الملخص :
في مطلع القرن التاسع عشر اشتد تنافس الدول الأوروبية على توسيع نفوذها في فلسطين، وتضاعف هذا التنافس مع نشوء ما عرف بالمسألة الشرقية، التي سعت فيها الدول الأوروبية لتقسيم أملاك الدولة العثمانية اثر ضعفها السياسي والعسكري، وكان لبريطانيا مطامع في المنطقة وعلى رأسها توطين اليهود في فلسطين، حتى بدأ مشروع استيطانها من خلال التغلغل في فلسطين وبسط نفوذها عبر المشاريع الاستيطانية وتنفيذها وتأثيرها في البنى الاجتماعية، وذلك في أواخر الحكم العثماني، حيث سعت بريطانيا الى تفكيك بنية المجتمع الفلسطيني الذي كان يخضع لسلطة الدولة العثمانية، والمقسم إدارياً الى ثلاثة سناجق*[1]: القدس، نابلس، عكا، وذلك من خلال توغلها فيه لينسجم مع مصالحها وأطماعها في فرض نموذج رأسمالي واجتماعي جديد يمكن من خلاله تفكيك بنية المجتمع الأصلية، تمهيداً لبسط نفوذها وهيمنتها السياسية والاقتصادية والإدارية…