لم يأت النظام الاساسي لمجلس التعاون الخليجي على ذكر التعاون العسكري حين حدد اهداف المجلس انذاك من اجل تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين اعضاءه ، على الرغم من حرصه على تسمية مجالات التعاون لاخرى كالاقتصادية والمالية ،والتجارية ،والجمارك والمواصلات ، وفي الشؤون التعليمية والثقافية ،والاجتماعية والصحية ، والاعلامية والسياحية ،والتشريعية ، والادارية ،اذا لم يذكر التعاون العسكري رغم سير قطار التعاون الخليجي بهئية عسكرية منذ تحركه في العام 1981 ففي ضباب دخان الحرب العراقية الايرانية 1980-1988 ،وبعد ان اصبحت التهديدات الايرانية على مقربة من حدود الدول الخليجية ، عُقد اول اجتماع امني يخص الامن الخليجي في 24شباط من العام 1982،حيث تحددت مُنطلقات ومبادئ واهداف التعاون لتوقيع اتفاقية امنية شاملة بين الدول الاعضاء. (العجمي،2015)
لقد شكل الامن هاجسا مهما بعد ان ظهرت بعض القوى الاقليمية التي تهدد الامن الخليجي حتى وان انتهت الحرب ووضعت اوزارها ولكن مازالت ايران تنظر الى الخليج على انه الكعكة التي لابد من تقاسمها مع اطراف اخرى وحينها قفز التاريخ منبها الدول الخليجية التي اجتمعت بقدوم وحدة وترابط امن دول مجلس التعاون ومحذرا بضرورة الالتزام بمبدأ الامن الجماعي كطريق للخروج من قلق ذوبان هذه الكيانات الصغيرة في الجوار الاقليمي سيء الطباع بالغزو العسكري ،او بفرض النفوذ ففي نصوص ذلك الاجتماع مابين دول المجلس ، جاء مايوحي بأن الاعتداء العسكري من الجارتين ايران والعراق متوقع ،كما ذكر ان التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج وارد وان كان مرفوضا جماعيا .
واذا تجاوزنا الحذر الذي طبع التعاون العسكري الخليجي فقد يكون سبب تراجع التعاون العسكري الخليجي في أدبيات مجلس التعاون راجعا الى الطبيعة المتكتمة للجهد العسكري نفسه بشكل عام ، او لربط امن الخليج العسكري بأكثر من نظام أمني خارجي كجرعة علاج لالتهاب فراغ القوة المزمن في المفاصل الخليجية ،مما يجبر المراقب الخليجي على سبر اغوار التعاون العسكري لتبيان الانجازات الملموسة (aljazeera.net/ar/files/gccpath/2014)
قد يكون احد اسباب تراجع التعاون العسكري الخليجي في أدبيات مجلس التعاون عائدا الى الطبيعة المتكتمة للجهد العسكري نفسه ، أو الى ربط امن الخليج العسكري بأكثر من نظام أمني خارجي . رغم ذلك قد نجحت دول مجلس التعاون الخليجي في تحقيق درجة عالية من التنسيق العسكري في مجالات عدة منذ العام 1981 تحت شعار اقامة بنية تنسيق دفاعية.
لقد تم الاعتماد على “الاستراتيجية الدفاعية” التي تحدد السياسات والمفاهيم العامة التي تحكم وتحدد التوجهات الدفاعية ، وهذا المستوى من الاستراتيجية عادة ماترسمه الدول العظمى ذات التطلعات والانشطة التي تتجاوز حدودها الى مجالاتها الحيوية ،كما ترسمها المنظمات الدولية والاقليمية مثل حلف الناتو لتحديد وتنسيق انشطتها الدفاعية والتزاماتها المتفق عليها.