كيتلين ويلش Caitlin Welsh، مدير برنامج الامن الغذائي العالمي في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS / واشنطن، نقلا عن مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS / واشنطن في 26/ شباط/ 2022
ترجمة: د. حسين احمد السرحان/ مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية
الدم على ايدي بوتين ليس فقط من اوكرانيا وروسيا، بل ايضا من بلدان حول العالم تعتمد على الاستيرادات لتحقيق امنها الغذائي. وعواقب حرب بوتين ستظهر في مناطق اخرى تعاني بالفعل من انعدام الامن الغذائي الحاد وفي البلدان المستوردة للغذاء الاكثر عرضة لصدمات الامداد وزيادة الاسعار.
هناك حقيقة لم يتم التطرق لها وهي أن انعدام الأمن الغذائي العالمي وصل بالفعل إلى أعلى مستوى له منذ 10 سنوات. قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، أدت الآثار اللاحقة لوباء كوفيد-19، وفقدان الوظائف والأجور، واضطرابات سلسلة الاستيرادات، وتقلب أسعار الغذاء، الى دفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الى مستويات قياسية.
حدث هذا الارتفاع في انعدام الأمن الغذائي على الرغم من وفرة مخزون الغذاء العالمي وانخفاض أسعار الوقود بشكل قياسي. لقد أدى الغزو الروسي الى وضع المخزونات العالمية من الحبوب والبذور الزيتية في موضع تساؤل وتسبب في ارتفاع أسعار الطاقة، مما أدى إلى إلقاء الوقود على النار والمخاطرة بدفع انعدام الأمن الغذائي الى التصعيد.
الصدمات التي تتعرض لها أسواق الزراعة العالمية يمكن أن يتردد صداها في جميع أنحاء العالم. ففي عامي 2007 و 2008، أدى الانخفاض في الإنتاج من كبار المنتجين (أستراليا وبورما وروسيا وغيرها) الى ارتفاع الأسعار وأعمال الشغب من هاييتي الى ما يقرب من 40 دولة أخرى.
اليوم، يمكن أن يؤدي الانخفاض في المخزونات العالمية من القمح والحبوب الأخرى والبذور الزيتية من أوكرانيا وروسيا الى تفاقم الأزمات المستمرة في أفغانستان وسوريا وإثيوبيا وغيرها من النقاط الساخنة، ويزيد من عدم الاستقرار في مصر ولبنان وسوريا. ومن بين المشترين الرئيسيين للقمح في أوكرانيا، يعاني ما يقرب من نصفهم بالفعل من انعدام الأمن الغذائي الحاد. ومن المعرضين بشكل خاص لانخفاض المعروض من القمح الروسي مشتروه عبر آسيا وأفريقيا.
ينبغي أن يكون إبقاء إمدادات أوكرانيا وروسيا على الإنترنت أولوية قصوى الى أقصى حد ممكن. ويجب أن تظل القيود الغربية على قطاع الزراعة في روسيا خارج طاولة العقوبات، حتى لو كانت لأغراض رمزية فقط. ومع تعهد الصين بشراء الشعير والقمح من روسيا، فأن أي عقوبات مفروضة على قطاع الزراعة الروسي سيكون لها تأثير محدود. كما ان الالتزامات الاستباقية بالتدفق الحر للمنتجات الزراعية -كما هو الحال مع مواد الرعاية الصحية في بداية الوباء- يمكن أن تساعد أيضًا في تخفيف آثار الحرب على الامن الغذائي.
آثار تعطيل الزراعة في منطقة البحر الأسود قد تستغرق شهورًا أو حتى سنوات لتنتهي. والى جانب صعوبات ضخ الغاز، ستؤدي اضطرابات إمدادات الغذاء والوقود العالمية الى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وسيؤدي وقف الصراع الى تخفيف الآثار السلبية على الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم وإخماد الزيادات في الأسعار في متاجر البقالة في الولايات المتحدة الاميركية.
.
رابط المصدر: