اعداد : عمر جمال عمر شاور – ماجستير في الدراسات الدولية، جامعة بيرزيت/ فلسطين.
المقدمة:
أضحت الصين بطموحٍ عالميٍ كبير وتسعى من خلاله لتحقيق نهضة عظيمة للأمة الصينية، وظهر هذا بشكل واضح بعد عام 2013، إذ زاد نهمُها في توسيع نفوذها عالميًا، ورغم ذلك، استمرت بكين بالاعتماد بشكل رئيس على دبلوماسيتها الناعمة في تحقيق جل أهدافها الخارجية. وقد أدخل ذلك الباحثين في تناقض حول مبتغى الصين في توسعها، ما بين من يجد أن توسعها ينبع من هدف اقتصادي رئيس، وآخر يجد أن هناك هدفًا ينبع من سعي بكين للهيمنة.
- ما هدف الصين من توسيع دائرة نفوذها عالميًا؟
- كيّف استطاعت بكين تعزيز نفوذها دوليًا، عن طريق دبلوماسيتها الناعمة؟
يفترضُ الباحث، أنه كلّما تنامى صعود الصين، زاد نهمها في توسيع نفوذها عالميًا. وكلّما دعَّمت الصين قوتها الناعمة، تزداد دبلوماسيتها العامة مرونة وقوة في جذب الشركاء من الدول. ويفترض أن دبلوماسية الشراكة الاستراتيجية التي أتبعتها الصين؛ قد عززت من نفوذها دوليًا، كما ويفترض الباحث أن خصائص النظام الدولي الحالي، أثّر على الاستراتيجية الخارجية للصين، وهذا أثّر تباعًا على الخصائص الدبلوماسية الصينية.
- خصائص الدبلوماسية الصينية في ظلِّ استراتيجيتها الخارجية.
تعتبر الدبلوماسية من أهم أدوات تنفيذ السياسة الخارجية، وتنبثق خصائصها من الاستراتيجية الخارجية للدولة. ولهذا من المهم توضيح الاستراتيجية الخارجية للصين تجاه النظام الدولي؛ ذلك لفهم خصائص دبلوماسيتها.
حققت الصين إصلاحات كبيرة وسريعة في كافة المستويات الاقتصادية والسياسة، والاجتماعية، ذلك بعد عام 1978؛ إذ اتخذ الحزب الشيوعي الصيني استراتيجية انفتاحية ذات طابعٍ خاص، عُرفت “بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية”. هذه الاستراتيجية تحاول المُواءمة بين الفكر الاشتراكي المنبثق من الفكر الماركسي، وبين الرأسمالية المنبثقة من النظام العالمي الحديث القائم على السوق المفتوح[1]. وتقوم تلك الاستراتيجية بالربط بين مصلحة الصين مع النظام العالمي ومتطلباته، وأبرز ما أضافت تلك الاستراتيجية للصين؛ الانفتاح الاقتصادي على العالم في ظل سوقٍ عالمي يزداد اتساعًا في ظل العولمة.
ظهرت محاولات إصلاح عديدة من الحزب الشيوعي الصيني خاصة بعد عام 1978 وحتى الآن؛ إذ تحاول الاستراتيجية الصينية التكيف مع العالم الرأسمالي المعوّلم، ذلك لتحقيق أقصى مصالح بكين. لهذا ظهرت تغيرات وتعديلات أكثر من مرة في استراتيجية “الاشتراكية ذات الخصائص الصينية”، وهذا يظهر مدى برغماتية الحزب الشيوعي الصيني. فكلما زادت بكين تقدمًا ومكانةً في النظام العالمي؛ ارتفع طموحها وأهدافها الخارجية. فمع تولي شي جين بينغ عام 2013 رئاسة جمهورية الصين، وضع استراتيجيةً واسعةً في مُختلف الأصعدة؛ تعزز من تنامي صعود الصين. منها طريق الحرير الجديد وبنك الأسيوي للاستثمار في البنية التحتية. فأدرج الحزب الشيوعي الصيني عام 2017 في المؤتمر التاسع عشر له، أفكار الزعيم الصيني في الدستور “فكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد”[2].
استراتيجية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هي أهم محدد للسياسة الخارجية الصينية تجاه المجتمع الدولي. ولتعمّق أكثر في الاستراتيجية الصينية، يكمن استنتاج أهم خصائصها من مُخرجاتِ المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، إذ وضّح في طياته 14 نقطة، مثّلت جوهر الأفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. ويمكن توضيح أهم ما ارتكزت عليه تلك النقاط: الحفاظ على حكم الحزب الشيوعي للصين، بكافة القطاعات وفي كل أنحاء البلاد. والتأكيد على الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. والحفاظ على الأمن القومي والوحدة الوطنية للصين والحفاظ على أراضيها، والتمسك بمبدأ دولة واحدة بنظامين. وتوفير الضمانات الأساسية لاستمرارية تنمية الصين المُستدامة[3].
أضحت الصين بطموحٍ عالمي عظيم، وتحاول تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، وبناء عصر جديد للبشر، وهي رؤية جديدة ومغايرة للحضارة الغربية التي تسيطر على العالم. فتجد بكين أن الحضارة الغربية سببٌ رئيس في شقاء البشر؛ إذ إنها تقوم بالهيمنة على الغير، وسلب المصادر، ولا تحكمهم الأخلاق، مُستخدمين الحلول العسكرية بسهولة، ويسعون لتحقيق مصالحهم بالدرجة الأولى، ولا يشاركون المنفعة بين الدول. في المقابل تطرح الصين رؤيةً عالميةً تستهدف بناء عالم جديد يستند على العدالة والأخلاق والمساواة، والمنفعة المتبادلة. لذلك تحاول الصين توسيع نفوذها وزيادة أصدقائها وشركائها، ذلك لمواجهة الحضارة الغربية، لصالح حضارتها الصينية[4].
استطاع الحزب الشيوعي الصيني أن يدمج بدقة، ما بين الأيديولوجيا الاشتراكية، ومتطلبات المجتمع الدولي، فاِتَّبع استراتيجية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، كمحدد رئيس للسياسة الخارجية الصينية؛ ذلك لكي تندمج بكين مع النظام الدولي الليبرالي، لتحقق أقصى درجات الربح فيه. ولتحقيق استراتيجية الصين؛ لجأت بكين إلى القوة الناعمة التي تتميز بها، وبالإضافة إلى القوة الصلبة التي تهدد بها. لتتفوق الأولى على الثانية بأضعاف، حيث وجدت بكين القوة الناعمة الوسيلة الأفضل لتحقيق أهدافها الخارجية حتى الآن. وبعيدًا عن القوة الصلبة التي استخدمتها الصين كتهديد وردع، خاصة في بحر الصين الجنوبي، سيركّز البحث على القوة الناعمة التي استخدمتها الصين لتحقيق استراتيجيتها الخارجية.
قامت الصين بالاعتماد على الدبلوماسية الناعمة في تحقيق أهدافها، ولتوسيع نفوذها دوليًا بطريقة سلمية. فاستندت إلى قوتها الناعمة، وعززت دبلوماسيتها العامة المدروسة جيدًا. فما هي الدبلوماسية العامة؟ وكيف تحرّكها وتعززها القوة الناعمة؟
أ. القوة الناعمة
تستخدم الدولة القوة من أجل تحقيق أهدافها الخارجية، لتكون القوة العسكرية من أهم أدوات ذلك، وهذا يشهد عليه التاريخ. لكن اليوم، وفي ظل خصائص المجتمع الدولي الحديث، تبرز القوة الناعمة، كقوة مؤثرة، وقد تتفوق على القوة الصلبة في تحقيق أهداف الدول. نحت مصطلح القوة الناعمة البروفيسور الأمريكي جوزيف ناي. ويعرف ناي القوة على أنها “القدرة على التأثير في سلوك الآخرين للحصول على النتائج التي يتوخاها المرء”[5]. موضحاً أن التأثير يكون بثلاث: بالإكراه والتهديد، وإما بدفع المال، وإما بالجذب[6]، لتكون الأخيرة هي القوة الناعمة. ويمكن توضيح القوة الناعمة حسب ناي، بأنها القدرة على التأثير على الآخرين من أجل تحقيق ما تريد عن طريق الجذب بعيدًا عن الإكراه. وهنا يكون الجذب المحور الرئيس للقوة الناعمة[7].
ذكر ناي أهم مصادر القوة الناعمة بثلاث: الثقافة، القيمة السياسة، والسياسة الخارجية. أولها، القيم الثقافية للدولة: فتجذب بأدبها، وعلمها، وفنونها، الآخرين؛ إذ إن الدولة التي تتمتع بثقافة جاذبة تزيد قوتها الناعمة، والدول التي تتشرذم وتضيق ثقافتها، تضعف قوتها الناعمة. ثانيها: القيم المتمثلة بسياسة الحكومة، فيكون لها دورٌ في تعزيز أو إضعاف القوة الناعمة. فالحكومة المخلصة داخل البلاد وخارجها، لها دور إيجابي في تعزيز القوة الناعمة. ثالثها: السياسة الخارجية للدولة، فهي تعكس للآخرين صورة البلد، لهذا عندما تكون جيدة ومخلصة، تعزز من القوة الناعمة[8].
ب. الدبلوماسية العامة
عرّف مدير وكالة الاستعلامات الأمريكية في إدارة كندي، إدوارد مورو عام 1963، الدبلوماسية العامة “أنها التفاعلات التي لا تستهدف الحكومات الأجنبية فحسب، بل هي أيضًا تفاعلات بالدرجة الأولى مع الأفراد والمنظمات غير الحكومية، وكثيرًا ما تقدّم على أنها آراء خاصة ومتنوعة، بالإضافة إلى وجهات النظر الحكومية”[9]. من ثم توالت تعريفات الدبلوماسية العامة بشكل واسع، ليربط الباحثون تطورها مع انتشار العولمة، والتقدم التكنولوجي، لتصبح لها خصائصٌ أوسع، في ظل العالم الحديث.
زاد اهتمام الباحثين بموضوع الدبلوماسية العامة خاصة بعد زيادة تأثير الفواعل خارج نطاق الدولة مثل المنظمات الغير حكومية ومنظمات المجتمع المدني، وظهور رأي عام عالمي. فاهتم الباحثون بدراسة وجه آخر أكثر حداثة من الدبلوماسية العامة التقليدية؛ إذ انطلقوا بدراسة الدبلوماسية العامة الحديثة[10]. يربط الكثير من الباحثين، الدبلوماسية العامة الحديثة بالقوة الناعمة، فأشار الباحث جون كولن أن القوة الناعمة هي المبدأ الرئيس للدبلوماسية العامة الحديثة، إذ يرى أن القوة الناعمة لا تمثل الدبلوماسية العامة، بل الأخير هي أداة توزع بموجبها أدوات القوة الناعمة. لهذا يجب توفير عناصر القوة الناعمة في الدولة؛ إذ إنها تعزز من نشاط وفعالية الدبلوماسية العامة[11].
ج. دبلوماسية الصين الناعمة
تستخدم الصين القوتين الصلبة والناعمة لتحقيق استراتيجيتها الخارجية، فالصلبة من أجل التهديد والضغط، أما الثانية من أجل جذب الشركاء والأصدقاء. لهذا اعتمدت بكين على الدبلوماسية العامة بشكل كبير في توزيع القوة الناعمة الصينية؛ لتجذب الدول والشعوب. كما أن الدبلوماسية الصينية تستخدم أداة الإغراء أيضًا، عن طريق الدعم المالي والاستثمارات الأجنبية، من أجل كسب الشركاء.
الدبلوماسية الناعمة التي تتبعها الصين، تنطلق من سعيها للإقناع لا الإكراه في جذب الآخرين. فتستخدم الثقافة، والاقتصاد، والأعمال الخيرية والتمويل، ودعم الدول الفقيرة والمنكوبة، كما أنها تشارك في أعمال المنظمات الدولية. وتعتمد الصين على استراتيجية مشاركة المكاسب، التي تعزز من الاستثمارات الصينية الخارجية، كما تقلل من المخاوف الدولية من تنامي صعود الصين. وبالجانب المقابل تستفيد الدول المتعاونة مع الصين، إذ يشجع ذلك الذهاب إلى الصين للدراسة والاستثمار، وحتى أنها تقوم بتسويق منتجاتها داخل السوق الصيني الضخم[12].
استخدمت الدبلوماسية الصينية الناعمة أدوات أخرى من الدبلوماسية؛ منها دبلوماسية الزيارات والوفود، التي تهتم بزيارات واسعة في جميع أرجاء العالم، منها المناطق الساخنة بالنزاعات. كما تستخدم دبلوماسية القمم، ودبلوماسية الخط الساخن، ودبلوماسية الإنترنت، والدبلوماسية الاقتصادية التي تعطيها دورًا هامًا في خلق بيئة مناسبة للاستثمارات الصينية الخارجية، وكما تعزز التعاون بينها وبين دول العالم، على أساس تبادل المنفعة[13].
- سعي الصين لتوسيع نفوذها دولياً
محاولة الصين الدائمة لتوسيع دائرة نفوذها، ينبع من استراتيجية الحزب الشيوعي الهادفة للصعود السلمي للصين، وتحقيق “النهضة العظيمة للأمة الصينية”. ويمكن استنتاج سبب سعي الصين لتعزيز نفوذها بالتالي:
أولاً، السبب الاقتصادي: تستخدم الصين الدبلوماسية الناعمة من أجل تحقيق ذلك. ويعتبر السبب الاقتصادي من أهم أسباب توسع نفوذ الصين عالمياً، وذلك لأمرين، الأول: ضمان أمن الطاقة لصين، وذلك لاستمرار سير عملية الإنتاج والتصنيع. أما الثاني: فهو إيجاد أسواق جديدة لمنتجاتها، خاصة في ظلّ الصراع الدائر بينها وبين الدولة التي تعتبر أكبر سوق استهلاكي للصين وهي الولايات المتحدة، فتحاول الصين ملء فراغ الطلب على المنتوجات الصينية، في حال خلقت واشنطن حربًا تجارية معها.
ثانيًا، السبب الأمني: تحاول بكين توسيع نفوذها وقوتها في محيطها، على حساب التواجد الأمريكي. وتجلى ذلك بصراعها الذي أخذ شكل حربٍ باردة في بحر الصين الجنوبي وعلى جزيرة تايوان. وهنا استخدمت الدبلوماسية الناعمة، والدبلوماسية القصرية بالمناورات والتهديد باستخدام القوة.
ثالثاً: مُحاولة تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، وبناء عصر جديد للبشر، يرتكز على رؤية عالمية تستهدف بناء عالم يستند على الأخلاق والعدالة والمساواة، والمنفعة المتبادلة[14]. لهذا تسعى الصين إلى توسيع نفوذها وزيادة شراكاتها، لمواجهة الحضارة الأمريكية، لصالح حضارتها الصينية.
1.2. دور الصين في تعزيز نفوذها دولياً ما بعد عام 2013.
كلما زادت الصين صعودًا، تتضاعف طموحاتها الاقتصادية والسياسية والخارجية. فبعد بحر الإنجازات العظيمة التي حققتها الصين خلال فترة ما قبل عام 2013. أضحت الصين بطموح عالمي، نابعٌ من استراتيجية عميقة محبوكة جيدًا، تسعى لتحقيق أهداف اقتصادية وتكنولوجية. فانطلقت بكين بإنشاء طريق الحرير الجديد، الذي سيفتح لها سوقًا ضخمًا، كما قامت بعمل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. ناهيك عن توسيع دائرة شراكاتها الاستراتيجية تجاه الدول النامية والكبرى وحتى العظمى.
تلك المشاريع التي انطلقت بها الصين، من أبرز مصادر القوة الناعمة لها، والتي استخدمتها لتوسيع نفوذها، لهذا قامت الصين بالاعتماد على الدبلوماسية العامة، لجذب دول العالم، إذ تستمد الدبلوماسية الصين العامة قوتها من القوة الناعمة التي عززتها بكين بمشاريعها الضخمة واستثماراتها في دول العالم المختلفة، التي تنطلق من مبدأ تبادل المنفعة.
أولًا: طريق الحرير الجديد.
أطلق الرئيس الصيني شي جين بينغ المشروع الاقتصادي الضخم (حزام واحد، طريق واحد)، عام 2013. وذلك لتحقيق أوسع دائرة تعاون اقتصادي بين الصين ودول العالم. فتكون مبنية على الاستفادة المتبادلة بين جميع الأطراف. ويمتد ذلك المشروع من المحيط الهادئ إلى آسيا والشرق الأوسط وصولًا لقارة أوروبا. وينقسم إلى ممرين: الأول، البري: الذي يمر من آسيا الوسطى وباكستان مرورًا بروسيا وإيران وصولًا إلى أوروبا. أما الثاني، الطريق البحري: يربط الصين مع جنوب شرق أسيا وجنوب إفريقيا، ويمكن أن يصل إلى قارة أمريكا الجنوبية أيضًا. واستندت هذه المبادرة بشكل رئيس على الصين كقوة اقتصادية عظيمة، كما أعلنت 65 دولة الاستعداد للمشاركة في ذلك المشروع[15].
استعدت الصين لضخ مليارات الدولارات من أجل إتمام إنشاء طريق الحرير الجديد، إذ أعلنت بكين عن دعم ذلك الطريق بِ 1200 مليار دولار خلال 35 عام. كما قامت بإنشاء صندوق طريق الحرير عام 2014، الذي ضخت به بكين 40 مليار دولار[16]. وانطلقت الصين في جذب الدول للمشاركة بطريق الحرير الجديد، لتقوم بتعزيز شراكاتها الاستراتيجية مع الكثير من دول العالم. واستخدمت بكين دبلوماسيتها العامة بتعزيز أفكار تشاركية المنفعة، والمصالح المتبادلة، لجذب الدول، ويبلغ عدد المشاركين في طريق الحرير 138 دولة حتى عام 2020، موزعين على معظم قارات العالم كالتالي:
المنطقة | عدد الدول |
أوروبا وآسيا الوسطى | 34 |
جنوب شرق آسيا | 6 |
دولة في شرق آسيا والمحيط الهادئ | 25 |
أفريقيا جنوب الصحراء | 38 |
أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي | 18 |
الشرق الأوسط وشمال إفريقيا | 17 |
Silk Road Briefing, AT: https://cutt.us/zS8WA |
تستمر الصين في جذب دول العالم للشراكة في طريق الحرير الجديد، باستخدام الدبلوماسية الناعمة، كما استخدمت أدوات أخرى من الدبلوماسية لتوزيع القوة الناعمة ولجذب الشركاء، ومنها الدبلوماسية الثنائية، والقمم، والاقتصادية وغيرها. فاستخدمت دبلوماسية القمم، والمتعدد الأطراف؛ وذلك لتعزيز التعاون والشراكة حول طريق الحرير الجديد؛ حيث عقدت الصين منتدى دولي حول طريق الحرير الجديد، في مايو 2017 وحضر فيه رؤساءُ وممثلون من أكثر 130 دولة، و70 منظمة دولية[17]. كما عقد منتدى دولي ثاني في نيسان/ أبريل لعام 2019، وفيها ردَّ الرئيس الصيني شي جين بينغ على منتقدي مشروع طريق الحرير الجديد والمتخوفين من فخ الديون، وأكد على تشجيع زيادة مشاركة الدول الأخرى في ذلك المشروع[18].
ثانيًا: البنك الآسيوي لاستثمارات في البنية التحتية (AIIB)
بدأ عمل البنك الآسيوي AIIB، بشكل فعلي عام 2016 وكان يضم 57 عضوًا مؤسسًا منهم 37 دولة إقليمية و20 دولة غير إقليمية. ويهدف هذا البنك لتوسيع التنمية المستدامة في العالم، وتحسين اتصال في البنية التحتية، خاصة في آسيا. ليقوم بعمل استثمارات ضخمة في جميع القطاعات الإنتاجية وفي البنية التحتية التي تعزز التنمية. ووصل الأعضاء المنضمون فيه إلى 103 دول حتى نهاية 2020، يمثلون نسبة 79% من سكان العالم، و65% من إجمالي الإنتاج المحلي العالمي[19].
علاوة على ما سبق، يعتبر المشروعان الضخمان _طريق الحرير الجديد، والبنك الأسيوي AIIB_ أحد أهم أدوات القوة الناعمة الصينية، الجاذبة لدول العالم. يظهر حجم تسارع انضمام الدول باختلاف مناطق العالم لتلك المشاريع، التي تظهر فيها المنفعة النسبية لجميع الأطراف، وبالرغم أنهما مشروعان يستندان للصين بشكل رئيس، إلا أن الفائدة ترتد إلى جميع الدول المنضمة.
تلك المشاريع التي تعتبر مصدر للقوة الناعمة الصينية، فإنها تمنح مرونة وقوة للدبلوماسية العامة لبكين، التي استطاعت بفعل المشاريع الصينية، جذب شعوب ودول ومنظمات عديدة، لتشارك مع الصين. ولهذا، القوة الناعمة الصينية ودبلوماسيتها العامة تدور في حلقة مفرغة، فكلاهما أدوات رئيسية لتحقيق مبتغى الصين الاقتصادي والسياسي، قصير وطويل المدى.
2.2. الشراكة الاستراتيجية لصين، كأداة لتوسيع رقعة نفوذها.
بدأت الصين بتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الدول الكبرى والعظمى، فأولًا بدأت بالشراكة مع روسيا والولايات المتحدة والبرازيل. ومع بداية القرن الواحد والعشرين وسّعت بكين دائرة شراكتها الاستراتيجية لتهتم بالشراكات مع الدول الأوروبية، ومع زيادة صعودها أصبحت الشراكة الاستراتيجية مع الدول النامية تأخذ اهتمامًا واضحًا لها[20].
مع سياسة الانفتاح الاقتصادي التي انتهجتها الصين على العالم، والظروف التي أملتها تحوّلات النظام الدولي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. أضحت بكين محتاجة لزيادة علاقاتها مع دول العالم، لتوسيع دائرة علاقاتها ليس مع القوة العظمى فحسب، بل مع الدول النامية. لهذا عززت من توسيع دائرة الشراكة الاستراتيجية مع مختلف دول العالم، وقد مكنها ذلك من الانخراط أكثر في المجتمع الدولي، وكانت عامل رئيس في تسارع صعودها وتنميتها المستدامة، بل حققت لها مكانتها كقوة عظمى[21].
بالرغم ما حققته الصين من نجاح في استراتيجية الشراكة مع دول العالم، إلا أن منها ما تعثر، ولم تستطيع فيها حل قضايا خلافية أساسية، خاصة في جزيرة تايوان، لتظهر مشاكل مع اليابان وأمريكا، لم تستطع شراكتهما الاستراتيجية حل تلك العقبات.
