تأملات قرآنية من سورة الأحزاب / الجزء الأول

التأمل رقم 1

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1)

قد يكون من الغريب أن يُؤمَر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو خير خلق الله بالتقوى ، فإذا لم يكن النبي

صلى الله عليه وآله وسلم يتقي الله فمن يتقي الله ؟

هذا الإشكال يُحَل إذا عرفنا أن التقوى مستويات ، فلكل إنسان مستوى من التقوى تناسب إيمانه ، بحيث

يمكن فهم التقوى بأنها التقدم خطوة جديدة في الإيمان وطاعة الله جل وعلا ، ومن يطلع على آيات القرآن

الكريم يجد أن بعض الأنبياء يأمرون أقوامهم ( وهم غير مؤمنين ) بالتقوى ، هذا يعني أن المطلوب منهم أن

يتقدموا خطوة باتجاه الإيمان الحقيقي .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3087

—————————

التأمل رقم 2

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

كما أن عدم تقوى النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم مستبعدٌ فإن طاعته للكافين والمنافقين

مستبعدة أيضاً ، وهي إشارات موجهة إلينا يقول بعض المفسرين بأنها من باب ( إياكِ أعني واسمعي يا جارة )

إضافة الى ذلك فإن طاعة هذين الصنفين في ظروف معينة قد تكون مقبولة من باب كسبهم للإسلام او ما

شابه ، لكنها مرفوضة على شخص كالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتعتبر نقض لتقواه ، فالله تعالى

يعلم أن طاعتهما ليست من الحكمة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3089

—————————

التأمل رقم 3

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إن لنا في رسول الله صلى الله عليه وآله أسوة حسنة ، وبما أنه مأمور بالتقوى وعدم طاعة الكافرين والمنافقين

فنحن مأمورون كذلك ، فمن يتصور أن المتقي هو الملتزم بالعبادات والمبتعد عن المعاصي الفردية فهو واهمٌ إذا

كان يطيع الكافرين والمنافقين ، وهنا الطاعة مفتوحة ، فأي طاعة لهذين الصنفين تناقض التقوى ، طبعاً المطيع

لهما في القضايا البسيطة دون الكبرى أفضل ممن يطيعهما في القضايا المصيرية والحساسة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3090

—————————

التأمل رقم 4

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يمثل الكافرون بشكل من الأشكال الخطر الخارجي ، باعتبار أن الكافر غيُر مسلمٍ وبالتالي هو طرف يحمل

أفكاراً ورؤية مختلفة عن النظرة الإسلامية ، وبالتالي طاعته ستخلق مشكلة فكرية وأخلاقية واجتماعية في

الوسط الإسلامي .

أما المنافقون فيمثلون الخطر الداخلي ، باعتبار أن المنافق هو مسلم بالظاهر لكنه يحمل أفكاراً مخالفة للدين

الإسلامي ، ويميل الى الكافرين بدرجة ما ، وطاعته تؤدي الى نفس النتيجة التي أدت إليه طاعة الكافر .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3091

—————————

التأمل رقم 5

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

هناك مصاديق عديدة للكافرين ، ومن الضروري معرفة هذه المصاديق لنستفيد من النهي الإلهي عن طاعتهم ،

، فمثلاً ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) ، وبالتالي فإن من أبواب التقوى أن لا نطيع من لا

يريد أن يحكم بما ينزله الله تعالى ، لأن هذا الحكم غير شرعي ومخالف للشريعة الإسلامية ، وطاعته هو قبول

بمخالفة الشريعة الذي يتعارض مع التقوى .

كما نستنتج من ذلك أيضاً أن المتقي يجب أن لا يطيع من لم يحكم بما أنزل الله ليبقَ على تقواه .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3092

—————————

التأمل رقم 6

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

عندما يُؤمَر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بالتقوى فهذا يعني أنها من أعلى مستويات التقوى ، وبالتالي

فإلحاقها بالنهي عن طاعة الكافرين والمنافقين يعطي إشارة ورسالة بأن ترك هذه الطاعة المنهي عنها هو من

لوازم تلك التقوى او قريب منها .

إذا قبلنا بهذا الفهم فنستنتج أن المؤمن قد يكون تقياً وبمستوى عالٍ بتركه لطاعة الكافرين والمنافقين وإن كان

غير تقي في الالتزام بترك بعض النواهي الفردية التي عادة ما يهتم بها المؤمنون .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3093

—————————

التأمل رقم 7

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

تناولنا في مواضع عدة أن الكافر له عدة مستويات ولكل مستوى من هذه المستويات نوع من التعامل ولا

يصح معاملة الجميع بمعاملة واحدة وهي معاملة الكافر الملحد ، والنفاق شكل بكل أشكال الكفر ، فالمنافق

هو كافر بدرجة من الدرجات ، وبالتالي فيكون النهي عن طاعة المنافقين مؤكدة ، مرة بصفته كافر ومرة

بصفته منافق ، والمنافق بالفعل أشد خطراً من الكافر لأنه أدواته مخفية ولا يستطيع كشفها إلا العليم الحكيم ،

ويكفي إثبات شدة خطورته أنه في الدرك الأسفل من النار .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3094

—————————

التأمل رقم 8

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إن من الحكمة الالتزام بالتقوى والابتعاد عن طاعة الكافرين والمنافقين ، باعتبار أن التقوى تقي الإنسان من

عذاب جهنم وتضمن له الدخول للجنة فضلاً عن راحة الضمير في الدنيا ، أما طاعة الكافرين والمنافقين

فآثارها مأساوية ، فالذل والهوان والعبودية في الدنيا والآخرة عاقبة كل من يطيع هذين الصنفين .

هذا فضلاً عن أن الأمر بالتقوى والابتعاد عن طاعة الكافرين والمنافقين صادر من عليم حكيم .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3096

—————————

التأمل رقم 9

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إن طاعة الكافرين قد لا تكون للكافرين كأشخاص وإنما طاعة لمنهجهم ، فهناك منهج يمثل الكفر اختطّه

إبليس ، فالمعصية مثلاً هي منهج يمثل جانب الكفر ، فمن يطيع نفسه الأمارة بالسوء في المعاصي هو مطيع

للكافرين ، أو تشريع قوانين ما أنزل الله بها سلطاناً هو منهج يمثل الكفر أيضاً ، وبالتالي السائر في هذا المنهج

بقناعة تامة هو مطيع للكافرين إن لم من يكن منهم ، وسنتناول إن شاء الله المنهج الذي يمثل المنافقين .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3097

—————————

التأمل رقم 10

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

بعد تناولنا لنماذج من مناهج الكافرين سنتناول بعض مناهج المنافقين المنهي عن طاعتها ، فمثلاً إزدواجية

التعامل مع الآخرين لتحقيق رغبات شيطانية ، وكذلك من انتهج نهج الكذب وخيانة الأمانة وإخلاف الميعاد

، إضافة الى ذلك فالتحاكم الى الطاغوت من مناهج المنافقين ، والصد عن الرجوع الى أحكام الله ، وإتخاذ

الكافرين أولياء من دون المؤمنين ، والتذبذب في المواقف المبدأية ، وغيرها من المناهج التي بينها القرآن الكريم

في آياته المباركة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3099

—————————

التأمل رقم 11

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يمكن تقسيم التقوى الى قسمين :

القسم الأول / فردي ، وهو خاص بالعبادات والتكاليف (الأوامر والنواهي) الفردية التي بين العبد وربه مباشرة

، كالصلاة والصيام وغيرها من الواجبات ، والابتعاد عن المحرمات كالنظر المحرم والاستماع الى الأغاني وغير

ذلك ، وهذا القسم هو المشهور بين عامة الناس .

القسم الثاني / اجتماعي ، ويتضمن التكاليف المتعلقة بالآخرين ، وهذا القسم من التقوى قليل الاهتمام به ،

إذ لا يتم التركيز عليه ، لذا من الضروري إفراده بشكل يميزه عن التقوى الفردية المعروفة ، ومن أشكاله عدم

طاعة الكافرين والمنافقين ، وهناك تكاليف أخرى لا يسع المجال لذكرها .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3100

—————————

التأمل رقم 12

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الإنسان المؤمن يشكر من يذكّره بالتقوى او يأمره بها ، بينما المنافق تأخذه العزة بالإثم إذا ما ذُكِّر بالتقوى (

وإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْم ) ، أما إذا نُهِي عن طاعة الكافرين والمنافقين فسيتمسك بإثمه بصورة

أشد ويعتبر ذلك إهانة له ، وبالتالي فإن التقوى ( من خلال الأمر بها ) يمكن أن تميز بين المؤمن والمنافق ،

والنهي عن طاعة الكافرين والمنافقين تكشف من هو شديد النفاق عن من هو دون ذلك .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3101

—————————

التأمل رقم 13

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ

رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2)

إن الله تعالى يوحي الى الأنبياء لاتباع ما يوحى إليهم وليس من باب الترف الفكري والمعلومات العامة ،

وبالتالي فإن هذا الإتباع هو من واجبات الأنبياء ، وعدم إتباعهم – وحاشاهم من ذلك – هو مخالفة لأمر

المولى عز وجل ، وهذا يحرمهم من نيل مرتبة التقوى .

ومن ما يوحى الى الأنبياء القيام بالواجبات وترك المحرمات باعتبارها أدنى مستلزمات وأسس التقوى ، هذا

فضلاً عن المسائل العقدية والأخلاقية .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3102

—————————

التأمل رقم 14

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (3)

من الواضح أن التوكل على الله ضروري للإنسان المؤمن في كل الأمور صغيرها وكبيرها ، ولكن يتأكد التوكل

في المهام العظيمة باعتبار أن طاقة الإنسان تضعف أمامها ، كما أن من الواضح أن التقوى ورفض طاعة

الكافرين والمنافقين وإتباع ما يوحي ربنا إلى أنبيائه تعتبر من الأمور المهمة والكبيرة التي يصعب على الإنسان

المحافظة عليها لإمكانياته المحدودة والمخاطر الشيطانية التي تحف حياته .

لذا فإن المقبل على التقوى بمختلف مفاهيمها وأنواعها سيحتاج كثيراً الى التوكل على الله في ذلك وكفى به

وكيلاً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3103

—————————

التأمل رقم 15

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أحياناً وفي حياتنا العامة عندما يُكلِّف مسؤولٌ أحد أفراد فريقه بمهمة يذيّل هذا التكليف بعبارة (توكّل على

الله) ، والتذييل بهذه العبارة يعطي رسالة للمُكلَّف بأنه لا توجد احتمالية للتراجع عن التكليف حتى لو كانت

هناك مصاعب في إنجازه .

وفق هذا الفهم نستنتج أن الأمر الإلهي بالتقوى والنهي عن طاعة الكافرين والمنافقين وإتباع ما يوحى الى

الأنبياء من تشريعات وأحكام قد ترافقها مصاعب عند تنفيذها لذا تطلب الأمر التوكل على الله تعالى ، ولا

مجال للتفكير باحتمالية تراجعنا عن تنفيذ تلك التكاليف رغم هذه المصاعب .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3104

—————————

التأمل رقم 16

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2)

يفترض إن تكون من دوافع إتباع ما يوحي ربنا الى أنبيائه صلوات الله عليهم أجمعين هو أن الموحي هو ربنا

ويريد تربيتنا كما أن رب الأسرة يريد تربية أسرته عندما يأمرهم ببعض الأوامر الخاصة بالدراسة مثلاً او احترام

الكبير والعطف على الصغير والإحسان الى الآخرين وغيرها من التوجيهات التي تستهدف الرقي بالأبناء ،

وعدم الامتثال لأوامر رب الأسرة هي خسارة للأبناء .

كذلك الأمر بالنسبة إلينا ، فإتباع أوامر الوحي الرباني هو في مصلحتنا لأنها تربينا .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3105

—————————

التأمل رقم 17

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2)

إن من لم يحكموا بما أنزل الله فهؤلاء كافرون بنص القرآن الكريم ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم

الكافرون ) وهم بالتأكيد ممن لا يتبع ما يُوحى الى النبي صلى الله عليه وآله ، فمن لم يطعهم فقد اتبع ما

يُوحى الى النبي صلى الله عليه وآله وكان من المتقين من هاتين الناحيتين ، ومن أطاعهم فقد خسر التقوى من

ناحيتين أيضاً ، الأولى هي طاعة الكافرين والثانية عدم اتباع ما يُوحى الى النبي صلى الله عليه وآله .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3106

—————————

التأمل رقم 18

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (3)

لا بد من وقفة عند التوكل ، من أسباب ضعف ثقافة التوكل عند المؤمنين هو الفهم الخاطئ للتوكل ، فعندما

يضع المؤمن في بالِهِ هدفاً او مجموعة أهداف وطموحات وأحلام ويتمنى أن تتحقق ، فإذا لم تتحقق لحكمة

معينة لا يعلمها المؤمن سيصاب بالخيبة فيترك التوكل على الله للأسف .

والمفروض أن يتوكل المؤمن على الله في المقدمات والوسائل والأدوات وكذلك في الغايات والأهداف ويترك

اختيارها على الله ويؤدّب نفسه ويربيها بأن ما يتحقق هو في مصلحته ، عند ذلك سيكون التوكل على الله

ممتعاً عنده وكفى بالله وكيلاً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3107

—————————

التأمل رقم 19

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ

أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)

وجود قلبين في جوف الإنسان دليل على عدم وجود مبدأية في حياة الإنسان ، فقلب يدعوه الى الله وقلب

يدعوه الى نفسه والشيطان ، وقد جعل الله قلباً واحداً في جوف كل إنسان ، لكن الإنسان جعل لنفسه قلباً

آخراً ليطيع شهواته التي عظّمها في نفسه الشيطان اللعين ، فالله يريد قلباً واحداً خالصاً له ، فكلما حاول

الإنسان البقاء على هذا القلب وأضعف القلب الثاني كلما كان أقرب الى التقوى وأقرب الى الله تعالى .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3108

—————————

التأمل رقم 20

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)

أحياناً يكون الجعل الإلهي تكوينياً ، بمعنى أن ما يريده الله تعالى يكون سواء رفض ذلك الإنسان أم قَبِل ،

وأحياناً يكون الجعل الإلهي تشريعياً ، بمعنى أن هذا الجعل متوقف على الإنسان في تحقيقه حيث أعطى الباري

عز وجل صلاحية للإنسان في ذلك ، فإذا كان الجعل تشريعياً فعلى الإنسان أن يسعى لتحقيق ذلك الجعل

وكأنه تكويني .

مثال ذلك عدم جعل قلبين في جوف الإنسان ، فهذا جعل تشريعي بحسب الظاهر ، فعلى الإنسان أن يحققه

وكأنه جعل تكويني ، وأن يسعى ليكون له قلب واحد .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3110

—————————

التأمل رقم 21

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)

القلب هو مقر القيادة الروحية والمعنوية للإنسان بجانبه المعنوي ، وهذا القلب قد جعله الله تعالى خالصاً له

ليهدي الإنسان الى السبيل الذي يمثل طريق الحق ، ولكن حينما يسعى الإنسان الى الانحراف عن هذا الطريق

ولو قليلاً ( من يعمل مثقال ذرة شراً يره ) فإنه قد أوجد مقراً آخراً لهذه القيادة الروحية والمعنوية ، ويبدأ

الصراع بين القيادتين فإن انتصرت الأولى كان من المؤمنين وإن انتصرت الثانية كان من الفاسقين وربما من

الكافرين ، وهذا هو سبب اضطراب الإنسان ذي القلبين .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3111

—————————

التأمل رقم 22

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)

إن القلب مرتبط بالرب ، فمن تعددت أربابه تعددت قلوبه بحيث يرتبط كل قلب بربٍّ ، هذا إذا كان التعدد

عرضياً ، بمعنى أن القلوب المتعددة هي بمستوى واحد ، أما إذا كان التعدد طولياً ، أي أن هناك قلباً وتكون

باقي القلوب تبعاً له ، فهذا التعدد طبيعي بل ومحمود في أغلب الأحيان .

فالمؤمن يحب الله تعالى ، وفي الوقت نفسه يحب المال والبنين وغيرهما حباً لله تعالى ، بينما هناك من يحب المال

والبنين مثلاً حباً لهما حتى وإن تعارض حبهما مع حب الله ، فهذا هو الحب المرفوض لأن لهما قلباً منفرداً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3112

—————————

التأمل رقم 23

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)

إذا لم يجعل الله تعالى للإنسان من قلبين ، فإنما ذلك دليل على أن الله يريد من أن يكون للإنسان قلب واحد

خالص لله تعالى وقائد واحد وإمام واحد وطريق واحد ، وبما أن البقاء على قلب واحد أمر متعسر على غير

المعصومين فإنه يبقى مضماراً مفتوحاً أمام الناس ، فإما أن يكون الإنسان متقياً بقلب واحد او منافقاً بقلبين

، وربما كافراً – نستجير بالله – بقلب واحدولكن لغير الله جل وعلا .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3113

—————————

التأمل رقم 24

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)

قد يعتبر البعض أن عدم وجود قلبين ( بالبعد المعنوي ) في جوف الرجل يصب في مصلحة حقوق المرأة ،

باعتبار أن الرجل لا يمكنه أن يحب أكثر من إمرأة في وقت واحد .

لو نظرنا الى هذا الاعتبار نظرة إيجابية فإنه يدعم احترام الإسلام للإنسان سواء كان رجلاً أم إمرأة ، بشرط

التعامل مع القلبين بشكل طولي لا عرضي ، كما وضحنا ذلك في تأمل سابق ، لأن لكل إنسان مشاعر تجاه

أي إنسان من دون التقاطع مع مشاعره تجاه إنسان آخر .

أما التعامل العرضي مع القلبين فيجعل المشاعر تتقاطع وتتصارع وتثير المشاكل .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3114

—————————

التأمل رقم 25

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)

كثيرة هي إدعاءات المدعين ولكن لا يترتب عليها أثر واقعي ، بينما القول الحق نراه يستند الى أساس علمي

لذلك يهدي الى السبيل ، بعكس الإدعاءات التي لا تستند إلى سند او دليل لا عقلي ولا نقلي ، فهي مجرد

تقولات يتفوّه المدعون أنفسهم ، وهذه الإدعاءات والتقولات لا تهدي الناس أكيداً بل قد تُضلّهم كما نراه في

سلوك المضلين الذين يدّعون إدعاءات فارغة بلا أي دليل او أساس علمي رصين .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3115

—————————

التأمل رقم 26

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ

الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)

إذا كان إنسانٌ أَولى بإنسانٍ آخرٍ من نفسه فهذا يعني أن قرار الثاني ومصيره ومستقبله وحياته بيد الأول ،

وعلى الإنسان الثاني أن يلغي قناعته الشخصية إذا خالفت موقف الإنسان الأول ، وهذا مرفوض وفق النظرة

الحديثة لحقوق الإنسان ، لأن هذه النظرة (الحديثة) ترى بعين قاصرة ، فهي لا تنظر الى مؤهلات الإنسان

الأول التي مكّنته من أن ينال رضا الله تعالى خالق الإنسان ، وأن الإنسان الثاني آمن بحصول الإنسان الأول

على هذه المؤهلات التي تؤهله ليكون أولى حتى من نفسه ، والذي يمكنه أن يخرج من دائرة الإيمان كي لا

يكون النبي سيد الخلق وحبيب الحق أَولى الناس به من نفسه .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3116

—————————

التأمل رقم 27

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

أحياناً لا يعرف الإنسان مصلحته ، او يعرفها لكنها لا يهتم بتحقيقها ، فمثلاً من مصلحة الطالب أن يجدَّ

ويجتهد لتكون له مكانة في المجتمع لكنه لا يهتم بذلك ، فنجد الأب او الأم يجبرونه على الدراسة وكأنهم أَولى

به من نفسه .

او ويقوم الإنسان أحياناً بالإضرار بنفسه رغم أنه يعرف ذلك كما في حالة المدخن الذي يعلم أن التدخين

مضراً بالصحة ومع هذا يدخّن ، فيُجبره الطبيب على ترك التدخين وكأنه أَولى به من نفسه .

هذا الأمر ينطبق على ولاية النبي صلى الله عليه وآله على المؤمنين كي يوجههم لتحقيق مصالحهم والانتفاع

منها وإبعادهم عن ما يضر بهم ، وهذا فضل من الله عظيم .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3119

—————————

التأمل رقم 28

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

من صفات المؤمنين أنهم يقبلون بأن يكون النبي صلى الله عليه وآله أَوْلَى بهم من أنفسهم ، ويبدو أن هذه

الصفة من صفات الإيمان العليا ، لأن المؤمن البسيط قد يقبل بأن يتّبع النبي صلى الله عليه وآله في العبادات

والمعاملات ولكن أن يسلّم نفسه بيده صلى الله عليه وآله ويلغي قناعته الشخصية في القضايا الإسلامية

المختلفة فهذا لا يكون إلا للمؤمنين ذوي المستويات العالية الذين لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَى النبي

صلى الله عليه وآله وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3120

—————————

التأمل رقم 29

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

من لا يريد أن يكون لغيره من البشر ولاية عليه فليرتقِ ليكون مرضياً عند الله فيكون هو ولياً على الآخرين ،

أما إذا بقي بعيداً عن الله بارتكابه المعاصي وترك الواجبات وتجاهل المكروهات والمستحبات غير مهتم بأمور

المسلمين غير آمر بالمعروف ولا ناهٍ عن المنكر فعليه أن يتحمل تبعات ذلك الابتعاد ، ومن هذه التبعات هي

ولاية النبي صلى الله عليه وآله عليه ، بل وقد تكون ولاية لغير النبي صلى الله عليه وآله عليه من أولياء الله

عليه .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3121

—————————

التأمل رقم 30

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

لننظر الى الآية الكريمة من زاوية ديمقراطية ، فالمؤمنون (الشعب) آمنوا بالنبي محمد صلى الله عليه وآله بحكم ما

يملكه من إمكانيات جعلته حلقة الوصل بين بين الخالق والمخلوق ، فشخص له هذه القابليات يستحق

بالفعل أن يكون أَوْلَى بمن آمنوا به من أنفسهم ، ولو كانت إمكانياته أقل من ذلك لأعطوه صلاحيات أقل ،

كما الحال في النظم الديمقراطية ، أما من لم يؤمنوا به فإنهم لم يعطوه هذه الصلاحية ، وهذا ما يمكن أن نفهمه

من اعتبار الآية الكريمة النبي صلى الله عليه وآله أَوْلَى بالمؤمنين وليس بالناس من أنفسهم .

وهذا وجه من وجوه الرد على من يريد الاعتراض على هذه الصلاحيات الممنوحة للنبي محمد صلى الله عليه

وآله وهي الولاية على المؤمنين .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3122

—————————

التأمل رقم 31

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا

(7)

قد يكون من الغريب أن نسمع من نبي من الأنبياء او رسول من الرسل خاصة أصحاب الشرائع من أولي العزم

( محمد صلى الله عليه وآله ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ) أنهم يستغفرون او أن لهم ذنوباً

رغم عصمتهم ، ولكن هذه الغرابة تنجلي إذا علمنا أن الله أخذ منهم ميثاقاً غليظاً ، هذا الميثاق الغليظ يجعل

التشديد عليهم أكبر وبالتالي فالخطأ من قبلهم يستوجب الاستغفار والتوبة حتى وإن لم يُحسَب ذنب لهم .

فليس من المقبول على نبي من الأنبياء او رسول من الرسل أن لا يعطي مثلاً فقيراً طَرَقَ بابه حتى وإن كان لا

يملك ( هذا النبي او الرسول ) شيئاً يعطيه ، رغم أن ذلك ليس بواجب في حد ذاته .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3123

—————————

التأمل رقم 32

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا

تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9)

الإيمان بالغيب من صفات المتقين كما صرح بذلك القرآن الكريم في مطلع سورة البقرة، والمؤمنون قد لا يكونوا

من المتقين ، لذا من الضروري بيان وسائل الإيمان بالغيب لتمكينهم من الوصول الى التقوى ، ومن أشكال

ومصاديق الإيمان بالغيب هو الإيمان بالتسديد والعون الإلهي عند الشدائد كالحروب وغيرها ، وأن لا نتأثر

بصيحات غير المؤمنين واستهزائهم به واعتباره دجل وضحك على الذقون وأفيون الشعوب وما شاكل .

القرآن يؤكد لنا أن هناك جنوداً لا نراها ، أي غيبية ، فمن آمن بذلك سار على طريق التقوى ، ولم يؤمن

بذلك فسيخسر نعمة إلهية كبيرة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3124

—————————

التأمل رقم 33

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9)

إن الدعوة للإيمان بالغيب باعتباره من صفات المتقين لا يعني أن نكون لقمة سائغة بأيدي الدجالين

والمشعوذين وأصحاب الأفكار الضالة المنحرفة ، فنحن أتباع الدليل أينما مال نميل ، فنحن لم نؤمن بالغيب لو

لم يكن هناك دليل يقرّ بذلك ، وكذلك علينا أن لا نؤمن بالغيب الذي لا دليل له ، بل إن الإيمان بالغيب

الذي مصدره مجهول يضعنا على أول طريق الضياع والتضليل .

هنا تبين قوة الموازنة التي يجب أن نتحلّى بها ، فلا إفراط في الإيمان بالغيب ولا تفريط به ، فكلاهما تطرف

وأُمِرنا أن نكون أمة وسطاً.

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3125

—————————

التأمل رقم 34

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا

(10)

إن العامل النفسي في المعركة – أي معركة كانت وليس فقط المعركة العسكرية – لا تقل أهمية عن أدوات تلك

المعركة ، إذ أن الضغط النفسي قد ينهي العدو ويضعفه ويفكك صفوفه وهذا ما لا يستطيع السلاح التقليدي

فعله ، بل إن السلاح التقليدي أحياناً تكون لاقيمة ولا يستطيع أن يحقق انتصاراً من دون السلاح النفسي

الذي يمكن أن يكون له أثر إيجابي على صفوف المقاتلين كما له أثر سلبي على الأعداء .

ومن دون إعلام لا يمكن أن ينجز العامل النفسي دوره بعناية ، فالإعلام هو العجلات التي تسيّر العامل

النفسي .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3126

—————————

التأمل رقم 35

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(10)

من المؤسف أن يظن المؤمن بالله ظن السوء وينسى رعاية الله له في ظروف لا معين له ولا حفيظ عندما كان

في بطن أمه ، فأي ظرف أصعب من تلك المرحلة التي ليس لأحد – حتى الأبوين – أن يفعلا شيئاً تجاه

ابنهما ، فما يستطيعان تقديمه لابنهما عبارة عن شيء يسير جداً جداً لا يعدل واحد بالمليون مما يحتاجه

الطفل .

فينبغي أن يكون إيماننا بالله أقوى من أن يهتز لأي ضغوط يتعرض لها أحدنا ، وهذا يتطلب تربية واستعانة

بالله متواصلتين عند الرخاء .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3127

—————————

التأمل رقم 36

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(10)

ليس كل مؤمن يمرّ بظروف قاهرة صعبة يظن بالله ظن السوء ، فهناك مؤمنون أقوياء بإيمانهم الذي لم يهتز

بسبب قسوة الظروف التي يعيشها ، ومن مصاديق هؤلاء المؤمنين الأقوياء زينب بنت علي بن أبي طالب

عليهم السلام ، التي لم تمر إمرأة بما مرّت به حينما قُتِل جميع حُماتها من إخوة وأنصار وسُبيِت بعد واقعة الطف

في كربلاء وقتل أخيها الحسين عليه السلام بأبشع الصور إلا أنها قالت : (مَا رَأَيْتُ إِلَّا جَمِيلاً) حينما سألها

الطاغية حاكم الكوفة : (كَيْفَ رَأَيْتِ صُنْعَ الله بِأَخِيكِ وَأَهْلِ بَيْتِكِ ؟)

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3128

—————————

التأمل رقم 37

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(10)

تُرى لماذا يظن بعض المؤمنين بالله ظن السوء عندما يمرون بضائقة في حياتهم تضغط عليهم بحيث تزيغ الأبصار

وتبلغ القلوب الحناجر ومؤمنون آخرون لا يصلون الى هذا المستوى بل ويحسنوا الظن بالله تعالى ؟

إن الصنف الأول من المؤمنين لم يُربّوا أنفسهم على الصبر ولم يدرّبوها على تحمل الصعاب ولم يضعوا في بالهم

أنهم سيمرون يوماً ما بظرف صعب ولو احتمالاً ، بل عوّدوا أنفسهم على حياة مترفة فعندما سُلِب من هذا

الترف انتفضوا نفسياً ضد مُنعمَها بظن السوء .

بينما الصنف الثاني ربّوا أنفسهم على الزهد وتوقعوا في أي لحظة زوال أي نعمة المادية واستعانوا بالله على

الثبات على هدايته ، لذا لم يصطدموا باي تغيير سلبي في حياتهم .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3129

—————————

التأمل رقم 38

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(10)

أحياناً يجعل الخوفُ من العدوِ الأبصارَ والقلوبَ تزيغ وتصل الى الحناجر من شدة الخوف ، بل ويخلق تهيؤات

لا أساس لها من الناحية العقلية والواقعية والعلمية ، فمثلاً يتصور الخائف الذي زاغ قلبه من الخوف أن العدو

يأتي من فوقه ومن أسفل منه رغم أنه لا توجد للعدو هذه الإمكانية ، فلا طائرات ولا أجهزة حديثة تمكنّه من

ذلك .

وبالتالي يمكن أن نفهم بعض الأحداث التأريخية التي تُنقَل والتي تبدو للبعض غير واقعية بأنها تنظر للحدث

المروي من زاوية غير زاويتنا المعتادة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3130

—————————

التأمل رقم 39

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)

بعض الابتلاءات تهز المؤمنين الى درجة وكأنه زلزال بالنسبة لهم ، فقد يكون هذا الابتلاء شديداً كالزلزال وقد

يكون إيمان هذا المؤمن ضعيفاً بحيث يهتز لأبسط ابتلاء ، فكلما كان الإيمان قوياً كلما ضَعُف تأثير الابتلاء

على المؤمن ، والعكس بالعكس .

والإيمان القوي الذي يقاوم الابتلاءات المزلزلة هو الإيمان العملي الذي يقوى بالممارسة العملية في مواجهة

التحديات الشيطانية والنفسية ، أما الإيمان النظري فهو وإن كان أساسياً إلا أن الاكتفاء به لا يقاوم

الابتلاءات الشديدة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3132

—————————

التأمل رقم 40

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ

وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)

الابتلاء هو اختبار للإنسان ليميز الخبيث من الطيب وليكون حجة على الإنسان المبتلى وحجة له ، فمن

ينجح في هذا الاختبار يكن مؤمناً حقيقياً ، وعندما يكون الاختبار شديداً يثبت النجاح فيه أن الإيمان

حقيقياً متجذراً ومتجسداً على شكل أفعال وليس إيماناً نظرياً .

أما المنافق والذي في قلبه مرض فسيفشل في اختبار هذا الابتلاء ، أما من كان إيمانه ضعيفاً فيفشل في

الاختبارات التي تعتبر شديدة بالنسبة له .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3133

—————————

التأمل رقم 41

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)

إن تضييق الخناق في معركة في سبيل الله لا يعتبر ابتلاءً حقيقياً لأن ختامها نيل إحدى الحُسنيين (إما الشهادة

وإما النصر) اللتان تُعتبران غايتي كل مؤمن حقيقي ومع هذا وُصفِت بالزلزال الشديد ، مع إن هناك ابتلاءات

أشد وهي التي يواجه المؤمن فيها رغبات نفسه وشهواتها ، فهذه الابتلاءات تقع ضمن دائرة جهاد النفس وهو

الجهاد الأكبر ، بينما ابتلاء المؤمن المجاهد في سبيل الله في معركته ضد الأعداء أهون لأنها تقع ضمن دائرة

الجهاد الأصغر .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3134

—————————

التأمل رقم 42

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)

من الواضح – وكما تناولنا في التأمل السابق – أن الجهاد الأكبر (جهاد النفس) وبسبب سعة مساحته

وصعوبة جبهته يكون أشد ابتلاء من الجهاد الأصغر (الجهاد العسكري) ، لذا فزلزلة المؤمنين في ساحة الجهاد

الأكبر تكون أكبر وأكثر من ساحة الجهاد الأصغر ، وفي الوقت نفسه أن الجهاد الأصغر هو أحد ثمار الجهاد

الأكبر ، فمن وفِّق للجهاد العسكري في سبيل الله (إن تطلّب التكليف الشرعي ذلك) فبسبب جهاده لنفسه

بشكل مناسب ، وقد يوفَّق المؤمن للجهاد العسكري لكنه يتزلزل لكون جهاده لنفسه لم يكن كافياً .

بالنتيجة فإن تزلزل المؤمن في ساحات القتال الشرعية هي ثمرة تزلزله في ساحات جهاد نفسه الكبرى .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3135

—————————

التأمل رقم 43

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)

إن الإيمان والابتلاء أمران متلازمان ، فمؤمن بلا ابتلاء لا ينجح إيمانه ، وابتلاء بلا إيمان لا يمكن عبوره بنجاح

، والابتلاء الشديد عبارة عن اختبار مكثف لصقل الإيمان وإخراج أصله للمؤمن نفسه ليعرف مستوى إيمانه

وللآخرين الذين اطلعوا على نجاحه في عبور هذا الاختبار .

وليس بالضرورة أن يكون الابتلاء ضراءً كالمرض والفقر والجوع والحرب وغيرها كما يتصور الكثيرون، بل قد

يكون سرّاءً أيضاً كالغنى والصحة والعلم والوجاهة وما شابه ، إذ ينبغي أن يسخّر المؤمن هذه النِعم لطاعة الله

وهداية الناس وقضاء حوائجهم .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3136

—————————

التأمل رقم 44

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)

هناك اعتقاد سائد لدى الكثيرين بأن الابتلاء مقتصر على المؤمنين وفق قاعدة (المؤمن مبتلى) ، وهذا يعني أن

غير المؤمن غير مبتلى ، وهذا الاعتقاد غير دقيق ، فالمؤمن وغير المؤمن مُبتَليَان ، لأن الدنيا دار بلاء وابتلاء ،

إلا أن المؤمن نجح في الابتلاء فصار مؤمناً وغير المؤمن لم ينجح فأصبح غير مؤمن .

بل إن غير المؤمن يألم من ابتلائه أكثر من المؤمن ( إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ

اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ ) لأن المؤمن يرجو من الله – وهو الثواب – ما لا يرجوه غير المؤمن .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3137

—————————

التأمل رقم 45

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا

(10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا

وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)

من آثار ظن السوء بالله الضعف أمام الابتلاءات الى حد التزلزُل الذي يكشف معدن الإنسان ، هل هو من

المؤمنين أم المنافقين والمرضى روحياً ، ولا غرابة ممن يظن بالله ظن السوء أن يتّهم الرسول صلى الله عليه وآله –

وهو حلقة الوصل بين الخالق والمخلوق – بإتهامات باطلة وتكذيب وعوده ، فالمشكلة ليست في إتهام الرسول

صلى الله عليه وآله بإتهامات باطلة ، وإنما في إتهامه من جهة وإظهار إتِّباعه من جهة أخرى ، وإلا فليتهموه

وليعلنوا براءتهم منه كي يُعاملوا معاملة الكافرين .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3138

—————————

التأمل رقم 46

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ

وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13)

ربما أغلبنا يظن أن صفات وعلامات المنافق ثلاثة فقط وهي ( إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن

خان ) ، وهذا يكون صحيحاً إذا اعتبرنا هذه الصفات الثلاثة هي الخطوط العامة التي يسير وفقها المنافقون

وتندرج تحتها عشرات بل مئات الصفات التي ذُكِرَ الكثير منها في القرآن الكريم ، ومن هذه الصفات أنهم

يستخدمون الأعذار الظاهرية لتمرير نوايا داخلية ، وهي تطبيق ومصداق للكذب .

هذا المنهج نجده عند الكثير من السياسيين الذين ينادون بحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل إلا أنهم

في الحقيقة يريدون تحقيق غايات سياسية وأهداف دنيوية .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3139

—————————

التأمل رقم 47

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12) وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا

أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا

فِرَارًا (13)

لكون المنافقين يخلفون المواعيد ( إذا وعد أخلف ) فيتصورون أن رسول الله صلى الله عليه وآله يخلف الميعاد ،

وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن في قلوبهم مرضاً .

ولكونهم يكذبون في أحاديثهم ( إذا حدّث كذب ) فإنهم يكذبون حتى على النبي الأكرم محمد صلى الله عليه

وآله رغم أنه صادق معهم أمين على أداء ما وُكِّل به إليهم لا يخون الأمانة كما يخونون ( إذا أؤتمن خان ) .

ونحن نعيش ذكرى رحيل رسول الإنسانية صلى الله عليه وآله نعرف حجم ما عاناه لتأدية رسالته لينقذنا من

الجهالة وحيرة الضلالة وأن نحافظ على هذه الرسالة بمقدار وسعنا .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3140

—————————

التأمل رقم 48

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

فِرَارًا (13)

هناك فروق عدة بين إطلاق صفة (الرسول) وإطلاق صفة (النبي) على الحبيب محمد صلى الله عليه وآله ،

وقد يمكن للمختص المتبحّر أن يُجمِلَ الفرق بين إطلاق الصفتين ، ولكن بحسب فهمنا المتواضع وبحسب ما

يسعه المقام يمكن أن نبين فرقاً بينهما ، وهو أن إطلاق صفة (الرسول) يوحي الى أن القضية أكثر عمومية ،

إذ يمكن أن تشمل كل صاحب رسالة إصلاحية غايته رضا الله تعالى وهداية الناس إلا أن تكون قرينة تدل

على عكس ذلك ، أما إطلاق صفة (النبي) فيعطي انطباعاً أن القضية أكثر تقييداً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3141

—————————

التأمل رقم 49

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)

لكل رسالة إصلاحية غايتها إرضاء الله تعالى وهداية عباده نجد هناك معرقلين لهذه الرسالة من منافقين وممن في

قلوبهم مرض الذين يطمعون في تحقيق مآرب شخصية وفئوية منحرفة ، وأي رسالة إصلاحية تعرقل مطامعهم

وأطماعهم ، فيحاولون بث الأفكار السلبية والإشاعات وتشويه أصحاب تلك الرسالة الإصلاحية وقادتها .

وبالتالي فمن يتصور أن طريق السعي للإصلاح مُعبَّداً فهو واهم ، ولكن هذا لا يعني أن نتقاعس عن السير

في هذا الطريق ، فهو تكليف كل من ينتمي حقيقة للرسول العظيم صلى الله عليه وآله الذي نمر بالأيام الحزينة

لرحيله الأليم .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3142

—————————

التأمل رقم 50

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13)

على المؤمن أن يكون كيّساً فطناً لا يتأثر بالمظاهر والعناوين البراقة ويغفل عن الباطن وما يخبئ له المنافقون

والذين في قلوبهم مرض ، فمثلاً (الاستئذان من النبي صلى الله عليه وآله) قد يراه البعض ممن نظره قصير المدى

منقبةً وصفةً حميدةً اتصف بها المستئذن ، لكن أصحاب البصائر يعرفون أنه أسلوب يستخدمه المنافقون لذر

الرماد في العيون كي يخدعوا بها النبي صلى الله عليه وآله والمؤمنين ، ولكن هذا الرماد أعمى قلوبهم قبل أعينهم

فلا بد للمؤمن أن يحللّ كل حادثة وكل خبرٍ تحليلاً علمياً دقيقاً ليعرف بواطنه وأن لا ينشغل كثيراً بظواهره كي

لا يُخدَع من حيث لا يعلم ببواطنه .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3143

—————————

التأمل رقم 51

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا (15)

ربما أبرز صفة تعريفية للمنافقين وتندرج ضمنها باقي الصفات الفرعية والتفصيلية هو مخالفة ظاهرهم الحسن

لباطنمه القبيح لتحقيق غايات شخصية ودنيوية بعيدة عن الله تعالى ، فظاهرهم معاهدة الله على أن لا يولون

الأدبار في المعركة وأن لا ينسحبوا ويتركوا المسلمين في حرج ، لكن باطنهم غير ذلك بل عكس ذلك ، إلا أن

هؤلاء لا يفهمون معنى (معاهدة الله) ، فالله جلّ ذكره لا يتعامل مع الألسن إلا أن تكون انعكاساً للقلوب ،

وعدم فهمهم هذا يدل على أن إيمانهم بأن الله يعلم ما في قلوبهم ضعيف ، وهنا أساس المشكلة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3144

—————————

التأمل رقم 52

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

شتان ما بين فئتين ، فئة يقابلون عهد الله بالنقض بتولية دبره في القتال أو بصور أخرى من النقض كالمعصية

والتقصير في أداء الواجبات الشرعية ، وفئة صدقوا ما عاهدوا الله عليه ( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا

اللَّهَ عَلَيْهِ ? فَمِنْهُم مَّن قَضَى? نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ? وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) ، وصدقهم هذا دفعهم الى

الاستشهاد في سبيل الله بل وينتظرون دورهم للاستشهاد والتضحية من أجل إعلاء كلمة الله لأنهم يعرفون أن

عهد الله كان مسؤولاً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3145

—————————

التأمل رقم 53

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (16)

هناك الكثيرون ممن يعتبرون من أهم معايير حقوق الإنسان هو الحفاظ على حياة الإنسان من الموت ، وهذا

وإن كان مهمّاً في حد ذاته وأن إدعاء مدعينه شكلياً إلا أنه حقيقة لا ينفع ، لأنه فرار من الموت ، ولا يمكن

الفرار من الموت لأنه أمر حتمي ، إن فررنا من سبب وقعنا في ألف سبب ، فحتى غير المؤمنين يؤمنون بأنه لا

فرار من الموت .

نعم يفترض أن نحافظ على حياة الإنسان لنعطيه فرصة أكبر للتقرب الى الله تعالى والعودة إليه سبحانه لا أن

نخلصه من الموت الذي لا يمكن لأحد أن يتخلص منه .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3146

—————————

التأمل رقم 54

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إلقاء النفس في التهلكة أمر مرفوض شرعاً ، ووفقه تُعطّل بعض الأحكام الأقل أهمية احتراماً لهذه النفس ، بل

يوصي القرآن بإحياء النفس بمعنى أن (ينقذها من الموت) واعتبرها كإحياء الناس جميعاً لعظمة هذا العمل

الإنساني (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) .

ولكن هناك فرقاً بين الفرار من الموت من جهة وبين رفض إلقاء النفس في التهلكة وإحياء النفس من جهة

الأخرى ، فالفرار من الموت تمسكٌ بالدنيا بينما الجهة الأخرى تمسك بالآخرة من خلال الدنيا باعتبار أن

الدنيا مزرعة الآخرة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3147

—————————

التأمل رقم 55

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إن مسألة الفرار من الموت ليست مختصة فقط بالمنافقين بحسب ما يبينه لنا القرآن الكريم ، فاليهود أيضاً

يفرّون من الموت ولا يتمنونه ( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ? ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى? عَالِمِ الْغَيْبِ

وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) رغم أنه ملاقيهم وبالتالي لا ينفعهم هذا الفرار .

الصفة المشتركة بين الصنفين (المنافقين واليهود) يمكن أن تدفعهما الى نفس الهدف على الأقل من زاوية الفرار

من الموت ، لذا لا نستغرب عندما نجد تطبيع بعض المحسوبين على الإسلام مع إسرئيل ، وعندها نعرف من

أي صنف أولئك .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3148

—————————

التأمل رقم 56

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

ترى ما الغاية من الفرار من الموت او القتل التي يريد تحقيقها المنافقون ( وكذلك اليهود ) ؟

من يفرّ من الموت يريد أن يبقى في عالم ما قبل الموت وهو الدنيا والتمتع بها ولا يريد حياة ما بعد الموت لذا

يفر منها ، مع إن التمتع في الحياة الدنيا قليل إذا ما قورن بالحياة الآخرة ( فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا

قَلِيلٌ ) ، مهما كان نوع التمتع ، سواء كان بالسلطة والهيمنة على مقدرات الشعوب ، أو بالأموال أو اللذائذ

المنحرفة والمغريات الشكلية أو غيرها ، فكله تمتع قليل لا يستحق الفرار من أجله ، بل الفرار منه أولى .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3149

—————————

التأمل رقم 57

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

من الضروري أن يستفيد المؤمن من الآيات القرآنية كمقياس يقيس فيه مستوى إيمانه ، كي لا ينخدع أحدنا

بإيمانه وليعرف حقيقته حتى لا يتفاجأ يوم القيامة بمصيره .

ومن هذه المقاييس : الفرار من الموت ، فليراجع كل واحد منا هل أنه يفرّ من الموت أم أنه مستعد له ؟

فالفرار من الموت كما عرفنا هو من صفات المنافقين واليهود ، ومن كان منافقاً لا يكون مؤمناً بالتأكيد ، وقد

ينشغل الإنسان بنفسه ورغباتها والاهتمام بها فيتصور أنه مؤمن ، وهو في الحقيقة منافق والعياذ بالله ، وإن لم

يكن منافقاً فهو حامل لإحدى صفاته ، وهذا مؤشر خطير يجب الانتباه له .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3150

—————————

التأمل رقم 58

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

من الضروري معرفة التمييز بين الفرار من الموت او القتل وبين إلقاء النفس في التهلكة ، فقد يفرّ أحدنا من

الموت بحجة عدم إلقاء نفسه في التهلكة ، وقد يلقي نفسه في التهلكة كي لا يكون فارّاً من الموت او القتل .

التمييز بين الحالتين ابتداءً تتطلب توفيقاً من الله بلا شك ، إضافة الى ذلك فإن كان ما وراء إحدى هاتين

الحالتين هو التمتع بالحياة الدنيا ولذائذها ومغرياتها فهي إن لم تكن فراراً من الموت فهي أقرب إليه ، وإن كان

ما وراءها بعيداً عن التمتع – وقد يكون إضافة مسؤولية شرعية إليه – فهي أقرب الى إبعاد النفس عن

التهلكة ، لأن الإنسان لم يُخلَق ليموت وإنما ليؤدي تكليفه الشرعي ، والله الموفق.

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3152

—————————

التأمل رقم 59

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إن الفرار من الموت الذي عُرِف به المنافقون واليهود مقترن بالتمتع بالحياة الدنيا ومتعلقاتها الفانية ، وهذا الفرار

غير نافع للفارِّ لاقترانه بالتمتع ، فلو فرّ من الموت لكون تكليفه الشرعي يحتّم عليه ذلك فسيكون الفرار نافعاً

، هذا يعني أن التمتع غير نافع لأنه يجعل الفرار من الموت غير نافع .

وليس كل تمتع بالدنيا غير نافع ، فالتمتع بالدنيا من أجل الآخرة يكون نافعاً وقد يدفعه الى القتل في سبيل

الله ، أما إذا كان من أجل الدنيا فيكون غير نافع ويجعل الإنسان يفرّ من الموت .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3153

—————————

التأمل رقم 60

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

من المؤلم أن المتطرفين ممن يفرّون من الموت ( من اليهود والمنافقين ) يخدعون المتطرفين ممن يلقون أنفسهم في

التهلكة ( من عموم الإرهابيين ) ليعانقوا الموت بسبب أفكار متطرفة صادرة من اشخاص متطرفين لا يفقهون

من الشريعة الإسلامية الحقة إلا ظاهرها ، وبسبب هذا الخداع بين المتطرفين من الطرفين شُوِّه الإسلام ورموزه

وبالخصوص النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله ، وأدى ذلك الى تجرّؤ الغربيين الى الإساءة إلى مقامه العظيم

، وها هم المسلمون الواعون يحاولون منع هؤلاء المسيئين الى تكرار فعلتهم ولكن دون جدوى .

فلو رجع المسلمون الى فقهاء عدول متبحرين في علوم الشريعة عارفين بزمانهم لما وصلنا الى هذا الحال .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3156

—————————

التأمل رقم 61

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بعد أن عرفنا أن الفرار من الموت هي صفة من صفات اليهود والمنافقين فهذا يعني (ولو احتمالاً) أن حقيقة

الدعوات التي نسمعها للحفاظ على حياة الإنسان وسلامته هي فرارٌ من الموت الذي يؤمنون به هم وشعوبهم

وليس بالفعل حفاظاً على حق الإنسان في العيش والتي كسبوا بها ودّ شعوبهم – وحتى شعوبنا من أصحاب

النظرات الضيقة – .

فهم لا يعيرون لحياة شعوب بالملايين عندما يزرعوا فتنة فيما بينها ويجعلونهم يتقاتلون وتذهب آلاف الضحايا

نتيجة تلك الفتنة ، فضلاً عن العقوبات الاقتصادية وسياسة التجويع التي يمارسونها ضد شعوب آخرى ،

فكيف يعيرون لحياة أفراد من البشر ؟!

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3157

—————————

التأمل رقم 62

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

يفهم الكثير من المؤمنين الزهد فهماً قاصراً وأحياناً خاطئاً ، إذ يتصورون أنه لبس الملابس الرثّة او أكل الطعام

القليل وربما الرديء ، وإذا لم يروا ويلمسوا قيمة الزهد وأثره وفائدته العملية فسوف لن يدركوا حقيقته ، ومن

الآثار العملية للزهد أنه يقلل من التمتع بالدنيا والاهتمام به وإعطائه حجم أكبر من حجمه لأنه غير نافع ،

وبسبب الابتعاد عن هذا التمتع نجد أثر الزهد على الزاهدين اللبس البسيط والأكل القليل ، وما هذا إلا

مظهر للزهد وليس حقيقته .

فإذا سيطر الزهد على التمتع وقضى عليه سيضمن الزاهد عدم الفرار من الموت وأن لا يكون مصيره مصير

المنافقين واليهود .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3158

—————————

التأمل رقم 63

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

التمتع الذي يلهث وراءه اليهود والمنافقون قليلٌ إذا نظرنا له من عدة زوايا ، فهو قليل إذا ما قارناه بالتمتع

الأخروي الذي سيكون بلا نهاية ، فضلاً عن الفرق بين نوع التمتع الدنيوي والتمتع الأخروي ، ومن زاوية

أخرى فهو قليل في الدنيا نفسها ، فهذا المتمتع باللذائذ الدنيوية لا يقضي حياته كلها متعة ، ولا متعته أكثر

من المتمتع المؤمن الذي سخّر متعته لبناء الآخرة والفرار إليها ، فكلاهما يتألمان في دنياهما ، والفرق أن المؤمن

يرجو من الله ما لا يرجوه المنافق واليهودي ( ولا تهنوا في ابتغاء القوم ? إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا

تَأْلَمُونَ ? وَتَرْجُونَ مِنَ ?للَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ) .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3159

—————————

التأمل رقم 64

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا

نَصِيرًا (17)

الإيمان بالله تعالى ليس لقلقة لسان ، وإنما يستلزم الإيمان بكثير من القضايا العملية التي تنعكس على حياة

المؤمن ، فمثلاً إذا لم يكن هناك ولياً ولا نصيراً ينصرنا ويعصمنا من إرادة الله بنا – سواء كانت هذه الإرادة

سوءاً او رحمة – فما قيمة اهتمامنا بغير الله وخوفنا من السوء الذي يريده بنا الآخرون او التطلع للرحمة التي

يريدها لنا الآخرون ؟

نعم يمكن أن يكون خوفنا من الآخرين كونهم سبب للسوء الذي يريده الله تعالى لنا ، أو رجاء رحمتهم كونهم

سبب للرحمة التي يريدها الله تعالى لنا .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3160

—————————

التأمل رقم 65

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

نَصِيرًا (17)

من حيث الأصل فإن رحمة الله وسعت كل شيء ، وبالتالي فإن أراد الله تعالى بنا سوءاً فهذا استثناء إما

لذنوبنا ومعاصينا التي جاء السوء لغفرانها وبالتالي نحن من جئنا بالسوء لأنفسنا ولم يكن من الجهة المقدسة ،

وقد يأتي السوء لشخص بسبب تقصير في واجبه الأخلاقي لتنبيهه او لرفع درجته او لاختباره ، وقد يأتي

السوء لحكمة إلهية لدفع ما هو أسوأ منه ، وغيرها من الأسباب .

فهذه الموارد المحتملة لأسباب حصول السوء لا يمكن لولي او نصير أن يمنعها لأنها مرتبطة بإرادة الله تعالى ،

فغفران الذنوب والابتلاء ودفع الأسوأ لا يمكن لأحد من دون الله أن يتدخل فيها .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3162

—————————

التأمل رقم 66

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

نَصِيرًا (17)

إن السلبيين ( من المسلمين ) ينظرون الى السوء الذي يمسهم على أنه سوء أراده الله بهم ، لأن إيمانهم سطحي

شكلي لا ينفعهم في فهم فسلفة الأقدار الإلهية ، أما الإيجابيون ( وهم المؤمنون ) فينظرون الى ذلك السوء

على أنه رحمة أرادها الله بهم ، لأنهم يؤمنون بأن الله لا يريد بعباده السوء لأنه كتب على نفسه الرحمة وأن رحمته

هذه وسعت كل شيء وسبقت غضبه ، بل ولا عاصم لأحد منا من هذه الرحمة التي ظاهرها سوء ، وهذا

السوء يعدُّ رحمة لأنه إما تكفير لسيئات او نوع من الابتلاءات لرفع لدرجات ، وبالتالي يرون من غير اللائق

تصور صدور السوء من الرب الرحيم وهو أرحم الراحمين .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3163

—————————

التأمل رقم 67

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

نَصِيرًا (17)

العصمة مفهوم مرتبط ذهنياً بحجج الله على خلقه ممن يمثلون حلقة الوصل بين السماء والأرض وتتطلب

حجيتهم عصمة إلهية تمكّنهم من تمثيل السفارة الإلهية في الأرض كالأنبياء والمرسلين والأوصياء ، وهذه العصمة

تمثل رحمة الباري الى خلقه لأنها شرطاً لهدايتهم على أيدي سفرائه المعصومين من السوء المعنوي ، فلا يمكن

لأحد أن يمنع هذه العصمة عن مستحقيها .

وفي الجانب الآخر هناك من عصمهم الله – جلّت قدرته – عن رحمته المعنوية لأنه تعالى أراد بهم سوءاً فلا

يستطيع أحد منع السوء عنهم ، والمعاندون من الكافرين والمنافقين أبرز مصاديق هؤلاء .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3164

—————————

التأمل رقم 68

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

نَصِيرًا (17)

عندما نريد الإجابة على السؤال الوارد في الآية الكريمة : ( مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ

أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً ) ، فيكون الجواب بلا نقاش ولا تردد : لا عاصم إلا الله ، وذلك وفقاً لحكمته سبحانه ولطفه

جل ثناؤه .

وهناك أدوات عاصمة متنوعة جعلها الله (العاصم) بمتناول أيدي البشر لتعصمهم بإذنه ، منها : التوبة التي

تعصم الإنسان من السوء المعنوي ، والإصرار على الذنب والعناد اللذان يعصمان الإنسان من الرحمة المعنوية .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3165

—————————

التأمل رقم 69

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

نَصِيرًا (17)

إذا كان الإنسان لا عاصم له من الله ولا ولياً ولا نصيراً من دون الله فعليه أن يكون حكيماً وأن يسعى ليكون

اللهُ له ولياً ونصيراً حتى يكون له عاصماً ، ولكي يكون اللهُ له نصيراً عليه أن يكون لله ناصرٌ ( ولينصرن الله

من ينصره ) فيثبّت قدمه ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ليكون له ولياً ، فأولياء الله معروفون

بنصرتهم لله ولدينه وبالثبات على صراطه المستقيم وهداية الآخرين لهذا الصراط القويم .

والتدرج في نصرة الله يرافقه تدرج في العصمة من الله حتى يكون الناصر لدينه ولياً من أولياء معصوماً بدرجة

تناسب نصرته .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3166

—————————

التأمل رقم 70

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

نَصِيرًا (17)

القاعدة القرآنية التي يجب أن لانخرج عن إطارها تقول : أنه لا عاصم للإنسان إن أراد الله به سوءاً أو أراد به

رحمة ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً ، فإذا رأينا مثلاً إنساناً متنعماً بنعم الله جلّت آلاؤه فهذا يعني أن

الله أراد به رحمة ولم يمنعه ولي أو نصير من ذلك .

أو أن هذه النعمة – باعتبار كل نعمة رحمة – هي نعمة ظاهرية ولكن حقيقتها سوء فلم يمنع ولي أو نصير

هذه النعمة الظاهرية ولا هذا السوء الحقيقي . وكذلك الأمر بالنسبة لمن يمر بسوء ، فقد تكون حقيقته نعمة

فلا يمنع ولي أو نصير هذا السوء الظاهري ولا هذه النعمة الحقيقية .

المهم أن القاعدة القرآنية تكون نافذة على كل الحالات .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3167

—————————

التأمل رقم 71

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

نَصِيرًا (17)

استكمالاً للتأمل السابق الذي تناولنا فيه قاعدة قرآنية مهمة وهي : أنه لا عاصم للإنسان إن أراد الله به سوءاً

أو أراد به رحمة ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً ، فإذا فرضنا أن هناك نصيراً منع إرادة الله بالسوء أو

رحمة لشخص ما فهذا لا يعني أن القاعدة غير صحيحة وإنما يدل على أن هذا النصير ليس من دون الله وإنما

هو سبب هيّأه مسبب الأسباب جل وعلا ، وفي الحقيقة أن الله أراد الرحمة فجعل هذا النصير مانعاً من السوء

او أراد سوءاً فكان النصير مانعاً من الرحمة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3168

—————————

التأمل رقم 72

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

نَصِيرًا (17)

بعد أن عرفنا أنه لا عصمة لمن أراد الله به سوءاً او رحمة ، فهذا يعني أنه لا فائدة من ولاية من أراد الله به سوءاً

او رحمة ولا فائدة من نصرته ، ووفق ذلك ينبغي أن نرتّب منهجنا الديني الاجتماعي ، فنوالي وننصر من كان

على النهج القويم الذي رسمه الأنبياء والمرسلون ومن يمثلونهم في عصرنا ، ولا نوالي ولا ننصر – إن لم نُعادِ –

الكافرين والمنافقين ، لأن موالاتهم ونصرتهم مخالفة لما يريده الله تعالى من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإنها غير

مجدية وغير نافعة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3169

—————————

التأمل رقم 73

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

نَصِيرًا (17)

الكل غير معصوم أمام إرادة الله تعالى ، سواء كانت هذه الإرادة سوءاً أم رحمة ، خيراً أم شراً ، فرداً أم جماعة ،

مواطناً او بلداً ، وبالتالي فلا يظن أحد أن تمكُّن الدول الغربية على رقاب شعوب العالم هو خارج إرادة الله

سبحانه ، ولو أراد بهم سوءاً ظاهرياً فلا عاصم لهم ، ولكن أذاقهم رحمة ظاهرية إما لاستدراجهم او للمكر بهم

ليزدادوا إثماً لأن لهم عذاب مهين ، وبالتالي فهذا في الحقيقة هو سوءٌ وليس رحمة ولم يعصمهم أحد من هذا

السوء الحقيقي ولم يكن لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3170

—————————

التأمل رقم 74

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

نَصِيرًا (17)

يعتبر الموت من مصاديق السوء ومن مصاديق الرحمة في نفس الوقت ، فهو سوءٌ للمنافقين ورحمة للمؤمنين ،

فبالموت تبدأ آثار أعمال الإنسان بالظهور ، فالمؤمن أعماله صالحة وبالتالي آثارها صالحة ، أما المنافق فأعماله

سيئة وآثارها كذلك .

وبالموت يتضح جلياً أنه لا عصمة لمن أراد الله أن يميته حتى وإن كان نبياً مرسلاً ، بل حتى لو كان سيد

الأنبياء والمرسلين وسيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) ، ولا يجد

من وصل أجله الحتمي – أي الموت – ولياً يمنع الموت عنه ولا نصيراً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3171

—————————

التأمل رقم 75

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

نَصِيرًا (17)

إذا أردنا نصرة المؤمنين والمستضعفين وأن نكون أولياء لهم ضد الظالمين والمنافقين فيجب أن لا يكون نصرنا

من دون الله ، بل يجب أن يكون خالصاً لله متوكلين عليه مستعينين به ، وأن لا تهمّنا النتائج الظاهرية وإن

كانت ضرورية ، ولكن الأهم منها أننا أدينا تكليفنا تجاه أولئك المظلومين بغض النظر عن أن عملنا هذا رفع

الظلم بشكل نهائي أم لا ، بل حتى لو لم يُرفَع شيء من هذا الظلم .

هذا لا يعني أن نصرتنا تكون فقط لإسقاط الفرض – رغم أهميته – وإنما علينا أن نضع في حسباننا أنها في

عين الله وأنها ستُثمر ولو بعد حين ، فأداء التكليف الشرعي تجاه المؤمنين أهم من نتائجه ، إلا أن تكون

نتائجه مقدمة لتطوير آليات النصر .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3173

—————————

التأمل رقم 76

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18)

من الضروري معرفة صفات المنافقين كي يربّي المؤمن نفسه بما يمكنه الله تعالى من الابتعاد عن هذه الصفات ،

خاصة وأن أغلب المؤمنين يعتقدون أن صفات المنافقين منحصرة بثلاثة فقط : ( إذا حدّث كذب وإذا وعد

أخلف وإذا أؤتمن خان ) ، بينما يذكر لنا القرآن الكريم كثيراً من هذه الصفات مثلاً : يعوِّقون المؤمنين عن

الجهاد في سبيل الله ، وربما يشمل التعويق كل أعمال البر التي تعرقل مصالحهم وتمسكهم بالدنيا ، ومن

الصفات أيضاً : يميلون الى الدعة ولا يقتربون الى الشدة التي يفرضها الواجب الشرعي إلا في حالات قليلة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3174

—————————

التأمل رقم 77

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

لو جمعنا بين صفتين من صفات المنافقين وهي تعويق الجهاد في سبيل الله ( وغيرها من أعمال البر ) والتعرض

الى البأس والشدة إلا في حالات نادرة فسنخرج بسؤال : كيف يعوقون الجهاد في سبيل الله وهم قليلو التعرض

الى البأس والشدة ؟!

إن ما يسمى حالياً بالقوة الناعمة كإثارة النعرات الطائفية والعرقية والغزو الثقافي والفكري والإعلام والأعمال

الدرامية وغيرها هي من الأساليب التي تجمع بين تعويق الجهاد في سبيل الله رغم قلة تعرضهم للبأس والشدة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3175

—————————

التأمل رقم 78

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

( الأُخُوّة ) مصطلح راقي يكشف عن عمق العلاقة الحميمية بين البشر ، بحيث يوصف بعض الأصدقاء

بالإخوة لعمق علاقتهم ، وهناك شواهد تأريخية حقيقية عن تجسيد هذا المصطلح عملياً .

ورغم أن ما يطفو للسطح هو الجانب الإيجابي من الأُخُوّة – وهذه من نِعِم الله جلّت آلاؤه – حيث يكون

التعاضد لفعل الخير كالأُخُوّة التي زرعها النبي محمد صلى الله عليه وآله بين المسلمين في المدينة المنورة ، ولكن

للأسف هناك ( أُخُوّة ) من النوع الآخر وهي الأُخُوّة السلبية التي تبين عمق العلاقة الحميمية ولكن لفعل

الشر والعياذ بالله .

فلا يكفي أن يكون الآخرون إخوتك ولكن يجب أن تكون أُخُوّتهم لفعل الخير وأن لا تكون لفعل الشر .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3176

—————————

التأمل رقم 79

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إن إتيان البأس والشدة في الحياة بكثرة له عدة فوائد ، منها الابتعاد عن صفة اتصف بها المنافقون ، ومنها أن

حياة النعومة لا تصنع مؤمنين يواجهون مصاعب هذه الدنيا المليئة بالمتاعب والبلاءات ، إضافة الى أن هناك

نظرية أخلاقية تقول : من اختار البلاء (البأس والشدة) بنفسه سيدفع الله عنه البلاء الاضطراري إذا اقتضت

حكمته تعالى .

فمثلاً الصيام المستحب يعتبر بأساً وشدة بدرجة من الدرجات ، فمن تطوع لذلك دفع الله عنه الجوع الذي

يعتبر بلاء اضطرارياً ، او الصدقة تعتبر بأساً فيدفع الله عن المتصدق الفقر الاضطراري بزيادة رزقه ، وهكذا .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3177

—————————

التأمل رقم 80

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ

الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا

(19)

إن الإيمان هو من أفضل مصاديق الخير وأن المؤمن مصدر للخير ، وإن لم يكن المؤمن مصدراً للخير فليُعِد

حساباته ، وليس بالضرورة أن يكون خير المؤمن مادياً كما يفهم غالبيتنا ، كأن يكون مُطعِماً للطعام وما شابه

، وإن كان ذلك أحد مصادر الخير خاصة إذا كان المطعَم – الذي يطعمه المؤمن – مؤمناً أيضاً محتاجاً فقيراً ،

ولكن للخير مصاديق كثيرة وكبيرة ، فالخير المعنوي أهم وأفضل من ذلك الخير المادي ، مثل العلم والهداية

والحب والتراحم والود والكلمة الطيبة وغير ذلك .

لذا فمن الطبيعي أن نرى المنافقين أشحة على المؤمنين وأشحة على الخير لأن المؤمنين والخير منبعهما واحد .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3179

—————————

التأمل رقم 81

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(19)

إن المنافقين تعوّدوا على عدم الإتزان من خلال سلوكهم الاجتماعي غير المتزن ، فتارة يظهرون مودتهم

للكافرين وتارة للمؤمنين ، وهذا بالتأكيد سيجعلهم أشخاصاً غير متزنين ، وعدم الإتزان هذا يجعلهم

مضطربين نفسياً ، بحيث نجدهم مساكين الى درجة توصلهم الى مرتبة قريبة من الموت عند تأثير المؤثرات

الخارجية كالخوف ثم يتحولوا الى سليطي اللسان بمجرد زوال المؤثر عنهم .

هذه الأزمات النفسية تكشف لنا الآثار السلبية للأمراض الروحية كالنفاق ، وتدفعنا لدراسة الجانب الروحي

كأحد العوامل المؤثرة على حياة الإنسان .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3180

—————————

التأمل رقم 82

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا

فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20)

عندما تكون قلوب الآخرين وأرواحهم متعلقة بغيرك فلا ينفع أن تكون أجسادهم معك ، فهؤلاء لن تستفيد

منهم في الدفاع عنك ومساندتك في الشدائد ومؤازرتك في المحن ، فمثل هؤلاء كالمنافقين ، يودون أن يكون

حالهم كالأعراب رغم أن حال الأعراب لا يشد ولا يجذب ومع هذا يفضّلون – أي المنافقون – أن يكونوا

فيهم كي يتخلصوا من الخوف الذي أحاط بهم .

ونستنتج أيضاً أن تعلق الآخرين بالغير ليس بالضرورة أن غيرك أفضل منك ، فالأعراب ليس بأفضل من

المؤمنين حتى يتمنى المنافقون أن يكونوا فيهم ومعهم .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3181

—————————

التأمل رقم 83

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20)

يبدو أن رغبة المنافقين في أن يكونوا في الأعراب لسببين : أحدهما واضح للعيان والآخر خفي بحسب بعض

المعطيات القرآنية ، الواضح هو الابتعاد عن جو المعركة والانتقال الى جو آمن ، وهذا الجو الآمن متوفر في

الأعراب ، والخفي أن ( الأعراب أشد كفراً ونفاقاً ) وبالتالي فهناك ترابط فكري ووحدة عقائدية ، فكلا

الطرفين ينظران الى الإسلام نظرة نفاق وكفر ولا يحملان الإيمان في قلوبهما .

لذا من الطبيعي أن يكون المنافقون توّاقين للخروج من ديار المسلمين ولن يقاتلوا إلا قليلاً بسبب هذين

السببين .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3182

—————————

التأمل رقم 84

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20)

تتحالف القوى السياسية والعسكرية على شكل أحزاب لهزيمة خصومِهِم خاصة إذا كان خصومُهُم أصحاب

قوة يصعب هزمها منفردين ، هذا التحالف وللأسف نراه في الأعم الأغلب في جهة الباطل ، أما جهة الحق

فمن النادر أن نرى فيها مثيلاً له .

وقد يكون من أسباب عدم وجود هذا التحالف او فشله هو وجود منافقين في جانب الحق يضعفونه

وينهزمون عند المواجهة حتى لو اضطروا الى اللجوء الى فئة او بيئة لا قيمة لها على أرض الواقع .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3183

—————————

التأمل رقم 85

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20)

إن رغبة المنافقين بالتخلي عن المؤمنين وتركهم في مواجهة أحزاب المشركين لم تمنع النصر الإلهي من أن يكون

حليف المؤمنين ، ربما لا يكون عدد المنافقين بهذا الحجم الذي يؤثر على تماسك المؤمنين والتفافهم حول

قائدهم صلى الله عليه وآله ، ولكن تحركات المنافقين المعوِّقين لمسير المسلمين يمكن أن تؤثر بالمسلمين من

ضعاف الإيمان ، خاصة وأن ظروف الحرب من الممكن بالحسابات الطبيعية أن تنقلب لصالح المشركين باعتبار

أن هناك تحالف وتآزر لقوى الشرك ، ولكن كانت إرادة الله تعالى هي تحقيق النصر للمسلمين .

لذا علينا أن نتعلم أن قلوب الآخرين إن لم تكن معك فهذا لن يمنع النصر الإلهي إن كنت تستحقه .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3185

—————————

التأمل رقم 86

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20)

الإنسان المنصف الذي يسعى لمعرفة الحقيقة عليه أن يستقي الأنباء والأخبار من قلب الحدث ومن داخل

المعركة لا أن يكون في الشرق ويسمع ما يحصل في الغرب ويصدقه كما يفعل المنافقون ، وقد لا يكون اقتحام

أجواء كل حدث أمراً عملياً ومنطقياً بسبب الظروف المحيطة او قد تكون بسبب الظروف الذاتية والنفسية

للشخص نفسه ، فقد يكون الوصول الى الحدث مكلفاً وقد يعرّض حياته للخطر او أن وصوله للحدث

يجعله يفرّط في واجب آخر ، لذا عليه أن يُتعِب نفسه في معرفة الحقيقة بالتحري المفرط والتحليل العلمي المجرّد

للخبر ليعرف ما وراءه .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3186

—————————

التأمل رقم 87

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20)

يحاول المنافقون الفرار من الموت او القتل والابتعاد عن أي بأس وشدة وعدم القتال إلا في حالات نادرة قد

تكون اضطرارية ، كل ذلك من أجل التمتع بهذه الحياة الدنيا ، ولكن في الواقع أنهم لن يتمتعوا بها إلا شيئاً

قليلاً .

فهناك حقيقة يغفلها المنافقون ، ويغفلها أغلبنا ، أن التمتع لا يكون بالابتعاد عن الشدة والبأس او الفرار من

الموت او القتال القليل ، لأن الدنيا ليست دار تمتع وإنما دار عمل ، والتمتع يكون في الآخرة ، والآخرة لا

تأتي إلا بعد الموت الذي يفرّ منه المنافقون وكثير منا .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3187

—————————

التأمل رقم 88

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)

من صفات المؤمن التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم ليكون مؤمناً وفق المقاسات القرآنية هو أن يجعل رسول الله

صلى الله عليه وآله أسوة وقدوة حسنة له ويضعه نبراساً يهتدي به ، وكل قدوة وأسوة تتضارب مع سيرته

وسلوكه وأخلاقه ونهجه ترمى جانباً ، فلا سياسي ولا شيخ عشيرة ولا مدرس ولا رياضي ولا مطرب ولا أي

شخصية أخرى تستحق أن تكون أسوة حسنة إذا تعارض نهجها مع نهج الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه

وآله ، وهذا يتطلب دراسة سيرته العطرة ولو إجمالاً والتدرب على أسلوب عيشه وكيفية تعامله مع الآخرين

وكيفية موازنتها مع علاقته بربه جل وعلا .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3191

—————————

التأمل رقم 89

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

عندما يأمرنا القرآن الكريم بالتأسي برسول الله صلى الله عليه وآله باعتباره أسوة حسنة تستحق الاقتداء بها

فهذا يدفعنا الى تحليل إساءة الغرب لهذه القدوة الحسنة :

– فإما أن يفتقد الغرب لما يمتلكه هذا الرجل العظيم ، وهذا مستبعد بسبب قوة تأثيره في مليار إنسان رغم أن

ابتعادهم الزمني عنه يبلغ 14 قرناً .

– أو أن المسلمين لم يتأسوا بصورة كافية بسيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ليكونوا أنموذجاً صالحاً

يعكس الأسوة التي تأسوا بها .

– أن المسلمين تأسوا بأسوات وقدوات منحرفة بدل الأسوة الحسنة الحقيقية بحيث أعطوا رسائل سلبية بأن

أسوتهم منحرفة فجاءت الإساءة الغربية .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3192

—————————

التأمل رقم 90

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

هناك بعض الكواشف عن بعض الأمور التي يأمرنا بها القرآن الكريم كي نعرف هل أننا ممتثلون لهذه الأوامر أم

لا ، فمثلاً كيف نعرف أننا ممن يرجو الله واليوم الآخر وممن ذكر الله كثيراً ؟ الجواب : من خلال التأسي

برسول الله صلى الله عليه وآله ، فبمقدار تأسينا به صلوات الله عليه وآله يكون رجاؤنا لله واليوم الآخر وذكر

الله كثيراً وليس من خلال الإدعاءات واللقلقة اللسانية .

فهذا التأسي بهذه الشخصية العظيمة يعلمنا الرجاء الحقيقي ويربينا على التعلق بالآخرة والعمل لها وأن ذكر الله

الكثير لا يكون من خلال اللسان – وإن كان مطلوباً – ولكن التأسي برسول الله صلى الله عليه وآله يجعلنا

نفهم الذكر الحقيقي لله من خلال تجسيده على أرض الواقع .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3193

—————————

التأمل رقم 91

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

علينا الانتباه الى مسألة عملية مهمة ، وهي أن رجاءنا الله واليوم الآخر وذكرنا الكثير لله عز وجل إن لم يؤدِ

بنا الى التأسي برسول الله صلى الله عليه وآله باعتباره أسوة حسنة فهذا يعني أننا لم نصل الى الرجاء والذكر

المطلوبين ، أو أنهما لم يكُنا بمستوى – نوعاً أو كماً – يؤهلنا الى هذا التأسي المبارك .

وفي الوقت نفسه ، فإن لم يؤهلنا تأسينا برسول الله صلى الله عليه وآله الى رجاء الله واليوم الآخر وذكر الله

كثيراً فما فائدة هذا التأسي ؟! إن مثل هذا التأسي منقوص وغير مكتمل ، وربما كان تأسينا لما ترتضيه أنفسنا

لا لما يرتضيه الله سبحانه وتعالى .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3194

—————————

التأمل رقم 92

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

عندما نرى الناس يقلدون شخصيات بحسب خلفياتهم الفكرية والثقافية والاجتماعية والدينية فإن هذا يعني أن

إتخاذ أسوة للإنسان قضية فطرية يميل لها كل إنسان إلا ما ندر ، فالشباب مثلاً بدرجة كبيرة يقلدون شخصية

رياضية او فنية او غير ذلك ، والنساء يقلدن بصورة واسعة الفنانات وما شابه ، وهكذا .

ولأهمية مسألة إتخاذ الأسوة أشار لنا القرآن الكريم أي أسوة يجب أن نتخذها ، وينبّهنا الى الأسوات الأُخَر

التي يتخذها المسلمون والى خطرها إذا كانت تتقاطع مع الأسوة القرآنية ، فمن خلال الأسوة التي يتخذها

الإنسان يمكن أن نعرف كثيراً من سماته الشخصية ، ووفق ذلك يمكن إتخاذ ما يلزم من إصلاح بصددها إن

تطلب الأمر ذلك .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3196

—————————

التأمل رقم 93

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

الأسوة الحسنة مهمة في المجتمع عموماً في كل زمان ومكان ، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله موجوداً

في مكان وزمان محددين فهل يُحرَم من لم يوفق للوجود في ذلك الزمان والمكان من التأسي برسول الله صلى الله

عليه وآله ؟ بالتأكيد لا .

فكل إنسان جسّد جانباً من حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وتخلّق بأخلاقه يمكن أن يكون قدوة وأسوة

لغيره بمقدار ما جسّده ، وبالتالي لنا في الأب والمعلم ورجل الدين وشيخ العشيرة والسياسي والمسؤول ووو

أسوة حسنة بمقدار تجسيدهم للسيرة المحمدية الطاهرة ، وهذا يعني أننا نتأسى بالصفات لا بالأشخاص .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3197

—————————

التأمل رقم 94

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

في مناسبات عدة ذكرنا بأن الرسول – من الناحية اللغوية – هو كل من يحمل رسالة ، او ربما جزء من رسالة

، فالرسول صلى الله عليه وآله يحمل الرسالة كاملة ويبلغها كاملة ، وبإمكان غيره حمل جزء من هذه الرسالة

العظيمة بمقدار استطاعته ويبلغها بمقدار وسعه ليكون رسولاً – بهذا المقدار – لمن يريد تبلغهم .

فمن سعى لحمل جزء من رسالة الإسلام وسعى لتبليغه لهداية الناس لينال الدرجات العلى في الآخرة كان

متأسياً بالرسول صلى الله عليه وآله ، وهو بذلك يحتاج الى ذكر الله كثيراً .

وكما أنه متأسياً يمكن أن يكون أسوة لغيره من الناس ممن حمل الرسالة لهم وتأثروا به وبنهجه وسلوكه .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3198

—————————

التأمل رقم 95

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بحكم الفارق الكبير بين درجة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله ودرجاتنا فقد يكون من الصعب

التأسي به صلوات ربي عليه وآله ، فأبسط مثال على صعوبة التأسي هو أن صلاة الليل واجبة على رسول الله

صلى الله عليه وآله ، فهل يستطيع جميعنا الالتزام بهذا الواجب ؟ بالتأكيد لا ، أما المقامات العليا فلا يمكن

أن نتصور أننا قادرون على التأسي به فيها .

لذا يمكن أن نتأسى بمن تأسى بالرسول صلى الله عليه وآله وأصبح نسخة مصغرة منه ، كأهل بيته الطاهرين

عليهم السلام وأصحابه المنتجبين رضوان الله عليهم ، وقد يكون مقامهم صعب أيضاً على السواد الأعظم منا

، فيكون التأسي بالأولياء والفقهاء المتأسين بهم عسى أن نوفق للتأسي بالرسول الأعظم محمد صلى الله عليه

وآله .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3199

—————————

التأمل رقم 96

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إن رسول الله صلى الله عليه وآله أسوة وقدوة لكل من رأى فيه خصلة يُقتدى بها ، فحتى غير المسلم يمكنه

الاقتداء به لأنه يمتلك من الصفات ما تعبر حدود الدين ، فكل عاقل يمكن أن يتأسى به صلى الله عليه وآله

، ولكن هناك سؤال : رسول الله صلى الله عليه وآله بمن يقتدي ؟

بما أن من يقتدي به هو من المخلوقين فلا وجود للأسوة والقدوة منهم لرسول الله صلى الله عليه وآله ، لذا فلا

أسوة حسنة لرسول الله صلى الله عليه وآله إلا الله تعالى ، وبذلك أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله حلقة

الوصل بين الخالق والمخلوقين ، يتأسى المخلوقون به ويتأسى هو بخالقهم .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3201

—————————

التأمل رقم 97

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

للتأسي بالرسول صلى الله عليه وآله لا بد من معرفة جانب من حياته ، وهذا يتطلب سنوات لتحصيل هذه

المعرفة ، لذا سنقتصر على الجوانب المهمة في هذه الأسطر ، فأهم ما كان يركّز عليه الرسول صلى الله عليه

وآله والذي يجب أن نتأسى به هو اهتمامه بعترته من أهل بيته ، وأبرز هذا الاهتمام هو أنه كان سلماً لمن

سالمهم وحرباً لمن حاربهم ، وعلى المسلمين أن يكونوا كذلك أيضاً ليتأسوا برسولهم صلى الله عليه وآله .

ويمكن تقسيم المسلمين الى ثلاثة أقسام فيما يخص هذا التأسي :

1) قسم حارب أهل بيته ولم يسالموهم ، وهم قلة قد لا يتجوزوا 1% .

2) قسم سالموهم ولم يحاربوهم ، ولكنهم سالموا من لم يسالمهم ولم يحاربوا من حاربهم ، وهم غالبية المسلمين .

3) قسم سالموهم ولم يحاربوهم ، وسالموا من سالمهم وحاربوا من حاربهم ، وقم قلة قد لا يتجوزوا 10% .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3203

—————————

التأمل رقم 98

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

من الجوانب المهمة في حياة الرسول صلى الله عليه وآله للتأسي بها هو التمسك بالثقلين (القرآن والعترة) ، إذ

اهتمّ بهما الى درجة أنه أوصانا بهما لحمايتنا من الضلال ، على أن يكون التمسك بهما سوية ، لأن اللطيف

الخبير أخبر رسولنا البشير صلى الله عليه وآله بأنهما لن يفترقا ، وبالتالي لا بد من التمسك بالقرآن باعتباره

الثقل الأكبر والدستور المحصّن من التحريف ، والتمسك بالعترة باعتبارها ترجمان القرآن وتجسيده .

وللأسف ، فإن فئة قليلة من المسلمين قد لا تتجاوزوا نسبتهم 1% حافظوا على هذا التمسك من دون إهمال

أحد الثقلين ، والباقون إما أن يفرّطوا بالقرآن أو يفرّطوا بالعترة ، وبعض أهمل القرآن والعترة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3204

—————————

التأمل رقم 99

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا

(22)

إن المواجهة العملية مع الأعداء تكشف حقيقة إيمان الشخص ، فبعضٌ – كما في حالة المنافقين – يرتَعِدُ من

مواجهة أحزاب المشركين الذين تآزروا للقضاء على دولة الإسلام والهيئة التي جاؤوا بها حتى فكّر المنافقون

بالهروب من المواجهة ، وبعضٌ يستبشر وكأنه سيُزفُّ الى عروسه ، لأنهم آمنوا وسلّموا بما وعدهم الله ورسوله

صلى الله عليه وآله والتصديق به ، مما أكسبهم زيادة في الإيمان وزيادة في التسليم ، فأثيبوا ثواباً معنوياً مباشرة

، فهؤلاء المؤمنون هم المسلمون حقاً – لا مسلمي الشهادتين – .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3205

—————————

التأمل رقم 100

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(22)

( الله ورسوله ) يعِدان ويصدقان بالوعد ، هنا سؤال يمكن أن يثار ، ما سر معية الرسول صلى الله عليه وآله

مع الله تعالى في الوعد والصدق ؟ ألا يعتبر ذلك شِركاً وفق بعض المباني الفكرية لبعض المسلمين ؟

إذا كان القرآن الكريم – وهو دستور المسلمين – يضع الرسول صلى الله عليه وآله مع الله تعالى في بعض

الأفعال فهذا يجعلنا أن نفهم الشرك بصورة مختلفة عن ما يفهمه بعض المسلمين ، فهذه المعية لا تعني أن ( الله

ورسوله ) متشاركان في الوعد والصدق ، لأن ذلك يعدُّ شركاً ، وفي الوقت نفسه لا نرفض أي معية لرسول

صلى الله عليه وآله مع الله تعالى ، لأن لهذه المعية عدة معاني يمكن أن نتطرق لها إن وفقنا الله لذلك .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3206

—————————

التأمل رقم 101

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(22)

إن صدق الوعد لا يبعد المرء عن النفاق فقط – باعتبار إخلاف الوعد من علامات المنافق – بل هو تخلّقٌ

بأخلاق الله سبحانه وتعالى كما أُمِرنا بذلك ، وتخلّقٌ بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكفى بذلك

فخراً وأسوة وهدفاً .

كما إن صدق الوعد يعزز الثقة بين القاعدة والقيادة حتى لو كان الوعد بقضايا سلبية كالحرب وبتكالب

الأحزاب المشركة ، لأن ذلك يجعل الموعودين في أعلى درجات الحيطة والحذر ، وبسبب صدق الوعد زاد الله

الموعودين المؤمنين بالواعدَين ( الله ورسوله ) إيماناً وتسليماً ، فكم هي بركات عظيمة لهذا الخلق العظيم .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3207

—————————

التأمل رقم 102

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(22)

إن المؤمنين المصدِّقين بوعد الله ورسوله صلى الله عليه وآله واجهوا أحزاب الكافرين بإيمان وتسليم ، فشكروا

الله شكراً عملياً فزادهم الله تعالى على شكرهم ( لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) ، فجاءت الزيادة من سنخ وجنس

النعمة فزادهم الله إيماناً وتسليماً ، فشكرهم لم يكن لسانياً على الإيمان والتسليم الذين ينعمون به بل ترجموه

وجسدوه عملياً على أرض الواقع .

وهذا درس لنا ينبغي التعلم منه ، وهو أن نترجم الشكر على شكل أفعال ليزيدنا الله من نعمه ، فلو أننا

نشكر كل نعمة ينعمها الله علينا بشكر عملي لا لساني لفتح الله علينا بالنصر والزيادة كما فتح على الذين

من قبلنا مع الأحزاب .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3208

—————————

التأمل رقم 103

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(22)

كما هو مُسلَّم به ومعروف لدى الجميع أن مستوى التصديق بوعد الله ورسوله صلى الله عليه وآله يختلف من

مسلم الى آخر وذلك اعتماداً على المخزون الإيماني لكل فرد مسلم ، وبالتالي من المتوقع أن تكون الزيادة في

الإيمان والتسليم لذلك الوعد مختلفة أيضاً ومتباينة .

وهذا ما ثبت عملياً على أرض الواقع ، عندما برز الإيمان كُلُه ( المتمثل بعلي عليه السلام ) الى الشرك كله (

المتمثل بعمرو بن ود العامري ) ، فلا شك في أن المخزون الإيماني لعلي عليه السلام عالٍ جداً وبالتالي

فتصديقه بوعد الله ورسوله صلى الله عليه وآله كبير جداً ، فجاءت زيادة في إيمانه وتسليمه بشكل كبير جداً

حتى صار يمثل الإيمان كله .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3209

—————————

التأمل رقم 104

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(22)

لو فرضنا أن الله ورسوله صلى الله عليه وآله وعدانا بوعدٍ ولكننا لم نر أثر الوعد على أرض الواقع كما رآه

المؤمنون يوم الأحزاب ، فهل سنصدّق بهذا الوعد كما صدّقوا ؟

نظرياً … فالجميع سيقول نعم ، ولكن عملياً لا وجود للتصديق في كثير من جوانب حياتنا ، بدليل أن الله

ورسوله صلى الله عليه وآله وعدانا بالجنة إذا التزمنا بالواجبات الشرعية وبالنار إذا خالفناها ، وبما أننا لم نر

الجنة ولا النار فإننا لا نصدّق بوعدهما – نستجير بالله تعالى – فلا نلتزم بأوامرهما !

