رياض محمد
اعلان البحرين عن اقامة علاقات رسمية مع اسرائيل لم يكن مفاجئا. وانا شخصيا قلت في يوم اعلان الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي ان دول اخرى – غير مهمة – ستتبع ومنها البحرين.
السؤال هنا: ماهي مصلحة البحرين في ذلك؟ ماهي حسابات الربح والخسارة؟
في ذلك نجد ان البحرين تصرفت على اساس ان عدوها الاول والخطر الاهم على امنها القومي يتمثل في نظام ايران.
وعلى هذا الاساس فان حكومة البحرين قامرت مقامرة خطرة. ففي ذهن صانع القرار البحريني قناعة ان الاتفاق مع اسرائيل سيكون ورقة رابحة في يد الرئيس الامريكي دونالد ترامب ليشهره في الانتخابات الرئاسية المقررة بعد 7 اسابيع.
وان فوز ترامب واستمرار سياسة الضغط الاقصى التي دشنها ضد ايران هو مصلحة قومية للبحرين.
ومن الواضح انه لايمكن الجدل ان استمرار ترامب يخدم مصلحة البحرين. لكن السؤال هو: هل سيؤثر اتفاق البحرين في قرار الناخب الامريكي؟
هنا اخطأ البحارنة الحساب. الناخب الامريكي لا يعرف ماهي البحرين. وان عرف بفعل الدعاية الترامبية فانه سيضحك. فليس لدى الامريكي اي اهتمام بسلام الشرق الاوسط وليس للبحرين اساسا اي دور فيه. فلم تكن يوما ما دولة مواجهة وليس لها قوة يعتد بها ولا لديها منزلة مهمة في العالم العربي لتكون قدوة له في التطبيع.
نفهم ان البحرين دولة صغيرة لا يمتلك جيشها سوى فرقة واحدة ولديها سرب طائرات واحد. ولهذا فهي تعتمد في الدفاع عن نفسها على الاتفاقيات الامنية مع الولايات المتحدة التي وضعت في البحرين مقر اسطولها الخامس ومقر عمليات القيادة الوسطى البحرية و6000 عسكري امريكي.
ونفهم ايضا ان البحرين تعتمد في امنها ايضا على دعم السعودية التي ارسلت عام 2011 فوجا مسلحا لينقذ حكم اسرة ال خليفة من الانتفاضة البحرينية التي قامت خلال الربيع العربي.
لكن اتفاقها مع اسرائيل لن يضيف اي امن للبحرين.
على العكس فهذا الاتفاق سيفاقم الازمة السياسية في البحرين المستمرة منذ عقود بين اغلبية شيعية مضطهدة واقلية سنية حاكمة.
وهذا الاتفاق سيمنح ايران حجة على حكام البحرين امام شعب البحرين. فستستغله الدعاية الايرانية قائلة هؤلاء حكامكم وقد اصبحوا (عملاء) لاسرائيل رسميا.
وهذه النقطة مهمة لانها تميز الوضع البحريني عن نظيره الاماراتي. فالامارات دولة اكبر ولها قدرات عسكرية اكبر ولا تعاني ازمة سياسية تسمح لايران بالتدخل في شؤونها من خلالها.
لكن البحرين اضعف من كل النواحي.
وهنا ستواجه البحرين وضعا عصيبا اذا فاز جوزيف بايدن بالانتخابات الامريكية واعاد سيرة اوباما وتفاوض مع ايران. فشعب البحرين وايران لن يسكتوا. وان ثار البحارنة فلن تتدخل امريكا لحماية ال خليفة، ورغم ان التدخل السعودي وارد لكنه لن يكون قرارا سهلا، وهكذا رهنت البحرين امنها باحتمال فوز ترامب فان فاز فازت وان خسر فسيتزعزع عرش ال خليفة.
رابط المصدر: