د. محمد المرجان
أســتاذ باحــث فــي علــم الاجتمــاع – جامعــة ابــن طفيــل
بالقنيطــرة – المغــرب
رئيس الجمعية المغربية لعلم الاجتماع
عالــم الاجتمــاع الخبيــر
يبــدو أن إرادة العالــم فــي أن يكــون معترفــا بــه اجتماعيــا وفــي أن يــؤدي وظيفتــه بنجــاح هــي التــي تحولــه إلــى خبيــر. طبعــا هــذه الرغبــة تعكــس إلــى حــد مــا المهنيــة المتناميــة فــي العلــوم الاجتماعيـة، كمـا تخضـع لضغـط الطلـب الاجتماعـي الـذي يتكاثـر فـي عالـم تتداخـل فيـه وتتواصـل العلـوم ً الاجتماعيــة مــن جهــة وإنتــاج القــرار ســواء كان قــرارا ًّ سياسـياً أو اقتصاديـا مـن جهـة ثانية.
وبصـرف النظـر عــن التفاعــل الحاصــل بيــن هــذه النمــاذج الاربعــة، فــإن مــا يمكــن تأكيــده هــو فــي المقابــل الاســتقلالية النسـبية لـكل طرف من هـذه الأطراف. طبعا تقتضي الظــروف الحاليــة انطالًقــا مــن حاجيــات الصناعــة الثقافيـة بـروز الاسـتعراضي والخبيـر أكثـر مـن الناقـد والأكاديمــي. إلا أنــه لا يمكــن مــع ذلــك اســتبعاد التســاؤل الأساســي حــول الأوضــاع الخاصــة بإنتــاج المعرفــة العلميــة فــي عالمنــا، بمــا فــي ذلــك انفتــاح مختلـف التخصصـات الإنسـانية علـى العلـوم الأخـرى، واضطــراب الحــدود العلميــة والمؤسســية لهاتــه العلــوم، وهــي فرصــة تاريخيــة، علــى الأقــل بالنســبة ً للسوسـيولوجيا، لكـي تنتـج أنماطـا معرفيـة وتكوينيـة ومهنيــة جديــدة، فــي عالــم متعطــش للمعرفــة والخبـرة وللتوجيـه والمصاحبـة فـي المشـاريع.
الـكلام عـن دور ومكانـة الخبـرة والخبـراء فـي العالـم الحديـث هـو فـي الحقيقـة تسـاؤل عـن أهميـة تشـكيل نخبة تقنوقراطية جديدة معولمــة أو فــي طريقهــا للعولمــة، تســعى فــي نشـاطها المتعـدد وباسـم الحـرص علـى »الموضوعيـة« لخلـق المؤشـرات الخاصة بالجودة والاكتمال، بالنسـبة للمشـاريع أو الأبحـاث التـي تلتـزم بتحقيقهـا.
هـذه النخبـة ذات ارتبـاط متعـدد، تتمكــن عبــره مــن الانتمــاء إلــى المجــال الأكاديمــي والجامعــي، بمــا يوفــره مــن إمكانيــات معرفيــة وعلائقيــة واســعة، تتدخــل لصالــح الدولــة أو مــن يــدور فــي فلكهــا عبــر مختلــف الخدمــات المقدمـة، فـي الآن نفسـه، ترتبـط بمقتضيـات »السـوق« علـى نحـو ليبرالـي باسـم »خصوصيـة المهنـة«.
رابط المصدر: