عبد الامير رويح
استطاع المرشح الديمقراطي جو بايدن، التفوق على الرئيس الأميركي الجمهوري، دونالد ترامب، وقلب نتائج الانتخابات الأميركية الرئاسية، إلا أن هذا لا يعني تحقيق انتصار نهائي، فبجانب المسار القضائي للطعن في نتيجة الانتخابات، الذي شرع فيه ترامب، فإن الرئيس الأميركي قد يعول على وسيلة أخرى، بحسب مقال في مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية، كتبه المحلل الأميركي، غراهام أليسون، وقال أليسون إنه يتوقع أن يستمر الجدل حول الفائز في الانتخابات الأميركية إلى 6 يناير على الأقل، عندما يتم فتح قوائم أعضاء المجمع الانتخابي في واشنطن.
وأوضح أليسون أن هذا المسار “الخفي” قد تم استخدامه في انتخابات أميركية سابقة، خاصة في انتخابات عام 1876 بين المرشح الديمقراطي صامويل تيلدن، والجمهوري رذرفورد هايس، والتي فاز فيها الأخير، وكما كان الأمر في الماضي، فإنه سينبغي على كل ولاية تعيين مجموعة من الناخبين للاجتماع في جلسة مشتركة بالكونغرس يوم 6 يناير، حيث يتم الإعلان عن الفائز في الانتخابات الأميركية رسميا.
وإذا ما أجريت هذه الممارسات بشكل عادي، فإن الولاية التي فاز بها بايدن من خلال الانتخابات الشعبية، سيقوم مسؤولو الانتخابات فيها بالتصديق على نتائجها عبر أعضاء المجمع الانتخابي الذين ترسلهم الولاية، لكن يمتلك المشرعون الخاصون للولاية، السلطة الدستورية كي يخلصوا إلى أن الانتخابات الشعبية قد تم التلاعب بها وإفسادها، وبالتالي يقومون بالاعتراض عبر أعضاء المجمع الانتخابي.
وهذا يعني في تحليل أليسون، أنه في حال اندلاع هذا النزاع، فإن رئيس مجلس الشيوخ – حاليا هو نائب الرئيس مايك بنس- يتمتع بسلطة نهائية لقبول أو رفض التصديق على النتائج، وهنا على الأرجح سيختار بنس الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسيتوجه الديمقراطيون للمحكمة الدستورية للطعن في قراره.
وحتى الآن حصل ترامب على 214 صوتا في المجمع الانتخابي، بينما حصل بايدن على 253 صوتا من دون احتساب ولاية أريزونا التي أعلنت وكالة أسوشيتد برس وشبكة فوكس نيوز فوز بايدن بها، ولا يزال الفرز مستمرا في ولاية بنسلفانيا التي يتقدم فيها بايدن على ترامب بفارق 28 ألف صوت حتى الآن، ومن المتوقع أن يتم إعلان مزيد من النتائج، السبت، خاصة من مقاطعة أليغاني.
وقال ترامب في تغريدة، السبت، إن أصواتا “غير قانونية” غيرت النتائج في ولاية بنسلفانيا التي يتأخر فيها حاليا عن منافسه الديمقراطي جو بايدن بنحو 28 ألف صوت، وأضاف ترامب: “عشرات آلاف الأصوات غير القانونية تم استلامها بعد الثامنة من يوم الثلاثاء، يوم الانتخابات”، وتابع “مئات آلاف الأصوات لم يسمح بمراقبتها.. هذا كان من شأنه تغيير نتائج الانتخابات في عدد من الولايات من بينها بنسلفانيا”.
ترامب لن يكتب خطاب تنازل
بينما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مواصلة الدفاع عن حظوظه في الانتخابات الرئاسية، كشفت صحيفة “واشنطن بوست”، السبت 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أن مستشارين للرئيس فاتحوه في اليومين الماضيين باحتمال هزيمته في الانتخابات، وكيفية وجوب تعامله مع نتيجة كهذه.
الالتزام بانتقال السلطة: الصحيفة أوضحت نقلاً عن مصدرين على اطِّلاع على المناقشات، أنه في وقت تعهّد فيه ترامب بمواصلة محاربة نتائج الانتخابات، وحثّ حلفاءه ومستشاريه سراً على الدفاع عنه علناً، قالت الصحيفة إن بعض المقرّبين من الرئيس يؤكدون أنه في حال إعلان فوز بايدن بالانتخابات فإنّ ترامب سيقدّم في النهاية ملاحظات عامة، يلتزم فيها انتقالاً سلمياً للسلطة.
بينما قال مساعد كبير في الحملة الانتخابية للصحيفة الأمريكية إنه لم تجرِ مناقَشة خطاب التنازل.
كما لفتت الصحيفة إلى أن حلفاء للرئيس قالوا إنّ من غير المرجح أن يتنازل عن السلطة بالمعنى التقليدي للكلمة، لافتين إلى أنه إذا خسر، فمن المتوقع أن يستمرّ بالادعاء، من دون أساس، أن الانتخابات سُرقت، كما يفعل منذ عدّة أيام.
“معركة صعبة”: من جهة أخرى، قالت الصحيفة إن ترامب أقرّ لبعض مستشاريه، منذ يوم الانتخابات، أنه يواجه معركة صعبة، لكنها تستحقّ أن يخوضها.
بعد الإحاطة التي قدّمها ترامب، الخميس، والتي اتّسمت بالغضب، حيث شكّك في شرعية الانتخابات، أقنعه مساعدوه الجمعة بإصدار بيان أكثر اتزاناً حول فرز الأصوات، والامتناع عن الظهور العلني. ووصف مصدر مقرّب من الحملة البيان بأنه “خطوة صغيرة” بعيدة عن التحدي، وفي اتجاه خسارة محتملة.
غير أن الرئيس الأمريكي تعهد بمواصلة معاركه القانونية مع اقتراب منافسه الديمقراطي جو بايدن من تحقيق العدد الكافي من أصوات المجمع الانتخابي للفوز بالرئاسة.
وقال ترامب في بيان أصدره البيت الأبيض: “سنواصل هذه العملية من خلال كل زاوية قانونية ممكنة؛ لضمان ثقة الشعب الأمريكي بحكومتنا، لن أتخلى أبداً عن الكفاح من أجلكم ومن أجل أمتنا”، تبرعات لتكاليف الطعون: فيما قالت وكالة “رويترز” للأنباء، وفقاً لمصدرين وصفتهما بـ”المطلعين”، الجمعة، إن الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب والجمهوريين تريد جمع 60 مليون دولار على الأقل؛ لتمويل الطعون القانونية التي يرفعها ترامب على نتائج انتخابات الرئاسة، إذ رفعت حملة ترامب دعاوى قضائية في عدة ولايات بعد التصويت الذي جرى في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، ويتنافس فيه ترامب مع المرشح الديمقراطي جو بايدن.
كما أن أحد المانحين للحزب الجمهوري، الذي تلقى مطالبات من الحملة ومن اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، قال للوكالة: “يريدون 60 مليون دولار”.
خروقات انتخابية
واصل ترامب هجومه على خروقات العملية الانتخابية. وغرد عن جورجيا على “تويتر: “أين هي بطاقات اقتراع العسكريين المفقودة في جورجيا؟ ماذا حدث لها؟”. وقبلها غرد ترامب، على “تويتر”: “هجوم الديمقراطيين الراديكاليين على مجلس الشيوخ، يجعل من الرئاسة أكثر أهمية”. وفي وقت سابق، اتهم الرئيس ترمب، فيلادلفيا بالفساد، وذلك بعد أن قُلبت النتيجة في بنسلفانيا لصالح منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وقال ترامب في تغريدة على “تويتر”: “فيلادلفيا تمتلك تاريخاً فاسداً في مصداقية الانتخابات”. كما أكد الرئيس ترامب في تغريدة أخرى أنه سيفوز “بالرئاسة بسهولة إذا تم احتساب الأصوات القانونية فقط”. وأضاف ترامب: “تم منع المراقبين من أداء مهامهم والأصوات المحتسبة في هذا الفترة باطلة”. وتابع: “المحكمة العليا ستتولى الحكم في شرعية هذه الأصوات”.
وفي وقت سابق قال الرئيس الأمريكي، والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، إنه سيفوز بالانتخابات إذا لم تُسرق، لافتاً إلى أنه فاز بأرقام تاريخية، وأن استطلاعات الرأي أخطأت بشكل كبير. واتهم ترامب، خلال كلمة له من البيت الأبيض، خصومه بمحاولة سرقة الانتخابات، مشيراً إلى أن حزبه لم يخسر أي مقاعد في مجلس النواب. كما اتهم ترامب وسائل الإعلام بالتدخل في الانتخابات، واصفاً استطلاعات الرأي بالمزيفة.
وقال الرئيس الأمريكي إن وسائل إعلام تحدثت عن تقدم جو بايدن بـ5 نقاط في فلوريدا، لكنني فزت، وأردف “فزنا في كافة الولايات الرئيسية بفارق كبير”. واعتبر ترمب أن التصويت عبر البريد دمر النظام الانتخابي، لافتاً إلى أنه طلب حضور مراقبين في عمليات الفرز في بنسلفانيا، وأنه كسب دعوى قضائية لمراقبة عمليات الفرز بها. وذكر المرشح الجمهوري أن هناك بطاقات اقتراع في جورجيا وصلت بعد يوم الانتخابات، مشيراً إلى أن هناك محاولة لسرقة الانتخابات وتزويرها، مؤكداً في الوقت ذاته أنه سيكون هناك الكثير من الدعاوى وأن الأمر سينتهي في المحكمة العليا، والقضاء سيحسم الجدل بشأن نتيجة الانتخابات.
وفي المقابل شدد بايدن على أنه لابد من فرز كل صوت من اصوات الناخبين، وأن الديمقراطية الأمريكية أفرزت نظام حكم عبر ما يزيد عن 240 عاما كان موضع حسد العالم”، وطالب انصاره بالصبر، خاصة وأن اعداد المصوتين بالبريد كانت كبيرة بشكل غير مسبوق هذا العام بسبب انتشار فيروس كورونا.
حفلة أكاذيب
الى جانب ذلك قطعت شبكات تلفزيونية أميركية عديدة النقل المباشر للكلمة التي ألقاها الرئيس دونالد ترامب من البيت الأبيض بسبب تضمنّها “سيلاً من الأكاذيب” بشأن نزاهة الانتخابات. وعلى الفور قطعت شبكة “أم أس أن بي أس” نقلها المباشر لكلمة ترامب. وقال المذيع براين وليامز “حسناً، ها نحن مرة أخرى أمام موقف غير عادي. ليس علينا أن نتوقف عن نقل تصريح رئيس الولايات المتحدة فحسب بل أن نصحّح ما يقوله رئيس الولايات المتحدة”.
وسرعان ما لحقت بركب “أم أس أن بي أس” شبكتا “أن بي سي نيوز” و”إيه بي سي نيوز” فقطعتا النقل المباشر لوقائع ما قال البيت الأبيض إنّه سيكون مؤتمراً صحافياً قبل أن يتبيّن أنّه خطاب ألقاه ترامب وسارع فور انتهائه إلى مغادرة القاعة من دون أن يجيب على أي سؤال. أما شبكة “سي أن أن” التي نقلت التصريح الرئاسي كاملاً فوصفته بـ”حفلة أكاذيب”. وقال المذيع جايك تابر، وهو أحد نجوم المحطّة، فور انتهاء ترامب من الكلام، “يا لها من ليلة حزينة للولايات المتّحدة (…) أن تسمع رئيسها يتّهم الناس زوراً بمحاولة سرقة الانتخابات”. ووصف تابر تصريح الرئيس بأنّه “حفلة أكاذيب”، وقال إنّ الملياردير الجمهوري “ساق الكذبة تلو الكذبة بشأن سرقة الانتخابات من دون أن يقدّم أي دليل” على ذلك.
وقال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية بنسلفانيا بات تومي عبر قناة “سي بي اس”، إنّ “خطاب الرئيس أزعجني جداً لأنه ادلى بمزاعم خطيرة للغاية من دون تقديم أي دليل”. وأضاف “لا علم لي بأي عملية غش كبيرة”. وعبر تويتر، ندد النائب عن تكساس ويل هارد بما وصفه بتكتيك “خطير وسيء”، داعياً إلى إتمام فرز الأصوات كلها. كما غرّد زميله المنتقد دوماً لترامب آدم كينزينغر “توقف عن ترويج المعلومات التضليلية الفاقدة للمصداقية (…) انقلب الامر إلى جنون تام”.
تيار ترامب
على صعيد متصل أظهرت الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة أن التيار الذي نشأ حول الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب أكبر وأكثر صلابة مما كان متوقعا وسيستمر بعد الانتخابات، مهما جاءت نتيجتها. وتقول الصحافية في شبكة “سي إن إن” صوفيا نلسون “تيار ترامب حقيقي، وسيستمر”. وإن كانت قاعدة الرئيس الانتخابية تقلصت خصوصا إلى شريحة واحدة هي شريحة الرجال البيض الريفيين المتقدمين في السن، إلا أن ترامب سيجمع بالحد الأدنى بحسب التوقعات ثالث أكبر عدد من الأصوات في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية، بعد خصمه جو بايدن والرئيس السابق باراك أوباما (2008).
وبالرغم من أن مؤيديه من المتحدرين من أميركا اللاتينية يقتصرون على أقلية، إلا أنه نجح في حشدهم في فلوريدا إلى حد ضمن له الفوز بفارق حاسم في هذه الولاية الأساسية. ولفت كاتب المقالات في صحيفة “فيلادلفيا إنكوايرر” ابراهام غوتمان إلى أنه “قبل الانتخابات، كان العديد من الخبراء يشرحون لنا أن ترامب لن يجمع في معسكره عددا كافيا من الناخبين الجدد”. لكن الأرقام تشير إلى أنه حصد أربعة ملايين صوت إضافي كحد أدنى عن انتخابات 2016. وتابع غوتمان “مهما كانت النتيجة، سيتحتم على وسائل الإعلام أن تتساءل بجدية كيف غفلت تماما عن قصة نمو الحركة بالرغم من كل ما كتب عن ناخبي ترامب”.
وكانت هناك مؤشرات قوية إلى تنامي هذا التيار، مع الحشود التي جمعها ترامب بانتظام لدى عقده عشرات التجمعات الانتخابية في الأشهر الماضية، ومواكب الشاحنات والقوارب والدراجات النارية التي تقاطرت تأييدا للمرشح الجمهوري. ويقول مؤسس جمعية “بيبل فور ترامب” (الشعب من أجل ترامب) جيم وورثينغتون في نيوتاون بولاية بنسلفانيا بحماسة “أنصاره يعبدونه لأنه يضع أميركا والأميركيين قبل أي اعتبار آخر”. ويتابع وورثينغتون الذي يملك صالتين رياضيتين “إنهم يدركون أنه يقاتل من أجلهم”، مشيرا الى أن هذا هو سبب اتساع دائرة مؤيدي ترامب.
لم تتأثر شعبية رجل الأعمال السابق بإدارته المثيرة للجدل لوباء كوفيد-19، ولا بسياسته المتشددة في مجال الهجرة وتصريحاته المغالية والخارجة عن أصول اللياقة أحيانا كثيرة، بل لا يزال يحدث تعبئة كبيرة في صفوف اليمين أكثر من أي جمهوري منذ الرئيس الأسبق رونالد ريغان. ويوضح جون فيهيري من شركة التواصل والضغط “إي إف بي أدفوكاسي” التي تعاملت مع العديد من الجمهوريين، أن أنصاره “يكنون له مودة حقيقية رغم كل عيوبه أو ربما من أجلها”. ويتابع “أمر غريب! أعتقد أن مرد ذلك أنه صادق فعلا، يقول ما يجول في باله والناس يحبون ذلك”.
ويقول فيهيري إن ذلك يضاف إلى “رغبة في الوطنية” تتخطى الملياردير الجمهوري لتعم بلدان عديدة، إلى حد أنه “لو لم يوجد ترامب، لكانوا أوجدوه”. وإن فاز ترامب في الانتخابات، فإن مسألة مستقبله وإرثه السياسي لن تطرح قبل سنوات. لكن في حال هزيمته، فإن “الحركة لن تختفي”، وفق ما يؤكد جيم وورثينغتون مضيفا “سنجمع صفوفنا، وسيقرر المسار الذي يترتب علينا اتباعه”. أما نفوذه على الحزب الجمهوري الملتف حوله بثبات منذ أربع سنوات، فلن يتراجع كثيرا جراء هزيمة انتخابية، برأي العديدين.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة جونز هوبكنز دانيال شلوزمان أنه حتى في حال هزيمة ترامب بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية، فإن “الأمور جرت بشكل جيد” بالنسبة للحزب الجمهوري مع ترجيح احتفاظه بالغالبية في مجلس الشيوخ وعدم تكبده هزيمة كبرى في مجلس النواب. وتابع “هذه العوامل هي من النوع الذي يجعل حزبا يميل إلى الاستمرار في مساره بدل سلوك نهج مختلف تماما”. ويقول أستاذ العلوم السياسية في كلية بوسطن ديفيد هوبكينز “سيواصل على الأرجح لعب دور هام في الحياة السياسية الأميركية خلال السنوات الأربع المقبلة على الأقل”. ويعلّق جون فيهيري “لن أجد الأمر مفاجئا إن ترشح من جديد” للرئاسة. ويقول وورثينغتون “أعتقد أنه سيحظى بدعم هائل”، مشيرا إلى أن ترامب سيكون عندها “في سن جو بايدن اليوم”. بحسب فرانس برس.
من جهة أخرى، يرى جيم وورثينغتون وغيره في ابنة الرئيس إيفانكا “وريثة” له، وليس نجله دون جونيور. ويقول الباحث الذي تعامل مع ابنة ترامب في إطار مجلس الرياضة والنشاط البدني والغذاء المرتبط مباشرة بالرئيس “إنها شخص مذهل”. لكن ديفيد هوبكينز حذر من أن “قسما كبيرا من جاذب ترامب يكمن في شخصيته، وهذا قد لا ينتقل إلى شخص آخر من بعده”.
أبناء الرئيس والحزب الجمهوري
من جانب اخر انتقد نجلا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قادة الحزب الجمهوري لعدم دعم والدهم في الانتخابات بشكل كاف. واعتبر النجل الأكبر لترامب، دونالد الابن، أن الحزب الجمهوري أظهر موقفا ضعيفا تجاه دعم الرئيس الأمريكي في سعيه للفوز بولاية جديدة، بينما قال أخوه إريك “ناخبونا لن ينسوا هذا لكم أيتها النعاج”. ويعكس هذا النزاع حجم الفجوة بين ترامب والحزب الجمهوري الذي يمثله في سباق الرئاسة.
ورغم أن الانتخابات لم تنته بعد إلا أن المرشح الديمقراطي جو بايدن يبدو قريبا من حسم المعركة. وتعهد ترامب باللجوء للقضاء بخصوص عملية فرز وإحصاء الأصوات، متحدثا عن “عمليات تزوير”، وهي الاتهامات التي لم يقدم عليها أي دليل. وحذر السيناتور الجمهوري البارز ميت رومني وحاكم ولاية ماريلاند لاري هوجان من أي محاولات لعرقلة العملية الديمقراطية. لكن دونالد الابن الذي يعتقد أن له تطلعات سياسية أظهر غضبه تجاه من يطمحون للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات عام 2024.
وقال دونالد الابن على حسابه على موقع تويتر “غياب الفعل عن هؤلاء الطامحين لخوض انتخابات عام 2024 يبدو أمرا مفاجئا”. وأضاف “لديهم كل الظروف المواتية لكي يظهروا رغبتهم وقدرتهم على خوض الانتخابات لكنهم بدلا عن ذلك يخضعون لعصابة الإعلام، عموما لا تقلقوا فدونالد ترامب الحقيقي سوف يقاتل، ويمكنهم أن يكتفوا بالمشاهدة كما اعتادوا”. بحسب بي بي سي.
وكانت التغريدات ردا على تغريدة من ميك غيرنوفيتش، أحد نشطاء حقوق الرجال ومؤيد لترامب، والتي انتقد فيها مندوبة الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي التي يعتقد على نطاق واسع أنها تستعد لخوض انتخابات الرئاسة عام 2024. ووجهت انتقادلات لهايلي من جانب أنصار ترامب، ومنهم سيناتور ولاية فلوريدا مات غايتز الذي غرد على حسابه على موقع تويتر قائلا “بينما يقوم بعضنا بخوض المعركة دفاعا عن الرئيس ترامب تقوم نيكي هايلي بتأبينه، أمر محزن”.
وواصل ترامب الابن انتقاده قائلا “أظهر الجمهوريون موقفا ضعيفا لعدة عقود وهو ما سمح لليسار بفعل ما نراه الآن”. بينما غرد أخوه إريك قائلا “أين الجمهوريون؟ ألا يخوضون المعركة ضد هذا التزوير؟ ناخبونا لن ينسوا هذا لكم أيتها النعاج”. وواصل نجلا ترامب ذكر النواب الجمهوريين الذين دعموا والدهم ومدحوهم. وطوال السنوات الأربع له في الرئاسة تمكن ترامب من دفع الحزب الجمهوري إلى اتباع سياساته بشكل كبير.
لكن هذا الصراع بين ترامب وقادة الحزب الجمهوري يطرح المزيد من التساؤلات حول توجهات الحزب خلال حقبة ما بعد ترامب سواء خرج من الرئاسة هذا العام أو بعد 4 سنوات. واعتبر ترامب أنّه “على الرّغم من التدخّل الذي لم يسبق له مثيل في انتخابات، من قبل وسائل الإعلام الرئيسية وعالم الأعمال وعمالقة التكنولوجيا، فقد فزنا وبأرقام تاريخية، والاستطلاعات كانت خاطئة عمداً”.
رابط المصدر: