دياب “كبش فداء” والشارع اللبناني يسقط حكومة ثانية

هنادي غانم

 

فشل القبطان حسان دياب في قيادة السفينة وإيصال لبنان إلى بر الأمان، البلد الغارق في بحر الفساد والمحسوبية يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد ان ابتلع دماء أبنائه واختنق بغبار دمار بيروت. الانفجار المدمر الذي أصاب مرفأ بيروت ومعه كل العاصمة زلزل ما تبقى من تربة هذه الحكومة المهترئة. فما كان من دياب، الذي أدرك منذ البداية أنه “يقوم بعملية انتحارية بقبول رئاسة الحكومة”، إلا أن اختار أهون الشَرّين. وبين الهرب أو تحمل المسؤولية اختار رئيس حكومتنا الهرب و”الهريبة ثلثين المراجل”، فكانت الاستقالة.

دياب المدرك منذ البداية أن “مراكب الإنقاذ إما مفقودة أو غير صالحة” غامر ورمى بنفسه في مستنقع السياسة اللبنانية القذرة، متسلحاً بوهم ساذج اسمه “حكومة التكنوقراط”، ليجد نفسه بعد فترة قصيرة مجبراً على الخضوع للأحزاب والقوى السياسية المهيمنة ولمعادلة المحاصصة الخشبية،مما أفقده مصداقيته أمام الشعب.

وبعد الانفجار الذي هز بيروت وأمام الغضب الشعبي، وجد دياب نفسه محرجاً خاصةً بعد أن كرت سبحة الاستقالات الوزارية واعتراف الوزراء بالعجز عن تحقيق الإصلاحات والوفاء بالوعود، فأطل الرئيس المصلوب على خشبة النزاعات الداخلية والتدخلات الخارجية ليعلن استقالة “حكومة الإنجازات” مساء يوم الاثنين، ممهداً الطريق أمام حكومة جديدة مُفصلة خارجياً على قياس مصالح الدول “الداعمة للشعب اللبناني وليس للدولة” وحلفائها مع إضعاف دور حزب الله من دون إلغائه.

ولم تشف استقالة الحكومة الحالية غليل الشعب الذي ما انفك يطالب بمحاسبة كل المتورطين بملف “باخرة الموت”، معتبراً أن تحميل حكومة دياب مسؤولية اهمال وتقصير الحكومات السابقة هو استخفاف بعقل الشعب وتزوير للحقيقة.

وتستنكر المصادر المطلعة إعادة طرح مشروع “حكومة الوحدة الوطنية” التي تعيد انتاج الطبقة الفاسدة نفسها وإن كان بوجوه جديدة. وهذا ما يكون تماماً كالرقص على جراح عائلات ضحايا إنفجار “عنبر رقم 12” وصفعة جديدة للثورة اللبنانية التي ستعمل حينها جاهدة على اسقاط الحكومة للمرة الثالثة على التوالي.

ويتخوف المتظاهرون من إعادة طرح اسم زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة، لاسيما انه لا يزال يتمتع بقاعدة شعبية كبيرة في الشارع السني. وهذا ما يترجم احتفال مناصري التيار باستقالة دياب واطلاق المفرقعات النارية ابتهاجاً. ليردد الثوار شعار “سعد، سعد، سعد ما تحلم فيها بعد”.

رابط المصدر:

https://al-aalem.com/article/48732-%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%A8-%D9%83%D8%A8%D8%B4-%D9%81%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D8%B3%D9%82%D8%B7-%D8%AD%D9%83

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M