تصاعد حظوظ “هاريس” في سباق الانتخابات الأمريكية في مواجهة “ترامب”

منذ عقد المناظرة التي جمعت الرئيس الأمريكي جو بايدن مع منافسه في الانتخابات الامريكية دونالد ترامب، شهدت ساحة الحزب الديمقراطي نوعًا من الانقسام والالتباس بشأن مسار الانتخابات الأمريكية والحظوظ الانتخابية للحزب الديمقراطي بعد الأداء الضعيف الذي ظهر به الرئيس جو بايدن بتلك المناظرة، ولكن سرعان ما لملم الحزب شتات نفسه مع إعلان الرئيس بايدن الانسحاب من سباق الانتخابات الأمريكية، والذي أعقبه إعلان كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي مرشحًة للحزب الديمقراطي لخوض مضمار الانتخابات الأمريكية، إذ سرعان ما عملت كامالا هاريس علي تعزيز موقعها كمرشحة محتمله عن الحزب الديمقراطي، واستطاعت أن  تحصل رسميًا علي أغلبية أصوات المندوبين اللازمة لتصبح مرشحة الحزب لخوض الانتخابات، حيث حصلت علي نحو 99% من نحو 4500 من أصوات المندوبين عبر تصويت افتراضي، علي أن يتم إعلان ترشحها رسميًا في المؤتمر الوطني الديمقراطي المقرر انعقاده في الفترة من 19 : 22 أغسطس الجاري في شيكاغو، حيث سيتم التصويت رسميًا علي ترشح هاريس ونائبها لتمثيل الحزب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.

وقد سارعت هاريس في المضي قدمًا في حملتها الانتخابية نظرًا لضيق الوقت حيث لم يتبقى سوي نحو ثلاثة أشهر علي إجراء الانتخابات، فأعلنت اختيار تيم والز حاكم ولاية مينيسوتا ليكون المرشح لمنصب نائب الرئيس، وفي نفس اليوم قدمته في تجمع انتخابي في فيلادلفيا، كما أعلنت ترشحها رسميًا عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية القادمة، كأول امرأة ملونة تترشح عن حزب سياسي كبير فى الانتخابات الرئاسة.

كما مضت حملتها الانتخابية في تنفيذ خطة “حملة التأرجح الوطنية”، لتتوجه هاريس ونائبها الذي يشاركها البطاقة الانتخابية عن الحزب الديمقراطي لجولة انتخابية مضغوطة لمدة خمس أيام بعدد من الولايات المتأرجحة، والتي من المتوقع أن تشهد تنافس محموم بين مرشحي الحزب الديمقراطي والجمهوري في الانتخابات الرئاسية لتلعب دورًا كبيرًا في ترجيح كفة مرشح منهما عن الأخر للفوز بالبيت الأبيض، حيث تأمل هاريس والديمقراطيين أن تساعد هذه الجولة في جذب الاصوات المتأرجحة للتصويت لهم في الانتخابات المقبلة، وفي ظل هذه المستجدات علي ساحة الانتخابات الأمريكية تطرح التساؤلات بشأن سبب اختيار كامالا هاريس لتيم والز لمشاركتها البطاقة الانتخابية للحزب الديمقراطي، وهل سيعزز ذلك من حظوظ وفرص هاريس في هذه الانتخابات، وما الذي تعكسه استطلاعات الرأي بشأن توقع نتائج الانتخابات الامريكية؟

من هو تيم والز وهل يعزز من حظوظ هاريس للفوز بالرئاسة؟

يتمتع والز بخلفية ذات أصول ريفية، حيث ولد في ريف نبراسكا، والتحق بالحرس الوطني في سن السابعة عشر، وخدم به لمدة 24 عامًا، وقد غطت التأمينات الاجتماعية تكاليف تعليمه الجامعي، مما يشير لخلفيته المتواضعة ودعمه للطبقات الكادحة، وبدأ والز حياته المهنية مدرسًا، ومدربًا لكرة القدم، وتتميز مسيرته السياسية بانتخابه في مجلس النواب عام 2006 ولمدة 12 عامًا، في مينيسوتا وهي منطقة ذات ميول جمهورية في الكونجرس، كما تم انتخابه لفترتين حاكمًا لولاية مينيسوتا منذ عام 2019، وهو الحاكم رقم 41 لهذه الولاية.

خلال مسيرته السياسية جذبت سياسات والز الطبقة المتوسطة والعمال، ونجح في جذب ناخبين معتدلين ومستقلين، مقدمًا نفسه علي أنه ديمقراطي تقدمي داعم للفئات الكادحة، ويؤمن بالحريات الشخصية، كما أنه يحظى بدعم قطاع كبير من التيار التقدمي بالحزب الديمقراطي لمواقفه وسياساته التقدمية، وعلي الرغم من أن والز لا يمتلك شعبيته واسعة علي المستوي الوطني، جذب والز الانتباه بتصريحاته وانتقاداته اللاذعة لترامب ونائبه جي دي فانس خلال الفترة الماضية.

لذا اختارت هاريس تيم والز كرجل المرحلة ليخوض معها السباق الانتخابي نحو البيت الأبيض، فهو حاكم لأحد ولايات الغرب الأوسط، ومؤيد للنقابات ومحارب قديم، وينحدر من طبقة وسطي بالريف الأمريكي؛ مما يعزز حظوظها الانتخابية لاسيما في الولايات المتأرجحة، والتي لها دور مؤثر في ترجيح فوز مرشح دون الآخر، فبرغم عدم إفصاح حملة هاريس الانتخابية عن أسباب اختيارها لتيم والز، إلا أن هاريس قالت عند إعلان اختيارها والز أنه “قدم الكثير للعائلات الكادحة”.

حيث تسعي هاريس لأن يعزز وجود والز علي البطاقة الانتخابية من جذب الناخبين من الطبقة العاملة والريفيين والبيض في ولايات الغرب الأوسط الأمريكي، مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، والتي دعمت ترامب في انتخابات عام 2016، واستطاع بايدن الفوز بها في انتخابات عام 2020، كما اختارت هاريس حاكمة ميتشيغان غريتشن ويتمر رئيسًا مشاركًا لحملتها الانتخابية لتركز علي القضايا التي تهم الناخبين في الغرب الأوسط الأمريكي لتعزيز حظوظها الانتخابية.

كما تراهن هاريس علي شعبية والز ومسيرته السياسية لجذب ما هو أبعد من الغرب الأوسط لتمتد إلي منطقة حزام الصدأ، وهي المنطقة الواقعة في الغرب الأوسط والشمال الشرقي، وتشمل المنطقة أجزاء من نيويورك وبنسلفانيا وأوهايو وميشيغان وإنديانا وإلينوي وويسكونسن، وهي ولايات أغلبها متأرجحة، وغالبًا ما تلعب دورًا حاسمًا في الانتخابات الرئاسية، ومن المتوقع أن تشهد في هذه الانتخابات منافسة محتدمة بين هاريس -التي اختارت والز لخلق توازن في بطاقتها الانتخابية وتعزيز فرصها بهذه الولايات- ، وبين منافسها ترامب، الذي يراهن أيضًا علي ولايات حزام الصدأ، واختار نائبه السيناتور عن ولاية أوهايو جي دي فانس الذي ينحدر من ولايات حزام الصدأ لدعم حظوظه الانتخابية بهذه المنطقة، حيث يصور فانس نفسه مناضلًا من أجل الطبقة العاملة المنسية، لجذب الناخبين من الطبقة العاملة في مدن حزام الصدأ.

كما تشير العديد من التقديرات إلي أن اختيار والز بسبب سعي هاريس لإرضاء الشريحة الانتخابية من الديمقراطيين التقدميين في الحزب الديمقراطي، وتأمين الحصول علي أصوات العرب والمسلمين الأمريكيين، والذي تراجع تأييدهم لبايدن بسبب سياساته ومواقفه تجاه الحرب الاسرائيلية علي قطاع غزة، فعلي الرغم من دعم والز لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، إلا أنه صرح لشبكة “سي إن إن” بأن الوضع في غزة لا يطاق، ويجب إيجاد طريق يؤدي لحل الدولتين”.

وفي السياق نفسه، تزخر مسيرة والز السياسية بأجندة ورؤي تتوافق مع توجهات ورؤي التقدميين في الحزب الديمقراطي، حيث تبرز سياساته الداعمة للفئات الكادحة من الطبقة المتوسطة والعمال، وكذلك دعمه للحريات الشخصية، فخلال فترة حكمة لولاية مينيسوتا مرر سياسات تقدميه تتضمن تقديم وجبات مدرسية مجانية للطلاب، وكذلك تقديم معونات وقروض للطلاب لدفع مصروفات التعليم، وفقًا لقواعد العدالة والمساواة دون أي تمييز عنصري، فضلًا عن منح تخفيضات ضريبية للطبقة المتوسطة استفاد منها نحو 1.4 مليون شخص من هذه الطبقة، بجانب إقرار زيادة أيام الاجازات المدفوعة الأجر للعمال سواء مرضية أو عائلية لرعاية طفل جديد، ودعم الاستثمار في الإسكان بأسعار معقولة، ومراقبة الأسلحة، كما دافع والز عن الحرية الانجابية وتعزيز حقوق الاجهاض، وغيرها. كما يؤكد والز أنه يرغب في الاستمرار في “خفض الضرائب علي الأسر العاملة”.

وخلال فترة عضويته في الكونجرس، دعم مثلًا قانون الرعاية الصحية بأسعار مقبولة، وشارك في رعاية تشريعات مؤيدة للعمال، وخلال عمله المهني وافق أن يكون مستشار هيئة التدريس لتحالف المثليين والمثليات في المدرسة في فترة كانت فيها المثلية الجنسية غير مقبولة بالمجتمع الأمريكي.

وقد عزز اختيار هاريس لوالز من الزخم الموجه لحملتها الانتخابية، كما تنامي الدعم المالي لحملتها، إذ، أعلنت حملة هاريس أنها جمعت نحو 36 مليون دولار في الأربع وعشرون ساعة التي تلت اختيارها تيم والز، وتجدر الاشارة هنا إلي أن قيمة التبرعات لحملة هاريس الانتخابية منذ ترشحها ارتفعت بنسبة كبيرة، حيث جمعت خلال اسبوع واحد قرابة 200 مليون دولار، واستطاع الحزب الديمقراطي خلال شهر يوليو أن يجمع نحو 310 مليون دولار مقابل 139 مليون دولار فقط جمعتها حملة منافسها ترامب، ومع ذلك يوجد قلق لدي بعض الديمقراطيين من أن يدفع والز بالبطاقة الانتخابية لهاريس لمنطقة أكثر ليبرالية قد تؤثر علي دعم الناخبين الأكثر اعتدالًا في الريف والضواحي في الجنوب والجنوب الغربي الأمريكي.

كما يوجد عدد من نقاط الضعف لدي والز قد يستغلها الجمهوريين ضده، ففي ظل شغل ملف الهجرة غير الشرعية لأولوية بين الملفات المؤثرة علي توجهات الناخب الأمريكي، يركز الجمهوريين علي انتقاد هاريس وتعاملها مع ملف الهجرة غير الشرعية، وسيعزز انتقاداتهم لبطاقة “هاريس/ والز”، انتقادهم لرؤية والز بأن “المهاجرين يعززون المجتمع الأمريكي”، ودعمه للمهاجرين خلال حكمه لولاية مينيسوتا، حيث دعم قوانين توفر مزايا دافعي الضرائب للمهاجرين غير الشرعيين، حيث بذل جهودًا في ولايته لحصولهم علي التأمين الصحي والرسوم الدراسية، كما وقع عام 2023 علي مشروع قانون يسمح لأي شخص بالولاية الحصول علي رخصة قيادة بغض النظر عن حالة الهجرة.

كما قد يركز الجمهوريين علي انتقاد تعامله مع حادث مقتل جورج فلويد عام 2020، والتساهل في مكافحة الجريمة، حيث اتسم تعامله بالبطيء في استدعاء الحرس الوطني للتعامل مع اعمال الشعب التي وقعت علي إثرها في ولاية مينيسوتا.

علاقة تيم والز بالصين قد تشكل مثار لتوجيه الحزب الجمهوري انتقادات له، حيث تعود لعقود ماضية خلال عمله كمدرس بالصين عقب تخرجه من الجامعة عام 1990، كما سافر إليها عدة مرات، وأنشأ شركة “Educational Travel Adventures”، لتنظيم رحلات طلابية إلى بكين وشنغهاي وأماكن أخرى في الصين، هذا بجانب تصريحاته التي عكست شغفه بالصين، وقد هاجمه مدير المخابرات الوطنية بالإنابة في إدارة ترمب، ريتشارد جرينيل، قائلًا عبر منصة أكس، أن “الصين الشيوعية سعيدة جدًا باختيار كامالا للحاكم تيم والز لمنصب نائب الرئيس”.

ومع ذلك فأن والز شارك في العديد من القرارات بشأن سجل حقوق الإنسان بالصين، كما أن لديه رؤية منفتحة مقاربة لتوجهات إدارة بايدن تجاه الصين، والتي تهدف للتنافس مع الصين اقتصاديًا وعسكريًا، مع بحث ملفات التعاون الممكن بين البلدين مثل قضايا المناخ.

ماذا تقول استطلاعات الرأي؟

سرعان ما عملت هاريس علي ترتيب الأوراق والمضي قدمًا في حملتها الانتخابية لتنافس المرشح الجمهوري دونالد ترامب الأوفر حظًا في هذه الانتخابات وفقًا لأغلب استطلاعات الرأي التي اجريت في أعقاب المناظرة التي جمعته بالرئيس جو بايدن. إذ، سرعان ما استطاعت أن تكسب الكثير من الزخم لحملتها الانتخابية، وتقلص الفجوة بينها وبين ترامب في استطلاعات الرأي.

 حيث أظهر استطلاع رأي أجراه كل من ” أون بوينت بولتيكس”، وسوشال ريسيرش” في 21 يوليو، أن 51% من المشاركين في الاستطلاع يفضلون التصويت لترامب فيما حصلت هاريس علي 43%، فيما أعرب 6% عن عدم ثقتهم في أي المرشحين، فيما أظهر استطلاع رأي لشركة “مورنينغ كونسلت” أن 47% من المشاركين في الاستطلاع يفضلون ترامب، فيما حصلت هاريس علي نسبة 45% من الاصوات المشاركة في الاستطلاع.

وفي استطلاع للرأي أجرته رويترز/ إبسوس في الفترة من 26: 28 يوليو، تفوقت هاريس علي ترامب بفارق نقطة مئوية واحدة، حيث حصلت علي دعم نسبة 43% من اصوات المشاركين في الاستطلاع، مقابل حصول ترامب علي نسبة 42%، وأشار المشاركين في الاستطلاع إلي تفضيلهم لنهج ترامب في مجالات الاقتصاد والهجرة والجريمة، فيما يرون أن هاريس أفضل في مجال الرعاية الصحية.

وبينما تفوق ترامب علي هاريس بين ناخبي الجيل “”Z، تفوقت عليه هاريس بين الناخبين في الأجيال الأكبر، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته “SurveyUSA” خلال الفترة من 2: 4 أغسطس، تقدم ترامب بنسبةً 50% من المشاركين في الاستطلاع الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عامًا إلي 34 عامًا، وهي الفئة العمرية التي تتضمن جيل  Z، في مقابل حصول هاريس علي 46%، فيما لم يحسم 4% قرارهم بعد، كما عكس نفس الاستطلاع تقدم هاريس علي ترامب بنسبة 10% بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 35: 49 عامًا وبنسبة 1% بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 50: 60 عامًا، وبنسبة 4% بين الناخبين الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا وأكثر.

فيما كشف استطلاع رأي أجرته مؤسسة إبسوس، في الفترة من 2: 7 أغسطس، -أي عقب إعلان هاريس كمرشحة رئاسية للحزب الديمقراطي، واختيار تيم والز كمرشح لمنصب نائب الرئيس-، تقدمت هاريس علي ترامب بفارق خمس نقاط مئوية، حيث دعم نحو 42% من المشاركين في الاستطلاع هاريس، في حين حصل ترامب على دعم 37% فقط، وأعرب 4% آخرون من المستطلعين عن دعمهم للمرشح المستقل روبرت كينيدي جونيور، مما يعكس اتساع الفجوة بين هاريس وترامب، مقارنة بالاستطلاعات السابقة.

