آنا بورشفسكايا
نظرة متعمقة حول كيفية تطوير روسيا وإسرائيل لعلاقة إستراتيجية معقدة، ولماذا قد تشكل أوكرانيا الاختبار الثنائي الأكثر جدية لهذه العلاقة خلال عهد بوتين.
لعبت العلاقات مع موسكو دور اً مھم اً لإسرائیل منذ قیام البلاد [عام 1948 ]. فقد دعم كل من ھاري ترومان
وجوزیف ستالین تأسیس الدولة الیھودیة، على الرغم من الاختلاف الجوھري في دوافع الزعیمین. وبالفعل،
بدا تصویت الاتحاد السوفیتي لصالح تقسیم فلسطین في 29 تشرین الثاني/نوفمبر 1947 متناقض اً تمام اً مع
رؤیة ستالین للعالم. وفي وقت مبكر من عام 1913 ، كتب ستالین، الذي وصف الیھود فیما بعد بأنھم غیر
أوفیاء، مقالة بعنوان “المسألة القومیة والدیمقراطیة الاجتماعیة” (ستالین، 1913 ) أدت إلى انتشار الاعتقاد
السائد بأن “الیھود لیسوا أمة”. وعلى الأرجح، یعُزى السبب الكامن وراء التصویت الذي جرى في عام 1947
( إلى السیاسة الواقعیة، التي منح ستالین بموجبھا الأولویة لطرد بریطانیا من الشرق الأوسط (كریمر، 2017
ورأى في تأسیس دولة إسرائیل أداة لتحقیق ذلك في وقت أطلت فیھ “الحرب الباردة” برأسھا في منطقة البحر
المتوسط.
وبعد فترة وجیزة من التصویت، بدأ الاتحاد السوفیتي یتحوّل ضد إسرائیل، بعد أن اختار حزب “مباي” بزعامة
دیفید بن غوریون “الانحیاز إلى الغرب علنا”ً (أھارونسون، 2018 ). وكان أول ما قام بھ الكرملین ھو تعلیق
العلاقات مع إسرائیل لمدة 5 أشھر في 11 شباط/فبرایر 1953 (یونایتد برس، 1953 ) لیعمد في نھایة المطاف
إلى قطعھا في 10 حزیران/یونیو 1967 بعد “حرب الأیام الستة”. وأصبح القادة السوفیت ینظرون إلى إسرائیل
على أنھا دولة منبوذة ونقطة ارتكاز “الإمبریالیة” الأمریكیة بشكل خاص والغربیة بشكل عام في الشرق
الأوسط. وفي ھذا السیاق، أصبحت العدائیة تجاه إسرائیل والغرب مبرر الاتحاد السوفیتي لتعزیز الوحدة
العربیة. ولم یكتفِ “جھاز الاستخبارات السوفیتیة” بتدریب الجیوش العربیة ودعمھا فحسب، بل الجماعات
الإرھابیة المعادیة للغرب في جمیع أنحاء الشرق الأوسط أیض اً، فضلا عن الحركات القومیة والإرھابیة
الفلسطینیة في الضفة الغربیة وقطاع غزة. وتفاخر أحد الجنرالات السوفیت في عام 1971 قائلاً:
لقراءة المزيد إنقر هنا .
.
رابط المصدر: