حمدي مالك
كثف “فصيل المقاومة الدولية” مزاعمه بشأن شنه هجمات على قوافل، بتحوله من التفجيرات على جوانب الطرق التي تركز على الأنبار إلى حوادث على الحدود الكويتية.
شهد شهر آذار/مارس 2021، تصاعداً في التفجيرات على جوانب الطرق تبنّاها “فصيل المقاومة الدولية”، والتي استهدفت القوافل اللوجستية التي يقودها العراقيون ويملكها العراقيون والتي تنقل الإمدادات إلى عناصر التحالف الدولي.
وكان “الفصيل” قد أعلن في 6 كانون الثاني/يناير عن مسؤوليته عن هجومه الأول على قافلة شاحنات في منطقة الإسحاقي بمحافظة صلاح الدين شمالي بغداد، قائلاً إن الهجوم وقع قبل يومين. ومنذ ذلك الحين، وحتى تاريخ كتابة هذا المقال، أعلن “فصيل المقاومة الدولية” مسؤوليته عما لا يقل عن عشر هجمات مزعومة على القوافل.
كما نشر “الفصيل” أربعة مقاطع فيديو لمثل تلك الهجمات. ويظهر في المقطع الأول على ما يبدو هجوماً على قافلة لوجستية عند تقاطع مروري غربي بغداد (جسر الفلوجة) في 11 آذار/مارس. ويتبين من زاوية جهاز التفجير (باتجاه الطرف الخلفي للسيارة وبعيداً عن السائق)، أن “فصيل المقاومة الدولية” يحاول تقليل إمكانية سقوط ضحايا لتفادي إثارة ردود فعل عنيفة من الشعب العراقي.
ويُظهر الفيديو الثاني هجوماً يُزعم إنه وقع في الأنبار في 18 آذار/مارس. ولكن لم يُكشف عن موقعه الفعلي، وكانت نوعية الفيديو رديئة جداً ولم يظهر فيه أي اعتداء واضح. وكان ذلك اتجاهاً سائداً بين جماعات “المقاومة” المنخرطة في استهداف القوافل، لأنها فشلت على ما يبدو في إحداث ضرر حقيقي ولكنها ما زالت تريد استخدام الأحداث المشابهة لأغراضها الدعائية.
ونُشر الفيديو الثالث عبر وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لـ “المقاومة” في 25 آذار/مارس 2021، وزُعم أنه يصوّر تفجيراً على جانب الطريق في منطقة الرضوانية جنوب غربي بغداد. ولم يُظهر هذا الفيديو أي أضرار حقيقية أيضاً.
[وفي المقابل]، يمكن أن يشير الفيديو الرابع إلى حدوث تحوّل في استراتيجية استهداف القوافل الخاصة بـ “فصيل المقاومة الدولية”. فهو يُظهر هجوماً زُعم أنه وقع في ذي قار في 30 آذار/مارس، ولكن “فصيل المقاومة الدولية” لم يستخدم هذه المرة القنابل المزروعة على جوانب الطرق. ووفقاً لقنوات “المقاومة” أمثال “صابرين نيوز“، نُفّذ الانفجار بواسطة ما يسمّى بقنابل “لاصقة” (مغناطيسية في الواقع) وُضِعت على الجانب السفلي من شاحنة عند نقطة جريشان الحدودية مع الكويت.
وقد يكون هذا الخبر مجرد حيلة لإظهار قدرة جماعات “المقاومة” على اختراق المناطق الخاضعة لإجراءات أمنية مشددة بواسطة تلك التكتيكات. ومع ذلك، يُظهر الفيديو أيضاً سيارة مدنية تتجاوز الشاحنة المستهدفة قبل ثوانٍ قليلة من الانفجار، مما يزيد من احتمال قيام أحد الركاب بإلقاء عبوة ناسفة على الشاحنة. وفي كافة الأحوال، قد تكون هذه الحادثة مؤشراً على تغيّر التكتيكات التي تتبعها إحدى الجماعات التي تركّز عملياتها على القوافل اللوجستية.
ويتجلى من الطريقة التي تم بها تصوير العملية أيضاً أن “فصيل المقاومة الدولية” ازداد جرأةً في هجماته. فقد تم تصوير جميع مقاطع الفيديو السابقة لعمليات استهداف القوافل من مسافة آمنة، إلا أن هجوم 30 آذار/مارس صُوّر من زاوية أقرب بكثير.
وأخيراً، زعمت قنوات المقاومة أن قافلة ذي قار كانت تحمل سيارات من طراز “تويوتا” إلى معسكر تيسلار الألماني في قاعدة “عين الأسد” الجوية في الأنبار. ويشير ذلك إلى أن الميليشيات تستطيع الوصول إلى بيانات الاستيراد عند الجانب الكويتي، أو ربما عند نقطة التسليم المقصودة في الأنبار.
.
رابط المصدر: