إعداد : شيماء فاروق – باحثة دكتوراه في فلسفة العلوم السياسية
ملخص :
شهد المجتمع الدولي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب سلسلة من إجراءات الانسحاب الأمريكي من أغلب المواقع والاتفاقيات الدولية, وكان الاتفاق الذي أبرمه ترامب مع حركة طالبان للانسحاب من أفغانستان من أهم الأحداث الدولية, حيثُ كان من المتوقع تراجع الإدارة الجديدة عن الانسحاب من أفغانستان, لكن أكد الرئيس الحالي بايدن على أخر موعد لانسحاب القوات الامريكية من أفغانستان, مما أحدث تداعيات سياسية وأمنية علي الداخلي الأفغاني من خلال: توسع حركة طالبان في الأراضي الأفغانية, وتزايد المخاوف الروسية والصينية على حد سواء من عودة حركة طالبان للحكم.
Abstract
During the era of former President Donald Trump, the international community witnessed a series of American withdrawals from most international sites and agreements, and the agreement that Trump concluded with the “Taliban movement” to withdraw from Afghanistan was one of the most important international events, as it was expected that the new administration wouldn’t withdraw from Afghanistan, but the President emphasized The current Biden announced the last date for the withdrawal of US forces from Afghanistan, which has caused political and security repercussions on the Afghan interior through the expansion of the Taliban movement in Afghan territory, and the growing fears of Russia and China alike about the return of the Taliban movement to power.
مقدمة:
لم يكن الغزو الأمريكي للأراضي الافغانية غاية, لكن كان نتيجة تنفيذ “أسامة بن لادن” لأكبر عملية إرهابية داخل أراضي الولايات المتحدة الامريكية التي أسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص, حيث أعلن تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن مسئولية التنظيم عن هجمات 11سبتمبر, وتم تنفيذ العملية من خلال اختطاف أربع طائرات تجارية, اصطدمت اثنتان منها بمركز التجارة العالمي في نيويورك، ما تسبب في انهياره, طائرة ثالثة تضرب مبنى البنتاغون في واشنطن، أما الطائرة الرابعة فتتحطم في حقل في ولاية بنسلفانيا.
لذلك طالبت الولايات المتحدة الامريكية من حكومة طالبان _ التي تولت السلطة بعد عقد من الاحتلال السوفياتي وما أعقبه من حرب أهلية_ تسليم بن لادن لكنها رفضت, لذا قامت الولايات بأول ضربة جوية قصفت منشآت لطالبان والقاعدة في أفغانستان, وشمل القصف كابول وقندهار وجلال أباد في 7 اكتوبر2001, منذ ذلك الحين أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عزمها على تقويض تنظيم القاعدة وإبعاد حركة طالبان عن الحكم, وإرساء النظام الديمقراطي في أفغانستان, لكن بعد مرور عقدين من الزمن لم تستطع الولايات المتحدة دحر حركة طالبان وتكبدت خسائر مادية وبشرية كبيرة.
من هنا أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب عن اتفاق ابرمه مع حركة طالبان للانسحاب من الأراضي الأفغانية, وهو ما أكد تنفيذ هذا الاتفاق مع الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أعلن أن 31 أغسطس2021 سيكون تاريخ انتهاء انسحاب قوات بلاده من أفغانستان, معلنًا في كلمة إن واشنطن “حققت أهدافها” في مكافحة التهديد الإرهابي, وأن الولايات المتحدة لم تذهب إلى أفغانستان “لبناء أمة” بل تلك “مسؤولية الأفغان” حسب تعبيره، معربا عن “ثقته في قدرة” الجيش الأفغاني للتصدي لحركة الطالبان، التي تحاول استغلال الانسحاب الأمريكي والتوسع عبر مجموعة من المناطق.[1]
كما أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يفسح المجال لقوى إقليمية تتطلع للعب دور أكبر ولها مصالحها الاستراتيجية مثل الهند وباكستان والصين وروسيا، والتي تستطيع رعايتها وتحقيقها بشكل أفضل في غياب الولايات المتحدة من أفغانستان إلا أن توسع حركة طالبان يزيد مخاوف الدول الإقليمية خاصة روسيا والصين.
الإشكالية البحثية:
بالرغم من معاناة أفغانستان من سلسلة الهجمات التي كانت تدار بين القوات الأمريكية من جانب وحركة طالبان وتنظيم القاعدة من جانب أخر, إلا ان الانسحاب الأمريكي سوف يحدث فراغ سياسي وأمني وعسكري كبير؛ بسبب فشل الولايات المتحدة في إرساء نظام ديمقراطي على مدار عقدين من الزمن والتي تواجدت فيهم في أفغانستان, لذلك يدور التساؤل الرئيسي للدراسة حول:
“ماهي تداعيات الانسحاب الأمريكي من أفغانستان محليًا وإقليميًا؟”
وللإجابة على هذا التساؤل يندرج تحته عدة تساؤلات فرعية:
- 1) ما هي أسباب الانسحاب الأمريكي؟
- 2) ما هي تداعيات الانسحاب الأمريكي على الداخل الأفغاني؟
- 3) ما هي تداعيات الانسحاب الأمريكي من أفغانستان على روسيا والصين؟
تقسيم الدراسة:
- 1) أسباب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.
- 2) تداعيات الانسحاب الأمريكي على الوضع الداخلي في أفغانستان.
أ- مسئولية الجيش الأفغاني بالكامل عن الأمن القومي.
ب- التقدم العسكري لحركة طالبان في افغانستان.
- 3) تداعيات الانسحاب الامريكي من افغانستان إقليميًا.
- تزايد المخاوف الروسية من حركة طالبان عقب الانسحاب الامريكي من افغانستان.
- تزايد المخاوف الصينية من حركة طالبان عقب الانسحاب الامريكي من افغانستان.
أولاً: أسباب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.
قد أعلن الرئيس الامريكي “جو بايدن” أن عملية الانسحاب الامريكي يجب أن تتم في أسرع وقت وقد حدد 31 أغسطس من الشهر الجاري موعد نهائي لانسحاب أخر القوات الامريكية, فقد برر الانسحاب الامريكي من أفغانستان إنقاذا للأرواح, تزامن هذا الخطاب مع تقدم حركة طالبان وسيطرتها على عدة مدن أفغانية, كما صرح بايدن في خطاب ألقاه في البيت الأبيض: “إن مجرد عام إضافي من القتال في أفغانستان ليس حلا، ولكنه سيؤدي إلى إطالة أمد القتال هناك إلى أجل غير مسمى”.
فقد ترسخ لدى القيادة الامريكية “عدم الجدوى” في التواجد في الاراضي الافغانية منذ تولي الرئيس السابق ترامب الذي أبرم اتفاق مع حركة طالبان على سحب القوات الأمريكية بحلول مايو 2021، لكن بايدن أرجأ الموعد النهائي بعد ما تولى منصبه في يناير2021, لم يكن الانسحاب رغبة الإدارة الامريكية فحسب ولكن أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة دعما شعبيًا أمريكيا واسع النطاق لمغادرة أفغانستان, بعد أن وصلت تكلفة الصراع إلى قتل أكثر من 2300 جندي أمريكي وجُرح أكثر من 20 ألفاً آخرين, كما إن التكلفة المالية المقدرة للصراع والتي تحملها دافعو الضرائب الأمريكيون تقترب من تريليون دولار, بالإضافة إلى مقتل أكثر من 450 بريطانياً والمئات من الجنسيات الأخرى, بالرغم من تحمل الشعب الأفغاني العبء الأكبر من الخسائر، حيث تشير بعض التقارير إلى أن أكثر من 60 ألفا من أفراد القوات المسلحة الأفغانية قتلوا في الصراع, إلا أن الولايات المتحدة تكبدت خسائر كبيرة مقابل مكاسب ضئيلة ووهمية.[2]
كما أن الولايات المتحدة حققت بعض الأهداف التي تطلعت إليها عقب غزو أفغانستان في 2001, فقد تخلصت من القيادات المركزية لحركة طالبان, هذا يعد أحد أهم الاسباب التي استندت عليها القيادة الأمريكية في انتهاء مهمتها في الأراضي الأفغانية, فقد استطاعت الولايات المتحدة في فجر الثاني من مايو 2011 توجيه ضربة موجعة لتنظيم القاعدة وقتل زعيم القاعدة ” أسامة بن لادن“.[3]
ايضًا وفاة “الملا محمد عمر” المؤسس الروحي لحركة طالبان يمثل جانب هام للقوات الامريكية التي كانت تبحث عنه لسنوات داخل أفغانستان, والذي أعلنت حركة طالبان وفاته في 2013 بينما أفادت المخابرات الأفغانية بأن الملا عمر توفي متأثرا بمشاكل صحية في مستشفى بمدينة كراتشي الباكستانية, وذلك قبل عامين من إعلان الحركة لوفاته.[4]
كما تعتقد الولايات المتحدة الامريكية أنها حققت كافة الاهداف التي كانت تسعى إليها من غزو افغانستان, حيث فككت قوة حركة طالبان, والاطاحة بهم من السلطة, وتدمير معسكرات القاعدة, وتزعم بناء جيش أفغاني قوي ورسخت النظام الديمقراطي داخل أفغانستان, إلا أن كافة الأهداف المعلنة لم تتحقق, وأن سناريو “الفوضى الخلاقة” الذي تم ترسيخه في العراق تكرر في أفغانستان.[5]
ثانيًا: تداعيات الانسحاب الأمريكي على الوضع الداخلي في أفغانستان.
لم يكتمل الانسحاب الامريكي بالكامل وبوادر تداعياته أضحت في الظهور, فقد أصبح الجيش الأفغاني مسئول عن الأمن القومي بالكامل وهو ما أتضح منه ضعف قدرة الجيش الأفغاني على تحقيق الأمن القومي, بالإضافة لتصاعد حدة العنف وسيطرة طالبان على بعض المدن الأفغانية.
- أ- مسئولية الجيش الأفغاني بالكامل عن الأمن القومي.
منذ أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انسحاب قواتها أصبحت مهمة الأمن مسئولية الجيش الأفغاني بالكامل لكن ما أن لبست القوات الأمريكية تتحرك, تدهور الوضع الأمني في البلاد, فقد حمّل الرئيس الأفغاني “أشرف غني” الولايات المتحدة المسؤولية عن تدهور الوضع الأمني في بلاده، مشيرا إلى أن السبب هو القرار المفاجئ بالانسحاب الأمريكي وقد أكد ذلك في خطاب وجهه “غني” إلى البرلمان الأفغاني, وأكد على أنه حذر الأمريكيين من أن الانسحاب ستكون له “عواقب, ولازالت قوات الأمن الأفغانية تكافح لصد طالبان، وتخوض معارك طاحنة ضد مقاتلي طالبان لمنع سقوط أول مدينة رئيسية في أيدي المتمردين، بعد سلسلة هجمات استهدفت مراكز حضرية في تصعيد خطي, لكن لا تستطيع القوات الأفغانية مواجهة طالبان بمفردها دون المساعدات الأممية بصفة عامة والأمريكية بصفة خاصة.[6]
- ب- التقدم العسكري لحركة طالبان في افغانستان.
سيطرت حركة طالبان على مساحات من الأراضي خلال الشهرين الماضيين(يونيو وأغسطس 2021) فقد تجاوزت المساحات التي كانت تسيطر عليها عندما كانت الحركة في قمة قوتها قبل الإطاحة بها عن حكم افغانستان في عام 2001, حيثُ استطاع مسلحو حركة طالبان الانتشار في جميع أنحاء البلاد، خاصة في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية والأقاليم الوسطى مثل غزني وميدان وردك, كما أنهم يقتربون من المدن الكبرى مثل قندوز وهيرات وقندهار ولشكرغاه.
لم يستكف مسلحو حركة طالبان من الانتشار في جميع أنحاء البلاد ولكن شنت الحركة هجوما واسعا شمل عواصم ثلاث ولايات على الأقل، هي “لشكر قاه وقندهار وهرات“، وقد شهدت على إثرها مواجهات عنيفة نزح خلالها آلاف من المدنيين في ظل تقدم المتطرفين, وأصبح العنف في البلاد مستمر في التصاعد، مع سيطرة طالبان على المزيد من الأراضي, فقد أعلنت طاجيكستان إن ما يزيد على ألف جندي أفغاني فروا عبر الحدود مع سيطرة طالبان على مزيد من الأراضي في شمالي أفغانستان, وقالت لجنة الأمن الوطني الطاجيكية إن القوات تراجعت لإنقاذ حياتها بعد اشتباكات مع متمردين في عدد من المناطق الحدودية, وسيطرت طالبان على معظم أجزاء إقليم باداخشان المجاور، بما في ذلك المعبر الحدودي الرئيسي.[7]
بالتالي أصبحت حركة طالبان تشكل تهديدًا على الداخل الافغاني وامتد التهديد للحدود المجاورة لأفغانستان, كما أن انسحاب القوات الامريكية والناتو أصبح ضروريًا خاصة عقب تهديد طالبان بأن أي قوات أجنبية تبقى في أفغانستان، بعد الموعد النهائي لانسحاب الناتو في سبتمبر، ستكون معرضة للخطر بصفتها “محتلة“, وسوف تواصل حركة طالبان الجهاد ضدها.
ثالثًا: تداعيات الانسحاب الامريكي من افغانستان إقليميًا.
في كل الأحول أصبح الانسحاب الأمريكي واقعًا يشكل تهديدًا لقوى منافسة للولايات المتحدة الأمريكية خاصة روسيا والصين, فتصاعد الجماعات الاسلامية في هذه المنطقة التي تتشارك الحدود مع جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقًا, والصين من جانب أخر يشكل خطرًا على الأمن القومي لكل منهما.
أ- تزايد المخاوف الروسية من حركة طالبان عقب الانسحاب الامريكي من افغانستان.
تشترك أفغانستان في الحدود مع تركمانستان وأوزبكستان وطاجكستان (دول كانت ضمن الاتحاد السوفيتي السابق) من الشمال, فالاتحاد الروسي منذ ظهور طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان وهو لديه مخاوف كبيرة من التهديدات تتعلق بالحدود والإرهاب والتهريب.
سيطر تنظيم طالبان على معظم أراضي أفغانستان بعد قرار الانسحاب الأمريكي ، وهو ما ضاعف من المخاوف الروسية أكثر فأكثر نتيجة تخوفها من تحالف طالبان مع الجماعات الاسلامية في الشيشان, لذلك تسير الاستراتيجية الروسية في اتجاهات متوازية من خلال:
- “زيادة الجاهزية العسكرية الروسية في القاعدة 201 الروسية بالقرب من الحدود الأفغانية.
- زيادة التعاون العسكري مع طاجكستان في إطار منظمة الأمن الجماعي.
- وزيادة التعاون مع الصين التي تواجه نفس الخطر.[8]
كما حذرت روسيا حركة طالبان بلهجة حادة من تجاوز الحركة في أفغانستان لـ”الحدود” خلال توسعاتها السريعة في الأراضي الأفغانية، التي جعلتها على تماس مباشر مع المصالح الروسية بعد سيطرة الحركة على مناطق قرب الحدود بين أفغانستان وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة, في مقابل تعهدات الحركة بعدم التحول لشن قاعدة هجوم على دول حليفة أو حدودية مع روسيا صرح المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة “طالبان”، سهيل شاهين إن “(طالبان) تناقش مع الجانب الروسي قضية رفع العقوبات عن الحركة”.
لكن الجانب الروسي لا يستطيع أن يثق بالتعهدات التي قدمتها حركة طالبان خاصة عقب تقدمها علي حدود طاجكستان فقد سيطرت طالبان على ما يصل إلى 70٪ من الحدود الطاجيكية الأفغانية, لذلك أمر الرئيس الطاجيكي “إمام علي رحمان” بتعبئة 20 ألف جندي احتياطي لتعزيز الحدود مع أفغانستان بعد أن فر أكثر من ألف من أفراد الأمن الأفغان عبر الحدود ردا على تقدم مقاتلي طالبان, وصرح الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” لرحمان إن موسكو ستساعد الجمهورية السوفيتية السابقة الفقيرة في مواجهة تداعيات خروج الناتو من أفغانستان, كما أعلن بوتين في بيان رسمي إن روسيا التي تدير واحدة من أكبر قواعدها العسكرية في الخارج في طاجيكستان مجهزة بالدبابات والمروحيات والطائرات بدون طيار وطائرات الهجوم الأرضي، ستساعد في استقرار الحدود مع أفغانستان سواء بشكل مباشر أو من خلال تكتل أمني إقليمي.[9]
ب- تزايد المخاوف الصينية من حركة طالبان عقب الانسحاب الامريكي من افغانستان.
لا تختلف المخاوف الصينية عن المخاوف الروسية بشأن تمدد حركة طالبان داخل افغانستان خصوصا إذا انضمت الحركات الاسلامية من منطقة الإيجور ذاتية الحكم” في إقليم شينغيانغ غرب الصين، والتي تطالب منظمات فيها بالانفصال عن الصين رافعة شعارات دينية, كما يشكل “ممر واخان” على الحدود الأفغانية الصينية تهديدا حقيقًا, خاصة عقب اجتياح طالبان مقاطعة بدخشان الشمالية الشرقية واقتربت من الحدود مع شينجيانغ الصينية.[10]
لذلك اتخذت الصين سياسة الاحتواء مع طالبان فقد أبلغت وزارة الخارجية الصينية وفدا زائرا من طالبان أنها تتوقع أن تلعب الجماعة المتمردة دورا مهما في إنهاء الحرب في أفغانستان وإعادة بناء البلاد, وقال متحدث باسم طالبان إن تسعة ممثلين عن طالبان التقوا بوزير الخارجية وانغ يي في مدينة تيانجين شمال الصين في زيارة استمرت يومين ناقش خلالها عملية السلام والقضايا الأمنية, وقال وانغ إن من المتوقع أن تلعب طالبان “دورًا مهمًا في عملية المصالحة السلمية وإعادة الإعمار في أفغانستان, وأعرب عن أمله في أن تقوم طالبان بقمع حركة تركستان الشرقية الإسلامية لأنها تشكل “تهديدًا مباشرًا للأمن القومي للصين.
كما أكدت الصين أنها لن تسمح لأي جماعة متمردة باستخدام الأراضي الأفغانية ضد الصين, وأكدت مجددا التزامها بمواصلة مساعدتها للأفغان وقالت إنها لن تتدخل في القضايا الأفغانية ولكنها ستساعد في حل المشاكل واستعادة السلام في البلاد وبذلك تحاول الصين التعاون مع حركة طالبان للحد من التوتر على الحدود الصينية الافغانية. [11]
وأخيرًا إن التواجد الامريكي في افغانستان على مدار أكثر من عشرين عامًا لم يسفر إلا عن خسائر مادية وبشرية جسيمة بالنسبة للأمريكيين, فلم تستطع الولايات المتحدة الأمريكية القضاء على تنظيم القاعدة وحركة طالبان, بل من المتوقع عودة طالبان للحكم وإما ستغرق أفغانستان في مستنقع “الحرب الأهلية” من جديد, بالرغم من ذلك إن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يُعد من أكبر المكاسب بخلاف توفير الخسائر المادية والبشرية فإن الانسحاب الأمريكي يمثل معضلة أمنية لكل لمنافسيها من روسيا والصين نتيجة التخوف من الجماعات الإسلامية وتسللها لجمهوريات الاتحاد السوفيتي أو تحالفها مع الإيجور التي تتمتع بالحكم الذاتي في الصين.
[1] بايدن يعلن انتهاء انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في 31 أغسطس. فرانس 24. 08/07/2021.
[2] الحرب في أفغانستان: هل كان الغزو يستحق كل هذه التكلفة الفلكية؟. بي بي سي. 8 يوليو/ تموز 2021. متاح على الرابط التالي: https://www.bbc.com
[3] بن لادن: بعد مرور 10 سنوات على مقتله، ماذا تبقى من إرثه؟. بي بي سي. 2 مايو/ أيار 2021. متاح على الرابط التالي: https://www.bbc.com
[4] أفغانستان: حركة طالبان تؤكد وفاة الملا عمر “بسبب المرض. . فرانس 24. 30/07/2015. متاح على الرابط التالي: https://www.france24.com
[5] Hizbullah Khan. How Withdrawal Will Not Reverse the United States gains in Afghanistan. Global Policy. 23 July 2021.
[6] الرئيس الأفغاني أشرف غني يعتبر أن الانسحاب الأمريكي “المفاجئ” وراء التدهور الأمني. فرانس 24. 02/08/2021. متاح على الرابط التالي: https://www.bbc.com
[7] طالبان: فرار نحو ألف جندي أفغاني إلى طاجيكستان مع سيطرة الحركة على مناطق في شمال أفغانستان. بي بي سي. 5 يوليو/ تموز 2021. متاح على الرابط التالي: https://www.bbc.com
[8] للمرة الثانية موسكو تحذر “طالبان”.. والحركة تستجيب مقابل شرط. سكاي نيوز عربية. 15 يوليو 2021. متاح على الرابط التالي: https://www.skynewsarabia.com/
[9] Russia drills attack helicopters, pledges help to secure Tajik-Afghan border. Reuters. July 6, 2021. https://www.reuters.com
[10] How big a security threat does China face as Taliban draws closer to border with Xinjiang?. Global times. Jul 13, 2021 . https://www.globaltimes.com
[11] China says Taliban expected to play ‘important’ Afghan peace role. Reuters. July 28, 2021. https://www.reuters.com
.
رابط المصدر: