حديث عن عالم الروايات وأدواتها

الروايات يمكن ان تنقسم إلى عدة أنواع، حيث تتنوع بناءً على المواضيع والأساليب والأهداف الأدبية. ومن أهمها الرواية الواقعية والرواية التاريخية والرواية النفسية والرواية الرومانسية والرواية البوليسية، هناك انواع مثل، والرواية الفانتازية، والرواية السيرة الذاتية، والرواية العلمية، والرواية الاجتماعية، والرواية الملحمية الرواية الواقعية تركز على تصوير…

ارسل لي صديق “فيسبوكي” من اهالي مدينة خانقين، وهو محب للأدب وعالم السرد، كتب يطلب مني كتابة مقال عن الروايات واهم انواعها، والفروقات بين أنواع الكتابة، وما هي اهم أدواتها، وكيف يمكن ان نكتب رواية يمكن ان تحدث أثرا مهما في الجمهور المثقف الواعي المحب للكتب والكتابة، ويحثني ويشجعني في كتابة مقال، لأن هناك فئة واسعة تريد ان تدخل عالم السرد الروائي لكنها فاقدة للمعرفة، فيكون المقال لفتح الابواب المعرفية أمام من يريد ان يكتب رواية، فقررت ان استجيب لطلب صديقي واكتب مقالا مطولا أوضح فيه مطالب صديقي الفيسبوكي، وابين فيه الاهم لمن يرغب ان يكتب رواية، وقد وضعت اهتمامي حسب ما اجده الأكثر تأثيرا من انواع الروايات.

الروايات يمكن ان تنقسم إلى عدة أنواع، حيث تتنوع بناءً على المواضيع والأساليب والأهداف الأدبية.

ومن أهمها: الرواية الواقعية والرواية التاريخية والرواية النفسية والرواية الرومانسية والرواية البوليسية، وسنتكلم عن هذه الأنواع الخمسة المهمة حسب وجهة نظري.. نعم هناك انواع مثل، والرواية الفانتازية، والرواية السيرة الذاتية، والرواية العلمية، والرواية الاجتماعية، والرواية الملحمية، لكن توجهت فقط عن الانواع الخمسة الاولى التي اجدها اهم.. وإليك أيها القارئ تفاصيل الأنواع الرئيسية الخمسة للروايات:

اولا: الرواية الواقعية:

وهي تركز على تصوير الحياة اليومية والواقع الاجتماعي والسياسي، وغالبًا ما تستند إلى أحداث حقيقية، والرواية الواقعية تعتمد على مجموعة من الأدوات والتقنيات الفنية التي تساعد في بناء السياق وتقديم الشخصيات والأحداث بشكل واقعي ومعبر. إليك بعض الأدوات الأساسية التي تُستخدم في الرواية الواقعية… وهي:

1- الشخصيات: وهي متعددة الأبعاد؛ أي أن لها صفات، دوافع، وصراعات تجعلها تبدو واقعية، ويجب أن تكون الشخصيات قادرة على التطور والنمو خلال الأحداث.

2- الحوار: الحوار يُستخدم لنقل الأفكار والمشاعر بين الشخصيات، كما يساعد في بناء العلاقات وتقديم الشخصيات بشكل أكثر واقعية، ويجب أن يكون الحوار طبيعيًا ويعكس طريقة كلام الشخصيات في الحياة اليومية.

3- الوصف: استخدام أوصاف دقيقة للأماكن، الأشخاص، والأحداث، وهذه الأوصاف تساعد القارئ في تصور البيئة والشخصيات وتخلق صورة واقعية في ذهنه.

4- الزمان والمكان: تحديد الزمان والمكان الأحداث بشكل دقيق، مما يساعد على وضع القارئ في سياق القصة، ويمكن أن يتضمن ذلك تفاصيل حول الثقافة، العادات، والأحداث التاريخية.

5- وجهات النظر: استخدام وجهات نظر متنوعة (أول شخص، ثالث شخص) لتقديم تجارب الشخصيات بشكل مختلف، مما يعكس واقع الحياة من زوايا متعددة.

6- الاحداث: التركيز على أحداث الحياة اليومية وتجارب الشخصيات، بدلاً من الاعتماد على أحداث خيالية أو خارقة.

7- التفاصيل الحسية: إدراج تفاصيل حسية (رؤية، سمع، لمس، شَم) لإضفاء عمق على التجارب وتقديم أبعاد إضافية للشخصيات والأحداث.

8- المشاعر: التعبير عن المشاعر الداخلية للشخصيات بشكل واقعي، مما يساعد القارئ على التعاطف مع ما يمر به الشخصيات.

9-القضايا الاجتماعية: معالجة قضايا اجتماعية حقيقية مثل الفقر، التمييز، والحقوق الإنسانية، وهذا يساهم في تعزيز الصلة بين القارئ والعالم الخارجي.

10- البنية: الهيكل الزمني للأحداث يجب أن يكون منطقيًا، ويمكن أن يتضمن استخدام الفلاش باك (flashback) لاسترجاع الذكريات التي تساهم في فهم الحاضر.

– تساعد هذه الأدوات في تقديم رواية واقعية تعبر عن تجارب الإنسانية بشكل صادق، وتسمح للقارئ بالتفاعل مع القصة بشكل عميق.

ثانيا: الرواية التاريخية:

تدور أحداثها في فترات زمنية سابقة، وغالبًا ما تستند إلى أحداث وشخصيات تاريخية مع إضافة عناصر خيالية..والرواية التاريخية هي نوع من الأدب يدمج بين السرد الخيالي والأحداث التاريخية الحقيقية. هنا بعض الأدوات والمكونات الأساسية التي تساعد في كتابة رواية تاريخية.. وهي:

1- البحث التاريخي: إجراء بحث دقيق عن الفترة الزمنية والمكان الذي تتمحور حوله الرواية. هذا يشمل قراءة الكتب التاريخية، الوثائق، والمقالات، بالإضافة إلى مصادر ثانوية مثل السير الذاتية.

2- شخصيات تاريخية: دمج شخصيات تاريخية حقيقية مع شخصيات خيالية. يمكن أن يلعب الشخصيات التاريخية دورًا في تطور القصة بينما يمثل الأبطال الخياليون الأصوات والآراء الجديدة.

3- الإعداد الجغرافي والتاريخي: وصف الأماكن والأحداث المرتبطة بها بشكل دقيق، مما يساعد القراء في تصور البيئة. يجب مراعاة العادات، الملابس، والفنون المستخدمة في تلك الحقبة.

4- اللهجة واللغة: استخدام اللغة أو الحوار المناسب للفترة الزمنية، مع مراعاة الفروق الثقافية واللغوية. قد يتطلب ذلك تطوير لهجة معينة أو استخدام تعبيرات تاريخية.

5- الأحداث التاريخية: دمج الأحداث التاريخية في سرد الرواية بشكل يساهم في تطوير القصة، مما يجعلها غنية بالمعلومات ومشوقة في الوقت ذاته.

6- النزاعات والصراعات: تسليط الضوء على النزاعات التاريخية المختلفة، سواء كانت سياسية، اجتماعية، أو فكرية، وكيف أثرت على حياة الشخصيات.

7- التفاصيل الحسية: استخدام أوصاف حسية تنقل القراء إلى العصر المحدد، مثل الروائح، الأصوات، والألوان التي كانت موجودة آنذاك.

8- العادات والتقاليد: تضمين العادات والتقاليد الاجتماعية والدينية التي كانت سائدة في ذلك الوقت لتقديم تصور شامل عن الحياة اليومية.

9- وجهات النظر: استعراض الأحداث من زوايا مختلفة، مما يساعد على تقديم أكثر من تفسير للواقع التاريخي.

10- الرسائل والأفكار: تضمين موضوعات تتجاوز الوقت، مثل الهوية، الحب، الشجاعة، والحرية، مما يجعل القصة تتناغم مع التجارب الإنسانية عبر العصور.

11- الربط بين الماضي والحاضر: يمكن إدراك كيف أن الأحداث التاريخية تؤثر على الحاضر والكيفية التي تتقاطع بها القصص عبر الزمن.

– باستخدام هذه الأدوات، يمكن كتابة رواية تاريخية غنية ومؤثرة تأسر القارئ وتنقله إلى عصور ماضية.

ثالثا: الرواية النفسية:

تركز على استكشاف العقل البشري، الدوافع، والصراعات الداخلية للشخصيات، والرواية النفسية تستند إلى استكشاف العواطف والأفكار الداخلية للشخصيات، وتستخدم مجموعة من الأدوات والتقنيات لتعزيز هذا الاستكشاف، وإليك بعض الأدوات الأساسية للرواية النفسية:

1- التدفق الواعي: تقنية تُظهر أفكار الشخصيات ومشاعرهم بشكل مباشر دون ترتيب زمني، مما يعطي القارئ فكرة عن كيفية مواجهة الشخصيات لمواقف معينة.

2- الراوي الداخلي: استخدام صوت الراوي للتعبير عن الأفكار الداخلية والمشاعر المعقدة للشخصيات، مما يعزز فهم القارئ للعمق النفسي للشخصية.

3- الوصف العاطفي: استخدام أوصاف مفصلة للمشاعر والعواطف، مثل القلق، الاكتئاب، أو الفرح. يساعد ذلك القارئ على التواصل مع الشخصيات على مستوى أعمق.

4- الحوار الداخلي: إدخال حوارات داخلية تعكس صراعات الشخصيات، مما يمنح القارئ نظرة ثاقبة على أفكارهم وقراراتهم.

5- الرمزية: استخدام الرموز كأدوات لتعزيز الموضوعات النفسية، مثل الألوان أو الأشياء التي تعكس مشاعر معينة.

6- دور الماضي: تسليط الضوء على تأثير تجارب الشخصيات في الماضي على سلوكياتهم الحالية ومشاعرهم.

7- الأحلام والكوابيس: إدخال عناصر من الأحلام كتعبير عن الصراعات والخوف الداخلي، مما يعكس ما يدور في ذهن الشخصيات.

8- الشخصيات المعقدة: إنشاء شخصيات ذات عمق نفسي، تجعلهم مثيرين للاهتمام وقابلين للتعاطف من قبل القارئ.

9- الأحاسيس: التركيز على الأحاسيس الجسدية كطريقة للتعبير عن الحالة النفسية، مثل توتر القلب أو فرح الصدر.

10- الرؤية المتعددة: عرض الأحداث من وجهات نظر متعددة لخلق طبقات من الفهم والتعاطف مع الشخصيات.

11- التوتر والصراع الداخلي: التركيز على الصراعات الداخلية التي تواجهها الشخصيات، مثل الصراع بين رغباتهم ومسؤولياتهم.

12- التعلق والانفصال: استكشاف علاقات الشخصيات وتأثيرها على نفسيتهم، مما يساعد في تعزيز الصراعات والمشاعر.

– باستخدام هذه الأدوات، يمكن للرواية النفسية أن تنقل تجارب عميقة ومعقدة تتعلق بالحياة الداخلية للشخصيات، مما يجعل القارئ يشعر بالاتصال والتعاطف معهم.

رابعا: الرواية الرومانسية:

تتناول قصص الحب والعلاقات العاطفية، وعادةً ما تتضمن عناصر من العاطفة والدراما، والرواية الرومانسية تعتمد على مجموعة من الأدوات والأساليب التي تساعد في بناء الحبكة وتعزيز المشاعر العاطفية… وهي:

1. الشخصيات المعقدة: إنشاء شخصيات ذات عمق نفسي وتاريخ شخصي. الشخصيات القابلة للتعاطف تجعل القارئ يستثمر في قصصهم.

2. العواطف القوية: التعبير عن المشاعر بشكل مكثف، مثل الحب، الشغف، الحزن، والخيانة. يجب أن تكون العواطف نابضة بالحياة ومؤثرة.

3. تطور العلاقة: التركيز على مراحل تطور العلاقة بين الشخصيات، من البداية نحو التعقيد والتوتر، وكيف يمكن للأحداث أن تؤثر على مشاعرهم.

4. العقبات والتحديات: إدخال صراعات أو تحديات تعترض طريق الحب، مثل التقاليد، الفروق الاجتماعية، أو المشاكل الشخصية. هذه العقبات تجذب القارئ وتزيد من التوتر الدرامي.

5. الحوار الرومانسي: كتابة حوارات ذات طابع رومانسي، تتسم بالعاطفية والحميمية. الحوار يعتبر وسيلة هامة للتعبير عن المشاعر.

6. البيئة والمكان: وصف الأماكن الرومانسية التي تلعب دورًا في الأحداث، سواء كانت أماكن جميلة أو غريبة تعزز الأجواء الرومانسية.

