وصل الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في 11 أيلول/ سبتمبر 2024، إلى العاصمة العراقية بغداد على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى في زيارته الخارجية الأولى بعد توليه منصبه، بدعوة رسمية من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
واستمرت زيارة بزشكيان إلى العراق ثلاثة أيام متتالية، عقد الرئيس الإيراني خلالها سلسلة من الاجتماعات الرسمية مع كبار المسؤولين العراقيين بما في ذلك نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب ورئيس السلطة القضائية، بالإضافة إلى لقاءات مع الإيرانيين المقيمين في العراق ورجال الأعمال.
وشملت زيارة بزشكيان 6 محافظات عراقية وهي بغداد وأربيل والسليمانية، وكربلاء، والنجف، والبصرة. وبحسب بيان مكتب رئيس مجلس الوزراء العراقي، فإن السوداني وبزشكيان رعيا توقيع 14 مذكرة تفاهم في عدة مجالات بينها التعاون التدريبي والشباب والرياضة والتبادل الثقافي والفني والآثاري والتربية والإعلام والاتصالات وتفويج المجاميع السياحية الديني المناطق الحرة والزراعة والموارد الطبيعية.
تأتي زيارة الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، إلى العراق في فترة تشهد فيها العلاقات بين البلدين كثيرا من التعقيدات. كما أنها تتزامن مع توترات إقليمية عديدة، أبرزها حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة التي تُلقي بظلالها على الأوضاع السياسية في العراق والمنطقة كلها. ويأتي اختيار الرئيس الإيراني الجديد العراق وجهته الأولى يدل على الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية المهمة المتشابكة بين البلدين اللذين يشتركان في حدود تمتد لأكثر من مسافة 1450 كم، وأهمية العلاقات بينهما وتنامیها بعد مرور عقدين على الغزو الأميركي.
وفي هذا الإطار تسعى هذه ورقة تقدير الموقف للإجابة على سؤالين أساسيين: ما أسباب اختيار العراق ليكون الرحلة الخارجية الأولى للرئيس الإيراني الجديد؟ وما هي مآلات ونتائج زيارة الرئيس الإيراني للعراق؟