- استثمرت روسيا الحرب في غزة لاستعادة نشاطها الدبلوماسي في المنطقة، لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة، هي: تعزيز موقفها في الصراع مع الغرب من خلال إبراز فشل السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، وجني مكاسب في الجبهة الأوكرانية التي أصبحت شبه منسية؛ وإعادة تعريف دورها الدبلوماسي عبر تفاعلات نشطة مع اللاعبين الإقليميين؛ ومنع تصاعد الصراع الإقليمي بين إسرائيل وإيران ما قد يهدد مكاسبها في سورية.
- على رغم الهدوء النسبي لجبهة جنوب سوريا، في ظل اشتعال جبهتي غزة وجنوب لبنان، إلا أنه يُستبعد ترك إسرائيل هذه المنطقة الحيوية على حالها والتعايش مع احتمال مجاورة إيران هناك بعد صدمة 7 أكتوبر، وبخاصة إذا سعت إيران لتوسيع نفوذها هناك بعد حرب غزة وفقدان ورقة “حماس”، لذا قد تتجه روسيا إلى احتواء هذا التصعيد من خلال تجديد تفاهمات عام 2018.
- من الصعب تصور إمكانية التوصل إلى أي تفاهم جديد في جنوب سورية من دون دور روسي فاعل والبناء على التفاهم الذي تم في عام 2018، والذي أثبت فعاليته خلال حرب غزة في الحفاظ على هدوء الجنوب بعيداً عن الصراع في غزة وجنوب لبنان.
استعادت روسيا بعضاً من نشاطها وتحركاتها في سورية بعد تراجع ملحوظ في دورها المهيمن على الملف السوري، إثر انشغالها بالحرب في أوكرانيا منذ بداية عام 2022. المحرك الرئيس لهذا النشاط يتعلق بصراعها مع الغرب، عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا، الذي بات يهيمن على أولويات السياسة الخارجية الروسية. ولكنْ لروسيا هدفان مزدوجان يمكن تحقيقهما من خلال سورية، هما: منع التصعيد والحرب الإقليمية، واستعادة دورها -أو على الأقل جزء منه- في ملفات المنطقة المرتبطة بسورية، والذي تأثر بعد الحرب في أوكرانيا.
نشاط دبلوماسي روسي
ترتبط استعادة روسيا نشاطها في الشرق الأوسط بالصراع مع الغرب، وتحديداً بالحرب الدائرة في أوكرانيا التي تحدد حالياً أولويات سياسة موسكو الخارجية. ومع اندلاع الحرب في غزة، سعت روسيا لإبراز فشل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وعدم اهتمام واشنطن بالتوصل إلى حل عادل للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني على مدى العقود الماضية. ولقيت الرسائل الروسية صدىً في الشرق الأوسط والجنوب العالمي، خصوصاً بعد الدعم الأمريكي الواضح لإسرائيل خلال الحرب على غزة بالرغم من همجية الحملة العسكرية الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل أكثر من 20 ألف فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ذلك فضحت الحرب في غزة المعايير المزدوجة للولايات المتحدة والدول الغربية، إلى جانب أنها ساعدت على تحويل الأنظار عن الأزمة في أوكرانيا، وتأمل روسيا بأن يؤدي استمرار الصراع في الشرق الأوسط إلى استنزاف الولايات المتحدة، ما قد يؤثر في قدرتها على الاستمرار في دعم أوكرانيا. وأخيراً، فتحت الأحداث في غزة البابَ أمام روسيا لتعزيز دورها في المشرق العربي.
في أعقاب الحرب على غزة، كثّفت روسيا جهودها الدبلوماسية مع الدول المعنية بالأزمة بهدف العودة إلى ساحة الشرق الأوسط بوصفها لاعباً أساسياً. ومنذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، نشطت الدبلوماسية الروسية على أعلى المستويات، حيث أجرى الرئيس الروسي مباحثات مع قادة كلٍّ من سورية ومصر وإيران ورئيس وزراء العراق، وأيضاً مع ورئيس الوزراء الإسرائيلي والأطراف الفلسطينية، سواءً في غزة أو الضفة الغربية إلى جانب قيام الرئيس فلاديمير بوتين بزيارتين إلى كل من الإمارات والسعودية، واستقبال الرئيس الإيراني في موسكو. كل هذه الخطوات تهدف إلى تعزيز الدور الروسي في المنطقة. كما تقدم روسيا نفسها وسيطاً محتملاً للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، مُستندةً إلى علاقات “تاريخية طويلة الأمد مع الطرفين”، ومؤكدةً قدرتها على القيام بهذا الدور على الرغم من التحديات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا. هذا النشاط الدبلوماسي، على رغم أنه قد لا يتحول إلى مكاسب مباشرة وآنية، فإنَّه يبرز رغبة موسكو في استرجاع دورها الدبلوماسي في الشرق الأوسط، وهو الدور الذي خَفَتَ بعد تورطها في أوكرانيا.
بالإضافة إلى آفاق استعادة الدور الدبلوماسي الروسي، فإن التصعيد في غزة قد جلب أيضاً مخاطر لروسيا. يُمثل توسع الحرب بين إسرائيل وإيران وحلفائهما خطراً على المصالح الروسية في المنطقة وفي سورية تحديداً. وقد حذر المسؤولون الروس مراراً من هذا الخطر، الذي قد يُفسد المكاسب التي حققتها روسيا في سورية، ويُجبرها على اتخاذ موقف في الصراع، وهو موقف ترغب موسكو في تجنُّبه.
على الرغم من تراجع أهمية سورية في السياسة الإقليمية، إلا أنها لا تزال تُعدّ بوابة روسيا الرئيسة للتأثير في المشرق. وقد كشفت روسيا عن علامات لنشاط متجدد في سورية عقب الحرب على غزة، حيث أعلن السفير الروسي في تركيا، في نهاية نوفمبر الماضي، عن رغبة بلاده في دفع مسار التقارب بين تركيا وسورية بعد غياب في التصريحات منذ سبتمبر، إضافة إلى محاولات موسكو الحد من تصعيد النظام السوري ضد القوات الأمريكية في شمال شرقي البلاد. كما أنهت روسيا ملف مجموعة فاغنر في سورية، وحولت إرثها إلى شركة أمنية جديدة. ومع ذلك، يبقى الدور الأكثر أهمية لروسيا في الصراع الإيراني-الإسرائيلي، وأكثر الفرص التي قد تُبرز من خلالها موسكو دبلوماسيتها وتأثيرها في الترتيبات الإقليمية، منصباً على الجبهة الجنوبية السورية.
في المحصلة، تستغل موسكو النزاع في غزة لتسليط الضوء على قصور السياسات الأمريكية، وجني مكاسب في الجبهة الأوكرانية التي أصبحت شبه منسية. كما تسعى في الوقت نفسه لتجديد نفوذها من خلال البوابة السورية: عبر زيادة نشاطها الدبلوماسي الغائب منذ حرب أوكرانيا، وعبر العمل على منع توسع الحرب الإسرائيلية إلى حرب إقليمية.
أهمية الجبهة الجنوبية في إطار الاستراتيجية الروسية وحرب غزة
قبل نشوب الحرب في أوكرانيا، استطاعت روسيا أن تُرسي توازنات معقدة في سورية، وكان لها دور بارز في جنوب البلاد، حيث توصلت في عام 2018 إلى تفاهمات تُرضي جميع الأطراف المعنية، بما فيهم الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن وإيران ونظام الرئيس بشار الأسد، وعملت ضامناً لهذه التفاهمات التي أسفرت عن عودة السيطرة الحكومية إلى مناطق كانت تحت يد المعارضة في محافظتي درعا والقنيطرة. وبهذا، ضَمنت موسكو موقعاً استراتيجياً في معادلات جنوب سورية، المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأمن الإسرائيلي وبالصراع الإيراني-الإسرائيلي في المنطقة. بيد أن الدور الروسي في سورية تراجع بعد حرب أوكرانيا، بما فيها المنطقة الجنوبية. إلا أن الأحداث في غزة والتهديد باندلاع حرب إقليمية قدّمت فرصة ذهبية لروسيا لإعادة تأكيد حضورها في سورية وتحصين منطقة النفوذ الحساسة هذه.
مع استمرار النزاع في غزة، بات من الواضح أن إسرائيل تسعى لتغيير الوضع الأمني في المنطقة، وبخاصة في الجبهات القريبة. يَظهر ذلك جلياً من خلال نهجها التدميري في غزة، وعزمها على استمرار الحرب لضمان ألا يُشكل القطاع أي تهديد مستقبلي. وفي إطار الاستراتيجية نفسها، تسعى إسرائيل لدفع قوات حزب الله (أو على الأقل قوات النخبة فيه) إلى التراجع إلى ما بعد نهر الليطاني. حتى الآن، واجهت “حماس” الجيش الإسرائيلي بمفردها، بينما فضّل كلٌّ من حزب الله وإيران وسورية الحفاظ على قواعد الاشتباك وعدم تصعيد الوضع إلى حرب إقليمية واسعة. لكن الحروب الطويلة غالباً ما تأتي بمفاجآت ومخاطر غير متوقعة قد تترك انعكاسات خطيرة على المنطقة، بما فيها سورية وجبهتها الجنوبية.
خلال حرب غزة، لم تتحول المنطقة الجنوبية الغربية لسورية إلى جبهة قتال فعلية ضد إسرائيل لأسباب عدة، منها تحاشي النظام السوري مواجهة محتملة الخسارة مع إسرائيل، وغياب القدرات الهجومية الكافية في تلك المنطقة، سواء أكانت سورية أو إيرانية. لذا، تركز إسرائيل جهودها العسكرية حالياً على غزة ولبنان، مع شن ضربات متفرقة ضد البنية التحتية السورية والإيرانية في سورية. ومع ذلك، من المتوقع أن تمتد الاستراتيجية الإسرائيلية، الهادفة لتغيير الوضع الأمني العسكري في الجبهات المحيطة، إلى جنوب سورية الأقل توتراً، نظراً لأهميتها الاستراتيجية كونها أطول الجبهات الممتدة (80 كم)، ولأن التمدد الإيراني هناك يشكل تهديداً على الجولان المحتل وعلى أمن إسرائيل واستقرار الأردن، ولأنَّه سيعزز ارتباط جنوب سورية بلبنان.
بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن تؤدي حرب غزة والتأثيرات المترتبة عنها، مثل انتهاء حماس أو انحسار دورها، إلى زيادة أهمية الجبهة الجنوبية لسورية بالنسبة لإيران. فقد تجد إيران في جنوب سورية فرصة لتعويض بعض خسائرها الإقليمية من خلال توسيع نفوذها هناك، إن لم تقم بذلك اليوم فقد تقوم به مع مرور الوقت. وبينما ليس مضموناً أن تتمكن إيران من تأسيس جبهة عسكرية فاعلة في الجنوب السوري، فإن الفراغ الأمني هناك، إلى جانب ضعف النظام السوري وغياب دور فعّال لقوى خارجية مثل روسيا، قد يفسح المجال لإيران لمحاولة استمرار تعزيز وجودها. وهذا سيناريو ترفضه إسرائيل بشدة، وبخاصة بعد التطورات التي أعقبت الهجمات في 7 أكتوبر، وقد يشكل خطورة بإشعال حرب بين إيران وإسرائيل على الأراضي السورية. إن إهمال تطورات الأوضاع في الجنوب السوري لا يُهدد مصالح إسرائيل فحسب، بل يُشكل أيضاً تهديداً للمصالح الروسية والعربية في سورية.
