عباس الزيدي
منذ زهاء ثمانية قرون هناك سلسة من الاحداث هي التي انتجت النظام العالمي الحالي …… حيث يترتب على كل حدث عالمي جملة من القوانين والقرارات يفرض المنتصر شروطه كأمر واقع تترتب عليها استحقاقات في ميزان القوى العالمي
اولا _ الحروب العالمية
1_ حرب المئة عام 1337_ 1453 والتي مزقت اوربا بين الممالك الفرنسية والانكليزية والتي انتهت بمعاهدة بريتاني
2_ حرب الثلاثين عام 1618 _ 1648 بين الامبراطوريتين الاسبانية والر ومانية والتي انتهت باول اتفاقية دبلوماسية على صعيد العالم والمعروفة باسم وستفاليا …..
هذه الاتفاقية التي اسست الى معاهدة باريس ووجدت تسوية للمشكلات الاوربية بعد الحروب النابوليونية وايضا وضعت تلك الاتفاقية الاسس والبنود لكل من القانون والعلاقات الدولية من خلال مؤتمر فينا 1814_ 1815
3_ الحرب العالمية الاولى والتي انتهت بموجب معاهدة فرساي ومؤتمر باريس وتاسيس عصبة الامم المتحدة عام 1919
4_ الحرب العالمية الثانية والتي انتهت باستسلام كل من المانيا النازية واليابان وتشكيل مجلس الامن من خمس دول دائمة العضوية لها حق النقض ( الفيتو ) وهي كل من الاتحاد السوفيتي السابق _ روسيا حاليا والصين وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية
رافقت تلك المرحلة جملة من الاحداث انتهت بمجموعة من التحالفات والاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الثنائية والثلاثية …الخ
5_ الحرب الباردة … والتي انتهت بتفكيك الكتلة الشرقية والاتحاد السوفيتي تربعت بعدها امريكا على راس النظام العالمي
استخدمت امريكا فيما بعد المظلة الدولية _ مجلس الامن _ لتمرير مشاريعها بالاكراه واستخدام القوة في سياساتها الخارحية
ثانيا _ ميزان القوى ……
حصلت مستجدات كثيرة وكبيرة في ميزان القوى تستوجب اعادة النظر في شكل النظام العالمي … منها
1_ حالة التآكل الكبير في ميزان القوى العالمي الذي تعرضت له الولايات المتحدة الامريكية مع التحاق دول اخرى حصلت على المواصفات والمزايا المطلوبة في ميزان القوى خصوصا العسكرية منها سواء في الاسلحة التقليدية او دخول البعض الى النادي النووي والفضائي والالكتروني والمعلوماتي
2_ الضعف وعدم عدالة التمثيل لكثير من الشعوب والامم في مجلس الامن وعلى مستويات مختلفة اهمها الموارد البشرية _ او الموارد الطبيعية ومنها مساحة اراضيها مثل الهند وقارة اسيا وغيرها
3_ الثورة الاقتصادية والنقلات الكبيرة في دول اسيا والصين وغيرها
4_ ضعف مجلس الامن الذي اصبح يمثل توجهات امريكا فقط وسياسة الكيل بمكيالين
ثالثا _ اسباب وحتمية الحرب الثالثة
1_ الطموح المشروع لكثير من الدول وحسب الاستحقاقات والامكانيات والموارد للمشاركة في القرارات المصيرية للعالم
2_ امتعاض الكثير من الدول لسياسة المظلة الدولية _ مجلس الامن _ وانحيازها للتوجهات والهيمنة الامريكية
3_ التعنت والعنجهية الامريكية وابتعادها عن السياسة الواقعية ولعلها بذلك تحصل على مزيد من الوقت ومساحة من المناورة لاستباق حالة التاكل التي تتعرض لها في ميزان القوى العالمي
4_ حجم الاضرار الكارثية التي لحقت بالشعوب والامم من جراء السياسة الامريكية
5_ وجود توترات ونزاعات اقليمية جانبية بين كثير الدول وجيرانها تغذيها الايادي الخفية الامريكية
ساهمت في حدة الاحتقان والتصعيد وصل بعضها الى طريق اللاعودة ومستوى الحروب وهي تنتظر اعادة الاصطفاف والتخندق والتموضع وتنظيم صفوفها من خلال ترتيب بيتها الداخلي او تحالفاتها
6_ معارضة امريكا لمشروع طريق الحرير بقيادة الصين الذي يحقق نوع من الشركاتية العالمية لكثير من الدول ويوفر فرص كبيرة للعمل في العديد من دول العالم والذي يحارب سياسة الافقار والاذلال الامريكية من خلال شروط صندوق النقد الدولي المساهم في كثير من السطوة المالية الامريكية
رابعا _ الخلاصة …..
وحسب ما تقدم هناك حالة من الانكفاء والانغلاق السياسي العالمي حبا في الذات الذي يؤدي الى الصراع دون الاكتراث الى حجم الاضرار الكارثية في عموم الموارد يقود الى حتمية للحرب الثالثة سواء كانت اقليمية او عالمية
هذه الحرب مفتوحة او خاطفة باسلحة تقليدية او نووية يترتب عليها الكثير من القضايا منها
1_ تغيير لمسميات واختفاء بعض دويلات من الخارطة
2_ نظام عالمي جديد
3_ منظمة عالمية تحقق ما تطمح اليه الكثير من الشعوب والدول في العالم لتحقيق بعض ماتصبوا اليه من العدالة
4_ يعاد صياغة الكثير من القرارات والقوانين لتحقيق تلك العدالة
5_ من المؤكد سبكون هناك مؤتمر عالمي على غرار ماعقد في سالف التاريخ ولكن هذه المرة ليس في باريس بل في بكين
فانتظروا ….. اني معكم من المنتظرين
.
المصدر: عبر منصات التواصل للمركز