ملخص:
تعددت وظائف المدرسة وتعددت أدوارها، بصفتها مؤسسة اجتماعية وتربوية وتعليمية تعمل على تنشئة الفرد وإكسابه أنماط السلوك المختلفة.
لذلك فإن المدرسة ليست فقط مكانا لتلقي مبادئ القراءة والكتاب، بل يجب عليها أن تؤهل الفرد أخلاقيا وسلوكيا ليكون فردا صالحا في المجتمع، ووقايته من الوقوع في دائرة الانحراف والجريمة.
لذلك يتمثل الهدف الرئيسي للبحث والتعرف على العوامل المدرسية المتعلقة بتشكيل السلوك الانحرافي والإجرامي، وكذا معرفة أسبابها والعوامل المؤدية إليها وتحديد أهم الأدوار المدرسية التي تسهم في الحد منها. كما أن هذا البحث يحاول توعية المؤسسات التعليمية بمخاطر السلوك الانحرافي والإجرامي في المدارس، وكذلك تحاول طرح بعض الاقتراحات لكيفية التعامل مع هذه السلوكيات داخل الوسط المدرسيّ. والبحث في برامج للحد منها كذلك بحثنا في إطار اقتراح الوسيط والوساطة المدرسية للحد من السلوك الانحرافي والإجرامي في الفضاء المدرسيّ.
إذ تعتبر الوساطة من البراديغمات التي بدأت تكتسح المجال السوسيولوجي والبيداغوجي والتربوي نظرا لاتساع دلالاتها ومجال فعلها واقترابها من عديد الحقول المعرفية، إلى جانب قدرتها على استعارة جهاز مفاهيمي ومرجعيات متعددة وثرية، وهو ما دعانا لتناولها في بحثنا، وهي محاولة تتجه بالأساس إلى فهم أدوار هذا الوسيط بما هو فاعل اجتماعي له قدرات ومهارات ومؤهلات تسعفه على تحقيق أهدافه وتمكنه من التدخل في أكثر من مجال (التربوي، البيداغوجي بالأساس…)