تمدد “كتائب حزب الله” في القوقاز: تطور يستدعى المراقبة

يتحتم أن تكون التقارير غير المؤكدة، ولكن المفصلة حول وجود خلايا إرهابية محتملة تابعة لـ”كتائب حزب الله” في أوزبكستان وكازاخستان بمثابة جرس إنذار لمراقبة تمدد العمليات الخارجية للجماعة نحو الشرق.

في السابع من آب/أغسطس 2024، أفاد حساب ‘Terror Alarm‘ المتخصص في تجميع الأخبار على منصة ‘إكس’، والذي يدّعي استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل وسائل التواصل الاجتماعي، أن الجماعات والشخصيات المرتبطة بجماعة “كتائب حزب الله” مسؤولة عن تنفيذ هجمات إرهابية في دول آسيا الوسطى، تحديدًا في دولتي أوزبكستان وكازاخستان. وورد في التقرير الصادر عن حساب Terror Alarm’ ما يلي:

تتحمل ” كتائب حزب الله” العراقية المسؤولية عن الأنشطة الإرهابية التي برزت في أوزبكستان وكازاخستان، حيث تُظهر بياناتنا أن الشخص المسؤول عن متابعة الهجمات الإرهابية هو العنصر الطاجيكي محمد علي برهانوف، المعروف أيضًا باسم مُستعار وهو، سيد حامد الطاجيكي. تلقى برهانوف تعليمه في جامعة المصطفى في إيران، والتي تعد أحد مراكز التجنيد للميليشيات. يتلقى برهانوف وعناصره دعمًا خاصًا من الدائرة 400 التابعة لـ”فيلق القدس”، بمشاركة شخصية من حسين رحماني والمسؤول البارز في الدائرة 400 حسين رحبان، الذي يقوم بتجنيد المسلحين الشباب. يتعاون برهانوف أيضًا مع الجهاديين، و تنظيم “داعش” ، و”حركة طالبان”، وتشمل سلسلة العمليات الجديدة، التي نفذها برهانوف لصالح كتائب حزب الله، الهجوم الفاشل على مكاتب الوكالة اليهودية في ألماتي ، ومحاولة إشعال النار في المركز اليهودي أور أفنير في ألماتي باستخدام زجاجة مولوتوف ، وإشعال النار في مزرعة مملوكة لشركة ساكسفات برويلرفي طشقند، وحرق مستودع تابع لشركة نيوستريم في ألماتي.

وفي وقت لاحق، في 26آب/أغسطس، قام تلفزيون “إيران إنترناشيونال” ومقره لندن بتضخيم المعلومات التي كشفت عنها صفحة Terror” Alarm” في البداية.

أدلة على وجود شبكات داعمة لـ”كتائب حزب الله” في القوقاز

الشكل 1: “بيان ”المقاومة الإسلامية في طاجيكستان“، 1 أيار/ مايو 2022.

في حين لا يمكن لمنصة “الأضواء الكاشفة للميليشيات” التحقق من هذه التقارير، تجدر الإشارة إلى أن “كتائب حزب الله” في السنوات الأخيرة عملت على توسيع نطاق انتشارها ونفوذها خارج العراق وسوريا. ومع ذلك، تبقى الأدلة على هذه الأنشطة نادرة، غير أن إعادة انتخاب أحمد محسن فرج الحميداوي (المعروف بأبو حسين) أمينًا عامًا لـ” كتائب حزب الله” في عام 2022، وفّر لمحة عن الجماعات المسلحة التي تدور في فلك الكتائب .

في 1 أيار/مايو 2022، أصدرت ”المقاومة الإسلامية في طاجيكستان“ بيانًا هنأت فيه ”الأمة المؤمنة في العراق على إعادة انتخاب المجاهد الحاج أبو حسين الحميداوي أمينًا عامًا لـ” كتائب حزب الله” (الشكل 1). وبالمثل، ذكر تنظيم ” المجاهدين الكشميريين “ في بيان مقتضب أن ”إخوانكم الكشميريين يعتبرون إعادة انتخاب الحاج أبو حسين الحميداوي أمينًا عامًا لهذه المنظمة المقدسة علامة ثقة وأمان لهذه الأمة وضربة قوية للعدو“ (الشكل 2).

منطقة القوقاز والتصريحات السابقة لـ”كتائب حزب الله”

الشكل 2: بيان ”المجاهدون الكشميريون“،1 أيار/ مايو 2022.

في 9 كانون الثاني/يناير 2024، أجرت قناة الميادين مقابلة مع المتحدث العسكري لـ”كتائب حزب الله”، جعفر الحسيني، الذي تم إدراجه على قائمة العقوبات الأمريكية في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد ” تورطه بالتنسيق مع مقاتلي “كتائب حزب الله” للتخطيط لشن هجمات ضد القادة العسكريين الأمريكيين في العراق“. وقال الحسيني خلال المقابلة: ”ما نراه هو أن جغرافية هذا المحور ستتوسع في السنوات أو العقد القادم لتصل إلى شرق آسيا ودول القوقاز“.

وتشير تعليقات الحسيني والمؤشرات الأخيرة حول احتمال تورط ”كتائب حزب الله“ في القوقاز، إلى أنه على غرار قيام الجماعة بتدريب الإرهابيين البحرينيين، قد يكون من المهم مراقبة أنشطة الجماعة وعملياتها الخارجية في مناطق أبعد. وفي حين قد يكون صدّ الهجمات التي تشنها “كتائب حزب الله” باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ ضد إسرائيل أمراً يسيراً ، إلا أن الجماعة قد تشكل تهديداً أكثر خطورة على الإسرائيليين واليهود المتواجدين في منطقة القوقاز، سواء كانوا مقيمين أو زائرين.

 

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M