ورغم نتائج هذه الاستطلاعات، أظهرت استطلاعات الرأي المجمعة من صحف “نيويورك تايمز”، و”ذا هيل”، و”ريال كلير بوليتيكس”، تقدم ترامب على هاريس بفارق يتراوح بين نقطة ونقطتين مئوية، وأن ترامب يتقدم علي هاريس بهامش أقل من تقدمه علي جو بايدن قبل انسحابه من السباق الانتخابي. كما رجح محلل الانتخابات والاحصائي نيت سيلفر، أنه علي الرغم من ترجيح فوز هاريس بالتصويت الشعبي، إلا أن فرص ترامب أكبر للفوز بالمجمع الانتخابي، متوقعًا أن يفوز ترامب بنسبة 54.9% من الهيئة الانتخابية، فيما تبلغ فرص هاريس نحو 44.6%، أما التصويت الشعبي فتوقع فوز هاريس بنسبة 53.5%، في حين تبلغ فرص ترامب 46.5%.

وبشكل عام تتعدد استطلاعات الرأي بشأن الانتخابات الأمريكية، وعلى الرغم من تباين الآراء حول تأثير استطلاعات الرأي العام على توجهات الناخبين، وما تعكسه من توقعات قد تتحقق أو لا تتحقق على أرض الواقع، فإنها قد تعطي إشارات إلى الفرضيات الممكنة لتوقعات نسب الفوز التي قد تؤول إليها الانتخابات. ومع ذلك تبقي استطلاعات الرأي مؤشرات لا تنبئ بالضرورة عن نتيجة الانتخابات الفعلية، لذا تبقى كل الاحتمالات مفتوحة في السباق الانتخابي؛ وفقًا لتغير المزاج العام للناخب الأمريكي وتأثير مجريات الحملات الانتخابية عليه، ومهارات التواصل الجماهيري للمرشحين والتي تلعب دورًا كبيرًا في حسم رأي الفئة المترددة التي سيكون لها دور كبير في حسم نتائج المعركة الانتخابية. ويبقى الرهان الآن على قدرة كل طرف على استمالة الناخبين لتحقيق الفوز، وتظل نتائج الانتخابات مفتوحة على كافة الاحتمالات؛ فعلي سبيل المثال في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 رجحت أغلب استطلاعات الرأي فوز هيلاري كلينتون بالانتخابات وخسارة منافسها دونالد ترامب، ثم جاءت نتيجة الانتخابات مغايرة بفوز دونالد ترامب بالبيت الأبيض.

وأخيرًا، عادة لا يتأثر الناخبين بمواقف وشخص نائب الرئيس مثلما يتأثرون بالمرشح الرئاسي، ومع ذلك يسعي المرشحين الرئاسيين دائمًا إلى اختيار شخص في منصب نائب الرئيس يتمتع بالقدرة على جذب مزيد من الناخبين أو جمع المانحين والتبرعات، لذا اختارت كامالا هاريس حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز ليكون مكملًا لها، وشريكًا لها في بطاقتها الانتخابية، لتوسيع جاذبيتها وتحسين حظوظها الانتخابية لدي أوساط عديدة من الناخبين، ويمكن وصف البطاقة الانتخابية لـ “هاريس/ والز”، بأنها بطاقة راديكالية ليبرالية أكثر حتي مما بدت عليه إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وأنها تسعي لجذب مختلف الأطياف من المجتمع الأمريكي، إذ تهدف هذه البطاقة لإرضاء وجذب الناخبين المتأرجحين، وخاصة الطبقة المتوسطة والعمال والريفيين، وكذلك الناخبين بالحزب الديمقراطي بكفتيه المعتدلة والراديكالية، وتسعي لجذب التقدميين المدافعين عن فلسطين، والوسط واليسار والشباب والمهاجرين والنساء والمثليين، والاقليات والناخبين السود، والبيض والطبقة العاملة في الغرب الامريكي، وغيرهم، وذلك علي غرار ما قام به باراك أوباما في انتخابات عام 2008، وعام 2012، مما قد يعزز من حظوظها الانتخابية أمام منافسها الجمهوري، وخاصة في الولايات المتأرجحة التي تؤثر بشكل كبير في حسم نتائج الانتخابات الرئاسية.

 

المصدر : https://marsad.ecss.com.eg/82163/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M