تأثير النمو الاقتصادي على البيئة في الصين 1978-2019

تقديم :

تعد التجربة الاقتصادية في الصين والتي قادها الزعيم الصيني دينجشياوبينج منذ عام 1978 واستمر على نهجه من جاء بعده، تجربة فريدة من نوعها وهي محط إعجاب العالم لما حققته هذه التجربة من نجاحات كبيرة استطاعت أن تنتقل بالمستوى المعيشي للمواطن الصيني إلى مستويات أفضل. ولا شك أن الوثبة الاقتصادية التي شهدتها الصين لم تكن بمنأى عن العالم، فقد وطدت علاقاتها مع مختلف دول العالم، وغيرت جذريا تعاملاتها مع الدول الغربية التي كانت معادية لها، ووجهت أنظارها نحو المصلحة الوطنية.

لكن عقب هذه الإصلاحات الاقتصادية التي باشرتها الصين منذ 1978، شهدت البيئة الطبيعية في الصين تدهورا كبيرا، مس جميع مكونات النظام البيئي في الصينفقد عرفت الصين تهديدات بيئية على كافة المستويات وبشتى الأنواع، فالمياه والهواء والتربة والتنوع البيولوجي وغيرها من مكونات النظام البيئي في الصين أصبحت في خطر شديد، حيث أصبحت هذه التهديدات تشكل خطرا على الوسط الطبيعي للإنسان والكائنات الحية أجمع.

إن هذا التلوث البيئي أصبح أمرا مقلقا لصانع القرار الصيني، فأضراره  وتكاليفه البيئية أصبحت تكلف خزينة الدولة الكثير، كما أن الأمراض والأوبئة والكوارث الطبيعية زادت بكثرة في السنوات الأخيرة نتيجة التدهور البيئي، حتى التداعيات الدولية حول التلوث في الصين أصبحت في تزايد مستمر ومخيف،إن هذا الوضع البيئي الخطير والمقلق دفع بصانع القرار الصيني نحو البحث عن حلول أكثر جدية وواقعية سعيا منه للحفاظ على الأمن البيئي للبلاد.

وفي الأخير، يمكن توقع ثلاث سيناريوهات للوضع البيئي في الصين، السيناريو الأول يتمثل في بقاء تدهور البيئة في الصين كما هو لعقود عديدة، أما السيناريو الثاني فيتمثل في السيناريو التفاؤلي(الصين الخضراء)، حيث يتم الاعتماد على الطاقات المتجددة النظيفة مستقبلا وتخفيض الاعتماد على الطاقات الأحفورية، في حين يرى السيناريو الثالث والأخير والمتمثل في السيناريو التشاؤمي(انهيار النظام البيئي) أن البيئة سوف تضرر أكثر مستقبلا إذا زاد اعتماد الصين على الطاقات الملوثة واستنزاف الموارد الطبيعية أكثر فأكثر.

 

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M