تحية لكم وعظم الله أجوركم وتقبل الله منكم ومنا صالح الأعمال …
بودي توجيه استفسار الى سماحتكم وفضيلتكم لماذا كلما ذكّر المؤمنون إخوانهم الزائرين بالصلاة أقمتم الدنيا ولم تقعدوها ؟! أليست الصلاة عمود الدين إن قُبِلت قُبِل ما سواها وإن ردت رد ما سواها ؟! أليس الإمام الصادق عليه السلام كان آخر ما قاله من حياته الكريمة ( لا تنال شفاعتنا مستخفاً بصلاته ) ؟! أليس من واجبكم – باعتباركم مبلغين تبلغون الحق للناس – أن تنبّهونهم وتذكرونهم بهذه الفريضة المهمة ؟ّ! أليس من واجبنا كمؤمنين أن نذكّر إخواننا المؤمنين من زوار أبي عبد الله الحسين عليه السلام بواجب مثل الصلاة ؟!
لماذا تلجأون الى النظرة التشاؤمية السلبية دائماً بحيث تخوّفون المؤمنين (المّذكرين بالصلاة) بأن التذكير بالصلاة قد يدفع بعض الزوار الى ترك الزيارة واللجوء الى أماكن اللهو والفسق ؟! لماذا لا تكون نظرتنا إيجابية وهي أن نرفع من مستوى الفرد المؤمن الزائر بحيث يكون ليس فقط زائراً وإنما مصلياً في وقتها ومخمساً ومزكياً وصائماً وحاجاً و ……….. ؟! ثم إذا كان التذكير بالصلاة يجعل الزائر يترك الزيارة فتباً له وتعساً ، وهل هو متفضل على أبي عبد الله الحسين عليه السلام بزيارته ! أم متفضل علينا ! فهذا أشبه بالذين يعبدون الله على حرف ، ويريدون الذريعة كي يتركوا الدين .
ثم إن أداء الصلاة في أوقاتها – فضلاً عن أصل أدائها – والالتزام بباقي الواجبات الشرعية مثل الخمس (وخاصة لأصحاب المواكب) والحجاب بالنسبة للنساء وغيرها من الواجبات ليس أمراً فردياً متعلق بالفرد فقط ، فالزائر أصبح يمثل المذهب والأنظار والإعلام كلها متوجهة إليه ، ومن واجبنا تصحيح الأخطاء والرقي بالمستوى الديني والإيماني والأخلاقي لكل منا الى أفضل ما يكون ، حتى نكون زيناً لهم عليهم السلام وليس شيناً والعياذ بالله .
كيف سنتأسى ونقتدي بأبي عبد الله الحسين عليه السلام بطلب الإصلاح في جده صلى الله عليه وآله وسلم ؟! كيف سنتأسى ونقتدي بأبي عبد الله الحسين عليه السلام ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ؟! كيف سنتأسى ونقتدي بأبي عبد الله الحسين عليه السلام ونسير بسيرة جده صلى الله عليه وآله وسلم وأبيه أمير المؤمنين عليه السلام ؟!
وإذا كان الظرف الى هذه اللحظة غير مهيأ لتذكير – مجرد تذكير – إخواننا من المؤمنين الزائرين بواجب هو من أوضح الواجبات وأهمها وهي الصلاة في شعيرة هي من أهم الشعائر الدينية عند الشيعة وهي زيارة الأربعين ، فمتى يكون الظرف مناسباً ؟! أليس هذا مؤشراً على فشل عملية الإصلاح التي أنتم جزء من قيادتها ؟!!! فمتى يتسنى لنا أن ننبّه إخواننا المؤمنين بواجبات أكثر ؟! ومتى نتمكن من أن نوسع دائرة الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الى باقي المسلمين ؟!!
أتمنى أن يصل صوتي لكم وأسمع إجابتكم