مروة الاسدي
هل نحن وحدنا في الكون؟ لقد ظل الباحثون يبحثون عن علامات على وجود حضارات خارج كوكب الأرض لسنوات لكن دون جدوى. مبادرة يدعمها القطاع الخاص استطاعت تجميع بيانات مهولة عن الفضاء الخارجي وقامت بنشرها للمرة الأولى.
فعلى مر التاريخ، قدم لنا الفلكيون اكتشافات باهرة؛ كواكب جديدة، نجوم تنفجر، مجرات عند حافة الكون أما الآن، فهم على وشك الوصول إلى الاكتشاف الأكثر إثارة للدهشة من أي اكتشاف آخر، فما زال الانسان يدأب في اكتشاف اسرار الكواكب في قلب المجرات والكون الفسيح، من خلال الابحاث والدراسات والرحلات العلمية الى اعماق الفضاء، فضلا عن إرسال العديد من التلسكوبات إلى الفضاء الخارجي بواسطة وكالات الفضاء حول العالم وبخاصة ناسا وبفضل هذه التلسكوبات تمكن العلماء من رؤية مالم يكن بالإمكان رؤيته من على الارض لتصل الينا معلومات مدهشة حيث تملك التلسكوبات الفضائية القدرة على تلقي مختلف الاشعاعات الضوئية مثل اشعة إكس والفوق بنفسجية، وهي اشعة لا تخترق المجال الجوي للأرض، ولهذا السبب لا تلتقطها التلسكوبات الارضية.
وقد ذكر الله رب العز والجلالة في كتابه الكريم عن اسرار الكون بقوله تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
اليكم بعض العجائب التي اكتشفتها هذه التلسكوبات في كوننا الشاسع وأنا أضمن لك الدهشة والاستمتاع!، مؤخرا اعتمد علم الفلك كثيرا على الحسابات الرياضية ونماذج المحاكاة المعلوماتية في الكشوفات الكبرى، منها اكتشاف الكوكب نبتون في القرن التاسع عشر وآخرها احتمال اكتشاف كوكب تاسع في المجموعة الشمسية قبل ايام، لكن هذه الطرق التي لا تعتمد المراقبة المباشرة تبقى تكهنات في نظر البعض.
وتبقى ابحاث العلماء عن كواكب اخرى قابلة للحياة ابحاثا نظرية، اذ انه لا يمكن للبشر حتى الآن السفر في الفضاء سوى للأجرام القريبة جدا من الارض، اما تلك التي تبعد سنوات ضوئية، ومنها ما يبعد ملايين السنوات الضوئية، فلا يمكن الذهاب اليها الا ان تمكن الانسان يوما ما من السفر عبر الزمن.
وعليه في هذا الكون الذي نعيش فيه يكتشف العلماء كل يوم معلومة جديدة تضيف الدهشة إلينا من غرائب الكون، فنتعرف عليها بشكل مفصل كما في التقرير والدراسات ادناه.
علماء يتحدثون عن تزايد احتمالات العثور على حياة خارج الأرض
أفادت 5 دراسات علمية حديثة ارتفاع احتمالات العثور على حياة خارج كوكب الأرض مع تزايد الأدلة التي جمعها العلماء على وجود مياه في بعض الكواكب والأقمار. فهل يمهد ذلك للكشف العلمى الكبير الذي طال انتظاره؟
تشير الدراسات إلى احتمال وجود حياة خارج كوكب الأرض.. فهل تكون كما تخيلت أفلام السينما؟ أم أنها لن تتعدى الكائنات الدقيقة؟
هل توجد حياة خارج الأرض؟ لايزال السؤال مطروحا بشدة في أوساط علماء الفلك دون إجابة. تزايدت تلك الاحتمالات مع العثور على 7 كواكب صخرية تدور حول نجم قزم أحمر يدعى Trappist-1 f شبيهة بكوكب الأرض في كوكبة نجمية تدعى أكواريوس Aquarius.
ويشير العلماء إلى أن جميع الكواكب السبعة متشابهة في الحجم مع الأرض أو أكبر قليلاً، مع احتمالات قوية بوجود الماء في صورة سائلة في ثلاثة منها على الأقل.
أيضاً، تشير دراسات حديثة إلى أن أحد أقمار كوكب زحل وهو “إنسيلادوس” قد يكون الاحتمال الأقرب لوجود حياة عليه أكثر مما كان يُعتقد سابقًا بعد اكتشاف وجود محيط على سطحه، كما تزايدت التأكيدات على وجود مناطق رطبة ودافئة على سطح كوكب المريخ أكثر مما كان يعتقد سابقاً، إضافة إلى آثار لمحيط قديم،
فيما تعد الاحتمالات أكبر بكثير في الكواكب خارج المجموعة الشمسية للأرض الفائقة التي قد تكون أكثر قابلية لوجود حياة عليها.
نشر الباحثون المشاركون العديد من الأوراق البحثية الجديدة التي راجعها الأقران في عدة مجلات علمية منها PNAS و ScienceDirect و Nature Astronomy (1) و Nature Astronomy (2) و Nature Geoscience و Science Advances.
ويعد القمر إنسيلادوس أحد الأقمار الصغيرة التابعة لكوكب زحل وهو في مثل حجم القمر “أوروبا” التابع لكوكب المشترى، ويحتوي على محيط من الماء تحت سطحه.
بالإضافة إلى ذلك، حلقت مركبة الفضاء “كاسيني” التابعة لوكالة ناسا فوق بعض أعمدة بخار الماء التي انطلقت إلى سماء القمر من المنطقة القطبية الجنوبية. ويُعتقد أن هذه المياه قد جاءت من المحيط نفسه.
وجدت كاسيني بعض المكونات المحيرة في أعمدة بخار الماء، فإلى جانب جزيئات الماء، وجدت جزيئات من الأملاح والميثان والمركبات العضوية، كما وجدت المركبة أدلة على وجود فتحات حرارية مائية نشطة في قاع المحيط. كل هذا يجعل هذا المحيط موطنًا محتملًا للحياة.
ومع ذلك، كان هناك شيء واحد مفقود: الفوسفور. لم تعثر كاسيني على أي شيء يشير إلى وجوده، ولكن الآن دراسة جديدة من الباحثين في معهد الأبحاث الجنوبي الغربي في تكساس Southwest Research Institute (SwRI) تُظهر أنه من المحتمل وجوده، وهو عنصر يشير بقوة إلى احتمال وجود حياة.
ويقول المؤلف المشارك في الدراسة كريستوفر غلين إنه إذا ما عثر على عنصر الفوسفور، فإن محيط “إنسيلادوس” قد يكون بذلك يحتوي على جميع المكونات الضرورية للحياة، على الأقل كما نعرفها على الأرض، بحسب ما نشر موقع “ايرث سكاي” العلمي.
وأشار غلين إلى أن القمر إنسيلادوس هو أحد الأهداف الرئيسية في بحث البشرية عن الحياة في نظامنا الشمسي، وأنه في السنوات التي تلت زيارة مركبة الفضاء كاسيني التابعة لوكالة ناسا لنظام زحل، جمع العلماء بيانات عنه تشير إلى وجود جميع المتطلبات الأساسية للحياة كما نعرفها، بينما لم يتم التعرف على عنصر الفوسفور الحيوي بشكل مباشر، “لكن فريقنا اكتشف دليلًا على توفره في المحيط تحت القشرة الجليدية للقمر”، بحسب ما ذكر موقع “سبيس.كوم”.
أيضاً تدعم دراسة أخرى أجراها باحثون في هونغ كونغ فكرة أن كوكب المريخ كان أكثر رطوبة في السابق. وتشير الدراسة إلى أن العلماء قللوا من تقدير عدد البحيرات التي كانت موجودة على سطح المريخ.
إشارات غريبة
قالت الصين إن تلسكوبها العملاق Sky Eye ربما التقط إشارات على وجود حضارات غريبة، وفقاً لتقرير صادر عن صحيفة Science and Technology Daily المدعومة من الدولة، والتي يبدو أنها حذفت التقرير والمنشورات المتعلقة بالاكتشاف.
وكشف التقرير نقلاً عن كبير العلماء في فريق بحث حضارة خارج الأرض، تشانغ تونجي، إن الإشارات الكهرومغناطيسية ضيقة النطاق التي رصدتها Sky Eye – أكبر تلسكوب لاسلكي في العالم – تختلف عن الإشارات السابقة التي تم التقاطها، ويقوم الفريق بفحصها بشكل أكبر. تم تصنيع التلسكوب من قبل جامعة بكين نورمال، المرصد الفلكي الوطني التابع للأكاديمية الصينية للعلوم وجامعة كاليفورنيا، بيركلي.
وليس من الواضح سبب إزالة التقرير على ما يبدو من موقع Science and Technology Daily – الصحيفة الرسمية لوزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية – على الرغم من انتشار الخبر بالفعل على شبكة التواصل الاجتماعي Weibo ونشرتها وسائل الإعلام الأخرى، بما في ذلك تلك التي تديرها الدولة.
وفي سبتمبر 2020، أطلق تلسكوب Sky Eye، الواقع في مقاطعة Guizhou جنوب غرب الصين ويبلغ قطره 500 متر، رسمياً بحثاً عن حياة خارج كوكب الأرض.
وقال تشانغ إن الفريق اكتشف مجموعتين من الإشارات الغريبة في عام 2020 أثناء معالجة البيانات التي تم جمعها في عام 2019، ووجد إشارة أخرى مشبوهة في عام 2022 من بيانات المراقبة لأهداف الكواكب الخارجية.
ويعتبر تلسكوب سكاي أي الصيني حساس للغاية للإشارات اللاسلكية منخفضة التردد ويلعب دوراً مهماً في البحث عن الحضارات الفضائية، حسبما ورد في التقرير الذي نشرته “بلومبرغ”، وأضاف التقرير، أن الإشارات المشبوهة يمكن أن تكون أيضاً نوعاً من التداخل اللاسلكي وتتطلب مزيداً من التحقيق.
رصد دليل على الحياة خارج الأرض
أثار مرور جسم غريب في مجموعتنا الشمسية في عام 2017 حيرة علماء الفلك، واعتبره بعضهم إشارة إلى وجود حياة خارج كوكب الأرض، وهي فرضية أثارت جدلاً، لكن العالم المعروف آفي لوب دافع عنها في كتاب نشر الخميس على مستوى العالم.
وكان قد كتب «آفي لوب»، وهو مدير قسم علم الفلك في جامعة هارفارد، على الشريط الإعلاني الأحمر الذي غلفت به دار «لوسوي» الفرنسية للنشر كتابه «إذا كنت على حق، فهذا أعظم اكتشاف في تاريخ البشرية»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي كتابه الذي يؤكد فيه رصد «أول علامة على وجود حياة ذكية خارج كوكب الأرض»، يلقي هذا المتخصص في الثقوب السوداء نظرة على اكتشاف «أومواموا»، وهو جسم على شكل سيجار عبر مجموعتنا الشمسية بأقصى سرعة في أكتوبر (تشرين الأول) 2017.
ويبلغ طول «أومواموا» 400 متر وعرضه 40 متراً، ورصده تلسكوب «بان – ستارز1» في هاواي، وكانت سرعته عالية جداً، مما يعني أن مصدره نجم بعيد، وكان أول جسم يتم اكتشافه، يتأتى من نظام نجمي آخر. ووصف هذا لجسم بداية بأنه كويكب، ثم رجح فريق من وكالة الفضاء الأوروبية أن يكون عبارة عن مذنب مقذوف من نظام نجمي آخر. لكن الفرضية لم تقنع آفي لوب، إذ اعتبر أنها لم تحمل تفسيراً للتسارع المفرط لهذا الجسم، ولا لكونه لم يطلق أي أثر (غاز أو غبار) أثناء مروره بالقرب من الشمس، ولا لشكله غير المألوف. وكتب لوب مع باحث آخر في جامعة هارفارد مقالاً في مجلة «أستروفيزيكال جورنال ليترز» اعتبر فيه أن «أومواموا» لا يمكن أن يكون سوى مسبار أطلقته حضارة فضائية.
وأثارت فرضية لوب انتقادات شديدة، وكتب تعليقاً على ذلك أن «الجدل يستمر لعدم وجود دليل ملموس» و«أيا كان الاستنتاج الذي سيتم التوصل إليه حول أومواموا، فمن الواضح أنه كان ولا يزال حالة شاذة في حد ذاته».
وفي كتابه الذي يقع في 272 صفحة، عرض الفيزيائي الأميركي الإسرائيلي فرضياته حول «أول زائر بين نجمين تم رصده على الإطلاق»، واستكشف مسألة ما إذا كان البشر «وحدهم في الكون»، على ما شرحت دار «لوسوي». وأسف لوب في كتابه لـ«الازدراء الذي قوبلت به» المسائل المتعلقة بمعهد «إس أي تي آي» في كاليفورنيا، المخصص للبحث في إمكان وجود كائنات ذكية خارج كوكب الأرض.
رحلة البحث عن حياة خارج الأرض
لطالما راجت قصص الكائنات الفضائية وغزو الأرض في الثقافة الشعبية من أفلام وروايات عديدة. ولكن هذا الولع باحتمالية وجود كائنات أخرى خارج كوكب الأرض ليس جديدا. فمنذ كهوف الحضارات القديمة إلى الفلاسفة الإغريق، ومفكري القرن الثامن عشر ، لم يغب السؤال عن أذهان البشرية.
وقد بدأت أول خطوات فعلية في البحث العلمي عن كائنات أخرى عندما أطلقت روسيا أول قمر صناعي في سنة 1957 ليدور حول الأرض، في ظل الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة وسباق الفضاء بين القوتين العظميين. وفي السبعينيات ومع الوصول إلى المريخ، كان التساؤل أكثر إلحاحا، لكننا لم نجد جوابا شافيا حتى الآن.
وفي عام 1977 ترك مسبارا فوياجر 1 وفوياجر 2 الأرض، منطلقان في رحلة لا نهائية في الفضاء. يحمل كل منهما أسطوانتان ذهبيتان بها رسائل ترحيبية بلغات مختلفة، وأغان وترانيم من ثقافات متنوعة، وصور تعبر عن الحياة في الأرض لكائنات فضائية قد يمر عليها المسباران في طريقهما.
خرج المسباران فوياجر من المجموعة الشمسية في عام 2018 وتستمر رحلتيهما في الفضاء العميق حتى الآن ولكن لم يعترض طريقهما أحد.
كوكب الأرض على الرغم من زخم الحياة فيه، هو مجرد ذرة تراب في فضاء شاسع لا نهائي. في هذا الفضاء مئات المليارات من المجرات، وعدد لا نهائي من النجوم والكواكب التي تدور حولها. من ضمن هذه الكواكب ما تبعد عن نجمها نفس المسافة التي تبعدها الأرض عن الشمس.
في عام 2009 أطلقت ناسا “مهمة كيبلر” Kepler Mission، وهو مشروع يعتمد على تليسكوب بنفس الاسم، انطلق في الفضاء للبحث عن كواكب مشابهة للأرض، ولديها نفس الظروف المؤهلة للحياة، من طبيعة صخرية، ودرجة حرارة مناسبة لوجود الماء. اكتشف كيبلر ألاف الكواكب المشابهة للأرض earth-like exoplanets، كما اكتشفت تلسكوبات أخرى آلافا من الكواكب التي من المرجح أن يكون بها حياة. ولكن هذه الكواكب التي يمكننا رؤيتها بالتلسكوب هي في الحقيقة بعيدة جدا.
يقول د. مشهور الوردات – أستاذ الفيزياء بأكاديمية الشارقة لعلوم الفضاء أن أقرب نجم مشابه للشمس، “يبعد أربع سنوات ضوئية” عن الأرض. ” نحن نتحدث عن فضاء رحب، فإذا وصلنا شيء سيصلنا ضوء فقط”.
والسنة الضوئية هي، على الرغم من اسمها، وحدة قياس للمسافة وليست للزمن. فبعد نجم عن الأرض بمسافة أربع سنوات ضوئية يعني أن الضوء بسرعته، وهي أكبر سرعة ممكنة فيزيائيا، يحتاج إلى أربع سنوات ليصل إلينا. فعندما ننظر إلى هذا النجم، ما نراه هو صورته من أربع سنوات وليست صورته الآن.
إذا فرضنا أن هناك كوكبا ما على بعد ألف سنة ضوئية من الأرض، وإذا فرضنا أيضا أن هناك حياة على هذا الكوكب، فمن ينظرون إلينا من هناك سيرون الأرض في القرن الحادي عشر، وإذا أرسلوا إلينا رسالة بسرعة الضوء فستصل إلينا في عام 3022.
ولكن على الرغم من ذلك، هناك الألاف من الادعاءات المسجلة برؤية أجسام غريبة. في إبريل/ نيسان 2020، أصدر البنتاغون 3 مقاطع فيديو لما بوصفه بـ “ظواهر فضائية غير مفهومة” والتي تبدو كأطباق فضائية طائرة.
تحدث فريق بي بي سي مع أليكس ديتريتش، وهي ملاحة جو بالجيش الأمريكي وهي التقطت أحد هذه المقاطع أثناء عملها.
تقول ديتريتش، “كان يطير الجسم بسرعة كبيرة، وبشكل عشوائي، لم نستطع أن نتوقع في أي اتجاه سينعطف، ولم نستطع فهم كيف تتم قيادته بهذا الشكل، ومن أين يأتي بطاقة دفعه”.
أكدت وزارة الدفاع الأمريكية صحة مقطع الفيديو الذي التقطته أليكس كما أصدرت عشرات من المقاطع المشابهة كانت تحتفظ بها بشكل سري من قبل، والآن يقوم الكونغرس الأمريكي بمناقشة الأمر. حيث قال أندريا كارسون، العضو بالكونغرس الأمريكي أن “الظواهر الفضائية غير المفهومة قد تكون تهديدا قوميا، ويجب التعامل معها بهذا الشكل”.
ولكن إذا كان هناك فضائيون، فماذا يريدون منا؟
في عام 1977 تلقى العلماء إشارة غريبة من مكان مجهول في الفضاء، لم يتم تفسير الإشارة التي سميت بإشارة “واو” حتى الآن، ولكن اعتقد الكثير من العلماء أنها قد تكون رسالة من كائنات أخرى، مما دفع إلى ضخ الملايين لبناء تلسكوبات ترسل إشارات وتنتظر أخرى من الفضاء البعيد.
أخر هذه التلسكوبات وأكثرها تطورا هو منظار جيمس ويب الفضائي James Webb Space Telescope العملاق والأكثر تطورا حتى الآن. في شهر يوليو/ تموز من هذا العام أرسل جيمس ويب أول صور حقيقية ملونة من الماضي لألاف المجرات والنجوم والكواكب التي تدور حولها، بصور ملونة تعرض الفضاء كما لم نره من قبل، ويتوقع العلماء أن الـسنوات العشر القادمة ستشهد أكبر اكتشافات في مجال الفضاء وربما تجيب عن ندائنا إلى حياة غير حياتنا.
فرضية عجيبة ومخيفة
صورت أفلام الخيال العلمي والمسلسلات التلفزيونية بشكل روتيني جنسًا وحشيًا من الكائنات الفضائية يزورون الأرض في سفنهم الفضائية ويستعبدون أبناء الأرض التعساء.
ولكن وفقًا لما يعتقده أحد الخبراء، فإنه ربما تكون هناك حياة خارج كوكب الأرض ولكن من المحتمل أن تكون تلك الكائنات خائفة للغاية من البشر “الخطرين” و”العنيفين” بحيث لا يرغبون في المجيء إلى الأرض، بحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية.
من جهته، قال دكتور جوردون غالوب، عالم النفس الحيوي بجامعة ألبانيا، إن البشر “خطيرون وعنيفون ومنخرطون بلا توقف في صراعات وحروب دموية لا نهاية لها”، ولهذا السبب، من المحتمل أن تميل الكائنات الفضائية، التي تمتلك القدرة التكنولوجية للقيام بزيارة إلى الأرض – إن وجدوا – إلى البقاء بعيدًا خوفًا من الموت والإبادة الجماعية.
وأضاف غالوب، الذي قدم حجته في ورقة بحثية مفتوحة نُشرت في مجلة علم الأحياء الفلكية هذا الشهر: “إذا كانت [الحياة الفضائية] موجودة، فربما تكون قد وجدتنا الآن واكتشفت أن البشر خطرين وعنيفين ومنخرطين بلا توقف في صراعات وحروب دموية لا نهاية لها، ويطورون باستمرار أسلحة دمار شامل أكثر قوة”.
وأوضح أن عدم القدوم إلى كوكب الأرض ربما يكون أيضًا نتيجة ثانوية للتلوث المتزايد وتدمير الموائل، إلى جانب الحروب التي لا نهاية لها والنهب والموت والدمار والرغبة في الغزو، ومن ثم فإن البشر يشكلون خطرًا لا مثيل له وغير مسبوق ليس فقط على أشكال الحياة الأخرى على الأرض بل الحياة على الكواكب الأخرى.
فيما استشهد، بـ”التدمير الكامل لحضارات الأزتك والإنكا المتقدمة للغاية” والإبادة الجماعية اللاحقة للسكان الأصليين وتدمير معابدهم ومبانيهم وسرقة ثرواتهم ومواردهم الطبيعية.
كما تابع “إذا كانت هناك حياة ذكية في كوكب آخر، فربما ينظر سكانه إلى البشر على أنهم في غاية الخطورة، وربما يكون هذا هو السبب في عدم وجود دليل أو دليل مقنع على وجود حياة خارج كوكب الأرض، لأن سكان الكواكب الأخرى ربما يعدونها مخاطرة كبيرة للغاية أن يتم اكتشافهم”.
وأشار إلى أن عالم الفيزياء الفلكية البريطاني الشهير بروفيسور ستيفن هوكينغ أثار، خلال حياته، مخاوف بشأن الأخطار التي تشكلها الكائنات الفضائية الذكية والعدائية. وعلى غرار ما تعرضه المسلسلات التليفزيونية والأفلام السينمائية من أن كائنات فضائية تصل إلى كوكب الأرض لغزو البشر واستعبادهم وتدميرهم واستعمارهم لاستغلال موارد الكوكب بعد استنفاد مواردهم، فإن بروفيسور هوكينغ، رجح أنه ربما تكون النتيجة مماثلة لما جاء عندما جاء كولومبوس إلى أميركا، وهو الأمر الذي لم يكن جيدًا للأميركيين الأصليين.
كذلك، أشار إلى أنه للمرة الأولى في تاريخ الأرض، أن البشر متجهون نحو الانقراض الجماعي الذي يحدث نتيجة لأفعال نوع واحد؛ أي الإنسان.
في حين، تعتمد الورقة البحثية لدكتور غالوب على مفارقة فيرمي، وهي التناقض الواضح بين عدم وجود أدلة على حضارات خارج كوكب الأرض والتقديرات العالية المختلفة لاحتمالية حدوثها. بمعنى آخر، إذا كانت هناك حياة خارج كوكب الأرض، فلماذا لم يتم العثور على أي دليل على وجودها؟
وفقًا لتقديرات إريك زاكريسون، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة أوبسالا في السويد، يوجد 70 كوينتيليون كوكب في الكون – أي 7 متبوعًا بـ 20 صفرًا.
ويوجد في مجرة درب التبانة وحدها ما يصل إلى 6 مليارات من الكواكب الشبيهة بالأرض، وفقًا لدراسة أجراها علماء الفلك بجامعة كولومبيا البريطانية عام 2020. ووفقًا لوكالة ناسا، تم تأكيد 4.933 كوكبًا خارج المجموعة الشمسية – كواكب خارج نظامنا الشمسي – في 3704 أنظمة، ولكن معظم هذه الكواكب الخارجية غازية، مثل كوكب المشتري أو نبتون، وليست أرضية.
فيما يتعلق باحتمالية وجود كائنات فضائية غريبة على الأرض، يقول دكتور غالوب: “يوضح تاريخ علم الأحياء على الأرض أن الحياة الذكية المتطورة تقنيًا هي الاستثناء وليس القاعدة. وعلى الرغم من المليارات من أشكال الحياة المختلفة، فإن سجل الحياة الذكية مع قدرات صنع الأدوات المعقدة والقدرة المعرفية لتحقيق الوعي الذاتي، يشير إلى أنه ظهر مرة واحدة فقط، مما يجعل احتمال العثور على حياة ذكية متطورة تقنيًا في مكان آخر بعيدًا بشكل كبير”.
ما الذي يدفع البعض للاعتقاد بوجود حياة خارج الأرض؟
يعتقد جزء كبير من البشر أن هناك حياة خارج الأرض وأن الإنسان ليس وحيداً في هذا الكون، لكن ما الذي يدفعهم إلى هذا الاعتقاد، أو حتى في بعض الأحيان إلى الجزم بحتمية وجود حضارات أخرى؟
هل سكان الأرض وحدهم في مجرات الكون؟ أم أن هناك كائنات اخرى تعيش في كواكب أخرى في مجرتنا أو ربما في مجرات أخرى. فبينما يسعى العلماء لإكتشاف ما إذا كانت هناك حياة اخرى على كواكب قريبة، فإن بعض سكان كوكب الأرض يعتقدون بحتمية وجود حياة في مكان آخر.
وقد أجري استطلاع رأي في محاولة للمساعدة على توضيح مدى استمرار شعبية سلسلة أفلام حرب النجوم – ستار وورز- بعد 40 عاماً من عرض أول فيلم في السلسلة، لكنه ذهب أبعد من ذلك، حيث أظهر الاستطلاع أن ما يقرب من نصف البشر يعتقدون في وجود حياة خارج كوكب الأرض ويرغبون في التواصل معها. أجري في 24 بلداً وتخطى عدد المشاركين فيه 26 ألف شخص.
ووجد الاستطلاع أن أكبر نسبة من المعتقدين في وجود حياة عاقلة خارج كوكب الأرض هم في روسيا وبعدها المكسيك والصين. ويأتي الهولنديون في آخر القائمة بنسبة 28 بالمائة. وقد أجريت المقابلات بخمس عشرة لغة في الفترة بين ديسمبر 2015 وفبراير 2016 في دول تمثل 62 بالمائة من إجمالي عدد سكان العالم و80 بالمائة من الاقتصاد العالمي.
ومع إطلاق أحدث أفلام السلسلة والذي يحمل عنوان (ذا لاست جيدي)، نشر الباحثون نتائج الاستطلاع التي خلصت إلى أن 47 بالمائة من المشاركين يعتقدون “في وجود حضارات رشيدة في الكون خارج كوكب الأرض”.
بل والأكثر من ذلك أن 61 بالمائة قالوا “نعم” عندما سئلوا إن كانوا يعتقدون في “شكل من أشكال الحياة على كواكب أخرى”. وقال الباحثون بمؤسسة جلوكاليتيز إن ما يقرب من 25 بالمائة قالوا إنهم لا يعتقدون في وجود حياة عاقلة خارج كوكب الأرض، ومن بين أولئك الذين يعتقدون أننا لسنا وحدنا في الكون، قال 60 بالمائة منهم إنه يجب علينا أن نحاول التواصل مع الحضارات خارج الأرض.
ولم يكن هذا أول مسح يجمع آراء عن كائنات غير أرضية، فقد سبق وأن خلصت استبيانات في ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة إلى نسب مشابهة، لكن الباحثين يقولون إنه أضخم استطلاع رأي من نوعه بمثل هذا التنوع من البلدان، وقال مارتن لامبرت الذي قاد الاستطلاع إن النسبة المرتفعة في الاعتقاد في وجود حضارات رشيدة خارج كوكب الأرض والتفاصيل المميزة
عن هؤلاء الأشخاص يوضحان إلى حد ما الشعبية الهائلة لأفلام الفضاء مثل حرب النجوم – ستار وورز- كما يثبت ذلك أيضاً أن الأشخاص الذين يعتقدون في وجود حضارات رشيدة خارج كوكب الأرض ليسوا أقلية على الهامش.
.
رابط المصدر: