جدلية التلازم بين الثقافة السياسية والبناء الديمقراطي

ملخص : 

إن الثقافة السياسية لأي مجتمع، هي انعكاس للتنشئة السياسية التي يتلقاها أفراده، وهي مجمل التكوين المعرفي والعاطفي القيمي الذي تشكله هذه التنشئة وتتناقله من جيل إلى آخر. فقيام تنشئة سياسية ديمقراطية من شأنها توفير الفرص المناسبة للتحول الديمقراطي والبيئة المناسبة لنضجه، وذلك بإرساء ثقافة سياسية تشكل وعاء للحفاظ على الديمقراطية وترسيخ قيم التوافق والتداول السلمي للسلطة والتعددية السياسية وتعزيز المشاركة الـسياسية الفاعلة والبناء القانوني والمؤسساتي لمجتمع الدولة، والقطع مع الثقافة السلطوية، بمختلف لبوساتها وتشكلاتها. ليبقى التوافق بين الثقافة الـسياسية والبنية السياسية أمراً جوهرياً لاستقرار أي نموذج ديمقراطي.

لقد شكلت دينامية الأحداث التي تعيشها المنطقة العربية منذ 2011، منعطفا سياسيا هاما. ومن أهم التغيرات التي أحدثتها هاته الدينامية في البنية السياسية للمجتمعات العربية، تحول واضطراب تلك القوالب الثابتة للثقافة السياسية السائدة، لتحل محلها ثقافة سياسية متجددة في علاقة المواطن بالسلطة، تكسر حاجز الخوف والخضوع، وتعيد سيادة الشعب إلى الواجهة، متخذة من الشارع العام فضاء لها لرفع شعار الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والقطع مع السلطوية. لذلك نسعى من خلال هذه الدراسة إلى بيان جدلية التلازم بين تجديد الثقافة السياسية والبناء الديمقراطي في الوطن العربي.

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M