وقد أضحى التنين الصيني الحذر أكثر ثقة في تدعيم شراكاته الاستراتيجية في مختلف دول العالم. وبتنامي صعود الصين، وتقدمها الاقتصادي الهائل، والمترافق للمشروعات الصينية الضخمة التي ظهرت بعد عام 2013؛ دخلت الصين في أتون تنافس كبير مع واشنطن في الشراكة الاستراتيجية مع دول العالم. فالنفوذ الصيني انتشر كالرياح بعد عام 2013، ليعصف نفوذها بمعظم دول العالم، ذلك عن طرق توسع الشراكات الاستراتيجية لبكين، التي دُعمت بالقوة الناعمة الصينية، ودبلوماسيتها العامة المتينة، والمحبوكة جيدًا. فاستخدمت بكين فيها جل أنواع الدبلوماسية: الثنائية، والقمم، والمؤتمرات، والخط الساخن، والاقتصادية وغيرها.
لم يقتصر اتساع وتعمق الشراكات الاستراتيجية للصين في شرق آسيا وأفريقيا؛ بل تعمقت بشكل كبير في مناطق أخرى، تعتبر ذات أهمية كبيرة لواشنطن، وهذا ما زاد التنافس بين العملاقين الأمريكي والصيني.
قد أتسعت دائرة الشراكة الاستراتيجية الصينية في الشرق الأوسط، فالصين ترمق المنطقة بعين التلهف، كونها منبع الطاقة الرئيس لها؛ فمنذ عام 1995 أصبح الشرق الأوسط المصدر النفطي الأول لبكين[22]. ناهيك عن كونه سوقًا مهمًا للبضائع الصينية، ومفترقًا للتجارة الصينية، داعمًا لمشروعها الاقتصادي _طريق الحرير الجديد_ فتعتبر مفترقًا لثلاث قارات: آسيا وإفريقيا وأوروبا، كما تضم مجموعة من المضائق الاستراتيجية.
تنبع استراتيجية الصين تجاه الشرق الأوسط من منطلقين:
- منطلق اقتصادي: لتأمين تدفق الطاقة لها، وطريق تجاري رئيس، وسوق مميز.
- منطلق استراتيجي عميق ومحبوك جيدًا يسعى لإعادة توازن القوى على المستوى الإقليمي، والدولي لصالح تعددية القطبية وعلى حساب الهيمنة الأمريكية.
سارعت الصين من أجل تحقيق أهدفها الخارجية تجاه الشرق الأوسط باتباع دبلوماسية الشراكة الاستراتيجية مع دول المنطقة. وخاصة مع القوى الإقليمية فيها، فأقامت شراكة مع السعودية عام 1999، ومع إيران عام 2000[23]. وتوسعت ودُعِّمت دائرة شراكة بكين في الشرق الأوسط مع صعودها وظهور مشروع طريق الحرير الجديد. فكان نجاح بكين المتسارع في تحقيق النهضة الاقتصادية الكبيرة ومشروعاتها الاقتصادية، مصدر القوة الناعمة الداعمة للدبلوماسية العاملة الصينية والتي استطاعت جذب شركائها الاستراتيجيين في المنطقة. وهذا منحها قدرة على المنافسة مع واشنطن على الشراكة الاستراتيجية في الشرق الأوس؛. لتحقق الصين نجاحًا بالغًا في جذب الشركاء لها.
نمت الشراكة الاستراتيجية الصينية مع السعودية بشكل متسارع منذ عام 2000، ذلك مع تزايد التجارة الثنائية بين الطرفين، ففي عقد واحد زادت التجارة بينهم من 3 مليارات دولار إلى 41،6 مليار دولار، وتعتبر بكين أكبر شريك تجاري للرياض، وخاصة بالتجارة النفطية[24]. وقد حافظت الرياض خلال الأشهر السبعة الماضية وحتى الآن على مكانتها كأكبر مورد لبكين من النفط الخام[25]. كما ترمق الصين السوق الاستثماري للرياض بعين الأهمية، كساحة للتكنولوجيا الصينية[26].
برغم ارتباط السعودية بتحالف أمريكي متين، استطاعت بكين تدعيم علاقاتها مع الرياض؛ ذلك عن طريق دبلوماسيتها الناعمة، فتحاول إيران من خلال تدعيم الشراكة الاستراتيجية تجاه دول الخليج، ضمان تدفق الطاقة لها. وتحاول أيضًا تحقيق هدف أعمق، ترمق فيه إلى تغيير ميزان القوة في المنطقة على حساب الهيمنة الأمريكية، وذلك ينطلق من طموح بكين لإعادة الناظم الدولي للتعددية القطبية.
مقابل الشراكة الاستراتيجية الصينية مع السعودية والعديد من دول الخليج، تبرز شراكتها الاستراتيجية مع العدو اللدود والرئيس للسعودية، وهي إيران، فبكين تجد في طهران دولة ذات أهمية كبيرة لها، وذلك لكونها منبع مهم للنفط، كما تسعى لتأمين عدم تعطيل مضيق هرمز، إذ إن إيران هددت أكثر من مرة بإغلاق المضيق، على أثر الصراع العربي الإيراني.
شكلت بكين شريكًا عسكريًا مهمًا لطهران؛ إذ تعتبر مزودًا مهمًا للأسلحة البسيطة والقذائف المضادة للسفن، ناهيك عن دعمها لتطوير الإنتاج المحلي العسكري لطهران، كما دعمت تطوير برنامجها النووي[28]. أما على الصعيد الاقتصادي فكانت الشراكة الاستراتيجية متينة بينهما، وقائمة على المنفعة المتبادلة. فمنذ عام 2014 أسهمت طهران في تصدير 10% من واردات النفط لبكين، كما استمرت الصين بتدعيم استثماراتها في إيران مستغلةً تراجع استثمارات الشركات الأوروبية على أثر ضغط واشنطن[29]. وفي مارس عام 2021 وقعت بكين وطهران اتفاق شراكة استراتيجي مدته 25 عام؛ يحمل في طياته استثمارات صينية ضخمة، وتعاون اقتصادي وأمني، ودبلوماسي[30].
