أي من أعضائه، أو من رئيس مجلس وزراء الاتحاد، لانتخاب رئيس ونائب رئيس جديدين لملء المنصبين الشاغرين.

وعن صلاحيات المجلس الأعلى للاتحاد، وبحسب المادة 47 من الدستور الإماراتي نجد ما يلي:

  • رسم السياسة العامة في جميع المسائل الموكلة للاتحاد بمقتضى هذا الدستور، والنظر في كل ما من شأنه أن يحقق أهداف الاتحاد والمصالح المشتركة للإمارات الأعضاء.
  • التصديق على القوانين الاتحادية المختلفة قبل إصدارها، بما في ذلك قوانين الميزانية العامة السنوية للاتحاد والحساب الختامي.
  • التصديق على المراسيم المتعلقة بأمور خاضعة بمقتضى أحكام هذا الدستور لتصديق أو موافقة المجلس الأعلى، وذلك قبل إصدار هذه المراسيم من رئيس الاتحاد.
  • التصديق على المعاهدات والاتفاقيات الدولية، ويتم هذا التصديق بمرسوم.
  • الموافقة على تعيين رئيس مجلس وزراء الاتحاد وقبول استقالته وإعفائه من منصبه بناءً على اقتراح رئيس الاتحاد.
  • الموافقة على تعيين رئيس وقضاة المحكمة الاتحادية العليا وقبول استقالاتهم وفصلهم في الأحوال التي ينص عليها الدستور، ويتم كل ذلك بمراسيم.
  • الرقابة العليا على شؤون الاتحاد بوجه عام.
  • أي اختصاصات أخرى منصوص عليها في الدستور أو في القوانين الاتحادية.

الأدوار الدستورية ومسؤوليات وصلاحيات رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة

تنص المادة 45 من دستور الإمارات العربية المتحدة على أن منصب رئاسة الدولة يمثل السلطة الثانية من السلطات الاتحادية الخمس للحكومة الاتحادية، ويباشر رئيس الاتحاد المهام التالية:

  • يرأس المجلس الأعلى، ويدير مناقشاته
  • يدعو المجلس الأعلى للاجتماع، ويفض اجتماعاته، وفقًا للقواعد الإجرائية التي يقررها المجلس في لائحته الداخلية، ويجب دعوة المجلس للاجتماع متى طلب ذلك أحد أعضائه.
  • يدعو لاجتماع مشترك بين المجلس الأعلى، ومجلس وزراء الاتحاد، كلما اقتضت الضرورة.
  • يوقع القوانين والمراسيم والقرارات الاتحادية التي يصدق عليها المجلس الأعلى للاتحاد، ويصدرها.
  • يعين رئيس مجلس وزراء الدولة، ويقبل استقالته ويعفيه من منصبه، بموافقة المجلس الأعلى.
  • يعين نائب رئيس مجلس وزراء الدولة، والوزراء، ويقبل استقالاتهم، ويعفيهم من مناصبهم بناءً على اقتراح رئيس مجلس وزراء دولة الإمارات.
  • يعين الممثلين الدبلوماسيين لدولة الإمارات لدى الدول الأجنبية، وغيرهم من كبار الموظفين الاتحاديين المدنيين والعسكريين-باستثناء رئيس وقضاة المحكمة الاتحادية العليا-ويقبل استقالاتهم ويعزلهم، بناءً على موافقة مجلس وزراء الدولة. ويتم هذا التعيين، أو قبول الاستقالة، أو العزل بمراسيم وطبقًا للقوانين الاتحادية.
  • يوقع أوراق اعتماد الممثلين الدبلوماسيين للحكومة الاتحادية لدى الدول والهيئات الأجنبية، ويقبل اعتماد الممثلين الدبلوماسيين والقنصليين للدول الأجنبية لدى دولة الإمارات، ويتلقى أوراق اعتمادهم. كما يوقع وثائق تعيين وبراءات اعتماد الممثلين.
  • يشرف على تنفيذ القوانين، والمراسيم، والقرارات الاتحادية بواسطة مجلس وزراء الحكومة الاتحادية لدولة الإمارات، والوزراء المختصين.
  • يمثل دولة الإمارات العربية المتحدة في الداخل والخارج وفي جميع العلاقات الدولية.
  • يمارس حق العفو، أو تخفيف العقوبة، ويصادق على أحكام الإعدام، وفقًا لأحكام الدستور والقوانين الاتحادية.
  • يمنح أوسمة وأنواط الشرف العسكرية والمدنية، وفقًا للقوانين الخاصة بكل منها.
  • أية اختصاصات أخرى يخوله إياها المجلس الأعلى للاتحاد، أو تُخول له بمقتضى أحكام الدستور أو القوانين الاتحادية.

الإخوة الأعضاء ينتخبون محمد بن زايد رئيسًا بالإجماع

اليوم الموافق 14 من مايو عام 2022، اجتمع أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد بحضور الشيخ “محمد بن زايد آل نهيان”، والشيخ الدكتور “سلطان بن محمد القاسمي” عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والشيخ “حميد بن راشد النعيمي” عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، والشيخ “حمد بن محمد الشرقي” عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، والشيخ “سعود بن راشد المعلا” عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، والشيخ “سعود بن صقر القاسمي” عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة. وتم بموجب المادة 51 من الدستور، انتخاب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالإجماع رئيسًا لدولة الإمارات العربية المتحدة خلفًا للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

وعن الحاكم الثالث لدولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فهو الحاكم السابع عشر لأبو ظبي كبرى إمارات الإمارات العربية المتحدة، ورئيس المجلس التنفيذي لها، والقائد الأعلى للقوات المسلحة. وقد ولد في 11 مارس عام 1961، وهو الابن الثالث للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تلقى تعليمه في مسقط رأسه العين وفي أبو ظبي، ثم التحق بأكاديمية “ساندهيرست” العسكرية الملكية وتخرج فيها عام 1979، واجتاز فترة دراسته بالأكاديمية دورة مدرعات تأسيسية، ودورة طيران تأسيسية، وتدرب على سلاح المدرعات والطيران العامودي والطيران التكتيكي والقوات المظلية، ومن ثم انضم إلى دورة الضباط التدريبية في إمارة الشارقة.

شغل أيضًا عددًا من المناصب السياسية والتشريعية والاقتصادية للدولة، من ضابط في الحرس الأميري -قوات النخبة في دولة الإمارات العربية المتحدة- إلى طيار في القوات الجوية، ثم تدرج في عدة مناصب عليا حيث تولى منصبي قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، ونائب رئيس أركان القوات المسلحة، وذلك قبل أن يصبح رئيسًا لأركان القوات المسلحة في العام 1993، ومن ثم تقلد رتبة الفريق بعد سنة من تاريخه، وفي يناير 2005، تولى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وتمت ترقيته إلى رتبة فريق أول.

وأسهم في تطوير القوات المسلحة الإماراتية، من حيث التخطيط الاستراتيجي والتدريب والهيكل التنظيمي وتعزيز القدرات الدفاعية للدولة، ويعرف عنه بذله الكثير من الجهود لتعزيز المعايير التعليمية في إمارة أبو ظبي للوصول بها إلى أفضل وأرقى المعايير الدولية.

ومنذ توليه رئاسة مجلس أبو ظبي للتعليم، عمل لإقامة شراكات مع المؤسسات التعليمية والمراكز الفكرية المرموقة عالميًا، والتي أعلن عن قيام عدد منها في أبو ظبي أو تم الانضمام إلى مشاريع مشتركة استراتيجية مع المؤسسات الأكاديمية المتواجدة في أبو ظبي.

وعُرف عنه منذ تعيينه وليًا لعهد إمارة أبو ظبي على أنه القوة الموجهة وراء المبادرات العديدة التي أسهمت في تطوير إمارة أبو ظبي، التي شهدت تحولًا اقتصاديًا واجتماعيًا متسارعًا، الأمر الذي انعكس على تحفيز نمو وتنويع النشاط الاقتصادي فيها وعلى تعزيز عملية التنمية الشاملة في دولة الإمارات.

وعلى الصعيد الدولي، قام الشيخ محمد بن زايد بعدد من المبادرات والمواقف الإنسانية التي أسهمت في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها، والوقوف حائط صد أمام أفكار التطرف والتشدد. وقد أدى دوره في السياسة الخارجية إلى زيادة روابط الإمارات العربية المتحدة مع الدول خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقدم العديد من المساعدات المالية باسم الإمارات لتعزيز مكانتها على الصعيد الدولي.

 

.

رابط المصدر:

https://marsad.ecss.com.eg/69755/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M