أُثيرت مسألة دعم الطاقة الخضراء في أوروبا خلال الجلسات الحوارية للمنتدى الاقتصادي العالمي، المنعقد في مدينة دافوس السويسرية، وكانت محل انتقاد ومقارنة مع السياسات المماثلة المتبعة في الولايات المتحدة الأميركية.
وانتقد الرئيس التنفيذي لأكبر شركة برتغالية متخصصة في نقل الطاقة وتوزيعها، السياسات الأوروبية لدعم مشروعات الطاقة النظيفة خاصة إنتاج الهيدروجين الأخضر، مقارنة بما تحظى بها المشروعات الأميركية المماثلة من دعم وتشجيع كبيرين من قبل الإدارة الأميركية، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وعدّ الأهداف الأوروبية لإنتاج الهيدروجين الأخضر غير واقعية في ظل ضعف الاستثمارات المعلنة في هذا القطاع، ونادى ببذل المزيد من الجهود للنهوض بهذه المشروعات من أجل نشرها على نطاق أوسع.
انتقاد للسياسات الأوروبية
وصف الرئيس التنفيذي لشركة إنيرجياس دي برتغال “إي دي بي” Energias de Portugal، ميغيل ستيلويل داندرادي، سياسات دعم الطاقة الخضراء في أوروبا بأنها غير كافية، معتبرًا أن هذه السياسات تعوق تنفيذ الكثير من المشروعات على أرض الواقع.
ويرى “داندرادي”، أن المفوضية الأوروبية تعلن الكثير من الرؤى العظيمة لدعم مشروعات الطاقة في القارة العجوز، إلا أن تنفيذ هذه الخطط على مستوى بلدان القارة ما يزال بعيدًا إلى حد كبير، بحسب ما نشرته وكالة رويترز، في 19 يناير/كانون الثاني 2024.
وعقد الرئيس التنفيذي لشركة مرافق الطاقة البرتغالية “إي دي بي” مقارنة بين السياسات التي تتبعها الولايات المتحدة الأميركية لدعم مشروعات الهيدروجين الأخضر، مقابل ما تقدمه القارة الأوروبية من حوافز مماثلة لدعم هذا الوقود النظيف.
وقال في هذا الصدد: “في الولايات المتحدة، إذا أنتجت كيلوغرامًا واحدًا من الهيدروجين الأخضر، فستحصل على دعم بقيمة 3 دولارات، لكن في المقابل في أوروبا تحتاج إلى تقديم كومة من الأوراق لإقامة المشروعات”، منتقدًا الوقت الطويل الذي تستغرقه عملية الحصول على الموافقات، وكذا دعم الطاقة الخضراء في أوروبا الذي لا يحظى بالاهتمام اللازم.
أهداف الهيدروجين غير واقعية
هناك شكوك حول قدرة الاتحاد الأوروبي على تنفيذ مستهدفاته التي حددها لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
ويستهدف التكتل إنتاج 10 ملايين طن من وقود الهيدروجين الأخضر، واستيراد 10 ملايين طن أخرى بحلول عام 2030.
ويبلغ إنتاج القارة العجوز من الهيدروجين الأخضر المُصنع عبر أجهزة التحليل الكهربائي أقل من 300 ألف طن، وهو ما يعني أن تشجيع هذا النوع من المشروعات يتعيّن أن يكون في مقدمة سياسات دعم الطاقة الخضراء في أوروبا خلال المرحلة المقبلة.
وحول هذا الأمر، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة إنيرجياس دي برتغال، ميغيل ستيلويل داندرادي، أن تحقيق المستهدفات الأوروبية الخاصة بإنتاج الهيدروجين الأخضر يتطلّب استثمارات ضخمة لتوسيع الإمكانات الأوروبية من أجهزة التحليل الكهربائي وتركيب ما بين 150 و210 غيغاواط من الطاقة المتجددة الجديدة لتشغيل هذه الأجهزة، مؤكدًا أن هذا سيستغرق وقتًا طويلًا.
وأضاف: “هناك توقعات مُبالغ فيها بشأن إنتاج الهيدروجين في أوروبا، والعديد من هذه الأهداف غير واقعية، إننا نشهد مشروعات بقدرة 100 ميغاواط يمكن تشغيلها في عام 2026 أو 2027، لكننا ما زلنا بعيدين عن مشروعات بحجم غيغاواط”.
وأشار إلى أن التحليل الكهربائي -وهو التكنولوجيا الرئيسة لإنتاج الهيدروجين الأخضر- أقل قدرة على المنافسة مع بدائل الوقود الأحفوري مثل الغاز الطبيعي، وهذا عائق أمام تطوير أجهزة التحليل الكهربائي على نطاق واسع.
موضوعات متعلقة..
- غموض لوائح استيراد الأمونيا الخضراء يهدد مستقبل الهيدروجين في أوروبا (تقرير)
- تقرير يتوقع انخفاضًا كبيرًا بأسعار الهيدروجين في أوروبا
- تأخير ترخيص مشروعات الطاقة المتجددة في أوروبا يعرقل هدف الحياد الكربوني
المصدر : https://attaqa.net/2024/01/19/%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%af%d8%b9%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b6%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d9%88%d8%b1%d9%88%d8%a8%d8%a7-%d9%85%d8%ad/