كان للدبلوماسية الثنائية الدور البارز في تدعيم وزيادة الشراكات الاستراتيجية الصينية مع دول الشرق الأوسط. لتعزز الشراكة مع دول الخليج على رأسها السعودية، وكما قامت بكين بالشراكة مع القوى الإقليمية الثلاث: إيران وتركيا وإسرائيل. وبرغّم من حذر الصين في توسيع نفوذها في الشرق الأوسط؛ بسبب العامل الأمريكي، إلا أن تنامي صعود الصين، وتراجع وتأرجح الدور الأمريكي في المنطقة؛ زاد نهم بكين في تدعيم وزيادة شراكاتها تجاه دول الشرق الأوسط.
دعمت واتسعت دائرة الشراكة الاستراتيجية الصينية في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، فتعتبر هذه المنطقة من أبرز المناطق التي توسع بها النفوذ الصيني خاصة خلال السنوات العشرين الماضية، فأهمية أمريكا اللاتينية لبكين نابعة من هدف اقتصادي رئيس، بالإضافة لأهداف سياسية وتوسعية. فأصبحت الصين بديلًا قويًا لنفوذ واشنطن في المنطقة. واستخدمت بكين الدبلوماسية المدعومة بقوة ناعمة لجذب دول أمريكا اللاتينية، التي تلمع بها سياسة عدم التدخل بالشؤون الداخلية، وهذا زاد من الشراكات الاستراتيجية تجاه دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي[31].
التشارك والتعاون في التنمية بين البلاد، هو الطرح الرئيس الذي استند عليه الساسة الصينيون، من أجل تدعيم العلاقة مع دول أمريكا اللاتينية، ليتسارع التقدم التجاري بين الطرفين، فقفزت من 12 مليار دولار عام 2000، إلى 261 مليار عام 2013[32]. وتعمقت العلاقة والشراكة بشكل كبير بعد انعقاد المنتدى التعاوني بين بكين ودول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي في يناير عام 2015، وفيها ترأس افتتاح أعمال المنتدى الرئيس الصيني شي جين بينغ، وفي طيات ذلك المنتدى طرح استراتيجية تعاون وعمل تعاوني بين بكين وأمريكا اللاتينية من عام 2015 حتى 2019[33].
استخدمت الصين الدبلوماسية بأنواعها: الثنائية والقمم والمؤتمرات وغيرها، من أجل تدعيم وزيادة الشراكة الاستراتيجية مع دول أمريكا اللاتينية. واستندت دبلوماسيتها على القوة الناعمة لبكين، وسياستها الرامية لتبادل المنفعة؛ مما مكّنها من جذب عدد كبير من دول أمريكا اللاتينية لتحقيق الشراكة معها، وهذا ما زاد من تنافس واشنطن مع بكين على المنطقة، والتي تجدها أمريكا ظهيرًا جغرافيًا استراتيجيا لها.
- مُستقبل الدبلوماسية الصينية.
استندت الصين إلى القوة الناعمة ودبلوماسيتها العامة المطرزة بالسلمية في تحقيق معظم أهدافها الخارجية، ولكن هذا كان في ظلِّ نظام دولي أحادي أمريكي! فكيف سيكون شكل سياستها الخارجية، إذ ما تحوّل النظام الدولي إلى تعددية قطبية، أو أصبحت الصين القطب الرئيس فيه؟
برغم تراجع الدور الولايات المتحدة الأمريكية عالميًا، إلا أنها بقيت تمتلك مقومات القوة العسكرية والاقتصادية والسياسة التي تمكنها حتى الآن من البقاء على عرش القوى الدولية، لكن تنامي الصعود الاقتصادي والتكنولوجي الكبير للصين، والقوة العسكرية الهائلة لروسيا، وتسارع تنميتها؛ أدخل النظام الدولي بتأرجح في توازن القوى، وبات يشكّل المرحلة الفاصلة بين تحول النظام الدولي.
يعتقد الباحث أنّ مستقبل الدبلوماسية الصينية مرهون بشكل النظام الدولي. ويستشرف سيناريوهان للدبلوماسية الصينية في حال تحوّل النظام الدولي إلى تعدد الأقطاب.
السيناريو الأول: استمرار الاعتماد على الدبلوماسية العامة والقوة الناعمة المطرزة بالسلمية. وهذا مشروط بتقبل أقطاب النظام الدولي بتوازن القوى؛ ليظهر تنافس مطرز بأدوات سلمية على الموارد المحدودة وعلى الشركات الاستراتيجية.
السيناريو الثاني: في حال عدم تقبل الأقطاب توازن القوى. فقد يسعى كل منهم لتحقيق الهيمنة التي يجدها الضامن الأول للبقاء، وهذا ما سينعكس على الاستراتيجية الصينية، وسوف يؤثر تباعًا على دبلوماسيتها؛ ليزداد اعتماد بكين على أدوات القوة الصلبة في تحقيق أهدافها الخارجية. ومن هنا ستخرج بكين من سياستها الخارجية السلمية، فتدخل في أتون صراع وتنافس، الذي لن يكون بشكل مباشر، وذلك بسبب عوامل أمنية _الردع النووي_ وعوامل اقتصادية مطرزة بالاعتماد المتبادل.
الناظر في استراتيجية الخارجية للحزب الشيوعي المنبثقة عن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصرٍ جديد يجد أن بكين تسعى لتحقيق الخير للبشرية! فينظر لصعودها السلمي، وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول، واعتمادها على المنفعة المتبادلة بين الشركاء، على أنه خير دليل على حسن نيتها، ولكن لا تختلف النقاط الأربعة عشر التي حددت جوهر أهداف الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد، عن النقاط الأربعة عشر التي وضعها الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون. التي تستند إلى القيم الليبرالية، فقد كانت جاذبة للكثير من شعوب ودول العالم؛ لتقوم واشنطن باختراقها بامتياز.
قبل أن تصبح أمريكا القطب المهيمن عالميًا، كانت تلتزم بشكل كبير في عدم التدخل في معترك الصراعات الخارجية، بل تجنبت التحالفات العسكرية، لكن بعد أن أصبحت من الأقطاب العالمية بنهاية الحرب العالمية الثانية، دخلت معترك الصراع بامتياز. وزاد تدخلها الصلب بعد أن تحوّل توازن القوى الدولي لصالحها، وأضحت القوة المهيمنة عالميًا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. لتتحول أمريكا من سياسة العزلة؛ إلى منبع التدخلات الدولية. فهل تسير بكين على طريق واشنطن؟
- الخاتمة
اتخاذ الحزب الشيوعي استراتيجية محبوكة جيدًا _الاشتراكية ذات الخصائص الصينية_ استطاع فيها الدمج بين الفكر الاشتراكي، وبين النظام الدولي المنبثق عن الليبرالية والسوق المفتوح. فابتغت الصين ربط مصلحتها الاقتصادية والسياسية مع النظام العالمي ومتطلباته؛ ذلك لتحقيق أقصى درجة من الربح، فوجدت بكين القوة الناعمة الوسيلة الأفضل لتحقيق أهدافها الخارجية في ظل نظام الدولي الليبرالي الحالي. فاعتمدت بكين بشكل رئيس على دبلوماسيتها الناعمة في تدعيم شراكاتها؛ وذلك لتحقيق هدف اقتصادي رئيس، وهدف سياسي عميق، تسعى من خلاله لإبراز الحضارة الصينية على حساب الحضارة الغربية.
يزداد نهم بكين بتوسيع دائرة نفوذها دوليًا؛ كلما تنامى صعودها. فبعد عام 2013، انطلقت بكين بمشاريع اقتصادية ضخمة على رأسها طريق الحرير الجديد، والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وهذه المشاريع كانت مصدرًا للقوة الناعمة الصينية، ومنحت دبلوماسيتها العامة مرونة وقوة أكثر، كما أن الدقة والدراسة والمهارة في استخدام الدبلوماسية الناعمة من الدبلوماسيين الصينيين، كان عاملًا مهمًا في نشر القوة الناعمة الصينية، فجذبت الكثير من الشركاء الاستراتيجيين لها. فالساسة الصينيون استخدموا فيها جل أنواع الدبلوماسية _الثنائية، القمم، المؤتمرات، والخط الساخن، والاقتصادية، وغيرها_ ذلك لتدعيم وتوسيع الشراكات الاستراتيجية في مختلف دول العالم. لتعتمد بكين تلك الاستراتيجية بشكل رئيس في توسيع نفوذها دوليًا.
استطاعت الصين بتوسيع وتعزيز دائرة شراكاتها الاستراتيجية في مناطق ذات أهمية استراتيجية وأمنية للولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية؛ وذلك كان مقلقًا لواشنطن. لتدخل الصين في أتون تنافس مع أمريكا على الشراكة الاستراتيجية تجاه دول العالم.
- المراجع
الكتب والدراسات العالمية:
- ناي، جوزيف. القوة الناعمة وسيلة للنجاح في السياسة الدولية. ترجمة محمد البجيرمي. (الرياض: العبيكان للنشر،2007).
- المدني، رافع. الدبلوماسية الناعمة في السياسة الصينية تجاه إفريقيا العلاقات الصينية السودانية نموذجا 2000 -2010. (دار الجنان للنشر والتوزيع، 2016).
- برونو، ميشيل. ترجمة معاوية سعيدوني. أوراسيا: قارة، إمبراطورية، أيديولوجيا أو مشروع. (قطر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2021).
- الجرباوي، علي. المعرفة، الأيديولوجيا، والحضارة. محاولة لفهم التاريخ. (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2021).
- سكوبيل، أندرو. ونادر، عليرظا. “الصين في الشرق الأوسط تنين حذر” كاليفورنيا، مؤسسة RAND. 2016)).
- الجرباوي، علي “الرؤى الاستراتيجية لثلاثي القطبية الدولية: تحليل مضمون مقارن “مجلة سياسات عربية. التابعة لمركز العربي للأبحاث والدراسات، عدد 31. (2018).
- محمود، صافى. “محور بكين – أمريكا اللاتينية: إستراتيجية الصعود الصينى وفرص بكين الكبرى فى أمريكا اللاتينية”. المركز العربي للبحوث والدراسات. عدد 16. (أبريل 2015).
- أحمد، فاراس. “الدبلوماسية الناعمة والقوة الناعمة الصينية” مجلة السياسة الدولية، مجلد 33، عدد 34 (2016).
تقارير ومواقع من الأنترنت:
- تقرير شي جين بينغ في المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، النص الكامل تجده في الصفحة الصينية: الشعب اليوم، 2017/11/4، شوهد في 2021/5/20. في: http://arabic.people.com.cn/n3/2017/1104/c31664-9288659.html
- خلفية: “فكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد” وكالة أنباء التابعة للحكومة الصينية، “شينخوا” Xinhua News Agency. 18-03-2018 شوهد في 2021/5/20. تجده في: http://arabic.news.cn/2018-03/18/c_137046448.htm
- الفرنسية 24، “طرق الحرير الجديدة: شي جين بينغ ينبذ الحمائية ويدعو المزيد من الدول للانضمام إلى المشروع” 27/04/2019، شوهد في 2021/5/14. تجده في: https://cutt.us/aRO2e
- الموقع الرسمي البنك الأسيوي للاستثمار في البنية التحتية، تجده في: https://www.aiib.org/en/about-aiib/index.html
- لمعهد الدولي للدراسات الإيرانية ” اتفاقية الشراكة الصينية – الإيرانية. التحديات والآفاق” أبريل 2021، شوهد في 2021/5/28، تجده في: https://rasanah-iiis.org/?p=24235
المراجع الإنجليزية:
- Zhongping, Feng and Jing, ” China’s strategic partnership diplomacy: engaging with a changing world” ESPO. (JUNE 2014).
- Guzansky, Yoel and Lavi, Galia. ” Saudi Arabia-China Relations: A Brave Friendship or Useful Leverage?”. INSS Strategic Assessment – Policy Analysis. Volume 23 . No. 2 . (April 2020).
- State Council of the People’s Republic of China. “Belt and Road Forum to bring about fresh ideas” . May 12, 2017. accessed on 13/5/ 2021. at: https://cutt.us/0J8dR
- Reuters,” China’s crude oil imports from Saudi up 8.8% y/y in March, UAE shipments jump”. 20 April 2021. accessed on 19/5/2021. at: https://www.reuters.com/article/china-economy-trade-oil-idUSL1N2MD05R
[1]علي الجرباوي، “الرؤى الاستراتيجية لثلاثي القطبية الدولية: تحليل مضمون مقارن” مجلة سياسات عربية، التابعة لمركز العربي للأبحاث والدراسات، عدد 31،) 2018)، ص 16.
[2] خلفية: “فكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد” وكالة أنباء التابعة للحكومة الصينية، “شينخوا” Xinhua News Agency، 18-03-2018 شوهد في 2021/5/20. تجده في: http://arabic.news.cn/2018-03/18/c_137046448.htm
[3] تقرير شي جين بينغ في المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، النص الكامل تجده في الصفحة الصينية: الشعب اليوم، 2017/11/4، شوهد في 2021/5/20. في: http://arabic.people.com.cn/n3/2017/1104/c31664-9288659.html
[4] علي الجرباوي، المعرفة، الأيديولوجيا، والحضارة. محاولة لفهم التاريخ. (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2021) ص330-332.
[5] جوزيف ناي، القوة الناعمة وسيلة للنجاح في السياسة الدولية، ترجمة محمد البجيرمي، (الرياض: العبيكان للنشر،2007)، ص20.
[6] المرجع السابق نفس الصفحة.
[7] المرجع السابق، ص 24-26
[8] المرجع السابق، ص 32-38.
[9] المرجع السابق، ص 160.
[10] فراس أحمد، “الدبلوماسية الناعمة والقوة الناعمة الصينية” مجلة السياسة الدولية، مجلد 33، عدد 34 (2016)، ص 634.
[11] المرجع السابق، ص 635.
[12] رافع علي المدني، الدبلوماسية الناعمة في السياسة الصينية تجاه إفريقيا العلاقات الصينية السودانية نموذجا 2000-2010، (دار الجنان للنشر والتوزيع، 2016)، ص73.
[13] المرجع السابق، ص73-76.
[14] الجرباوي. المعرفة، الأيديولوجيا، والحضارة، مرجع سابق، ص 330-332.
[15] ميشيل برونو، ترجمة معاوية سعيدوني، أوراسيا: قارة، إمبراطورية، أيديولوجيا أو مشروع، (قطر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2021). ص 400.
[16] المرجع السابق، ص 401.
[17] State Council of the People’s Republic of China, “Belt and Road Forum to bring about fresh ideas”, May 12,2017, accessed on 13/5/2021, at: https://cutt.us/0J8dR
[18] الفرنسية 24، “طرق الحرير الجديدة: شي جين بينغ ينبذ الحمائية ويدعو المزيد من الدول للانضمام إلى المشروع” 27/04/2019، شوهد في 2021/5/14. تجده في: https://cutt.us/aRO2e
[19] الموقع الرسمي البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، تجده في: https://www.aiib.org/en/about-aiib/index.html
[20] Feng Zhongping and Huang Jing, “China’s strategic partnership diplomacy: engaging with a changing world” ESPO, JUNE 2014, p 10 -11
[21] Ibid, p15.
[22] أندرو سكوبيل وعليرظا نادر، “الصين في الشرق الأوسط تنين حذر” كاليفورنيا، مؤسسة RAND، (2016)، ص 7.
[23] المرجع السابق ص 12.
[24] Yoel Guzansky and Galia Lavi, ” Saudi Arabia-China Relations: A Brave Friendship or Useful Leverage?”, INSS Strategic Assessment – Policy Analysis, Volume 23, No. 2, ( April 2020), P 109.
[25]Reuters,” China’s crude oil imports from Saudi up 8.8% y/y in March, UAE shipments jump” 20 April 2021, accessed on 19 /5/2021, at: https://www.reuters.com/article/china-economy-trade-oil-idUSL1N2MD05R
[26] Yoel Guzansky, Saudi Arabia-China Relations: A Brave, Previous reference, P 109.
[27] مصدر الصورة مؤسسة راند، تجده في: https://cutt.us/1hCZA
[28] أندرو سكوبيل، “الصين في الشرق الأوسط تنين حذر”، مرجع سابق، ص 55-56.
[29] المرجع السابق، ص 58-59.
[30] المعهد الدولي للدراسات الإيرانية ” اتفاقية الشراكة الصينية – الإيرانية. التحديات والآفاق” (أبريل 2021)، شوهد في 2021/5/28، تجده في: https://rasanah-iiis.org/?p=24235
[31] محمود، صافى، “محور بكين – أمريكا اللاتينية: إستراتيجية الصعود الصينى وفرص بكين الكبرى فى أمريكا اللاتينية” المركز العربي للبحوث والدراسات، عدد 16، (أبريل 2015)، ص 49-50.
[32] المرجع السابق ص 50.
[33] المرجع السابق ص 52.
.
رابط المصدر: