أصبحت تكلفة الكهرباء كابوسًا يؤرّق شركة فورتسكيو الأسترالية Fortescue، إذ باتت معضلة كبيرة قد تعرقل أنشطة الشركة في إنتاج الهيدروجين الأخضر بمصنع الأمونيا التابع لها في جزيرة جيبسون بولاية كوينزلاند.
ويترقب المشروع -الذي يُعدّ أول مشروعات الملياردير الأسترالي أندرو فورست الرئيسة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أستراليا- أوقاتًا عصيبة في الأسابيع المقبلة، بشأن القدرة على متابعة التنفيذ أم لا.
وتُعدّ تكلفة الكهرباء أعلى في ولاية كوينزلاند من أي ولاية أخرى، نظرًا إلى وجود الشبكة الأكثر اعتمادًا على الفحم في البلاد.
وأبرم مشروع جزيرة جيبسون، الذي يعتزم بناء محلل كهربائي للهيدروجين الأخضر بقدرة 550 ميغاواط، صفقة توريد مع شركة جينيكس باور Genex Power، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لمشروع بولي كريك Bulli Creek المقترح للطاقة الشمسية والبطاريات، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وكان من المفترض أن يوفّر هذا الاتفاق 337 ميغاواط من الطاقة الشمسية من تلك المزرعة، للمساعدة في تغذية المحللات الكهربائية.
في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت جينيكس باور أن شركة فورتسكيو طلبت تمديد مهلة التوقيع على الاتفاق حتى نهاية فبراير/شباط المقبل، لأنها لم تتمكن من الوصول إلى الإغلاق المالي.
ويرى محللون أن صفقة الطاقة الشمسية مع جينيكس ليست كافية لتوفير جميع احتياجات مشروع جزيرة جيبسون، ويجب أن تكون فورتسكيو قادرة على تأمين المزيد من الطاقة الخضراء رخيصة الثمن، و/أو طلب المساعدة من حكومات الولايات والحكومة الفيدرالية.
وقال رئيس قسم الطاقة الخضراء لدى شركة فورتسكيو، مارك هاتشينسون: “إن المحادثات مع الإدارات الحكومية مستمرة”، بحسب موقع رينيو إيكونومي (RenewEconomy) الأسترالي المتخصص في أخبار وتحليلات الطاقة النظيفة.
تكلفة الكهرباء أمر حيوي
يشير محللون إلى شك متزايد بشأن تكلفة مشروعات الهيدروجين الأخضر، على الأقل في مرحلتها الأولية، إذ ستكون تكلفة الكهرباء أمرًا حيويًا.
وألمح رئيس قسم الطاقة الخضراء لدى شركة فورتسكيو، مارك هاتشينسون، إلى ذلك عندما تحدث عن خيارات كهرباء أرخص ثمنًا في البرازيل وناميبيا والمغرب، إذ تسعى الشركة إلى تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر.
وقال هاتشينسون: “لقد أجرينا بعض المناقشات المهمة مع الجهات الحكومية بشأن التقدم في هذا الشأن، وكما تعلمون، في مجال الهيدروجين الأخضر، فإن الكهرباء تُعدّ الجزء الأكثر أهمية في المعادلة”.
وأوضح أن “ما نفعله حقًا هو أننا ننظر حول العالم ونبحث عن أفضل المصادر الممكنة للكهرباء رخيصة الثمن، ولهذا السبب نحن في أماكن مثل البرازيل ونتطلع إلى أماكن مثل المغرب للقيام بذلك”.
وأضاف: “أعتقد أن التكاليف الحدية أكثر وضوحًا، في الوقت الحالي، ولكنها تمثل جزءًا كبيرًا من التكاليف”.
وأردف: “لدينا مجلس إدارة في وقت لاحق من شهر فبراير/شباط المقبل، وأتصور أنه سيكون هناك قرار بعدم الاستمرار في اجتماع مجلس الإدارة هذا”، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
خطة فورتسكيو الشاملة للطاقة الخضراء
كان رئيس قسم الطاقة الخضراء لدى شركة فورتسكيو، مارك هاتشينسون، واثقًا بخطة الشركة الشاملة للطاقة الخضراء وقدرتها على الوصول إلى الحياد الكربوني “الحقيقي” بحلول عام 2030، إلى جانب تحقيق الربح، وهو الأمر الذي كان مجتمع الاستثمار يشكك فيه.
وأشار إلى أنه تم بناء خط نقل جديد بطول 320 كيلومترًا لربط مشروع تعدين آيرون بريدج Iron Bridge الجديد، الذي سيسهل المزيد من مصادر الطاقة المتجددة في عمليات التعدين في بيلبارا، بحسب موقع رينيو إيكونومي (RenewEconomy) الأسترالي المتخصص في أخبار وتحليلات الطاقة النظيفة.
ومن المقرر أن تفتتح الشركة قريبًا مزرعة للطاقة الشمسية بقدرة 100 ميغاواط، ومنشأتين جديدتين لتخزين البطاريات، وإجمالي أكثر من 3 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة والتخزين.
وسيساعد ذلك الشركة على التخلص من توليد الكهرباء بالغاز، واستهلاك نحو 700 مليون لتر من الديزل سنويًا، لتلبية احتياجات النقل لديها.
وتجرب الشركة أول حفار كهربائي بالكامل، وشاحنة نقل كهربائية، وتعمل على القطارات الكهربائية، بما في ذلك ما يسمى “قطار الجاذبية”، التي من شأنها الاستفادة من إمكانات تخزين البطارية.
وقال مارك هاتشينسون: “نحن هنا لنثبت أن تحقيق هدف الحياد الكربوني الحقيقي أمر ممكن، وأنه يمكننا تحقيق ربح في غضون ذلك”.
المصدر : https://attaqa.net/2024/01/25/%d8%aa%d9%83%d9%84%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%87%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%a1-%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d9%82%d9%84-%d8%a5%d9%86%d8%aa%d8%a7%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%87%d9%8a%d8%af%d8%b1%d9%88%d8%ac%d9%8a/