7. الرمزية: استخدام الرموز والاستعارات لتمثيل المشاعر، مثل استخدام الألوان أو الطبيعة لتعكس الحب أو الفراق.

8. الذكريات: تضمين الذكريات المشتركة للشخصيات، مما يساعد في بناء عمق العلاقة بينهما ويعزز التعاطف.

9. الحب من النظرة الأولى: استخدام هذا العنصر كوسيلة لجذب القارئ إلى القصة، حيث يسعى الشخصيات لتجاوز الصعوبات لتحقيق الحب.

10. التحولات الشخصية: عرض كيف يمكن للحب أن يؤدي إلى تغييرات إيجابية في شخصية الفرد ونموه.

11. الأفراح والأحزان: تضمين اللحظات السعيدة والحزينة التي تعيشها الشخصيات، مما يعكس تقلبات العلاقة.

12. النهاية السعيدة: في كثير من الروايات الرومانسية، يُفضل أن تنتهي القصة بنهاية سعيدة أو توافق، مما يترك القارئ بمشاعر إيجابية.

13. وجهة نظر الشخص الأول أو الثالث: اختيار السرد بوجهة نظر شخصية محددة يمكن أن يعزز العمق النفسي ويظهر مشاعر الشخصيات بشكل أفضل.

– استخدام هذه الأدوات بشكل متكامل يساعد في خلق تجربة قرائية غنية ومؤثرة في الرواية الرومانسية.

خامسا: الرواية البوليسية

الرواية البوليسية هي نوع من الأدب الروائي يركز على التحري والتحقيق في قضايا الجرائم، غالبًا جريمة قتل، وتتميز الرواية البوليسية بوجود محقق أو شخصية رئيسية تسعى لحل اللغز وفك رموز الجريمة، مما ينطوي على استكشاف الأدلة، واستجواب المشتبه بهم، وتحليل المعلومات، والرواية البوليسية تعتمد على مجموعة من الأدوات والعناصر التي تساهم في بناء الحبكة وإثارة التشويق، وهي:

1. الشخصيات: وهي ثلاث.. اولا: “المحقق” الشخصية الرئيسية التي تقوم بحل اللغز، قد تكون شرطيًا أو متعهد خاص، وثانيا: “الضحايا” وهي الشخصيات التي تقع ضحية الجريمة وتكون مركزًا للأحداث، وثالثا: “المشتبه بهم” وهي الشخصيات التي تمثل مجموعة من الخيارات المحتملة التي قد تكون متورطة في الجريمة.

2. الحبكة: او الجريمة ويجب أن تكون هناك جريمة معقدة (مثل القتل) تدفع الأحداث… ثم حل اللغز: حيث الأحداث تتصاعد نحو كشف الجريمة، ويجب أن تكون هناك مفاجآت وتغييرات في مسار الأحداث.

3. الأجواء: وتتكون من البيئة وهي الأماكن التي تحدث فيها الأحداث، مثل المدن، المنازل، أو الأماكن العامة… وايضا تشمل الأجواء النفسية، حيث يخلق جو من التوتر والقلق الذي يحيط بالشخصيات.

4. الأسلوب السردي: وتشمل “وجهة النظر” ويمكن أن يكون السرد من منظور المحقق أو من وجهات نظر متعددة… وكذلك “التشويق والتوتر” حيث استخدام تقنيات الكتابة مثل الفصول القصيرة والحوارات المشوقة لزيادة التوتر.

5. الأدلة والقرائن: استخدام أدلة معينة تساهم في توجيه القارئ نحو حل اللغز، وذلك من خلال إثارة التساؤلات وخلق الغموض.

6. المفاجآت والتقلبات: إحداث تقلبات غير متوقعة في الأحداث، بحيث تعطي للقارئ خيوط جديدة وتحافظ على اهتمامه.

7. حل القضية: الوصول إلى كشف الجريمة وجعل القارئ يشعر بالرضا عند معرفة التفاصيل وارتباطها مع الأدلة والشخصيات.

– باستخدام هذه الأدوات، تتمكن الروايات البوليسية من جذب انتباه القارئ وتقديم تجربة مشوقة تتطلب التفكير والتحليل.

 

المصدر : https://annabaa.org/arabic/authorsarticles/39701

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M