تقديم:
شهدت السعودية في الآونة الأخيرة عدداً من التغييرات النوعية التي لم تشهدها منذ تاريخ إنشائها، ورغم صعوبة التكهن بمآل هذه التغييرات، إلا أن الشواهد الأولية، وخاصة قرارات توقيف عدد من الأمراء والوزراء، تشير إلى أن السعودية في طريقها للقطيعة مع الماضي، عبر الإطاحة بثوابت عديدة استقرت في سلوك الدولة والمجتمع. وما يحدث من تغيير منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم يرجحه البعض أنه لا يعدو كونه صراعاً على السلطة بدأ بتنحية الأمير مقرن بن عبدالعزيز عن ولاية العهد. بينما يرى البعض الآخر أن هذه التغييرات باتت ضرورية للحفاظ على وجود المملكة، ونقل القيادة إلى جيل جديد من الشباب , ومن ثم فقد ترتب على تغير القيادة السعودية بعد رحيل الملك عبدالله تغيرات في النخبة , تتمثل في النخبة التي أتى بها الملك سلمان .
وتستهدف هذه الدراسة تحليل توجهات النخبة الحاكمة في المملكة العربية السعودية منذ عام 2005 وحتى نهاية الدراسة ,وتحليل العلاقة بينه وبين إحتمالات تغير السياسة الخارجية السعودية خصوصا في منطقة الخليج العربي في ظل التحديات الكبرى التي واجهتها المنطقة .