من الصعب تصور إمكانية التوصل إلى أي تفاهم جديد في جنوب سورية من دون دور روسي فاعل والبناء على التفاهم الذي تم في عام 2018، والذي أثبت فعاليته خلال حرب غزة في الحفاظ على هدوء الجنوب بعيداً عن الصراع في غزة وجنوب لبنان. ولكن من المهم الإشارة إلى أن هناك عقبات جديدة تواجه أي اتفاق حالي، أكثر من تلك التي كانت موجودة في عام 2018، منها غياب قنوات التواصل الروسية-الأمريكية على الصعيد الدبلوماسي في سورية، وتدهور العلاقات بين روسيا وإسرائيل بسبب النقد الروسي اللاذع لتصرفات إسرائيل في غزة، بالإضافة إلى تقارب موسكو مع طهران في ظل الأزمة الأوكرانية. ويجدر الذكر أيضاً أن دبلوماسياً روسياً نفى في مطلع ديسمبر الماضي (2023) صحة التقارير التي أشارت إلى محادثات حول العودة إلى تفاهمات 2018، رافضاً وصف ما حدث في ذلك العام بأنه “تسوية”، ومؤكداً أنه كان هناك “تحرك روسي مع الشركاء بهدف إزالة حجج واشنطن وتل أبيب، وسحب ذرائع مواصلة الاعتداءات على الأراضي السورية بحجة الخطر الإيراني على أمن إسرائيل”.
تُعقِّد تلك العوامل مسار التوصل إلى تفاهم جديد في جنوب سورية، ولكن يمكن تجاوزها لأسباب عدة:
أولاً، على الرغم من المصالح المشتركة بين روسيا وإيران، وتحفظات موسكو على إظهار استعدادها للتفاهم مع العرب والولايات المتحدة وإسرائيل على أساس احتواء طهران، إلا أنها قد تجد نفسها مضطرة لذلك إن كانت ترغب في تحقيق أهدافها الإقليمية التي تتضمن إعادة تنشيط دورها في المنطقة وحماية مصالحها في سورية مع منع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل.
ثانياً، قد يؤدي التوصل إلى تفاهم يخدم مصالح إسرائيل إلى تخفيف الضغوط الغربية على روسيا في أوكرانيا. إضافةً إلى ذلك، تحتاج روسيا إلى استرداد بعض أدوات الضغط على إيران التي وسَّعت نفوذها في سورية. كما يمكن لروسيا أن تقدم أي تفاهم جديد على أنه مسعى لتهدئة الأوضاع في المنطقة، وليس باعتباره إجراءً مُوجهاً ضد إيران بالضرورة.
ثالثاً، على الرغم من توتر العلاقات الروسية-الإسرائيلية بسبب الانتقادات الروسية المتواصلة، فإنه تجب الإشارة إلى أن روسيا لم تتخذ خطوات حاسمة تدعم مُعارضي إسرائيل. فما تقوم به روسيا هو مجرد إطلاق تصريحات ناقدة والتصويت في مجلس الأمن لصالح وقف الحرب في غزة، وهي خطوات يمكن توقعها من دولة لها خلافات مع الغرب، وليست موجهة بالضرورة ضد إسرائيل، بل ضد المعايير المزدوجة للغرب، وبخاصةً أن روسيا تحافظ على قنوات الاتصال مع إسرائيل، وتوسطت في إطلاق سراح مواطنين ذوي جنسية مزدوجة، ولا تزال تصف علاقاتها بإسرائيل بأنها “مستقرة”، وتطالب “حماس” بإطلاق سراح كل الرهائن لديها. هذا يدل على أن القنوات لا تزال مفتوحة ونشطة بين الكرملين وتل أبيب. أما بالنسبة للموقف الأمريكي، فعلى الرغم من عدم رغبة واشنطن في منح روسيا دوراً كبيراً، إلا أنها قد لا تعارض دوراً محدوداً لروسيا في جنوب سورية إذا أسهم ذلك في تحقيق مصلحة مشتركة هي عدم امتداد الحرب في غزة إلى حرب إقليمية.
في المحصلة، الجنوب السوري في حالة هدوء نسبي، ولكنه يظل ذا أهمية كبيرة لجميع الأطراف المعنية بسورية وحرب غزة. ينبغي عدم اعتبار هذا الهدوء أمراً مفروغاً منه؛ بل يجب استغلاله كفرصة لبدء محادثات بهدف تجديد اتفاق 2018، وذلك في مسعى لقطع الطريق أمام أي تصعيد مستقبلي.
المصلحة العربية من استعادة روسيا نشاطها
للدول العربية مصالح ملموسة في أن تستأنف روسيا دورها النشط في طاولة المفاوضات بشأن مستقبل جنوب سورية، وذلك لعدة أسباب، أهمها:
أولاً، تشترك روسيا والدول العربية في الرغبة في منع تحول الحرب في غزة إلى صراع إقليمي. والجبهة الجنوبية في سورية قد تكون هادئة حالياً، لكن لا يمكن التنبؤ بمستقبل الأحداث. لذا، يُعدّ تدخل روسيا عاملاً مهماً لضمان استمرار الهدوء في الجنوب السوري.
ثانياً، الوجود الإيراني في سورية يشكل تهديداً ليس لإسرائيل فقط، بل لأمن الأردن ودول الخليج أيضاً. لن تستطيع روسيا حلّ جميع مشكلات الجنوب السوري، مثل الفوضى وتجارة وتهريب الكبتاغون والسلاح، ولكن وجودها أفضل الخيارات المطروحة حلياً.
ثالثاً، يتجه النظام السوري إلى الاعتماد بشكل متزايد على إيران، خصوصاً بعد تعثر المبادرات الدبلوماسية الأخرى، وفي مقدمتها “الحل العربي”، لكن دمشق لا تزال تُظهر عدم رغبتها في تسليم الجبهة الجنوبية بالكامل لإيران. وتدخل روسيا في الجنوب قد يزيد من خيارات دمشق، ويخفف الضغط الإيراني المتزايد للحصول على تنازلات من الأسد.
استنتاجات
يُعدّ جنوب سورية واحداً من الجبهات المحيطة بإسرائيل التي تسعى لتغيير الأمر الواقع فيها بشكل جذري. وفي حين أن الأولوية الإسرائيلية تتمثل في القضاء على حركة حماس ومنع أي تهديد مستقبلي من غزة، والضغط على حزب الله للانسحاب من جنوب نهر الليطاني، فإن مصير جنوب سورية مؤجل. تُوفر هذه الحالة، جنباً إلى جنب مع النشاط الروسي المناقش سابقاً، فرصة للدبلوماسية العربية لرسم مستقبل جنوب سورية بكلف قليلة ومكاسب عديدة.
صحيح أن الجنوب السوري لا يزال يشهد هدوءاً نسبياً في ضوء التركيز الإسرائيلي على غزة وجنوب لبنان، ومع ذلك فإن التحرك نحو تحقيق تفاهم مبدئي في جنوب سورية أمر ضروري، لأن التطورات الميدانية يمكن أن تتطور بسرعة وتصبح خارج السيطرة، وأيضاً إذا كان هناك تصعيد قبل التوصل إلى أي تفاهم فقد تضطر روسيا إلى اتخاذ موقف مؤيد لإيران في سورية من أجل عدم تعريض علاقتها بإيران للخطر من أجل تفاهم غير موجود، ولكن إذا كان هناك اتفاق مبدئي، فستكون روسيا أكثر اهتماماً باحتواء إيران، بدلاً من دعمها.
المصدر : https://epc.ae/ar/details/featured/ieadat-altamawdue-alruwsi-fi-suria-abr-bawabat-harb-gaza