وهذا يجرّنا الى نتيجة أخرى ، وهي أننا إذا لم نر تحقيق الوعد الإلهي المبلَّغ عن طريق رسوله صلى الله عليه وآله

فهذا لا يعني أن الوعد لم يتحقق وإنما يدل على أننا ما زلنا مقصرين لنوفق لرؤية هذا التحقق .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3210

—————————

التأمل رقم 105

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(22)

إن المؤمنين كما هو معروف يختلفون بدرجة إيمانهم ، وهذا الاختلاف يجعل بعضاً منهم لا يصدّق بما وَعَدَ الله

تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله إلا إذا رآى آثار الوعد رأي العين ، أي آثار محسوسة وملموسة ، وهذا حال

أغلبنا ، والبعض الآخر لا يحتاج الى رؤية بالعين للتصديق بالوعد ، فلا وجود للأغطية والحُجُب التي تغطي

القلب وتحجبه ، فتكفي الآثار الغيبية للوعد الصادق التى يراها بقلبه حتى وإن لم ير أثره المحسوس بالعين .

لذا لا نستغرب عندما يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام ( لو كُشِفَ ليَ الغطاءُ ما ازددت يقيناً ) ، لأن

رؤيته يقينية ، فيصدّق بالوعد الإلهي – وكل الأوامر والنواهي السماوية – من دون الحاجة الى أثر عملي ،

وهذا بفضل التربية النبوية واستعداده النفسي لها .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3211

—————————

التأمل رقم 106

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(22)

الإيمان والتسليم عاملان أساسيان في الوصول الى درجة التصديق بوعد الله تعالى ووعد رسوله صلى الله عليه

وآله ، فمن الصعب – إن لم يكن من المستحيل – أن يكون التصديق بوعد إن لم يكن هناك إيمانٌ (على

الأقل) بأن الواعد او المتوعّد صادقٌ في وعده ، ولكن الإيمان لا يكفي لوحده في التصديق بالوعد الإلهي ،

لأن بعض الوعود تحتاج الى درجة عالية من الإيمان بصدق الواعد او المتوعّد كوعد الله تعالى ورسوله صلى الله

عليه وآله للمسملين عند تجمع الأحزاب المشركة ، فمثل هذه الوعود تتطلب تسليماً – وهي مرتبة عالية من

الإيمان – بما يعِدُ (الله ورسوله) ليصدّقوا بوعدهما ، وعليه من لا يصدّق بوعد الله ورسوله فهو بلا تسليم

بالتأكيد وقد يكون بلا إيمان أيضاً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3213

—————————

التأمل رقم 107

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(22)

من الضروري استثمار الصفات المعنوية – كالإيمان والتسليم – في الحياة العملية لأن ذلك سيساعد في

مضاعفة وترسيخ هذه الصفات في نفس الإنسان ، فإذا استثمرنا مضاعفة وترسيخ هذه الصفات في حياتنا

فستكون النتائج أفضل ، وإذا استمر هذا الاستثمار فسنتقدم معنوياً بشكل هائل لأننا نتعامل مع رب كريم

يُزيد نعمه على كل مَن تقدّم إليه تعالى ، لأنه سبحانه وَعَدَنا ( من تقدّم إلي ذراعاً تقدمت منه باعاً ) وهو

صادق في وعده جل وعلا ، ووعدنا بأن يُزيد من يشكره ، فليكن استثمارنا لهذه الصفات المعنوية بنية الشكر

له تعالى على تفضله علينا بأن منّ علينا بهذه الصفات .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3214

—————————

التأمل رقم 108

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(22)

اتفقنا أن الإيمان والمؤمنين درجات ، ودرجة التصديق والتسليم لا ينالها إلا أصحاب الدرجات الإيمانية العليا ،

فيمكن أن يتخذ كل واحد منا مؤشرا لمعرفة مستوى إيمانه، هذا المؤشر هو امتلاكه لصفتي (التصديق

والتسليم)، وعليه فمن كان يمتلك هاتين الخصلتين فيصدّق بوعد الله ويسلّم لنتائج هذا الوعد فهنيئاً له هذه

المرتبة العالية وجعلنا الله معه إنه سميع مجيب .

وربما يعترض البعض على تقسيم المؤمنين الى درجات ، ولتوضيح ذلك التقسيم نسرد المثال الآتي :

عندما يقول قائل : ( حيا الله العمال المخلصين ) فهذا لا يعني بالضرورة أن القائل اعتبر كل العمال مخلصين

فحيّاهم ، وإنما ألقى التحية على العمال المخلصين فقط ، ولم يشمل العمال غير المخلصين .

فليس كل المؤمنين عندما رأوا الأحزاب صدّقوا بوعد الله ورسوله صلى الله عليه وآله ، فهناك مؤمنون لم يصدّقوا

بالوعد الإلهي لأنهم لم يصِلوا الى هذه المرتبة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3216

—————————

التأمل رقم 109

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)

الصدق بالعهد مقابل الصدق بالوعد من قبل الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله ، هذا ما بلغه المؤمنون

الخُلَّص وتميّزوا به عن باقي المؤمنين ، ومرتبة المؤمن الصادق بالعهد عموماً هي مرتبة عالية ، إلا أن لها درجات

أيضاً ، فدرجاتها تعتمد على العهد الذي صدقوا به ، فإن كان هذا العهد هو عهد مع باقي المخلوقين فله

درجة ، وإن كان عهداً ألزم العبد نفسه به مع ربه له درجة ، وإن كان عهداً يمثل العلاقة بين الخالق ومخلوقاته

فهو أعلى مراتب العهود والصدق به أعلى مراتب الصدق .

وإذا راجعنا موارد العهد في القرآن فسنرى معاني عديدة للصدق بالعهد ، يعرف المؤمن من خلالها مقامه

الإيماني .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3218

—————————

التأمل رقم 110

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

من العهود التي ألزم الإنسان المسلم بها نفسه هي الشهادتان ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ،

فعندما يتشهد المسلم هاتين الشهادتين فقد أقرّ بأن تكون حياته الدنيوية والأخروية لا تتقاطع مع التوحيد ولا

مع الشريعة الإسلامية ، وكلما توافقت حياته مع هاتين النقطتين المستنبطتين من الشهادتين كلما صدق في

عهده مع الله تعالى ، والعكس بالتأكيد بالعكس .

ولو أخذنا نظرة سريعة على المؤمنين فسنجد القليل منهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه من خلال مطابقة حياتهم

للشهادتين ، وإلا فأغلبهم لا يصدق في عهده الذي عاهد الله عليه بنطقه الشهادتين .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3219

—————————

التأمل رقم 111

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إن المسلم الذي يكتفي بالشهادتين لا نتوقع منه أن يعاهد الله تعالى على شيء ، لأن من يعاهد الله تعالى

سيلزم نفسه أمام خالقه بالتزامات معينة ، وهذا لا يصدر إلا من شخص مؤمن ارتقى عن الحد الأدنى من

صفات المسلمين ( وهي الشهادتان ) .

وقد يعاهد الإنسان المؤمن ربه بعهد لساني فيلتزم به ، وهذا مستوى معين من مستويات الإيمان ، لكنه لا

يلتزم بالعهود الخفية – او غير المباشرة – التي قطعها على نفسه كالشهادتين ، فمن التزم بهذا النوع الخفي من

العهود فهذا يعني أنه بلغ مستوى أعلى من الإيمان ، فإذا صدق بكل ما عاهد الله عليه فقد بلغ مقاماً عالياً

هو الأعلى من بين المؤمنين .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3220

—————————

التأمل رقم 112

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بينّا أن الصدق بالعهد مع الله جل شأنه يتناسب مع مستوى الإيمان ، وكلما كان العهد مع الله دقيقاً – وهو

كذلك – كان الصدق به صعباً ويتطلب مستوى إيمانياً خاصاً ، إذ ليس من السهل أن يلتزم الإنسان المسلم

عملياً بالشهادتين ولا يخالفهما بشكل قطعي ، لأننا إذا أردنا أن نحلل الشهادتين بشكل دقيق فإنها تعني أن

المسلم لا يطيع إلا الله تعالى ويسير وفق الشريعة من دون أي انحراف ، فلا يطيع نفسه الأمارة بالسوء بالدرجة

الأساس لأنها أعدى أعداء الإنسان ، أي أنه لا يعصي الله سبحانه ، وهذا يعني أنه معصوم كي يعطي

الشهادتين حقها الدقيق والصحيح .

من ذلك نستنتج أن أدق مصاديق المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه هم المعصومون ، وانطبقت

بشكل كبير على الحسين بن علي عليهما السلام خاصة وأنه كان ينتظر بعد ما قضى نحب أصحابه وأهل

بيته ولم يبدّل تبديلاً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3221

—————————

التأمل رقم 113

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

لو استطلعنا الآيات القرآنية الخاصة بالعهد لاستنتجنا عدة أمور ، مثلاً الآية ( وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ

وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ) تبين العلاقة العكسية بين العهد – فضلاً عن الصدق به – وبين الفسق ، فمن

صدق ما عاهد اللهَ عليه لا يكون فاسقاً .

او الآية ( كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ ) ، والمشرك درجات كما نعلم ، يتدرج من

العاصي الى أعلى أشكال الشرك وهو المشرك بالله ، ولكل درجة من الشرك درجة من نقض العهد ، وبالنتيجة

كل مشرك وبأي درجة من درجات شِركِه لا عهد له عند الله سبحانه ، فلا يُنقَض العهد بشكل نهائي إلا من

تخلّص من كل مراتب الشرك ومنها المعصية .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3222

—————————

التأمل رقم 114

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

لو فهمنا صدق العهد بأنه الوفاء بالعهد ، وربما هو أعلى مراتب الوفاء بالعهد ، فسنستنتج بأن من صدَق ما

عاهدَ اللهَ عليه هو من أوفى بعهده مع الله سبحانه وتعالى ( وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ) خاصة إذا راعى

الصدق الدقيق بالعهد كمن التزم بتطبيق الشهادتين عملياً بدون أي انحراف عنها – وكما بيّنّا سابقاً – لأن

التزامه بهذا العهد والصدق به – فضلاً عن الوفاء به – نابعٌ من الرهبة التي يعيشها في ذاته تجاه ربه وخالقه

وملكه وفق القاعدة القرآنية ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) التي تؤكد أن الله تعالى سيجازي

من يوفي بعهده بالوفاء ، وبالتأكيد سيُجازى من صَدَق بعهده مع الله بالصدق .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3223

—————————

التأمل رقم 115

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

تنطبق الآية الكريمة في الأعم الأغلب على المجاهدين في سبيل الله ، باعتبار توجههم نحو المعركة هو دليل على

صدق عهدهم مع الله خالقهم ، وأنهم ينتظرون دورهم من دون تبديل او تراجع عن المواقف رغم أن من

أمامهم يستشهد ويقضى نحبه .

ولكن هذا لا يعني أن المصداق الوحيد للآية هو المجاهدون في سبيل الله ، لأن العهد مع الله يتضمن كل

التكاليف الشرعية ، ومن هذه التكاليف ما هو أعظم من الجهاد العسكري مثل الأمر بالمعروف والنهي عن

المنكر الذي يستند بشكل كبير على الجهاد الأكبر جهاد النفس .

فبجهاد النفس يمكن أن يصدق المؤمن بعهده مع الله خالقه وبارئه وهو ينتظر لقاءه جل جلاله ثابتاً لا يتبدل

عن دينه .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3224

—————————

التأمل رقم 116

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

هناك حديث نبوي شريف شهير يقول ( أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج ) ، فالمنتظِر للفرج يقوم بأفضل

الأعمال من أمة محمد صلى الله عليه وآله ، ولكن كيف يكون الانتظار ؟ هل بالجلوس في البيت وترك الأمور

الشخصية والاجتماعية سائبة ؟ بالتأكيد لا .

فالمنتظِر مؤمنٌ صادقُ العهد مع الله جل شأنه ، ورأينا في التأملات السابقة كم يحتاج الإنسان الى جهد

وجهاد للوصول الى هذه المقامات ، وأن يكون جهاده دافعاً له ليقتحم بيئته فيغيِّر ولا يُغيَّر ، ثابت القدم على

دينه لا تتبدل مبادئه تبديلاً حتى ينقضي نحبه أسوة بالمنتظرين من قبله .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3225

—————————

التأمل رقم 117

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

هناك نوعان من العهود ، عهدٌ من الله جل جلاله الى العبد وعهدٌ من العبد الى الله ، فالعهد الذي من الله

يمثل التشريعات والأحكام الإلهية ، والعهد الذي من العبد يمثل الطاعة والانقياد لتلك التشريعات والأحكام ،

فالعهد الإلهي لا ينالُ الظالمين ممن ظلموا أنفسهم بالمعاصي او ظلموا غيرهم بغصبهم حقوقهم ، ( وإذ ابتلى

ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) ،

فعندما لا يكون العبدُ من أولئك الظالمين بالتزامه الشديد والدقيق بالأحكام الإلهية والطاعة الكاملة لله عز

وجل يكون صادقاً في عهده مع الله ومؤهلاً لحمل رسالة السماء وسفيراً بين الخالق والمخلوقين .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3226

—————————

التأمل رقم 118

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إن استخدام طريقة العرب في إيصال فكرة معينة لا بد منه ما دامت الحكمة الإلهية اقتضت اختيار اللغة

العربية كأداة لإيصال الرسالة السماوية واختيار العرب كبيئة لاحتضان الإسلام باعتبارهم ولغتهم أفضل وسيلة

للتعبير عن مكنوزات الشريعة المقدسة، وهذا لا يعني أنها وسيلة نقية من الأخطاء ، فإذا كان هناك خلل

فيكون في اللغة وفي العرب وليس في القرآن او الإسلام .

فليس الرجال فقط هم الذين بإمكانهم الصدق فيما عاهدوا الله عليه ، وإنما يمكن للنساء كذلك بدليل وجود

آيات تبين أن الذكر والأنثى متساويان في فرصة الحصول على الثواب كالآية ( من عمل صالحاً من ذكرٍ أو

أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )، ولا شك أن فاطمة الزهراء

عليها السلام ربيبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أوضح مصداق للنساء اللاتي صدقن ما عاهدن الله

عليه ولم يبدلن تبديلاً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3227

—————————

التأمل رقم 119

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إن المؤمنين من الرجال إذا ما قارنّاهم بالمؤمنات من النساء سنرى هناك تميزاً واضحاً للرجال على النساء كماً

ونوعاً ، فمئات الآلاف من الأنبياء والمرسلين والأوصياء والأولياء الذين بلغوا مراتب الكمال العليا هم أفضل

الخلق بلا شك ، ولا يوجد بهذا العدد والنوعية من النساء ، وحتى النساء البارزات نجد فوقهن رجلاً حجة

عليهنّ لأفضليته عليهنّ .

ولا نريد إقحام أنفسنا في تفسير آيات القرآن الكريم ، ولكن وجهة نظر يمكن أن تُقبَل أو تُرفَض ، فعندما

تذكر الآية (الرجال) دون النساء فلكون السواد الأعظم من الكُمَّل من خلق الله هم من الرجال ، وهذا يجرّنا

الى نتيجة عرضية أن مصاديق الآية محل البحث هم خُلّص المؤمنين وليس عوامهم .

وما تقدم ليس لتمييز الرجال على النساء وإنما الإرادة الإلهية اقتضت أن يكون الرجال قوّامين على النساء بما

فضّلهم عليهنّ .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3228

—————————

التأمل رقم 120

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

كثير منا يفهم الصدق على أنه صدق اللسان فقط ، وهذا وإن كان صحيحاً وهو أمر حسن بلا أدنى شك ،

ولكنه مرتبة بسيطة من مراتب الصدق ، ومن الضروري معرفة باقي مراتب الصدق لنفهم هذه المفردة العظيمة

عند مصادفتها في القرآن الكريم او الروايات الشريفة .

وعلى سبيل المثال لا الحصر الصدق في العهد مع الله جل شأنه ، فهذا الصدق يفوق مرتبة الصدق في

اللسان بمراتب كثيرة ، لأن الصدق في العهد صدق قلبي وجداني يصله المؤمن بعد تخطي العديد من مراتب

الصدق الأخرى التي كان أولها الصدق في اللسان .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3230

—————————

التأمل رقم 121

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

لو أردنا أن نتناول جميع الآيات التي تحدثت عن العهد بشكله العام لطال بنا المقام ، ولكن لا بد من الوقوف

عند الآيات المهمة في حياة المسلم عموماً والمؤمن بشكل خاص ، فمثلاً علاقة العهد بالشفاعة وفق الآية

الكريمة (لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا) ، فيملك الشفاعة من يتخذ عهداً عند الرحمن

ويصدق في عهده مع الله الرحمن الرحيم .

ففي كلا الآيتين العهد صعودياً – من العبد الى ربه – بمعنى أن العبد بادر بالعهد وصدق به ليناله عهدُ اللهِ

الذي لا ينال الظالمين ( قال لا ينال عهدي الظالمين ) لتظهر آثاره على شكل شفاعة وصلاحيات كرامةً له

لصدق عهده مع الله الذي بيده الشفاعة جميعاً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3231

—————————

التأمل رقم 122

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24)

في العادة أن يقابل الكاذبون الصادقين والمؤمنون يقابل المنافقين ، وقد يكون تقابل الصادقين مع المنافقين أمر

غير مألوف ، ولكن عندما نتذكر أن من علامات المنافق (إذا حدّث كذب) ، أي أن المنافق كذّاب ، فيكون

عندها تقابل الصادقين مع المنافقين مقبولاً .

ويمكن قبول تقابل الصادقين مع المنافقين من جهة أخرى ، فلا شك أن الصدق من أبرز علامات المؤمن ، إذ

بيّن النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله أن الإيمان والكذب لا يلتقيان ، أي أن الكذّاب غير مؤمن ، وكما

تبين في أعلاه أن المنافق كذّاب فتكون النتيجة أن المنافق غير مؤمن على الأقل من هذه الجهة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3232

—————————

التأمل رقم 123

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

يمكن بيان أن الصدق يقابل النفاق من جهة أخرى ، فعندما نستعرض مواقف المنافقين والصادقين نجد أن من

أفعال المنافقين هو عدم الصدق في عهدهم مع الله تعالى ، إذ عاهدوا الله بأن لا يولون الأدبار عند الجهاد في

سبيل الله ولا الفرار لكنهم فرّوا وأضعفوا المسلمين .

بينما نجد الصادقين قد صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وبدل الفرار فإنهم واجهوا الموت حتى قضى نحبُ بعض

منهم ، والبعض الآخر ينتظر دوره وما بدلوا تبديلاً .

ويمكن أن نستخلص نتيجة وهي أنك تكون صادقاً بترك النفاق بكل أشكاله وتكون منافقاً بترك الصدق

بكل أشكاله .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3233

—————————

التأمل رقم 124

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

رغم أن مصير المنافقين هو الأسوأ من بين بني البشر يوم القيامة ، إذ أنهم ( في الدرك الأسفل من النار ) ، إلا

أن هذا لا يعني أنهم محرومون من شمولهم بالمغفرة والرحمة الإلهية ، فما العمل الذي يجب الإتيان به ليتوب الله

عليهم ؟

بالتأكيد هي التوبة ، فالله جلت قدرته يتوب على من يتوب إليه ، حتى وإن كان منافقاً ، فالمنافق في الدرك

الأسفل من النار إذا بقي على نفاقه من دون توبة الى موته ، أما إذا تاب توبة نصوحاً فسيتوب الله عليه .

وهذا يكشف حجم الرحمة الإلهية التي وسعت كل شيء حتى المنافق الذي جاء بعمل سيء الى درجة أنه

يوصله الى المصير الأسوأ يوم القيامة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3235

—————————

التأمل رقم 125

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إن الله تعالى جلّت قدرته يمكنه أن يعذّب أي شخص أو يتوب عليه وليس فقط المنافقين ، فإن حاسبه بعدله

فسيعذبه ولو كان عمله يزن جبالاً ، لأن العمل لا يصمد أمام النِعِم التي أنعمها الله تعالى على العبد ، وإن

حاسبه برحمته يتوب عليه ولو كانت سيئاته تزن جبالاً ، فالعبد لا يدخل الجنة بعمله وإنما برحمة الله جل

جلاله ، ولا يدخل النار إلا بعدل الله سبحانه وتعالى .

لذا فليكن أملنا من وراء أعمالنا هو أن يعاملنا الله تعالى برحمته ولطفه يوم القيامة لا بعدله ، وأن لا يكون

أملنا هو الجنة باعتبارها ثمناً لأعمالنا ، فنعم الثواب لأعمالنا الحسنة هو أن يختار الله تعالى حسابنا برحمته

ليتوب علينا لا بعدله فيعذبنا نستجير بالله .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3237

—————————

التأمل رقم 126

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

وفق قاعدة ( يتوب الله على من يتوب إليه ) فإن الله التواب الرحيم سيتوب على المنافقين إذا تابوا ، والتوبة

الحقيقية لا تَقِف عند اللسان والعودة الى الله ، وإنما ينبغي أن تكون تصحيحية لما قام به الفرد ، فمن سرق

مالاً وأراد أن يتوب فلا بد أن يعيد ما سرقه الى صاحبه ويطلب منه براءة الذمة ، ومن اغتاب شخصاً وأراد

التوبة فعليه أن يطلب البراءة ممن اغتابه ، ومن أضل إنساناً – فضلاً عن أمة – فعليه عند توبته أن يسعى

مقدار جهده الى هداية من أضلهم ، كذلك المنافق عند توبته فلا بد أن يصلح ما أفسده بسبب نفاقه .

فالطريق الى التوبة مفتوح ولكنه سهلاً على من كان ذنبه سهلاً وصعباً على من كان ذنبه صعباً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3238

—————————

التأمل رقم 127

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25)

عندما يردّ الله تعالى الكافرين ويمنعهم من نيل أي شكل من أشكال الخير وكفى في الوقت نفسه المؤمنين القتال

فذلك لأن القتال شرٌ في الأساس ، فالله جلت قدرته لا يكفي المؤمنين شيئاً وهو خير لهم إلا أن يكون الخيار

الوحيد الذي تُدفَع به الفتن ويُرفَع به الدين فيكتبه الله ويوجبه على المؤمنين من عباده ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ

وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ) ، ولو كان خيراً لما كرهه المؤمنون .

ومن مساوئ القتال التي تجعله مكروهاً عند المؤمنين أنه لا يؤدي الى نشر الدين وتجذِّره في قلوب الأقوام غير

المؤمنة كما لو انتشر بالطرق والوسائل اللطيفة والناعمة التي تؤدي الى الغرض نفسه في هداية البشرية وإقامة

الحق .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3240

—————————

التأمل رقم 128

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إن من يقرأ تأريخ الإسلام السليم لا يجد الخيار الأول هو القتال وحمل السيف ، ولكنه يكون كذلك عندما

تنقطع السُبُل ولا يكون الحل إلا بالسيف إما دفاعاً عن النفس او أن هناك فتنة لا تُحل إلا بالسيف ، بل إن

العنف عموماً يؤخر ما دامت الوسيلة البديلة الأقل عنفاً يمكن أن تؤدي الغرض كما في مراتب الأمر بالمعروف

والنهي عن المنكر .

وهذا يعني أن من لا يقاتل ليس بالضرورة أن يكون متخاذلاً أو جباناً أو ضعيف الإيمان ، فقد يكون

بالعكس ، فقد يكون الله تعالى قد كفاهم القتال لأنهم التزموا بتكليفهم .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3241

—————————

التأمل رقم 129

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

قد يُشكل أحد طلاب الحقيقة ويقول : إن المسلمين ابتدأوا بالقتال ولم يتقيدوا بأن تكون الحرب دفاعاً عن

النفس او لدرء الفتنة ولم يكفهم الله القتال ، سواء كان ذلك بين المسلمين أنفسهم أم مع غير المسلمين .

وهذا صحيح ، ولكن علينا التمييز بين الإسلام والمسلمين ، فليس كل المسلمين مطبقين لشريعة الإسلام ،

وما يقوم به المسلمون إنما يمثلون أنفسهم ولا يعني ذلك بالضرورة أن دينهم قد أمر بذلك ، كما أن اليهودي

والمسيحي عندما يقومون بشرب الخمر او الزنا او السرقة او القتل او الإبادة الجماعية او الفتنة بين الشعوب او

غيرها من المنكرات ، فلا يكن لأحد أن يتهم دينهم بأنه أمر بذلك إلا أن يكون الدين المحرّف .

إضافة الى ذلك ، فإن ما يرتكبه المسلمون من تصرفات سيئة خصوصاً على مستوى القتال دليل على عدم

إتباعهم لقيادة إلهية تمثل الخط النبوي ، ورغم وجود هذه القيادة على مر العصور إلا أن المسلمين قليلاً ما

يتبعونها .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3242

—————————

التأمل رقم 130

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إن القتال مهما كان ذا آثار سلبية فأهمُّ أمر هو عدم نيل العدو خيراً من تلك الحرب ، وعدم نيل الخير هو

دليل بشكل من الأشكال على كفاية الله القوي العزيز للمؤمنين من شر هذا القتال .

وللخير مصاديق عديدة منها دنيوية وأخرى أخروية ، وبالتأكيد الأخروية أفضل من الدنيوية ، فالمال والسلطة

وما شابه رغم أهميتهما ويمكن اعتبارهما خيراً إن كانا وسيلة لا غاية إلا أنهما ينتهيان مع انتهاء الدنيا الزائلة ،

أما الأخروية كالدين والهداية والصلاح والأخلاق وحب الخير والعبادة وغيرها ، فإن لم ينَل العدو من هذه

العناوين فيمكن اعتبار ذلك فضلاً من الله بأن كفانا القتال .

فنستنتج أن القتال لا يكون إلا للحفاظ على الخير ، أما إن لم يكن من أجل الخير فلا خير فيه .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3243

—————————

التأمل رقم 131

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إن الغيظ من الأسباب المثيرة للحروب والقتال ، وعليه فالشعارات الإعلامية الفارغة لا تنتج سلاماً يعمّ كل

العالم وإنما يعمّ بالقضاء على الغيظ الذي يسببه الفهم الخاطئ للخير ، إذ يفهم الغائظون أن السيطرة على

الآخرين بالتنافس على حطام الدنيا وأخذ ثرواتهم وإخضاعهم هو من مصاديق الخير ! مع إنه من أوضح

مصاديق الشر .

وإن الغيظ بصورة عامة يجر الى العنف ، وقد يتطور العنف الى القتال خاصة إذا تم تغذيته بالشحن الإعلامي

المغرض الذي يعجّ بالغيبة والنميمة ويؤجج الفتن ويشوّه الحقائق ويقلب المنكر معروفاً والمعروف منكراً الذي

يملأ وسائل التواصل الاجتماعي فضلاً عن الفضائيات وباقي الوسائط الإعلامية .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3244

—————————

التأمل رقم 132

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

يبدو أن الغيظ لم يكن سبب القتال في صدر الإسلام فقط ، فمن أسباب إلتقاء الجمعين ( جمع بني إسرائيل

وجمع فرعون ) أن فرعون كان غائظاً من موسى عليه السلام وقومه من بني إسرائيل ( فَأَرْسَلَ فِرْعَونُ فِى

الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ* إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ* وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَآئِظُونَ ) .

فلا بد لنا أن نستفيد من بعض الوقائع التأريخية لمعرفة أسباب الحروب والقتال التي تحدث بين الشعوب والأمم

كي نعمل على تجنّبها ، ولو درسنا سبب غيظ فرعون وغيظ المشركين لوجدنا عدة أسباب منها حب الدنيا

والخوف عليها ، ويشمل حب الدنيا : حب السلطة والرئاسة والزعامة ( حتى الزعامة الدينية أحياناً تكون

مشمولة ) وحب المال والشهوات وغيرها .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3245

—————————

التأمل رقم 133

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إذا كان الغيظ يؤدي بالناس الى معارك وقتال وقد يتطلب الأمر الى تدخل غيبي لكفاية المؤمنين من شر آثار

ذلك الغيظ ، فمن باب أولى يمكت للغيظ أن يؤدي بالناس الى ما هو أقل من الاقتتال وهو العنف ، فالعنف

قد يكون لفظياً او جسدياً او ما شابه ، وهذا العنف هو الذي يسبب تفريق الجماعات وتفكيك الأسر

وافتراق الأصدقاء ، وقد يوصل هذا العنف الناس الى الحروب والاقتتال لا سمح الله .

وربما ما يميز العنف ويعطيه ميزة سلبية أنه يقع حتى بين المؤمنين ، وبالتالي يؤدي الى إضعاف شوكتهم وفقد

هيبتهم وحتى إيمانهم ، وبلا شك فإن مثير الغيظ المسبب للعنف وتبعاته هو الوسواس الخناس من الجنة والناس

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3246

—————————

التأمل رقم 134

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

نحن مأمورون بالتخلق بأخلاق الله تعالى لما لها أثر في حياتنا الدنيوية والأخروية وأثر آخر على مجتمعنا ، فعلى

المؤمن أن يكون قوياً عزيزاً ، فقد يكون غير المؤمن قوياً لكن لا يمكن أن يكون عزيزاً ، فالعزة لله ولرسوله

وللمؤمنين ، فغير المؤمن مهانٌ ذليل بإتباعه غير الحق واستسلامه لنفسه الأمارة بالسوء التي تجعله أسيراً ضعيفاً

للأقوياء لتلبية حاجات تلك النفس الذليلة .

ويمكن تقسيم مستويات المؤمن بحسب عزته وأثرها على حياته وحياة غيره ، فالمؤمن يكون عزيزاً في أمور وذليلاً

في أمور أخرى ، والصالح هو من لا يكون ذليلاً لنفسه وشهواتها ، والمصلح من كانت عزته تدفعه ليكون

الآخرون أعزاء أقوياء ، وأفضل المصلحين هم من فاضت عزتهم على غيرهم في زمانهم وغير زمانهم كالأنبياء

والأوصياء .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3247

—————————

التأمل رقم 135

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

القوة مهمة عند مواجهة الآخرين ، ولكن لوحدها ليست ذات أهمية ، فكثير من الحيوانات قوية فهل نصبح

مثلها ؟! المهم أن تكون مع القوةِ عزّة ٌتقوّمها وتهذّبها وترشدّها وتقنّنها .

وقد لا يكون من المهم أيضاً أن يكون المؤمن أقوى من الآخرين بقدر ما يكون أعزّ منهم ، فعلى المؤمن أن

يكون قوياً ( فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ) بمقدار جهده واستطاعته ، ولكن حركية القوة يجب أن

تضبطها العزة ، فما دام الإنسان المؤمن ومجتمعه عزيزاً فلا داعي لتحريك القوة ، والعكس بالعكس .

وقوة المؤمن يجب أن تشمل كل أشكال القوة ، المادية منها والمعنوية ، الفردية والجماعية ، الفكرية والقلبية

والروحية إضافة الى الجسدية ، وعزته يجب أن تشمل كل أشكال العزة المتقدمة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3248

—————————

التأمل رقم 136

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

هناك مواجهة بين جبهة الكفر وجبهة الإيمان ، جبهة الكفر تتحرك وفق غيظها ، وجبهة الإيمان تتحرك وفق

عزتها ، جبهة الكفر يردها الله تعالى بغيظها ، وجبهة الإيمان يكفيها الله سبحانه القتال ، بعد الإطلاع على

هذه المواجهة أليس من المنطقي أن نلجأ الى جبهة الإيمان ضد جبهة الكفر ؟

هذه المواجهة مستمرة في كل مستويات الكفر والإيمان ، فإذا كان الكفر بمستوى المعصية فتكون المواجهة من

جبهة الإيمان بمستوى يناسبها ، وتكون هذه المواجهة ليست مسلحة وإنما مواجهة فكرية ثقافية توعوية تستند

الى مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3249

—————————

التأمل رقم 137

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

من الممكن أن نفرّق بين القتال والجهاد ، فالقتال يمكن أن يكون من أي طرف سواء كان مؤمناً أم غير مؤمن

، بل قد لا يليق القتال بالمؤمن ، لأن تكليف المؤمن في الأساس لا يقاتل ، وإنما قتاله يكون كردة فعل إلا في

حالات نادرة ، أما الجهاد فهو تكليف دائم للمؤمن ، إذ لا يكون الجهاد جهاداً إلا في سبيل الله ، أما القتال

فيمكن أن لا يكون في سبيل الله ، هذا فضلاً عن أن هناك جهاداً للنفس وهو الجهاد الأكبر ، إذ لا نجد

قتالاً للنفس .

لذا لا نتوقع أن يكفي الله المؤمنين الجهاد ، لأن الجهاد باب من أبواب الجنة، فتحه الله لخاصّة أوليائه، وهو

لباس التقوى، ولكنه تعالى يكفيهم – أي المؤمنين – القتال لأنه ليس ذا قيمة حقيقية من حيث الأساس إلا

أن يكون جهاداً في سبيل الله تعالى .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3250

—————————

التأمل رقم 138

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

يمكن أن نقارن مقارنة أخرى بين الجهاد والقتال ، إذ أن الجهاد يخصّ المؤمنين دون غيرهم ، فلا يستطيع

أصحاب الثقافة غير الإسلامية أن يصفوا قتالهم بالجهاد ، لذا سعوا بكل وسائلهم الخبيثة أن يشوهوا سمعة

الجهاد من خلال جماعات لَبِسَت الإسلام بالمقلوب بقصد أم بدون قصد لإبعاد المؤمنين عنه والاشمئزاز من

سماعه ، ولكنّ هذا لا يؤثر على المؤمنين الواعين قرآنياً .

والقتال عادة يكون بالسيف ، أما الجهاد فيمكن أن يكن ثقافياً وإعلامياً وسياسياً وحضارياً وفكرياً واقتصادياً

، فباب الجهاد أوسع من القتال ، وهذا يؤكد أن الجهاد خير لا شر فيه ، بينما القتال يمكن أن يكون شراً إذا

كان ناتجاً عن غيظ يُراد منه النيل من الخير الذي يتمتع به المؤمنون المجاهدون لذا يرده الله تعالى .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3251

—————————

التأمل رقم 139

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

يعطي القرآن الكريم مؤشرات للاختبار يمكن أن يستفيد منها المؤمنون في حياتهم المعنوية ، وقد أشرنا الى عدة

مؤشرات في تأملات متنوعة ، ومن هذه المؤشرات هو الغيظ ، فإذا كان قتال المؤمنين لغيرهم غيظاً منهم فهذا

مؤشر على أن هذا القتال يمكن أن لا يكون جهاداً في سبيل الله ، خاصة إذا كان الغيظ شخصياً وفئوياً

وليس من أجل الدين ، وهذا لا يقتصر على القتال بل ينطبق أيضاً على أي خلاف حاد وعنيف .

فعلى المؤمنين أن يكظموا غيظهم من خلال جهاد أنفسهم بحيث يوظّفون غيظهم ليكون في سبيل الله وخالصاً

لله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله ووفق تشريعاته الإسلامية ، وبدون ذلك سوف لن يضمنوا قتالهم

أن يكون جهاداً في سبيل الله .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3252

—————————

التأمل رقم 140

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا

(26)

على المؤمن الطامح الى نصرة الله ونصرة دينه أن يعلم أن التوفيق لهذه النصرة لا يكون إلا بعون الله ومساعدته

جل وعلا ، ومن طرق معونة الله في تحقيق النصر هو قذف الرعب في قلوب الأعداء ، فالتحكم بقلوب

الآخرين وتمكينها لا يكون إلا بأمر الله عز وجل حتى على المستوى الإيجابي ( لو أنفقت ما في الأرض جميعاً

ما ألّفت بين قلوبهم ولكن الله ألّف بينهم ) .

ولو أننا أنفقنا ما في الأرض جميعاً لإدخال الرعب على الأعداء ما استطعنا إلا أن يدخله الله في قلوبهم ، كما

نرى الآن الأطراف المعادية للإسلام ، إذ تسخّر كل إمكاناتها الإعلامية والسياسية والعسكرية والمخابراتية

لإدخال الرعب على المؤمنين لم يستطيعوا لأن الله تعالى لم يأمر ذلك .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3253

—————————

التأمل رقم 141

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(26)

إن للرعب بصورة عامة آثاراً نفسية تُترجَم على شكل آثار وضعية ، وهذا يدعونا الى دراسة أثر الرعب على

الإنسان والمجتمع من الناحية النفسية والاجتماعية وانعكاسها على المستوى الأمني والعسكري وبالتالي

السياسي والاقتصادي والثقافي والفكري .

فالرعب الذي يتعرض له الإنسان والمجتمع يجعله عرضة للقتل والأَسر والتبعية والمهانة والذلة لمن أرعبهم ،

فبسبب الرعب تضعف القدرة على المواجهة المسلحة فإما القتل او الأَسر ، والأسر قد يكون سياسياً او

اقتصادياً او اجتماعياً او ثقافياً او فكرياً وغير ذلك .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3255

—————————

التأمل رقم 142

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(26)

لا بد من التمييز بين الرعب الذي يقذفه الله في قلوب الناس وبين الرعب الذي يسببّه الناس أنفسهم ،

فبالتأكيد أن ما يقذفه الله جلّت قدرته من رعب يكون وفق الحكمة واللطف والرحمة والعزة والانتقام الإلهية

مجتمعة ، وهذا ما لا يمكن أن يتحقق عند البشر إلا بأمر من الله تعالى بصورة مباشرة من خلال الأنبياء

والرسل ومن ينوب عنهم من الأوصياء أو بصورة غير مباشرة من خلال إيضاح الأسس العامة للشريعة المقدسة

فيستنبطه الفقهاء وفق آليات علمية لا خلاف عليها .

فإدخال الرعب على الكافرين ضمن بعض الحدود الشرعية ضروري أحياناً ، ولكن إدخال الرعب على

المؤمنين ( والكافرين في بعض الأحيان ) غير صحيح ، وهذا ما يجب أن يوضحه فقهاؤنا الأجلّاء وليس لعامة

الناس تحديد ذلك .

لذا قد نستعرض الرعب في التأملات اللاحقة ، فإن كانت سلبية فلكون سببها بشري ، وإن كانت إيجابية

فلكون سببها إلهي .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3257

—————————

التأمل رقم 143

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(26)

الرعب البشري هو الرعب الذي يدخله أبناء البشر بعضهم على بعض ، فعندما يكون ابتداءً من طرف

فيكون هذا الطرف – في الأعم الأغلب – هو طرف باطل ولا يمثل الحق إلا في حالات نادرة جداً جداً ،

وطرف الحق يكتفي بردة الفعل لذلك الرعب .

ويأخذ الرعب عدة أشكال منها عسكري أو أمني من خلال الأجهزة القمعية للأنظمة الاستبدادية التي تنتهي

في كثير من الحالات بالقتل او السجن (الأَسر) ، ومنها الرعب الإعلامي من خلال بث الأخبار والتي تثير

الفزغ والرعب في نفوس الناس سواء كانت هذه الأخبار حقيقية أم زائفة وسواء كانت الغاية من بثها نبيلة

ومهنية أم خبيثة فإنها تقتل الناس نفسياً او تأسرهم لأفكار خاطئة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3258

—————————

التأمل رقم 144

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(26)

هناك في العادة غايات من وراء الرعب (البشري) سواء كان ذلك الرعب أمنياً أم غير ذلك ، ومن هذه

الغايات هي التأثير النفسي على المرعوبين كي تتغيّر مواقفهم وقراراتهم تجاه المسائل الحساسة ، وفي الغالب

ستستفيد من هذا التأثير بعض الجهات سياسياً .

فمثلاً إرعاب الناس من خلال قتلهم بالتفجيرات الإرهابية او الاغتيالات او ما شابهها سيكشف عن وجود

ضعف أمني وتقصير حكومي ، مما يولّد ضغطاً شعبياً على الجهات السياسية الحاكمة ، فتستغل الأطراف

السياسية المعارضة (المستفيدة من ذلك الرعب سواء كانت مسببة له أم لا) لإملاء شروطها والحصول على

مكاسب سياسية أكبر .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3259

—————————

التأمل رقم 145

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(26)

الرعب البشري يعتمد في الغالب على القوة ، إذ لا يمكن عموماً أن يُرعب أحدٌ الآخر من دون استخدام

القوة ، فإما أن تكون القوة عسكرية باستخدام السلاح ، أو قوة شفهية من خلال التهديد او الاستهزاء

والسخرية ، وأحياناً تكون من خلال المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي .

وتكون القوة أحياناً ناعمة ، فهي وإن لم تكن مرعبة لكنّ نتائجها مرعبة ومخيفة ، وهذا يعني أنها مرعبة

للمختصين والنخب والمثقفين الحريصين على بني البشر ، وإن خطرها في نعومتها إذ تستهدف الغافلين عن

الحقائق ، ومن مخاطر هذه القوة تصل الى دفع الإنسان الى القتل بالانتحار او قتل الآخرين بطريقة قد لا

تكون معهودة ، فضلاً عن شيوع الأخلاق السيئة ، كما تؤسر الناس بشدّهم إليها ، وأبرز مصاديق هذه

القوة المسلسلات والألعاب .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3260

—————————

التأمل رقم 146

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(26)

إن العنف من أبرز الوسائل الواضحة المستخدمة للرعب ، ربما لا يؤدي العنف الى القتل الجسدي ولكنه

بالتأكيد يقتل الإنسان معنوياً ويحطّم كيانه الحقيقي ويأسره بقيود لا داعي لها كقيود الخوف من الآخرين

وتجنب مواجهتهم وعرض الأفكار التي يؤمن بها المعنَّف .

والعنف الأسري أحد أشكال هذا العنف خاصة تلك الحالات التي تؤدي الى قتل أحد أفراد الأسرة او تقييده

وأسره في جحر ، وهذا ما لا يقبله الإسلام ، وليس من العنف الأسري ما يقوم به رب الأسرة من تأديب

أفراد أسرته لتقويمهم وتنبيههم على الأخطاء ودفعهم للأخلاق الحميدة ، فهذه إحدى طرق الأمر بالمعروف

والنهي عن المنكر التي جعلتنا خير أمة أخرجت للناس .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3261

—————————

التأمل رقم 147

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(26)

قد يأتي الرعب – بوجود عوامل مساعدة – من طرف لا يخطر على بالِ أحد ، مثل الرعب الذي أحدثه

فايروس لا يرى بالعين المجردة كفايروس كورونا ، الذي سبّب خسائر اقتصادية كبيرة وعطّل مصانع وأوقف

بواخر وسفن وشلّ حركة الجيوش والطيارات بل المليارات من البشر ، وقتل من قتل وأَسَر (في البيت) من أَسَر

، لأن الرعب في العادة يؤثر نفسياً على الإنسان ، ومن ذلك نستنتج أيضاً مدى أثر العامل النفسي على كل

صغيرة وكبيرة في حياة الإنسان .

وبالتالي فالرعب الذي يقذفه الله تعالى في قلوب الناس يمكن أن يكون بهذه الكيفية التي شملت الجميع من

المؤمنين وغير المؤمنين ولم تقتصر على الكافرين لحكمةٍ لا يعلمها إلا الله جل شأنه ، أحد أوجهها الرجوع الى

الله تعالى وتكفير للذنوب .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3262

—————————

التأمل رقم 148

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(26)

إن الرعب السماوي يكون عن طريق القذف في قلوب من يريد الله إرعابهم ، وهذا خالص لله سبحانه وتعالى

لا يمكن للبشر امتلاكه إلا الأولياء – وعلى رأسهم الأنبياء والأوصياء – الذين يمتلكون الولاية التكوينية بإذن

الله جل شأنه ، لذا نرى لأولياء الله هيبةً لا يمتلكها غيرهم تدخل الرعب في قلوب أعدائهم ، ولكن بالتأكيد

هذا الرعب ليس كافياً ولا مانعاً لحماية الأولياء من الاعتداء ، لأن قوانين الحياة الدنيا تستوجب أن يكون

الدفاع بمستوى الهجوم او قريب منه ، ولكن هذه الهيبة تحميهم بدرجة كبيرة .

أما عامة البشر فطرقهم في إدخال الرعب في قلوب الآخرين تكون باستخدام الوسائل التقليدية المعروفة من

سلاح او تهديد او نشر أخبار مرعبة حقيقية كانت ام زائفة وما شابه .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3263

—————————

التأمل رقم 149

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(26)

بينّا في التأمل السابق أن لأولياء الله هيبةً تُدخِل الرُعبَ على أعدائهم ، وهناك مثالان من تأريخ أمتنا

الإسلامية يجسدان هيبة الأولياء وإدخال الرعب على الأعداء ، فقد روي عن النبي الأكرم محمد صلى الله

عليه وآله أنه قال بحق الحسن عليه السلام : ( أمّا الحسن فإن له هيبتي وسؤددي ) ، فهيبة الحسن عليه

السلام قد ورثها من جده المصطفى صلى الله عليه وآله ، وكيف هي هيبة جده ؟

والمثال الثاني من شقيقه الحسين عليه السلام ، فعندما أراد أعداؤه عليهم لعائن الله قتله وحز نحره لم يستطيعوا

ذلك رغم أنهم مجموعة مدججة بالسلاح وهو صريع مثقل بالجراح ، لكنه أدخل الرعب على قلوبهم حتى

اضطروا الى ذبحه من القفى ، بل ولم يستطيعوا إدخال الرعب حتى على أهل بيته الذين أُسِروا ، بل إن هؤلاء

الأسرى هم من أرعبوا أعداءهم ، ومن يريد المزيد ليطلع على ما قم به السجاد وعمته زينب بيزيد .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3264

—————————

التأمل رقم 150

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(26)

كانت الفكرة القديمة السائدة في حماية البلدان هي الحصون والقلاع وما شابه ، ولكن بتطور أجيال الحروب

تبين أن هذه الفكرة قد تكون صحيحة ولكن بدرجة قليلة ، إذ أصبح اختراق هذه الحصون والقلاع بصورة

سهلة وبكلفة أقل ومن دون حتى استخدام السلاح العسكري ، ومن الوسائل التي استخدمت لاختراق تلك

الحصون والقلاع هو زرع الرعب في قلوب المتحصنين وقتل بعضهم وأسر البعض الآخر وبطرق متقنة

ومدروسة ، وذلك بالاعتماد على القدرات الإعلامية التي تصل الى المتحصنين وهم في حصونهم وقلاعهم

بفعل التكنلوجيا الحديثة .

وما كان لعبيد الله بن زياد والي الكوفة في عهد الملك الأموي يزيد من معاوية أن يفكّ حصار جيش مسلم بن

عقيل لقصر الإمارة لولا الرعب الذي أدخله على جيش محاصريه من خلال بث خبر كاذب مفاده أن جيشاً

جراراً قادماً من الشام سيسحقهم .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3265

—————————

التأمل رقم 151

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(26)

سور الصين الذي يبلغ طوله 3000 كم قد أنشئ لمنع الغزوات العسكرية ، ولكن ما يُنقَل تأريخياً أن هناك

ثلاث غزوات لم يمنعها هذا السور الذي يوصف بالعظيم ، وعندما بحثوا الأسباب وجدوا أن سبب هذه

الغزوات هو الفساد الذي تغلغل بين صفوف أفراد الحمايات على بوابات السور .

من هذه الحادثة نستنتج أن الفساد حاله حال الرعب في إمكانية اقتحام القلاع والحصون وما شابه من

وسائل ، فكما علينا أن نحمي أبناء شعبنا الآمنين بإيجاد موانع مادية (القلاع والحصون وغيرها) علينا أن نمنع

الفساد الذي يخرق بدن أعظم القلاع والحصون كسور الصين ، وكذلك منع الرعب من الدخول إليهم بمنع

الإعلام – بالدرجة الأساس – المروج له .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3266

—————————

التأمل رقم 152

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(26)

يروى في الأدبيات المهدوية أن المهدي عليه السلام منصور بالرعب ، فكيف يُنصَر بالرعب ؟ ومن هم

المرعوبون ؟ ولماذا أرعبوا ؟

سنجيب على الأسئلة أعلاه وفق نظرية الاحتمالات او الأطروحات :

سيُنصَر بالرعب عن طريق قذفه – أي الرعب – في قلوب أعدائه الذين يحاولون منعه من نشر الدين

الإسلامي وإقامة حكم الله تعالى في الأرض بعد أن تظاهروا عليه وتعاونوا ضده ، عندها يستطيع قتل فريق

وأسر فريق آخر حتى ينتصر ، ولم يكن عداؤهم له لأنهم غير مقتنعين بهذا الدين الحنيف وإنما خوفاً من ضياع

مصالحهم ومراكز نفوذهم ، وقد يكونوا من الكافرين أو من أهل الكتاب المتحالفين معهم ممن يشتركون معهم

في المصالح الدنيوية ، وإذا اعتبرنا المسلمين أهلَ كتابٍ أيضاً فيمكن أن يكون من أعدائه من المسلمين أنفسهم

ممن غرتهم الحياة الدنيا وفضّلوا الانضمام الى تحالف أهل الكتاب والكافرين .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3267

—————————

التأمل رقم 153

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(26)

وفق قاعدة ( لا إكراه في الدين ) القرآنية فإن لأهل الكتاب الحق في اعتناق العقيدة التي يقتنعون بها ، وهذا

حال البشر جميعاً ، فكما أن المسلمين لا يرضون بإجبارهم على تبني رؤية عقائدية وفكرية معينة فإن غير

المسلمين لا يرضون أيضاً بذلك ، وهذا يشمل الطوائف والمذاهب الإسلامية بلا شك .

ولكن عندما يقف أهل الكتاب مع أعداء المسلمين ضد المسلمين فيعتبر هذا تهديداً أمنياً لكيان المسلمين ولا

علاقة له بإكراه أهل الكتاب على الدين الإسلامي ، والوقوف بوجههم وإدخال الرعب في قلوبهم أمر ضروري

لكونهم معادون للمسلمين لا لكونهم أهل كتاب ، فعدم إكراه الآخرين على عقيدة دينية لا يعني ذلك

السكوت على تعديهم على الكيان الإسلامي ، أما المسالمون من أهل الكتاب فهم محترمون ، ويبقى ميدان

حملات الهداية في الأروقة الثقافية والفكرية لا في ساحات الحروب .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3268

—————————

التأمل رقم 154

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(26)

من الواضح أن العداء بشكل عام لا ينحصر بالعداء العسكري وإنما يشمل العداء الفكري والثقافي والإعلامي

والاقتصادي والسياسي وغير ذلك ، وعليه فإن المعادين للإسلام والمسلمين من أهل الكتاب سواء كان

عداؤهم مباشر او بمعونتهم للكافرين والمنافقين فإنه غير مقبول ويستلزم مواجهته من قبل المسلمين الغيارى

وإدخال الرعب على قلوبهم – قلوب أهل الكتاب – لإيقاف هذا العداء .

ولكل ميدان سلاحه الخاص ، فمواجهة العداء الفكري لا يكون بالسلاح العسكري أكيداً ولا بغيره من

الأسلحة وإنما يكون بسلاح فكري ، وهكذا باقي الميادين ، وكعامل مساعد لإيقاف هذا العداء والانتصار

عليه ينبغي إدخال الرعب على قلوب المعتدين بما يلائم ميدان المواجهة او أسر قلوبهم بأفكارنا ورؤانا وحججنا

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3269

—————————

التأمل رقم 155

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(26)

على المسلمين أن يستفيدوا من تجارب أهل الكتاب وأن لا يكونوا مثلهم كي لا يقعوا فيما وقعوا فيه ،

فالمسلمون أهل كتاب أيضاً وهو القرآن الكريم ، وانتماؤهم إليه والى الإسلام لا يشفع لهم إن لم يعملوا بتعاليمه

، وإلا فأهل الكتاب لم يعملوا بتعاليم كتبهم فوقفوا مع الباطل ضد لحق فقذف الله تعالى في قلوبهم الرعب

فقُتِل منهم فريق وأُسِر منهم فريق آخر .

والمنافقون من أوضح مصاديق (المسلمين) المتحصنين الذين يخالفون تعاليم الإسلام خصوصاً في الوقوف مع

أعدائه – أي الإسلام – ضد أبنائه ، فتكون مواجهتهم من قبل المسلمين الحقيقيين المتّبعين لتعاليم دينهم

فيدخلون في قلوبهم الرعب وقد يصل الأمر الى قتل فريق منهم وأسر فريق آخر .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3270

—————————

التأمل رقم 156

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(26)

عندما يمارس المسلم الغيور وظيفة النهي عن المنكر لإيقاف انتهاكات ثوابت الشريعة المقدسة من قبل

المسلمين أنفسهم بإشاعتهم للفحشاء في المجتمع الإسلامي (فضلاً عن الاعتداء والتآمر على المسلمين)

يتطلب في بعض الأحيان – عندما لا ينفع النصح والإرشاد – الى الغلظة بما يناسب الانتهاك في أداء هذه

المهمة السامية التي تُعدّ أسمى الفرائض ، هذه الغلظة عادة تزعج المنتهكين وقد تُدخِل الرعبَ عليهم ، فيصوّر

المنتهكون ردة فعل هذا المسلم الغيور ودفاعه عن دينه بأنها خارجة عن اللياقات الأدبية وربما يعتبرونها منافية

لروح الإسلام وقد يصل الأمر الى تسقيطه وتسقيط كل من يقوم بذلك كي يجددوا انتهاكاتهم ، وقد يصدّق

بذلك بعض السذج من المسلمين ! مع إنهم تغاضوا عن ابتدائهم بالانتهاك والتجاوز ، وبالتالي فليس كل

غلظة تصدر من المسلمين تكون مستهجنة خاصة إذا استنفدت الوسائل اللطيفة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3271

—————————

التأمل رقم 157

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(26)

إن إدخال الرعب على قلوب المعتدين والمتآمرين على المسلمين يتطلب بالتأكيد غلظة في المواجهة (يا أيها

الذين آمنوا قاتلوا الذين يَلُونَكُم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين) خاصة إذا كانت

المواجهة عسكرية وليست مواجهة ناعمة سياسية او إعلامية او اقتصادية او ما شابه ، فليس من المعقول أن

ندخل الرعب من دون غلظة ، وإن هذه الغلظة من صفات المتقين .

وهنا لا بد من توضيح مسألة وهي أن المواجهة العسكرية التي تتطلب غلظة لا تكون إلا بإذن وأمر فقيه

جامع لشرائط الفقاهة عارف بأمور زمانه قادر على تحديد الموقف الشرعي من تلك المواجهة، فليس لكل

أحد أن يحدد ذلك ، والمتقون ينبغي أن يتصفوا أولاً بطاعة القادة الشرعيين قبل أن يتصفوا بالغلظة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3272

—————————

التأمل رقم 158

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

(26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27)

من أولى ثمار إدخال الرعب على أعداء الدين والمتآمرين على المسلمين هو قتل فريق منهم وأسر فريق آخر ،

والرعب والقتل والأسر بالتأكيد سيؤدي الى إضعافهم ، مما يجعل وراثة أرضهم وديارهم وأموالهم أمراً لم يكن

يسيراً .

هذه الوراثة ليست احتلالاً كما يتصورها البعض ، وإنما هي استرجاع لكرامة وحقوق أُريد سلبها من قبل

المتآمرين من الكفار وأهل الكتاب ، فمن يعتبر ذلك احتلالاً وتجاوزاً على ممتلكات الآخرين وأموالهم لماذا لم

ينظر الى التآمر والاعتداء الذي ابتدأه أعداء الدين ؟!

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3273

—————————

التأمل رقم 159

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27)

تعودت أسماعنا على أن الوراثة تكون بين الأب وأبنائه او بين الإخوة او ما شابه ذلك ، والتي يمكن تسميتها

بالوراثة النسبية وتكون عادة وراثة مادية ، وهناك وراثة سببية كوراثة الفقهاء للأنبياء وفق الحديث المروي (

الفقهاء ورثة الأنبياء ) وهي وراثة معنوية في الغالب .

وهناك وراثة من نوع آخر ، وهي وراثة المؤمنين أرض وديار وأموال أهل الكتاب – والكافرين عموماً – ،

وهذه الوراثة مختلفة نوعاً ما عن ما تعودنا سماعه ، ولها بالتأكيد ضوابطها وأحكامها وليس لكل أحد أن

يدركها إلا أن يكون ملمّاً بشريعة المورث جل وعلا ووارثاً لأنبيائه ، وبالتالي يمكن أن نضيفها الى قاموس

معرفتنا .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3274

—————————

التأمل رقم 160

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28)

ليس من أخلاق المؤمن تعنيف زوجته لأسباب تافهة ، وحتى لو فرضنا أن الزوجة تريد الحياة الدنيا وزينتها

كالبيت الفخم والمجوهرات والرحلات السياحية الخارجة عن طاقة الزوج فإن ذلك لا يُحلُّ بالصياح والعراك

والتوبيخ والتعنيف ، وإنما يُحل بالحوار الهادئ وعرض الحلول الإسلامية عليها فإن أبت ذلك فالانفصال أفضل

لهما ، طبعاً مع مراعاة تبعات ذلك الانفصال ، فليس من الحكمة أن نعالج خطأً ونرتكب خطأً أكبر ، فإن

كان في التبعات ظلم ومفسدة وضياع مستقبل الأطفال فقد يكون الصبر عليها ومحاولة التأثير عليها بالطرق

التي أباحها الإسلام هو الحل الأمثل ، إذ لم تكن تبعات الانفصال في صدر الإسلام كما هو الحال في يومنا ،

بحيث يُعدّ الانفصال سراحاً جميلاً ، بينما اليوم انتقاماً وبيلاً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3275

—————————

التأمل رقم 161

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إن وجود اختلافات فكرية بين البشر لا تستدعي الخلاف فضلاً عن التناحر ، فبعض الناس – ووفق أسس

تربوية واجتماعية معينة – يريدون الحياة الدنيا وزينتها ويفضلونها على الآخرة ونعيمها ، والبعض الآخر

بالعكس ، وفي الوقت نفسه فإن القسم الأول يريدون الآخرة ونعيمها في بعض جوانب حياتهم ، والقسم

الثاني نراهم يريدون الحياة الدنيا وزينتها ويفضلونها على الآخرة ونعيمها ، لذا فالقضية نسبية ، وبالتالي فهذا

الاختلاف موجود تقريباً بين أي شخصين موجود على أرض البسيطة .

وعليه فمن كانت تربطنا به روابط معينة ونرى تصرفاته لا تلائم خلفيتنا الفكرية ولا يريد الاستماع الى

نصائحنا ولا الاقتناع بجدواها فيمكن أن يتحرر من هذه الرابطة مؤقتاً وبمقدار الاختلاف كي لا يُحسَب علينا

من دون إحداث أية مشكلة يمكن أن تضر بما هو أهم كرابطة الدين او الإنسانية .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3277

—————————

التأمل رقم 162

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إن الحياة الدنيا غير مذمومة في أصلها ، لأنها مزرعة الآخرة ومن خلالها نحصل على الجنان ، ولو كانت

مذمومة من الأساس لما وُجِد فيها الأنبياء والرسل وعلى رأسهم خاتمهم صلى الله عليه وآله ، ولكن عندما

تكون الدنيا غاية وليست وسيلة عندها تكون مذمومة ، فمن يقضي كل وقته وجهده وتفكيره من أجل زينة

الدنيا ولا يجعل نصيباً منها لنعيم الآخرة فهؤلاء لا يؤمنون بالآخرة وإن إدعَوا الإيمان ، ومن يقضي بعض وقته

وجهده وتفكيره في زينة الدنيا ويعطي البعض الآخر الى الآخرة – وهذا حال أغلبنا – فهذا على سبيل النجاة

، وكلما قلّ اهتمامه بالدنيا وزينتها وزاد اهتمامه بالآخرة كلما اقترب من أولياء الله الصالحين حتى يكون كل

اهتمامه بالآخرة بحيث يسخّر الدنيا وزينتها من أجل الآخرة ، أولئك هم الصالحون حقاً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3278

—————————

التأمل رقم 163

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إن المستوى الإيماني المتقارب بين الزوجين مهم في استقرار حياتهم الأسرية ، فأحياناً يتصور بعض المؤمنين ( من

الذكور والإناث ) أن زواجهم من زوج أكثر إيماناً منهم سيجعل حياتهم مستقرة أكثر وبعيدة الانفصال ، وهذا

صحيح إن كان الفارق بسيطاً ، إذ لا يمكن أن نأتي بزوجين بمستوى إيماني واحد بدقة ، ولكن إن كان الفرق

بينهما كبيراً فلا ضامن للاستقرار وعدم الانفصال ، لأن الزوج (رجلاً كان أم إمرأة) الأقل إيماناً لا يتحمل

حياة إيمانية عالية المستوى فيجد صعوبة في الاستمرار فيضطر الى الانفصال والطلاق .

وعلينا فهم الحديث المشهور المروي عن النبي صلى الله عليه وآله : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه

) أن يكون مستوى دينه وأخلاقه بمستواكماو قريب منكم ، لأن الفارق الكبير في الدين والأخلاق بين

الطرفين يجعل الزواج غير صالح .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3279

—————————

التأمل رقم 164

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

لو قارنا بين الطلاق الذي يريده الإسلام والطلاق في عصرنا الحاضر لوجدنا الفرق شاسعاً ، فالإسلام وإن

كان يعتبر الطلاق أبغض الحلال لكنه ينظر إليه كحل مهم للأزمات الأسرية التي لا حلّ لها ، بحيث تُسرَّح

المطلقة سراحاً جميلاً ، فهل تُسرَّح المطلقة سراحاً جميلاً في بلادنا الإسلامية ؟ أم أنها تُحارَب ويُنظَر إليها كإمرأة

من الدرجة الثانية ، وهذا يشمل الرجال أيضاً ولكن بدرجة أقل .

فعلى الأمة الإسلامية (مجتمعاً وأفراداً وحكومات) أن تعيد ترتيب وضعها ليكون الطلاق سراحاً جميلاً حتى لو

كانت المرأة تريد الحياة الدنيا وزينتها فكيف إذا كانت المرأة مؤمنة ومظلومة في كنف طليقها وتسعى الى ممارسة

حقها في العيش بكرامة ، فلا بد من وضع استراتيجية اجتماعية وتشريعية واقتصادية وفكرية ومعرفية تجعل

المجتمع يتقبل مسألة الطلاق على أمر طبيعي .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3280

—————————

التأمل رقم 165

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

تكون الحياة الزوجية مليئة بالمنعطفات والاضطرابات بسبب الحياة الدنيا وزينتها ، فيميل أحد الزوجين إلى هذه

الزينة وينجذب إليها مما يؤدي الى التقصير في واجباته تجاه زوجه وشريك حياته ، وهنا يكون الاختبار الحقيقي

، فمن يستطع تحمُّل هذا التقصير من زوجه فإنه يحمل صفة من صفات الأتقياء بحسب ما يُروى عن الإمام

الحسن بن علي عليهما السلام أنه قال : ( زوّج ابنتك من يتقى الله، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم

يظلمها ) ، فالزوج التقي يُعرَف من سلوكه مع زوجته ، بحيث إذا أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها وليس

من خلال عبادته وصلاته وصيامه رغم أهميتها .

وبما أن حب الدنيا رأس كل خطيئة فإن من يرد الحياة الدنيا وزينتها تصدر منه الأخطاء ، وتحمّل الأخطاء

يكون ممن لا يهتم بهذه الزينة وهم الأتقياء .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3281

—————————

التأمل رقم 166

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

من أروع التجارب الزوجية التي يمكن الاقتداء بها ليستفيد المؤمنون والمؤمنات في تكوين حياة زوجية بعيدة عن

الانفصال رغم المسؤوليات والأزمات التي يمرّان بها ، هي زواج النبي صلى الله عليه وآله من خديجة سلام الله

عليها ، إذ يجمع بين أعظم شخصية في التأريخ وبين من ساندت بعثته بوقوفها الى جانبه عندما تركه الآخرون

إلا بعض الخُلَّص ، ولم تُرِد الحياة الدنيا وزينتها بل بذلت كل أموالها من أجل الحق الذي جاء به إيماناً به

وتصديقاً .

وهناك تجربة زوجية رائعة أخرى تمثلت بزواج علي عليه السلام من بضعة المصطفى فاطمة عليها السلام ، إذ

يجمع بين ثاني أعظم شخصية في التأريخ وأعظم إمرأة في التأريخ .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3282

—————————

التأمل رقم 167

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إذا قَبِلنا بفرضية أن تقارب المستوى الإيماني بين الزوجين يجعل الحياة أكثر سعادة واستقراراً يمكننا أن نخرج

بنتيجة وكما يأتي :

بلا شك أن الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله هو أفضل المخلوقات على الإطلاق ، يأتي بعده أخوه

وإبن عمه علي بن أبي طالب عليه السلام ، ومن ناحية النساء فإن سيدة نساء العالمين وخيرهنّ هي فاطمة

الزهراء عليها السلام ، ثم يأتي بعدها باقي النساء ومنهنّ نساء النبي صلى الله عليه وآله وزوجاته ، وهذا يعني

أن الفرق بين المستوى الإيماني لعلي وفاطمة عليهما السلام أقل من الفرق بين المستوى الإيماني للنبي صلى الله

عليه وآله وزوجاته ، وبالتالي تكون العلقة الزوجية بين علي وفاطمة عليهما السلام أعمق .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3283

—————————

التأمل رقم 168

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

من الواضح إن رغبة أحد الزوجين بالحياة الدنيا وزينتها سيعرّض علاقته بشريك حياته الى الطلاق ، حتى لو

كان الزوج الآخر مؤمناً ، بل حتى لو كان نبياً بل وسيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله ، فكيف إذا كان

كلا الزوجين يريدان الحياة الدنيا وزينتها ؟ بالتأكيد سيكون الأمر أسوأ .

وقد يعترض معترضٌ ، باعتبار أننا قد أشرنا في تأمل سابق الى أن العلاقة الزوجية تعتمد بشكل من الأشكال

على فارق المستوى الإيماني بين الزوجين ، فإذا كان كلا الزوجين يريدان الحياة الدنيا وزينتها فهما متقاربان من

حيث المستوى الإيماني .

فنقول : إن الرغبة بالحياة الدنيا وزينتها مستويات وليست مستوى واحداً ، فقد تكون رغبة أحدهما أشد

بكثير من رغبة الآخر فيزداد الفارق الإيماني بينهما ، وحال هذين الزوجين يشبه حال المتقاتلين ، فقد يكون

أحدهما على باطل والآخر على حق ، وقد يكون كلاهما على باطل .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3284

—————————

التأمل رقم 169

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29)

أحياناً ندّعي بعض الإدعاءات لنشرّف أنفسنا بالإيمان والإحسان ، وفي الحقيقة هي وساوس شيطانية تستغل

رغبة النفس بالكمال من جهة وإلى الدعة والراحة من جهة أخرى ، فالنفس الأمارة بالسوء تريد الكمال بلا

تعب ، ولكن من يريد الحقيقة ولا يريد خداع نفسه يمكنه استخدام بعض المؤشرات لمعرفة حقيقة نفسه هل

أنها باتجاه الكمال أم هو مجرد خداع ؟

من هذه المؤشرات هو الإحسان بشكل عام ، فكلما كان الإنسان مريداً للنهج السماوي المتمثل بالله ورسوله

والدار الآخرة فعليه أن يكون محسناً ، والإحسان بكل أنواعه يتطلب عملاً وحركة وجهداً ، وهذا مخالف لهوى

النفس ، وبالتالي فهو أضمن لأن يكون وسيلة للكمال .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3285

—————————

التأمل رقم 170

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

ما دام الإحسان مؤشراً مهماً لمعرفة مدى رغبتنا في النهج السماوي المتمثل بالله ورسوله والدار الآخرة فمن

الضروري معرفة شروط هذا الإحسان ، وأهم شروطه هو الإخلاص لله تعالى وأن لا يكون سمعة او رياءً ، وأن

تكون محركيته التقرب الى الله سبحانه ووفق ما رسمه رسوله صلى الله عليه وآله ليكون عوناً للمحسن يوم

القيامة .

وعندما نناقش الإحسان الصادر من محسن دفعته فطرته وإنسانيته ولم يكن دافعه ونيته الله ورسوله والدار

الآخرة فإن هذا الإحسان له ثواب وأجر عند الله جل وعلا ، ولكنه لا يكون عظيماً كمن كانت نيته الله

ورسوله والدار الآخرة الذي يجمع بين الدافع الإنساني والدافع السماوي .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3286

—————————

التأمل رقم 171

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

لا بد من معرفة أنواع وأشكال الإحسان باعتباره مؤشراً مهماً على الرغبة بالنهج السماوي المتمثل بالله ورسوله

والدار الآخرة إذا كانت النية خالصة لله تعالى ووفق السلوك الرسالي ولنيل أرفع الدرجات في الآخرة ، ومن

هذه الأنواع والأشكال للإحسان :

– الإحسان الى الآخرين بالأخلاق الحسنة ، ويندرج ضمنها الإحسان للوالدين .

– الإحسان الى الآخرين بالمساعدة المالية ودفع الحقوق الشرعية الى مستحقيها .

– الإحسان الى الآخرين بسد احتياجاتهم وقضاء حوائجهم كتوفير فرص العمل وبيان الأحكام الشرعية

وتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين خصوصاً بين الأرحام والأزواج .

ولا يسع المقام لذكر كل الأنواع والأشكال ، ولكن كل منا يمكنه توسيع مصاديق الإحسان .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3287

—————————

التأمل رقم 172

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

ترتكز الرغبة بالنهج السماوي عند المحسنين على ثلاث ركائز :

1) طاعة الله تعالى- دون غيره – الذي بيده كل شيء وهو كل شيء قدير ، وهذا يمثل التوحيد .

2) القبول بما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله من شريعة وأحكام وأخلاق وسنن ، باعتبارها شريعة الله

تعالى وأن طاعة الله تتمثل بإتباع هذه الشريعة ، ومخالفتها هي مخالفة لله تعالى ، وهذا يمثل النبوة .

3) أما الرغبة بالدار الآخرة – والذي يمثل المعاد – فهي محفزة لبعض المحسنين لينالوا جنانها ، أما البعض

الآخر ممن ارتقوا مرتبة عالية فإن وجود الآخرة لا يؤثر على إحسانهم سلباً ولا إيجاباً ، لأنهم لا يعملون للجنة

ولا يخافون من النار وإنما وجدوا الله أهل للعبادة فعبدوه جل جلاله .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3288

—————————

التأمل رقم 173

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

هناك درس في المنطق ينفعنا كثيراً في التعامل مع الأحداث والمواقف التأريخية والمعاصرة ، فعندما نقول : حيا

الله العاملين المخلصين ، فيفهم البعض أن كل العاملين مخلصين ، مع إن التحية ألقيت على المخلصين من

العاملين فقط ولم تشمل غير المخلصين ، أما إذا قلنا : حيا الله المخلصين من العاملين فتكون العبارة أوضح

وأدق .

وفي مثال آخر نقول: بارك الله بالشباب الواعي الوطني ، فهذا لا يعني أن كل الشباب واعون ووطنيون ، وإنما

الكلام موجه إلى الواعين والوطنيين فقط، أما غير الواعين وغير الوطنيين فغير مشمولين ، والأدق أن نقول :

بارك الله بالواعين الوطنيين من الشباب .

ويمكن ربط ما تقدم بالآية الشريفة محل البحث سنستنتج استنتاجات كثيرة ومهمة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3289

—————————

التأمل رقم 174

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

يتصور بعض من غُسِلَت أدمغتهم بعقائد خاطئة – إن لم نقل منحرفة وفاسدة – أن رغبة المؤمن المحسن يجب

أن تكون لله وإذا أضيف لها آخرٌ (حتى لو كان رسوله محمد صلى الله عليه وآله) فيُعدّ شركاً ، وهذا يعني أن

من يريد الله ورسوله والدار الآخرة يعتبر مشركاً بنظره وقد يفتي بقتله ، مع إن الله يعتبره محسناً ويُعدّ له أجراً

عظيماً ، فشتان ما بين الاثنين .

وعلينا – وعليهم – التفريق بين مالك الملك ( الله جل جلاله ) الذي بيده كل شيء ولا حول ولا قوة لغيره

إلا به حتى لو كان رسوله محمد صلى الله عليه وآله فضلاً عن غيره ، وبين أن يكون لغير الله حول وقوة

تساوي وتكافئ ما لله جل شأنه من حول وقوة ، فمن يريد الله ورسوله والدار الآخرة على حد سواء يعتبر

مشركاً ، أما من يريدهم باعتبار (رسوله والدار الآخرة) هما استكمال لتلك الرغبة فهو محسن وله أجر عظيم .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3290

—————————

التأمل رقم 175

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)

يفهم الكثير من المسلمين أن القرب من النبي صلى الله عليه وآله – باعتباره الوسيلة العظمى الى الله تعالى –

هو تشريف فقط ولا ينظر الى جانب التكليف من هذا القرب ، بحيث يفرح وينتعش حينما يقال له أنت

مؤمن او حافظ للقرآن او جندي من جنود الإسلام او غيرها من الصفات الإيجابية ، وهذا حقه ، ولكن عليه

أن يعرف أنه إذا أتى بفاحشة فمحاسبته أشد ممن لا يمتلك هذا المستوى من القرب .

فالمرأة التي تنال شرف الزواج من النبي صلى الله عليه وآله يُضاعَف لها العذاب مرتين إن أتت بفاحشة مبينة ،

بينما يظن البعض أن هذا الشرف مانع او مقلل لفرص العذاب الذي يمكن أن ينال نساء النبي صلى الله عليه

وآله ، وعلينا جميعاً أن نحذر من أن نغتّر بعبادتنا وقربنا من الله وننسى أن محاسبتنا أشد – إن أتينا بفاحشة –

ممن مستواه أدنى .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3291

—————————

التأمل رقم 176

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إذا كان القرب التكاملي ( سواء من النبي صلى الله عليه وآله او من الله تعالى باعتباره الغاية من القرب النبوي

) يفرض على المتقرب ضريبة مضاعفة إذا أتى بفاحشة فهذا يعني – بحسب النظرة السطحية – أن يبتعد

الإنسان عن أي قرب تكاملي كي يكون العذاب بسبب الفاحشة غير مضاعف !

بالتأكيد هذه النظرة خاطئة ، فموضوع القرب التكاملي يشبه مسير الطالب في المراحل الدراسية ، فمن يرغب

بتحقيق معدل عالٍ ( ودخول جنة عالية ) فلا يفكّر بالتوقف عن مسيرته الدراسية مهما كانت الصعوبات

التي تواجهه ، ولا يقبل أصلاً أن يخطأ خطأ المراحل المتدنية (الفواحش) التي تجاوزها حتى وإن لم يحاسبه أحد .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3292

—————————

التأمل رقم 177

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

من الأمثلة التي توضح سبب مضاعفة العذاب على من يحمل صفة تكاملية معينة إذا أتى بفاحشة مبينة

السياسيون الذين تصدّوا للحكم بإسم الدين ثم أفسدوا وسرقوا علناً ( فاحشة مبينة ) ، حيث أساءوا الى

الدين بفعلهم هذا وخرج الناس – بسببهم – من الدين أفواجاً ، فهؤلاء أشد إثماً من السياسيين الذين أفسدوا

ولم يحملوا إسم الدين ، وأشد إثماً من السياسيين الذين أفسدوا سرّاً .

وإذا أردنا توسعة نطاق الأمثلة فيمكن شمول الفاسدين ممن تقلّدوا لباس الدين من رجال الدين وممن يدّعي

الإيمان والورع ، فهؤلاء أساءوا الى التدين وكرّهوا الناس بالدين وأعطوا صورة سلبية عن المتدينين ، وبالتالي

يستحقوا ضعفين من العذاب على ما أتوه من فاحشة مبينة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3294

—————————

التأمل رقم 178

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إن لكل مستوى إيماني فواحش يكون من المخزي إتيانها، فبعض الفواحش تناسب بعض المستويات الإيمانية

المتدنية ولكنها لا تناسب المستويات الإيمانية العالية ، فقد يصل الأمر عند بعض الأولياء أنهم إذا لم يصلوا

صلاة الليل فإنهم يستغفرون الله عليها لأنه بنظرهم يعد فاحشة .

وبالتالي فإن بلوغ مستوى إيماني معين هو نعمة إلهية لا تضاهيها نعمة، لذا يكون إتيان الفواحش هو كفر بهذه

النعمة العظيمة واستهانة بها، وهذا بحد ذاته يستحق العذاب الذي يناسبه، فضلا عن استحقاقه للعذاب

باعتباره قد أتى فاحشة بغض النظر عن مستواه الإيماني.

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3295

—————————

التأمل رقم 179

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إن الله تعالى جعل وسائل للتقرب إليه ، فإن أتى مستخدمٌ لهذه الوسائل بفاحشة مبينة فسيُضاعَف له العذاب

ضعفين ، من هذه الوسائل النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وحال زوجاته ، وقد لا ينحصر ذلك بهنّ

فقد يشمل حتى أصحابه بل وجميع المسلمين وخصوصاً من كان من ذريته ونسله من باب الموازنة بين

التكليف والتشريف .

ومن الوسائل الأخرى للتقرب الى الله تعالى بعض الأزمنة المقدسة التي ورد فيها مضاعفة الذنب على المذنب

كليالي الجمع وشهر شعبان ، ولا يُتسبعَد أن تُشمَل باقي الأزمنة المشرفة .

ومن هذه الوسائل أيضاً دور العبادة وباقي الأمكنة المقدسة فمن يأتي بفاحشة في هذه الأمكنة يكون منبوذاً

على الأقل على المستوى العرفي بشكل يفوق نبذ الفاحشة لو ارتكبت في أماكن أخرى .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3296

—————————

التأمل رقم 180

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

عندما تكون تربية المؤمن لنفسه تربية ضعيفة فسينظر الى مَن دُونَه من المستويات الإيمانية المتدنية نظرة

استصغار بمجرد وصوله الى مرحلة كمالية أعلى ، حيث يعجب بنفسه وبإيمانه وما وصل إليه ، وهذا العُجب

من الأمراض الروحية الخطيرة التي يجب معالجتها ومعرفة تفاصيلها كي لا يُبتلى المؤمن بها .

ومن وسائل علاج العجب أن يعرف المبتلى بهذا المرض بأن أي خطأ يبدر منه بإتيان فاحشة فإن سيُضاعف

عذابه ، فإذا عرف ذلك أدرك أنه في خطر وقد ينظر الى من دونه نظرة غبطة بدل نظرة الاستصغار .

وعليه يكون كل مؤمن على حذر ، فإما أن يكون في مستوى إيماني متدني وعندها يكون مصيره الأخروي

غير مُطمئِن ، وإن كان في مستوى إيماني عالي فيكون مصيره الأخروي غير مُطمئِن أيضاً بسبب مضاعفة

العذاب إن ارتكب فاحشة مبينة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3297

—————————

التأمل رقم 181

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

يروى أن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أنه قال لأحد أصحابه : ( الجميل من كل واحد جميل ومنك أجمل

، والقبيح من كل واحد قبيح ومنك أقبح ) ، وهذه الرواية تثبت أن قُرب الصُحبة سلاح ذو حدين ، يجعل

العمل الجميل أجمل من مثيله لو صدر من غيره ، وفي الوقت نفسه فإن القبيح ( الفاحشة المبينة ) يكون أقبح

مما لو صدر من مثيله .

نتعلم من ذلك أن الإحباط الذي يولّده مضاعفة العذاب عند إتيان فاحشة يمكن أن يجبره – بعد التوبة –

الانشراح الذي يولّده مضاعفة الثواب عند إتيان العمل الصالح ، فلا غبن في ساحة اللطف الإلهي .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3298

—————————

التأمل رقم 182

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

عندما نعتبر الموازنة بين التشريف والتكليف هي أحد الأسباب المحتملة لمضاعفة العذاب لمن أتى بفاحشة مبينة

من المقربين فهذا لا يعني أن هذه الموازنة مقتصرة على المقربين الى منزلة روحية او دينية ، وإنما يشمل المقربين

الى أي منزلة دنيوية أيضاً .

فمثلاً ، على الإنسان المثقف أن يوازن بين تكليفه كمثقف وتشريفه بهذا العنوان – وهو من حقه – ، فما

دامت الناس تحترمه لثقافته فعليه أن يخدم الناس بثقافته وإلا سيكون مقصراً وسيستحق الانتقاد والاستهجان

أكثر من غير المثقف ، وكذلك الأمر بالنسبة للسياسي والفنان والأكاديمي والغني وشيخ العشيرة ورجل الدين

والطبيب والمهندس والمعلم والمحامي وغيرهم .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3299

—————————

التأمل رقم 183

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

من طرق وسبل الوصول الى الكمال البشري والعصمة هو وجود مانع مشدد من التراجع والعودة الى الخلف ،

هذا المانع يتمثل بالعذاب المضاعف إذا قام الفرد المؤمن بإتيان فاحشة مبينة ، ولولا هذا المانع المشدد لم يكن

هناك تشجيع للتقدم خاصة وأن الإنسان في بداية طريق التكامل يكون مُعرّضَاً لارتكاب الأخطاء والفواحش

بسبب ضعف إمكانياته الذاتية والنفسية .

وكلما وصل المؤمن الى مرتبة تكاملية عالية صار التشدد أكبر في إتيان الفاحشة ، فالنظرة المحرمة مثلاً عند

أحدنا تعتبر فاحشة ولكن عند ولي الله تكون عظيمة ، أي أن العذاب مضاعف ، فيكون المانع عند ولي الله

أشد من المانع الذي يمنعنا .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3300

—————————

التأمل رقم 184

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

عندما نقرأ او نسمع أن أولياء الله يستغفرون ربهم بصورة تبدو مُبالَغٌ بها وقد تكون مثيرة للاستغراب بحيث لا

نصل نحن أصحاب الذنوب الكبيرة الى عُشرِها ، مع إن إستفارهم هذا أمر طبيعي ، والسبب عندما يُضاعَف

العذاب بسبب الإتيان بفاحشة مبينة فهذا يعني أنه يتطلب استغفاراً مضاعفاً يناسب العذاب المضاعَف ،

الفرق أننا لا نشعر بأننا أتينا بفاحشة تستحق العذاب المضاعَف كما يشعر به أولياء الله .

وقد نمرّ نحن أيضاً بمثل هذه الحالة ، فقد نرتكب فاحشة معينة نشعر بعِظَمها فنستغفر الله تعالى عليها بشكل

مفرط يناسب عِظَم الفاحشة التي أتيناها ، بينما نجد آخرين يرتكبون نفس الفاحشة وقد يندموا على ذلك

ويستغفروا الله عليها ، لكنهم لا يشعرون بما نشعره نحن ، وقد يستغربون من استغفارنا ( المفرط بالنسبة لهم )

، وهكذا الأمر بالنسبة لمن يأتي بنفس هذه الفاحشة ولا يرى نفسه مذنباً أمام الله جل جلاله .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3301

—————————

التأمل رقم 185

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

بما أن هناك أثراً تربوياً على مضاعفة العذاب على من يأتي بفاحشة مبينة ، وهذا الأثر هو السير نحو الكمال

وعدم التراجع ، فيمكن أن نستفيد من هذا الأثر في تربية أبنائنا بأن تكون العقوبة مضاعفة لمن يرتكب خطأً

لا يلائم مكانته في الأسرة .

كما يمكننا توسعة الأمر وتطبيقه على الحكّام والشعوب ، فمن يرتكب من الحكّام خطأً معيناً أو جريمة

فيجب أن تُضاعَف عقوبته ، لأنه يعتبر من المقربين الى السلطة ، بحيث تكون عقوبته ضعف العقوبة التي

ينالها المواطن العادي جرّاء نفس الجرم ، ومع الأسف الواقع عكس ذلك ، إذ تُخفَّف العقوبة على المسؤولين

والحكّام بل وتُلغى محاسبتهم ، بينما يُشدَّد الحكم على الإنسان البسيط .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3302

—————————

التأمل رقم 186

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

إن عاقبة إشاعة الفاحشة في المؤمنين هو العذاب الأليم في الدنيا والآخرة ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة

في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا ) ، وكأن العذابَ مُضاعَفٌ ، في الدنيا عذاب وفي الآخرة عذاب .

كيف لا يكون كذلك وأن إشاعة الفاحشة يجعل هذه الفاحشة منتشرة بين أبناء المجتمع المؤمن حتى تصبح

أمراً طبيعياً الى أن تصبح ظاهرة ويكون منتقدوها ورافضوها مُنتقَدين ومرفوضين ، وبالتالي فإشاعة هذه

الفاحشة هي أشد سوءاً من الفاحشة نفسها ، لأنها ستولّد عدة مصادر للفاحشة ، وقد يكون بعض هذه

المصادر هي مصادر لإشاعة الفاحشة وليس فقط للفاحشة ، عندها يمكننا تصور حجم الذنب الذي ارتكبه

مشيع الفاحشة وعدالة مضاعفة عذابه نستجير بالله .

وهذا الأمر يشمل كل المؤمنين، أما المقربون فيضاعف لهم العذاب لقربهم .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3303

—————————

التأمل رقم 187

#تأملات_قرآنية من #سورة_الأحزاب

مما لا شك فيه أن من أعظم النِعِم الإلهية هو القرب الإلهي والقرب من نبيه صلى الله عليه وآله ، فإن قابل

المتقرب الى الله تعالى هذه النعمة بالفاحشة المبينة ولم يتُب فسيُضاعَف له العذاب أضعافاً وفق سُنّة الاستدراج

، فعندما يُغدِق الله تعالى على عبدٍ بالنِعِم ويقابله العبد بالمعصية ويصرّ عليها من دون توبة فسيُستدرَج

العاصي المصرُّ على معصيته بإغداق النعم بشكل أكثر (بأن يُخدَع بأنه ما زال قريباً من الله تعالى) فيزداد عجباً

بنفسه وقربه فيغفل عن غاية خلقه ، وما أيسرها على الله جل شأنه ، نستجير بالله من مكر الله ، والغفلة بحد

ذاتها عذاب ، إضافة لفتحها الباب لعشرات بل مئات المعاصي ، وكل معصية مصيرها عذاب يناسبها ،

فتكون نتيجة إتيان الفاحشة المبينة عذاب مضاعف .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3304

====================

قناة (تأملات قرآنية) على التلغرام

Share this on WhatsApp

تأملات قرآنية من سورة الأحزاب / الجزء الأول

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد
اغلق الرد

الرد

شارك

الرد اغلق الرد

الرد
اغلق الرد