تعد الأزمة السورية من أعقد أزمات المنطقة العربية في العصر الحديث، عجز النظام الإقليمي العربي على إحتواءها، مما جعلها تخرج من الدائرة العربية بعد إستخدام الفيتو الروسي- الصيني في مجلس الأمن الدولي ضد المبادرة العربية، كما ساهمت ممارسات النظام السوري في إدارة الأزمة لتحولها إلى أزمة إقليمية ودولية إستقطبت أطرافا من خارج مركب الأمن الإقليمي العربي، مما إدى إلى تسهيل الإختراق على غرار تركيا و إيران بالإضافة إلى روسيا و الولايات المتحدة . أدت الأزمة السورية إلى إحداث شرخ في المنظومة الدولية، التي إنقسمت بین طرف مؤید و آخر معارض لها، حيث ساندت واشنطن الحراك الشعبي في سوريا، بينما أيدت موسكو نظام بشار الأسد بصفته حليفها الإستراتيجي وقدمت له الدعم الدبلوماسي و العسكري لتفادي سقوطه، من خلال تفعيل العمل السياسي لحل الأزمة و تغليب مسار أستانة الذي يبقي على نظام الأسد كجزء من التسوية، بذلك ساهمت مواقف القوى الكبرى اتجاه الأزمة السورية في إنقسام الدول الإقليمية لسوريا حيث اصطفت تركيا، السعودية و قطر خلف الإستراتيجية الأمريكية التي تهدف إلى اسقاط نظام بشار الأسد، فيما جاء موقف كل من إيران و حزب الله داعما للموقف المتمسك ببقاء نظام بشار الأسد على رأس الحكم في سوريا. الروسي حال تضارب مصالح القوى الكبرى و انقسام الموقف الإقليمي دون تسوية عاجلة الازمة السورية التي بقيت مستمرة إلى يومنا هذا، إذ تشهد دمشق أوضاعا سياسية و أمنية غير مستقرة بالإضافة إلى إنهيار إقتصادي و تفكك المنظومة المجتمعية ، مما يعكس مدى سعي القوى العظمى و الإقليمية لتحقيق مصالحها و لو على حساب إستقرار الشعوب و أمن الوحدات السياسية
المصدر : https://democraticac.de/?p=92862