جيوبوليتيك الأزمة الأوكرانية ومعطيات الترهل القطبي في عالم مابعد الحرب الباردة

عرف عالم مابعد الحرب الباردة عدة منعرجات كانت أولها سقوط جدار برلين تليها احداث 11 سبتمبر وبعدها الأزمة الاقتصادية 2008 ثم الجائحة العالمية وماتلاها من انهيار إقتصاديات اكبر الدول وعلي الرغم من ذلك بقيت الولايات المتحدة الأمريكية هي المسيطر والمهيمن علي السياسة الدولية ، فهي حسب كسينجر الفاعل الوحيد دوما في القضايا الدولية وهي كذلك بحسب برنجسكي البرمائي المتشعب الذي يطل ويتواجد ولديه قواعده في جميع قارات العالم ،ومما لا شك فيه فقد كانت الازمة الأوكرانية ضمن اهتمامات الولايات المتحدة ،حيث انها أصبحت توليها أهمية قصوي ودليل ذلك هو التناسي المبكر للجائحة كوفيد 19،وما ستحدثه من خراب مستقبلي في إقتصاد الدول وخاصة النامية ، وكذلك العقوبات المفروضة علي روسيا وكذلك حالة الطوارئ التي اعلنها الاتحاد الأوروبي حيال هذه الازمة مما يوحي ان الازمة الأوكرانية أعادة السرد الجيوبوليتيكي للعلاقات الدولية بعدما كان في طي النسيان مدة من الزمن في السياسة الدولية .

كما تعد معطيات الترهل القطبي الأمريكي في حسابات مجموعة من الباحثين والمفكرين في العلاقات الدولية من بينهم ريمون آرون ، جلبين ،كلهم أسالوا حبرا كبيرا كثيرا يمثل “وجه شئم “علي الولايات المتحدة من حيث بقائها في الزعامة الدولية علي العالم ،والتي من خلالها ينذر الأول وهو ريمون آرون من الترهل الذي يصيب الدول جراء حبها للهيمنة مقابل التراخي علي بعض القضايا الدولية مما ينتج مايعرف “بالدولة الرخوة “بحسب قول غونار ميردال ،وبينما يذهب الثاني جلبين الي أن سقوط وصعود القوي لا يكون الا بالتحكم في جميع التحولات الدولية الراهنة ومحاولة إستشراف الواقع من خلال وضع سيناريوهات شئم ،لكن جيفري هارت فند قول الاثنين في أن معايير القوة في العلاقات الدولية تتمثل في ثلاثة أشياء وهي التحكم في الفواعل والتحكم في الاحداث والتحكم في الموارد وهو ما تذهب له الازمة الأوكرانية الأن حيث ان كل قطب يحاول الريادة من زاويته الواضحة ، فالقطب الروسي يحاول الرؤية من خلال ما أورده ألكسندر دوغين في نظريته السياسية الرابعة وما تحاول الوصول اليه في فرض جدار عازل علي الغرب وهو ما يحدث في أوكرانيا وهو الذي تعتبره روسيا تماشيا مع توصيات الاوراسية الجديدة تقابله الزاوية الامريكية التي تحاول تدارك توصيات برنجسكي وهي وضع عيون لها في جميع أقطار العالم وعليه فالنظرة الجيوبوليتيكية متوفرة بقوة في الازمة الأوكرانية الحالية .

https://democraticac.de/wp-content/uploads/2022/08/%D8%AC%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AA%D9%8A%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%B9%D8%B7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B7%D8%A8%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D9%85%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D8%A9.pdf

المصدر :

جيوبوليتيك الأزمة الأوكرانية ومعطيات الترهل القطبي في عالم مابعد الحرب الباردة

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M