يتسم علم الاجتماع بعدة خصائص ومميزات:
1 – يعتمد علم الاجتماع على الملاحظة الوصفية والتجريبية والميدانية، والاستعانة بآلية المعايشة بغية بناء الحقائق الاجتماعية، وفهم الوقائع والظواهر الإنسانية والمجتمعية، والابتعاد عن المقاربات الفلسفية والميتافيزيقية التي تعيق تطور المعرفة الإنسانية وتقدمها وازدهارها، واستبدال التأمل الفلسفي بالتفسير العلمي والاستقراء السببي والعلي والوضعي.
2 – علم الاجتماع علم تراكمي، إذ تبنى كل نظرية جديدة على النظريات السابقة في مجال السوسيولوجيا. ومن ثم، فهناك استمرارية وتطور وتراكم وقطائع إبستمولوجية في عملية التصحيح والتعديل والتطوير.
3 – علم الاجتماع ليس علما أخلاقيا أو قيميا، فهو لايعنى بالحكم على المجتمع من الناحية الأخلاقية أو يحكم على الأفعال الاجتماعية بالخير أوالشر، فهو علم محايد وموضوعي يصف الواقع ويشخصه ويجد الحلول الملائمة لذلك.ولكن ينشد تفسير الأخلاق إذا كان لها ارتباط وثيق بالوقائع المجتمعية[1].
ويحقق علم الاجتماع مجموعة من الأهداف الأساسية التي يمكن حصرها فيما يلي:
4 – بناء معرفة علمية وموضوعية حول المجتمع وبنياته الفرعية وعلاقة ذلك بالأفراد الفاعلين؛
5 – التوصل إلى مجموعة من القواعد والبنى الثابتة والمتغيرة التي تتحكم في المجتمعات بنية ودلالة ووظيفة؛
6 – وصف المجتمع وتشخيصه فهما وتفسيرا وتأويلا بغية الحفاظ عليه أو إصلاحه أو تغييره؛
7 – إدارك الفوارق بين الثقافات والمجتمعات لمعرفة أسلوب التعامل مع الآخرين، وتفادي المشكلات الناتجة عن اختلاف التجارب المجتمعية، مثل: الاختلاف بين البيض والسود؛
8 – دراسة الوقائع والحقائق والعمليات الاجتماعية دراسة علمية بغية الاستفادة منها على صعيد وضع السياسة العامة للدولة أو المجتمع؛
9 – تقويم نتائج المبادرات السياسية المتبعة في إصلاح المجتمع وتغييره أو الحفاظ عليه؛
{ التنوير الذاتي، وتعميق فهمنا لأنفسنا بشكل جيد؛
|حل المشكلات الإنسانية التي يعاني من الأفراد والجماعات؛
} بناء الإنسان داخل المجتمع بناء تكوينيا سليما، والسمو به في مراتب الفضيلة والسعادة والكمال، والرفع من قيمته المادية والمعنوية والأخلاقية، والزيادة في درجة رفاهيته وازدهاره؛
~ دراسة أنماط السلوك الاجتماعي وآثاره ودوافعه على الفرد والجماعة.
أقسام علم الاجتماع
وفيما يخص أقسام علم الاجتماع، فيمكن الحديث – من جهة- عن العلم الاجتماع النظري وعلم الاجتماع التطبيقي. ومن جهة أخرى، يمكن الحديث عن عدة ميادين لعلم الاجتماع.
ميادين علم الاجتماع العام :
هناك الفيزيولوجيا الاجتماعية،
- المورفولوجيا الاجتماعية،
- علم الاجتماع الحضري،
- علم الاجتماع القروي،
- علم الاجتماع الاقتصادي،
- علم الاجتماع الثقافي،
- علم الاجتماع الجمالي،
- وعلم الاجتماع اللغوي أو اللساني،
- علم الاجتماع الأخلاقي،
- علم اجتماع الحروب،
- علم اجتماع البيئة،
- علم اجتماع الطب أو الصحة،
- علم الاجتماع المهني،
- وعلم الاجتماع الصناعي،
- ولم اجتماع الأدب،
- علم الاجتماع السياسي،
- علم الاجتماع الإداري،
- علم اجتماع الأسرة،
- علم اجتماع الجمعيات والتنظيمات،
- علم اجتماع التربية،
- علم النفس الاجتماعي،
- علم اجتماع المسرح، وعلم اجتماع الإعلام،
- علم الاجتماع الجنائي،
- علم اجتماع الأديان،
- علم الاجتماع القانوني،
- علم اجتماع المعرفة… ويعني هذا أن علم الاجتماع هو علم عام، يتضمن العديد من الفروع والشعب والتخصصات العلمية، ويتأرجح هذا العلم بين ماهو ذاتي وموضوعي، كما يتأرجح على المستوى المنهجي بين الفهم، والتفسير، والتأويل.
علاوة على ذلك، يستند علم الاجتماع كذلك إلى خطوات المنهج العلمي كالإحساس بالمشكلة، وطرح الأسئلة والإشكاليات، ووضع الفرضيات، وتحديد الموضوع، ورصد بواعثه الذاتية والموضوعية، وتبيان أهدافه وأهميته، والإشارة إلى الدراسات العلمية السابقة، وتحديد المتغيرات البشرية والزمانية والمكانية، وشرح المفاهيم الاصطلاحية، وطرح تصميم الدراسة، مع ذكر الصعوبات، والثناء على من أسدى إلى الباحث أية مساعدة من قريب أو من بعيد.
وخلاصة القول، فعلم الاجتماع هو ذلك العلم الذي يدرس الوقائع الاجتماعية والأفعال والتنظيمات والمؤسسات الاجتماعية، بالتركيز على الوقائع والحقائق والعمليات والعلاقات الاجتماعية، ضمن السياق التفاعلي اللغوي والرمزي، باستخدام مناهج متنوعة إما وضعية وإما تفهمية وإما تأويلية، بغية بناء نظرية عامة للمجتمع قصد وصفه وتشخيصه وتقويمه، من أجل الحفاظ عليه أو إصلاحه أو تغييره جزئا أو كليا.
[1] – محمد ياسر الخواجة وحسين الدريني:، ص: 14.
رابط المصدر: