دلال العكيلي
واليد 15 أكتوبر 1944 في الإسكندرية، مصر، إسرائيلي أمريكي، منتج، ومستثمر تقدر ثروته بنحو 2.8 مليار دولار، وضعته مجلة فوربس عام 2006 في الترتيب 98 في قائمة أغنى 400 في أمريكا غادر مصر عام 1956 إلى إسرائيل ثم هاجر إلى أمريكا حيث بنى ثروته في تسويق برامج الرسوم المتحركة أنشأ مركز صبان لسياسات الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكنگز في واشنطن العاصمة، ولد حاييم في الإسكندرية وعاش بها طفولته إلى أن هجرها مع والديه وشقيقه وجدته إلى إسرائيل إثر العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وقد أقامت أسرته في تل أبيب إلى أن هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد وصوله إلى إسرائيل، انتقل حاييم إلى فرنسا حيث عمل منظم حفلات وهناك شارك في تقديم فن الأنيمي الياباني ومسلسل حلقات سنتاي للرسوم المتحركة. عمل كذلك في تقديم مسلسلات أمريكية مثل Starsky & Hutch ودالاس Dallas. التي اشتهرت بتقديمها بنجاح ساحق مسلسل الرسوم المتحركة الياباني حراس القوة بالإنجليزية Power Rangers للأطفال في السوق الأمريكي أتبع صبان ذلك بتقديم عدة مسلسلات أخرى مشابهة وفي عام 2003 اشترى كبرى شركات الإعلام في ألمانيا، شركة كيرش ميديا المتعثرة بمبلغ 5.7 بليون دولار.
وانتقل إلى الولايات المتحدة وأصبح منتجاً تلفزيونياً، وفي عام 1983 أسس صبان للترفيه Saban Entertainment وفي عام 1985 حين كان في زيارة لليابان اشتري حقوق أحد برامج الرسوم المتحركة للأطفال والت قابلت نجاح ساحق بعد إذاعتها ومن أشهرها مسلسل الرسوم المتحركة الياباني “پاور رينجرز Power Rangers” ثم قام بترجمتها وإذاعتها في الولايات المتحدة بعد أن أقنع قناة فوكس عام1993 بتقديمها فحققت نجاحا منقطع النظير وكان اسمها مورفين باور رينجرز MorphinPowerRangers، وخلال ثلاث سنوات تراكمت أرباح صبان من هذه الحلقات فقام عام1996 بمشاركة شركة فوكس, وفي العام التالي قامت شركته بشراء قناة الأسرة بمبلغ 1.9 مليار دولار، وفي عام 2001 قام مع نيوز كورپ (روپرت مردوخ) ببيع شركة فوكس فاميلي Fox Family Worldwide لشركة والت ديزني المالكة لشبكة ABC, بمبلغ 5.1 بليون دولار كان نصيب حاييم صبان من البيع 1.6 بليون دولار، وكانت أكبر صفقة في التاريخ بين شخص وشركة.
وفي عام 2006، كان ضمن مجموعة مستثمرين بقيادة تكساس پاسيفيك گروپ Texas Pacific Group, التي اشترت شبكة يونيڤيزيون Univision وهي أكبر شبكة تلفزيون ناطقة بالإسبانية في الولايات المتحدة الصفقة كان مقدارها 12.1 بليون دولار أصحاب أسهم يونيڤيزيون رفعوا قضية على المشترين الجدد بسبب طريقة الشراء.
سابان والسياسة
يعد سابان أكبر متبرع للحملات الانتخابية في أمريكا لكلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري وهو يتبرع كذلك إلى حزب العمل الإسرائيلي ويـُعرف عنه صلته الوثيقة ببيل وهيلاري كلينتون وكذلك جورج بوش الابن وفي انتخابات 2000 تبرع حاييم صبان من خلال صبان كابيتال جروپ Saban Capital Group، بمبلغ 10 مليون دولار للحزب الديمقراطي، وهو أكبر تبرع فردي في التاريخ، وفي عام 2002 أراد حاييم سابان أن يلعب دورًا سياسيًا أكبر في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي دفعه إلى تأسيس “مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط” في مايو (أيار) من نفس العام، وهو مركز تابع لمعهد بروكنجز الأمريكي ومقره في واشنطن العاصمة، ويختص بالأبحاث والتحليلات المتعلقة بالقضايا السياسية في الشرق الأوسط وقد أسسه سابان بالتعاون مع السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل مارتن إنديك.
ينظم المركز حدث سياسي سنوي يعرف باسم “منتدى سابان”، ويعقد بالتوالي بين القدس وواشنطن؛ وفيه يجتمع القادة السياسيين ورجال المجتمع والاقتصاد والمفكرين من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لبحث طرق تعزيز التواصل بين البلدين، عن ذلك تشير دراسة لـ”هارفارد” حول تدخل اللوبي الإسرائيلي في عملية صنع القرار بالسياسة الأمريكية؛ إلى أن مراكز الدراسات الأمريكية أصبحت في السنوات الأخيرة خاضعة لمجموعات موالية لإسرائيل، وقد كان “مركز سابان” واحدًا من ضمن هذه المراكز، التي يشار لها بالبنان فيما يخص التدخل في عملية صنع القرار الأمريكي من أجل دعم البرنامج الإسرائيلي.
الإسرائيلي المتعصب
يقول عن نفسه: “أنا مرتبط نفسيًا بإسرائيل، ففي كل مرة أطير وأشاهد من الطائرة شواطئها، تدمع عيناي” إنه الملياردير حاييم سابان، الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية، هو مصري الأصل، وابن مدينة الإسكندرية، إلا أنه لا يفوت فرصة دون إعلان حبه وولائه لإسرائيل، حتى أنه قال أكثر من مرة: إن هجرته إلى الولايات المتحدة الأمريكية واستقراره هناك كانت بهدف الحفاظ على مصالح إسرائيل، بالرغم من ذلك لم تكن بداية حياته سياسية على الإطلاق؛ إذ كان يدير فرقةً موسيقية وهو في الرابعة والعشرين من عمره، ويعمل كمروج للرحلات والحفلات داخل إسرائيل، إلا أن “حرب يوم الغفران” – كما يشير إليها – وهي حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، قد تركته غارقًا في الديون؛ إذ كان مدينًا بمبلغ يصل إلى 600 ألف دولار دفعهم مقدمًا للفنانيين مقابل حفلات موسيقية وعروض، لكن الحرب المصرية الإسرائيلية قد حالت دون إقامتها كان ذلك قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ويصبح أحد أباطرة الإعلام والسياسة.
وجدتُ من أجل خدمة إسرائيل
يجاهر الملياردير اليهودي حاييم سابان ، أحد أباطرة الإعلام في كل من الولايات المتحدة و”إسرائيل”، وأحد أكثر الأشخاص تأثيراً على الحلبة السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، أن تركه “إسرائيل” والاستقرار في الولايات المتحدة جاء فقط من أجل تحقيق مصالح “إسرائيل” الحيوية وضمان عدم المساس بها، لا شك في أن أكثر المظاهر التي تدلل على عمق تأثير سابان على الحلبة السياسية الداخلية الأميركية يتمثل في المؤتمر السنوي الذي ينظمه في واشنطن، ويطلق عليه “منتدى سابان”، والذي يتحول إلى تظاهرة تأييد ومناسبة يجدد فيها رؤساء أميركا من الديمقراطيين وأركان إداراتهم وكبار الموظفين وممثلو الحزب الديمقراطي في الكونغرس بمجلسيه والنخب العسكرية في الاحتياط المؤيدة للحزب التأكيد على “عمق” التزامهم بمصالح “إسرائيل” وأمنها.
وعلى الرغم من أن أركان اليمين في “إسرائيل” يميلون للحزب الجمهوري، إلا أن سابان يحرص على دعوة الوزراء والنواب وقادة الأحزاب اليمينية الإسرائيلية، إلى جانب ممثلي أحزاب اليسار والوسط للمشاركة في المنتدى، ليكونوا شهود عيان على التزامات الديمقراطيين، وقد اختارت صحيفة “جيروزاليم بوست” سابان ليكون على رأس قائمة من 50 شخصية يهودية هي الأكثر تأثيراً في العالم وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة “معاريف”، ضمن تحقيق نشرته عنه، أخيراً، قال سابان، الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية، “أنا مرتبط عاطفياً بإسرائيل، ففي كل مرة أطير إلى إسرائيل، وأشاهد من الطائرة شواطئها، تدمع عيناي. وبتأثير هذه المشاعر الجياشة القوية فإنني أشعر أنني وجدت في الحياة من أجل العمل لإسرائيل، أنا وعائلتي وأولادي موجودون في الولايات المتحدة خدمة للشعب اليهودي”.
مهندس علاقة الإمارات وإسرائيل بعدها السعودية
كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن أنّ الشخص الذي توسّط لبدء علاقة بين الإمارات و”إسرائيل” هو رجل الأعمال الإسرائيلي الأمريكي حاييم سابان، والذي يقوم أيضًا بدور مشابه مع السعودية، وأضافت القناة، أنّ سابان بادر لإجراء الاتصالات الأوليّة مع زعيم الإمارات محمد بن زايد في لقاء عُقد قبل حوالي عامين، وفي حديث أجرته القناة العبرية بعد مؤتمر بنيامين نتنياهو الذي أعلن فيه تفاصيل الاتّفاق مع الإمارات، قال سابان: “لقد قُلت لمحمد بن زايد إنّكم تقيمون علاقات مع “إسرائيل” من تحت الرادار، لماذا لا تجرونها في العلن؟ فقال لي بن زايد إن ذلك اليوم سيأتي لاحقًا”.
ومنذ تلك اللحظة واصل سابان على علاقته مع الإمارات عبر سفيرها في واشنطن يوسف العتيبة، وعندما نشر الأخير مقالًا قبل شهرين في صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية كان الاتفاق على إقامة العلاقات العلنية تم انجازه بالفعل، وخلال اللقاء التلفزيوني ألمح سابان إلى أنه يجرى اتصالات مع زعماء السعودية، الأمر الذي يجعل مشهد اليوم قد يتكرر قريبًا، مضيفًا “أعتقد أن السعودية ستنضم لهذه المبادرة، لكن ذلك قد يستغرق وقتًا أطول”.
ولمّح الموقع الإلكتروني لصحيفة “معاريف” العبرية إلى أنّ هناك إمكانية لأن تنضم البحرين لاتفاق مشابه مع “إسرائيل”، وفي تغريدة على تويتر، هنّأت وزارة الخارجية البحرينية، الإمارات على توقيع الاتّفاق الذي قالت إنّه “يعزز فرص السلام” من جهتها، أوردت الإذاعة العبرية العامة أنّ جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي ترامب وصهره، لمّح إلى احتمالية إعلان دولة عربية أخرى عن التوصّل لاتفاق مع “إسرائيل” في غضون الأيام القليلة المقبلة.
المصادر
– ساسة بوست
– ويكيبيديا الموسوعة الحرة
– اليوم السابع
– سواليف
– Ultra Palestine